خلافة أبي بكر الصديق - (12) جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق

منذ 2017-04-14

وبعد تولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه إمارة المسلمين واجهته أحداث جسيمة، خصوصا ما كان من قبل أهل الردة، وما دار بعد ذلك من حروب طاحنة ومعارك عنيفة، خصوصا ما كان في موقعة اليمامة، حيث استشهد فيها عدد كبير من الصحابة، منهم أكثر من سبعين من قراء الصحابة، فاشتد ذلك على الصحابة...

أسباب جمع القرآن الكريم:

يمتد عهد خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه من عام 11 - 13هـ، لمدة سنتين وبضعة أشهر، حيث بويع بالخلافة قبل دفن جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوفي رضي الله عنه بالمدينة في شهر جمادي الآخرة سنة 13هـ.

 

وبعد تولي أبي بكر الصديق رضي الله عنه إمارة المسلمين واجهته أحداث جسيمة، خصوصا ما كان من قبل أهل الردة، وما دار بعد ذلك من حروب طاحنة ومعارك عنيفة، خصوصا ما كان في موقعة اليمامة، حيث استشهد فيها عدد كبير من الصحابة، منهم أكثر من سبعين من قراء الصحابة، فاشتد ذلك على الصحابة، ولا سيما على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فاقترح على أبي بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن الكريم؛ خشية ضياعه بموت الحفاظ وقتل القراء، فتردد أبو بكر لأول الأمر ثم شرح الله صدره لما شرح له صدر عمر رضي الله عنه، فكان هو أول من جمع القرآن بين اللوحين [1]، وكان أحد الذين حفظوا القرآن كله [2].

 

ويتضح ذلك من الحديث الصحيح الذي روي عن زيد بن ثابت رضي الله عنه وكان من كتاب الوحي، وقال فيه: "أَرْسَلَ إِلِيَّ أَبُو بكرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ اليَمَامةِ وعندهُ عُمرُ، فقالَ أبو بكرٍ: إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحرَّ [3] يوم اليمامةِ بالناس، وإِنِّي أخشَى أن يستَحرَّ القَتْلُ بالقرّاءِ في المواطن، فيذْهبَ كثيرٌ من القرآن إلا أن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمعَ القرآن". قال أبو بكر: "قلتُ لعمرَ: كيفَ أفعلُ شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم".

 

فقال عمرُ: هو واللهِ خيرٌ. فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيت الذي رأى عمر. قال زيد بن ثابت: وعمر عنده جالسٌ لايتكلم، فقال أبو بكر: "إنك رجلٌ شابٌ عاقلٌ ولا نتهمك، كنتَ تكتبُ الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفني نقل جبلٍ من الجبال ما كانَ أثقلَ عليَّ مما أمرني به من جمع القرآن". قلتُ: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. فقال أبو بكر: هو والله خيرٌ.

 

فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرحَ الله له صدر أبي بكرٍ وعمر. فقمتُ فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسُبِ وصدور الرجال، حتى وجدتُ من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحدٍ غيره: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128- 129]، إلى آخرهما، وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفّاه الله ثم عند عمر حتى توفّاه الله ثم عند حفصة بنت عمر" [4]. وعلى هذا، فقد بدأ جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه سنة 12هـ.

 

المكلَّف بجمع القرآن الكريم:

ذكر أبو بكر بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: "لما استحر القتل بالقراء يومئذ فَرِقَ أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت: اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه" [5].

 

ويبدو من هذا الأثر أن المكلف بجمع المصاحف في عهد أبي بكر اثنان، وهما: عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت. غير أن جمهور العلماء على أن المكلف بالجمع هو زيد بن ثابت وحده، أما عمر رضي الله عنه فلم يثبت أنه كان مكلفاً بالجمع، والأثر المذكور سابقاً منقطع، فلا يحتج به، وإن سُلّم فيكون المراد: الإشراف على الجمع، والنظر في الشهادة والكتابة.

 

وزيد هذا، هو زيد ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، من كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مشهوراً بالصدق والأمانة، وتفقه في الدين حتى أصبح رأساً بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض على عهد عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وكان يعد من الراسخين في العلم، توفي سنة 45هـ، ولما توفي رثاه حسان بن ثابت رضي الله عنه، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "اليوم مات حبر هذه الأمة وعسى الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفًا" [6].

 

لقد اختاره أبو بكر رضي الله عنه لهذه المهمة العظيمة والخطب الجسيم، لما تفرس فيه من الأمانة ورجاحة العقل، وقربه من الرسول صلى الله عليه وسلم، واعتماده صلى الله عليه وسلم عليه.

 

يقول العلامة الزرقاني [7] في ذلك: "اجتمع فيه من المواهب ذات الأثر في جمع القرآن، ما لم يجتمع في غيره من الرجال، إذ كان من حفاظ القرآن، ومن كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته صلى الله عليه وسلم، وكان فوق ذلك معروفاً بخصوبة عقله، وشدة ورعه،وعظم أمانته، وكمال خلقه، واستقامة دينه [8].

 

وقال: ويؤيد ورعه ودينه وأمانته قوله: "فو الله لو كلفوني نقل جبل من الجبال، ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن" [9]. ويشهد بوفرة عقله تردده وتوقفه أول الأمر ومناقشته لأبي بكر حتى راجعه أبو بكر وأقنعه بوجه الصواب. وينطق بدقة تحريه قوله: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال" [10].

 

كيفية جمع القرآن في عهد أبي بكر:

استثقل زيد بن ثابت المهمة، إلا أنه حينما شرح الله له صدره باشر بها، وبدأ بجمع القرآن بوضع خطة أساسية للتنفيذ، اعتمادا على مصدرين هامين، وهما:

 

1- ما كتب أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وبإملاء منه، وكان زيد نفسه من كتاب الوحي.

2- ما كان محفوظا لدى الصحابة، وكان هو من حفاظه في حياته صلى الله عليه وسلم. وكان لا يقبل شيئا من المكتوب، حتى يتيقن أنه: مما كتب بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بشهادة شاهدين عدلين [11]. وأنه مما ثبت في العرضة الأخيرة، ولم تنسخ تلاوته.

 

يدل على ذلك ما أخرجه ابن أبي داود من طريق يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال: قدم عمر، فقال: من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً من القرآن فليأتنا به، وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب، وكان لا يقبل من أحد شيئاً حتى يشهد شاهدان [12].

 

كما يدل عليه ما أخرجه ابن أبي داود أيضا، ولكن من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر وزيد:"اقعدا على باب المسجد، فمن جاء كما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه" [13].

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (المراد بالشاهدين: الحفظ والكتابة) [14]. وقد ذهب العلامة السخاوي رحمه الله إلى أن المراد بشاهدين: جلان عدلان يشهدان على أنه كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أنه من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن [15]. وقال أبو شامة: وكان غرضهم أن لايكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لا من مجرد الحفظ.

 

ولم يعتمد زيد على الحفظ وحده، ولذلك قال في الحديث الذي أوردناه عن البخاري سابقا، إنه لم يجد آخر سورة براءة إلا مع أبي خزيمة، أي: لم يجدها مكتوبة إلا مع أبي خزيمة الأنصاري، مع أن زيداً كان يحفظها، وكان كثير من الصحابة يحفظونها كذلك، ولكنه أراد أن يجمع بين الحفظ والكتابة، زيادة في التوثق، ومبالغة في الاحتياط.

 

وعلى هذا الدستور الرشيد تم جمع القرآن في صحف بإشراف أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة، وأجمعت الأمة على ذلك دون نكير، وكان ذلك منقبة خالدة لا يزال التاريخ يذكرها بالجميل لأبي بكر في الإشراف، ولعمر في الاقتراح، ولزيد في التنفيذ، والصحابة في المعاونة والإقرار.

 

وقد قوبلت تلك الصحف التي جمعها زيد بما تستحق من عناية فائقة، فحفظها أبو بكر عنده مدة حياته، ثم حفظها عمر بعده حتى شهادته، ثم حفظتها أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها بعد وفاة والدها، حتى طلبها منها عثمان رضي الله عنه ليستنتسخ منها مصاحفه اعتماداً عليها، ثم ردها إليها إيفاء بالعهد الذي أعطاها إياه، فلم تزل عندها حتى أرسل إليها مروان بن الحكم حينما ولي المدينة فأبت، ثم لما توفيت رضي الله عنها سنة 45هـ، حضر مروان بن الحكم جنازتها، ثم طلب من أخيها عبد الله بن عمر رضي الله عنه فبعث بها إليه فأخذها مروان وأمر بإحراقها [16].

 

مزايا هذه الصحف:

وامتازت هذه الصحف بميزات مهمة، منها:

 

أولاً: جمع فيها القرآن الكريم على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي.

 

ثانياً: اقتصر فيها على ما تنسخ تلاوته.

 

ثالثاً: ظفرت بإجماع الصحابة رضي الله عنه عليها، وعلى تواتر ما فيها.

 

رابعاً: كان هذا الجمع شاملاً للأحرف السبعة التي بها نزل القرآن تيسيرا على الأمة الإسلامية [17].

 

أما ما ورد في بعض الروايات [18] بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من جمع القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي -على وهنها وضعفها- تثبت أن عليًا أو بعض الصحابة كان قد كتب القرآن في مصحف، وهي مصاحف فردية، ليست لها تلك الثقة ولم تنل حظها من الدقة والتحري، والجمع والترتيب، والاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته، والمزايا التي ذكرناها سابقا، ولم يحجر أبو بكر على أحد جمع وكتابة مصحف لنفسه، فكتابة القرآن أمر مسموح لجميع المسلمين، وكان الصحابة يكتبونه لأنفسهم، منهم أبي بن كعب [19]، وابن مسعود، وغيرهما من الصحابة، وإذا كان بعض المصاحف قد سبق في الوجود على صحف أبي بكر، فإن جمع أبي بكر هو الأول من نوعه على كل حال [20].

 

تسميته بالمصحف:

بعد أن أتم زيد جمع القرآن الكريم أطلق على هذا المجموع "المصحف"، فقد روى السيوطي عن ابن أَشْتَةَ في كتابه المصاحف من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: "لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق، قال أبو بكر: التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السِّفْر. وقال بعضهم: المصحف، فإن الحبشة يسمونه المصحف، وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه المصحف" [21]. وعلى أي حال فإن المصحف يطلق على مجموع الصحائف المدون فيها القرآن الكريم، أما القرآن فهو الألفاظ ذاتها.

 

وسائل جمع القرآن:

لم تكن وسائل الكتابة وأدواتها متوفرة وميسرة في عصر الصحابة وما قبله، فكان الناس يستخدمون لتسجيل أفكارهم وأشعارهم ومعاهداتهم ووثائقهم وسائل مختلفة من الأحجار والجلود والعظام والأخشاب وما إلى ذلك من الأشياء المتوفرة لديهم، وذلك لندرة الورق، وهذه الوسائل نفسها هي التي استخدمها الصحابة لكتابة الوحي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم فمما ورد ذكره في روايات مختلفة نستطيع أن نعرف بها تلك الوسائل، وهي كالآتي:

 

العسب (هو جريد النخل)، واللخاف (وهي الحجارة الرقاق)، والرقاع (وقد تكون من جلد أو ورق)، والأضلاع (وهي عظام الجنبين)، والأكتاف (وهو ما فوق العضد)، والأقتاب (الخشب الذي يوضع على ظهر البعير ليركب عليه)، وقطع الأديم (وهي الجلد المدبوغ)، والقضم (وهو الجلد الأبيض يكتب فيه، وقيل هي الصحيفة البيضاء)، والظرر (وهي حجر له حد كحد السكين)، والقراطيس (وهي الصحيفة الثابتة -من أي شيء كانت- التي يكتب فيها)، والألواح (وهي كل صحيفة عريضة من خشب أو عظم كتف إذا كتب عليه)، والصحف (وهي قطعة من جلد أو قرطاس كتب فيه)، والكرانيف (جمع كُرْنَافَة، بالضم والكسر، وهي أصول الكَرَب -السعف الغلاظ العراض، تبقى في الجذع بعد قطع السعف).

 

هذه الأشياء هي التي ورد ذكرها في كتابة القرآن الكريم في عهد الصحابة رضي الله عنهم.

 

نتائج الجمع وفوائده:

كان من نتائج الجمع في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

- أن سجل كامل القرآن الكريم وقيد بالكتابة.

- زال الخوف من ضياعه بوفاة حملته وقرائه.

- حفظ كله في موضع واحد، بعد ما كان مبعثراً في أماكن متفرقة.

- أجمع الصحابة كلهم على ما سجل فيه.

- أصبح بمنزلة وثيقة وسجل يرجع إليه وقت الضرورة.

- زالت شبهة بدعة الجمع من أذهان كثير من الصحابة.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] راجع كتاب المصاحف لابن أبي داود: 1/165.

[2] تاريخ الخلفاء، ص: 44، نقلاً عن ابن كثير في تفسيره، والنووي في التهذيب.

[3] أي اشتد.

[4] البخاري، التفسير: 4311، فضائل القرآن:4603، الأحكام:6654، الترمذي، التفسير: 3028، أحمد، مسند العشرة:72، جمال القراء: 1/86، وانظر: تخريجه مستوفىً في كتاب المصاحف لابن أبي داود: 1/169-179، وراجع المقنع للداني:2-3.

[5] كتاب المصاحف: 1/168-169، إسناده منقطع، لأن عروة لم يلق أبا بكر.

[6] تذكرة الحفاظ: 1/29، تهذيب التهذيب: 3/399، غاية النهاية:1/296، الإصابة:1/561، طبقات ابن سعد:2/273، الأعلام:3/57.

[7] محمد بن عبد العظيم الزرقاني، علم بارز من أعلام الأزهر، تخرج بهاء ودرس فيها، وتأليفه: مناهل العرفان خير دليل على طول باعه، وعلوم مكانته في علوم القرآن، توفي بالقاهرة سنة:1367هـ، الأعلام:6/210.

[8] مناهل العرفان:1/250، وراجع الفتح:9/13، والمقنع: 124.

[9] البخاري، فضائل القرآن: 4603، الترمذي، التفسير: 3028، أحمد،مسند العشرة المبشرين بالجنة:72، ومسند النصار:20657.

[10] البخاري: فضائل القرآن: 4603.

[11] الإتقان: 1/58.

[12] كتاب المصاحف:1/181-182، وعنه السيوطي في الدرر المنثور: 4/332، وابن حجر في الفتح: 9/15، وانظر فضائل القرآن لابن كثير (27)، والإتقان: 1/166.

[13] كتاب المصاحف 1/169، وانظر جمال القراء 1/86، والفتح 9/14، واللطائف 1/56، وكنز العمال 2/573، والمرشد الوجيز: 55.

[14] الفتح: 9/14.

[15] انظر: جمال القراء: 1/86.

[16] كتاب المصاحف:1/177، 1/179، وراجع جمال القراء: 1/88، مناهل العرفان:1/252، وانظر الفتح: 9/16، 20.

[17] راجع منجد المقرئين: 22، ومناهل العرفان: 1/254.

[18] كتاب المصاحف:1/180، وقال ابن أبي داود: لم يذكر المصحف أحد إلا أشعث، وهو لين الحديث، وإنما رووا: حتى أجمع القرآن، يعني أتم حفظه، فإنه يقال للذي يحفظ القرآن: قد جمع القرآن، وهو بذلك نفى أن يكون علي رضي الله عنه قد جمع القرآن، وقد صرح ابن حجر بضعف هذه الرواية لانقطاع سندها، وعلى تقدير ثبوتها أولها بأن المراد بالجمع: حفظه في الصدر، على ما ذهب إليه مؤلف كتاب المصاحف، انظر الفتح: 9/12-13، والإتقان: 1/164.

[19] الإتقان: 1/72.

[20] راجع مناهل العرفان: 1/254 -255.

[21] الإتقان في علوم القرآن، 1 / 185، النوع السابع عشر: في معرفة أسمائه وأسماء سوره.

  • 26
  • 18
  • 178,010
المقال السابق
(11) شبهات حول استخلاف أبي بكر الصديق
المقال التالي
(13) فتوحات العراق في عهد أبي بكر الصديق (1 - 2)

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً