مع القرآن - الليل و النهار من آيات الله

منذ 2017-04-03

{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا } [ الإسراء 12] .

تعاقب الليل و النهار يكفل للعباد معايشهم و راحتهم و يسمح لهم بالكد و التعب طلباً للرزق كما يسمح لهم بالسكون و الدعة طلباً لراحة البدن .
جعل الله من صفحة السماء الواسعة وسيلة لحساب الزمن و الوقت بالساعات و الدقائق  و الفلك و المواسم و السنوات و دخول الشهور و خروجها و غير ذلك من طرق الحساب المختلفة .
 فهو وحده من يحرك تلك الأجرام السماوية البعيدة لتضيء هنا أو تظلم هناك و لتدور فتحدث تعاقباً عجيباً يدور معه الوقت و الزمان في نظام ثابت منتظم بكل دقة . 
{ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا } [ الإسراء 12] .

قال الطبري في تفسيره :
قول تعالى ذكره: ومن نعمته عليكم أيها الناس، مخالفته بين علامة الليل وعلامة النهار، بإظلامه علامة الليل، وإضاءته علامة النهار، لتسكنوا في هذا، وتتصرّفوا في ابتغاء رزق الله الذي قدره لكم بفضله في هذا، ولتعلموا باختلافهما عدد السنين وانقضاءها، وابتداء دخولها، وحساب ساعات النهار والليل وأوقاتها { وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا }  يقول: وكلّ شيء بيناه بيانا شافيا لكم أيها الناس لتشكروا الله على ما أنعم به عليكم من نعمه، وتخلصوا له العبادة، دون الآلهة والأوثان.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
قال السعدي في تفسيره :
يقول تعالى: { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ }  أي: دالتين على كمال قدرة الله وسعة رحمته وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له. { فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ } أي: جعلناه مظلما للسكون فيه والراحة، {وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً }  أي: مضيئة { لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْ رَبِّكُمْ }  في معايشكم وصنائعكم وتجاراتكم وأسفاركم.
{ وَلِتَعْلَمُوا }  بتوالي الليل والنهار واختلاف القمر { عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ }  فتبنون عليها ما تشاءون من مصالحكم.
{ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلا }  أي: بينا الآيات وصرفناه لتتميز الأشياء ويستبين الحق من الباطل كما قال تعالى: { مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ

أبو الهيثم 
#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • -1
  • 6
  • 22,184
المقال السابق
و يدع الإنسان بالشر
المقال التالي
يوم تلقى عملك

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً