مع القرآن - الرسل مبشرون لا مجادلون
الله تعالى لم يرسل رسله للجدال أو إجابة طلبات البطون أو تسهيل الشهوات للناس و إنما أرسلهم لييبشروا أهل الإيمان أنهم لو ثبتوا و صبروا و عبروا هذه الدار بنجاح فلهم جزيل الثواب و الأجر الجميل في الآخرة , و ينذر أهل العناد و الاستكبار و العصيان أنهم لو استمروا على ما هم فيه و لم يتوبوا فسيروا مغبة أعمالهم يوم القيامة . أما جدال المعاندين و اختراعهم الأسباب ليبتعدوا عن الشرائع و أهلها ثم استهزاء أهل العناد المستمر برسالة السماء و حامليها فهذا لن يضر الله
الله تعالى لم يرسل رسله للجدال أو إجابة طلبات البطون أو تسهيل الشهوات للناس و إنما أرسلهم لييبشروا أهل الإيمان أنهم لو ثبتوا و صبروا و عبروا هذه الدار بنجاح فلهم جزيل الثواب و الأجر الجميل في الآخرة , و ينذر أهل العناد و الاستكبار و العصيان أنهم لو استمروا على ما هم فيه و لم يتوبوا فسيروا مغبة أعمالهم يوم القيامة .
أما جدال المعاندين و اختراعهم الأسباب ليبتعدوا عن الشرائع و أهلها ثم استهزاء أهل العناد المستمر برسالة السماء و حامليها فهذا لن يضر الله و لن يضر رسله بل لن يضر أولياءه من أتباع الرسل و إنما الضرر الحقيقي سيعود على أهله بالوبال عاجلاً أم آجلاً .
{ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا } [ الكهف 56 ]
قال الطبري في تفسيره :
يقول عزّ ذكره: وما نرسل رسلنا إلا ليبشروا أهل الإيمان والتصديق بالله بجزيل ثوابه في الآخرة، ولينذروا أهل الكفر به والتكذيب، عظيم عقابه، وأليم عذابه، فينتهوا عن الشرك بالله، وينـزجروا عن الكفر به ومعاصيه { وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } يقول: ويخاصم الذين كذّبوا بالله ورسوله بالباطل، ذلك كقولهم للنبيّ صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عن حديث فتية ذهبوا في أوّل الدهر لم يدر ما شأنهم، وعن الرجل الذي بلغ مشارق الأرض ومغاربها، وعن الروح، وما أشبه ذلك مما كانوا يخاصمونه به، يبتغون إسقاطه، تعنيتا له صلى الله عليه وسلم، فقال الله لهم: إنا لسنا نبعث إليكم رسلنا للجدال والخصومات، وإنما نبعثهم مبشرين أهل الإيمان بالجنة، ومنذرين أهل الكفر بالنار، وأنتم تجادلونهم بالباطل طلبا منكم بذلك أن تبطلوا الحقّ الذي جاءكم به رسولي ، وعنى بقوله: { لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ } ليبطلوا به الحقّ ويزيلوه ويذهبوا به. يقال منه: دحض الشيء: إذا زال وذهب، ويقال: هذا مكان دَحْض: أي مُزِل مُزْلِق لا يثبت فيه خفّ ولا حافر ولا قدم ، ومنه قوله الشاعر:
رَدِيــتُ ونجَّـى اليَشْـكُرِيّ حِـذَارُهُ
وحـادَ كمـا حـادَ البَعيرُ عَن الدَّحْضِ
ويروى: ونحَّى، وأدحضته أنا: إذا أذهبته وأبطلته.
وقوله: { وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا } يقول: واتخذوا الكافرون بالله حججه التي احتج بها عليهم، وكتابه الذي أنـزله إليهم، والنذر التي أنذرهم بها سخريا يسخرون بها، يقولون: { إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلا } .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: