مع القرآن - قبل أن تداهن :تأمل

منذ 2017-04-13

و لو تميعت في دينك و حاولت المداهنة لقربوك و أدنوك و أحبوك , ولكن ساعتها اعلم أن عذاب الله أشد و أنكى من عداء هؤلاء و تحمل سوءاتهم , غضب الله عليك ليس كغضبه على غيرك بسبب ما فضلك به من العلم و النور الذي تنازلت عنه ابتغاء وجوه الناس . رسالة واضحة لكل مداهن أو من ينتوى المداهنة و التنازل : { وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا * وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا * إِذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } [الإسراء 73-77] .

هو الاختبار لا شك و في هذا الموضع  بالذات تتجلى بعض الصعوبة ؟؟؟
هم يعلمون أخلاقك و يعلمون يقينا نبل مقاصدك , و تتساءل في نفسك : لماذا العداء و النفور إذأً .
و الجواب ببساطة : العداء ليس لشخصك و لكن لتلك العقائد و المباديء التي تتمسك بها , و لو تنازلت عنها أو بعضها , و لو تميعت في دينك و حاولت المداهنة لقربوك و أدنوك و أحبوك , ولكن ساعتها اعلم أن عذاب الله أشد و أنكى من عداء هؤلاء و تحمل سوءاتهم , غضب الله عليك ليس كغضبه على غيرك بسبب ما فضلك به من العلم و النور الذي تنازلت عنه ابتغاء وجوه الناس .
رسالة واضحة لكل مداهن أو من ينتوى المداهنة و التنازل :
{ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا * وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا * إِذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } [الإسراء  73-77] .
قال السعدي في تفسيره : 
يذكر تعالى منته على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وحفظه له من أعدائه الحريصين على فتنته بكل طريق، فقال: { وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا } أي: قد كادوا لك أمرًا لم يدركوه، وتحيلوا لك، على أن تفتري على الله غير الذي أنزلنا إليك، فتجيء بما يوافق أهواءهم، وتدع ما أنزل الله إليك.
{ وَإِذَا } لو فعلت ما يهوون { لاتَّخَذُوكَ خَلِيلا } أي حبيبًا صفيًا، أعز عليهم من أحبابهم، لما جبلك الله عليه من مكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، المحببة للقريب والبعيد، والصديق والعدو.
ولكن لتعلم أنهم لم يعادوك وينابذوك العداوة، إلا للحق الذي جئت به لا لذاتك، كما قال الله تعالى { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }
{ وَ } مع هذا فـ { لَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ } على الحق، وامتننا عليك بعدم الإجابة لداعيهم، { لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا} من كثرة المعالجة، ومحبتك لهدايتهم.
{ إذًا } لو ركنت إليهم بما يهوون { لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات } أي لأصبناك بعذاب مضاعف ، في الحياة الدنيا والآخرة ، وذلك لكمال نعمة الله عليك ، وكمال معرفتك.
{ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا } ينقذك مما يحل بك من العذاب، ولكن الله تعالى عصمك من أسباب الشر، ومن البشر فثبتك وهداك الصراط المستقيم، ولم تركن إليهم بوجه من الوجوه، فله عليك أتم نعمة وأبلغ منحة.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 2,500
المقال السابق
هل أجبتم الرسول ؟
المقال التالي
و إذا لا يلبثون خلافك إلا قليلاً

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً