من أبواب دمشق..إلى أبواب القُدس..
البداية الكبرى الحقيقية من دمشق.. ومنها – بإذن الله - إلى القدس ..
مهما كانت نتائج الأحداث العسكرية الجارية في دمشق وماحولها؛ ومهما تطورت المؤامرات حول القدس ضمن ما يُحاك لها؛ فإن هاتين المدينتين ستحددان الكثير من مسارات تاريخ المستقبل، ولهذا ستظلان محط أنظار المهتمين بشأن المسلمين فيما يُستقبل من العقود والسنين، لأنهما ستبقيان موئلًا للمرابطين، ومهجرًا للمجاهدين، ومقرًا لمقارعة المجرمين . ومن حول أبوابهما ستفتح - بأمر الله - أبواب النصر والتمكين..
البداية الكبرى الحقيقية من دمشق.. ومنها – بإذن الله - إلى القدس .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَا تَزَالُ عِصابَةٌ مِن أُمَّتي يُقاتِلونَ علَى أبوابِ دِمَشْقَ ومَا حَوْلَهُ، وعلَى أبوابِ بيتِ المَقْدِسِ ومَا حَوْلَهُ، لَا يَضُرُّهُم خِذْلانُ مَن خذَلهم، ظَاهِرِين علَى الحَقِّ إلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ» . [أخرجه أبو يعلى (6417) (والطبراني في الأوسط (47)وابن عدي في الكامل (7/84)] .
وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه كلما تقارب الزمان؛ تركز المجاهدون وتجمعوا حول دمشق وما حولها من بلاد الشام.. «إن فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة إلى جانب مدينة يقال لها : دمشق ، من خير مدائن الشام» .. [صحيح أبي داود برقم: 4298] ..وإذا كان هذا عند وقوع الملاحم الكبرى..فلا أظن إلا أننا نشهد مقدماتها وإرهاصاتها..
ستتطور الأمور في هذه الأرض وما حولها لتكون مكانا يظهر فيه الدين، فتكون ملاذًا للمؤمنين من الفتن ووقاية للمستضعفين من المحن، كما قال عليه الصلاة والسلام: «إنى رأيت كأن عمود الكتاب انتُزع من تحت وسادتي ، فأتبعته بصري ، فإذا هو نور ساطع عُمِدَ به إلى الشام ، ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام» . [صحيح الترغيب( 3092)]
وستظل الشام لذلك محلًا لتداعي الأمم عليها لاعتصام المؤمنين بها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عقر دار الإسلام بالشام» . [صحيح الجامع برقم:( 4014)]
ولهذا فمنذ البدء تنزل الوحي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بما ستتنقل إليه مقدمات المآل.. مما يكاد يحكي مانراه في المنطقة اليوم من أحوال : «سيصير الأمر إلى أن تكونوا جنودًا مجندة.. جندٌ بالشام ، وجندٌ باليمن، وجندٌ بالعراق قال ابن حوالة – راوي الحديث - خِرْ لي يا رسول الله إن أدركتُ ذلك، فقال: عليك بالشام فإنها خِيرة الله من أرضه، يجتبي إليها خِيرته من عباده، فأما إن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غُدركم فإن الله توكل لي بالشام وأهله» . [سنن أبي داود برقم: 2483] .
فسواء سقط بشار وهزمت قوى الطغيان الداعمة له اليوم أو غدا .. فالحل ليس في الحلول ضيوفًا أذلاء على الطغاة المتآمرين حول موائد الحيف والجيف في (جنيف) و(الآستانة) .. وإنما يكمن في إحلال الأعزاء رايات الجهاد حول أبواب دمشق وماحولها.. حتى تقترب تلك الرايات رويدا رويدا من بيت أبواب بيت المقدس وما حوله.... وعندها ينبلج نور الفجر وضياء الصبح ... {أليس الصُبح بقريب} ..؟!
- التصنيف: