مع القرآن - ساعة الخزي والندم لكل من حارب الله وأهله

منذ 2017-03-15

خزي ما بعده خزي، وندم ما بعده ندم؛ يوم تتوفى الملائكة كل ظالم اغتر بدنياه ولم يعمل أي حساب لتلك اللحظات العسيرة التي ما بعدها أصعب منها وأعسر.

نافحوا عن كبرائهم ومعبوديهم وحاربوا الله وأولياءه حتى أتتهم ساعة الحقيقة المرة، يوم لا حول لهم ولا قوة ولا فرصة للإصلاح أو البراءة من الأفعال والأقوال التي عاشوا ينافحون عنها.

خزي ما بعده خزي وندم ما بعده ندم يوم تتوفى الملائكة كل ظالم اغتر بدنياه ولم يعمل أي حساب لتلك اللحظات العسيرة التي ما بعدها أصعب منها وأعسر.

{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ . الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} [النحل:27-29].

قال السعدي في تفسيره:

"{ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ} أي: يفضحهم على رءوس الخلائق ويبين لهم كذبهم وافتراءهم على الله.

{وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ} أي: تحاربون وتعادون الله وحزبه لأجلهم وتزعمون أنهم شركاء لله، فإذا سألهم هذا السؤال لم يكن لهم جواب إلا الإقرار بضلالهم، والاعتراف بعنادهم فيقولون { ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} [الأعراف من الآية:37] {قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} أي: العلماء الربانيون {إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ} أي: يوم القيامة {وَالسُّوءَ} أي: العذاب {عَلَى الْكَافِرِينَ} وفي هذا فضيلة أهل العلم، وأنهم الناطقون بالحق في هذه الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وأن لقولهم اعتبارا عند الله وعند خلقه، ثم ذكر ما يفعل بهم عند الوفاة وفي القيامة فقال:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} أي: تتوفاهم في هذه الحال التي كثر فيها ظلمهم وغيهم وقد علم ما يلقى الظلمة في ذلك المقام من أنواع العذاب والخزي والإهانة.

{فَأَلْقَوُا السَّلَمَ} أي: استسلموا وأنكروا ما كانوا يعبدونهم من دون الله وقالوا: {مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ} فيقال لهم: {بَلَى} كنتم تعملون السوء فـ{إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فلا يفيدكم الجحود شيئا، وهذا في بعض مواقف القيامة ينكرون ما كانوا عليه في الدنيا ظنا أنه ينفعهم، فإذا شهدت عليهم جوارحهم وتبين ما كانوا عليه أقروا واعترفوا، ولهذا لا يدخلون النار حتى يعترفوا بذنوبهم.

{فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّم} كلُّ أهل عمل يدخلون من الباب اللائق بحالهم، {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ} نار جهنم فإنها مثوى الحسرة والندم، ومنزل الشقاء والألم ومحل الهموم والغموم، وموضع السخط من الحي القيوم، لا يفتَّر عنهم من عذابها، ولا يرفع عنهم يوما من أليم عقابها، قد أعرض عنهم الرب الرحيم، وأذاقهم العذاب العظيم".

المصدر: فريق عمل طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 1
  • 0
  • 8,517
المقال السابق
الذين هاجروا في الله
المقال التالي
العدل أساس الملك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ}

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً