نقطة البدء.. النجاة النجاة

منذ 2017-09-11

إن نقطة الانطلاق بالمال والدم والروح (للنجاة)، يجب أن تكون هي نقطة الانطلاق.. لا الى الجهاد فقط بل كل صباح وكل عمل وكل نشاط وكل اتجاه.. يجب أن تكون النجاة هي محور ارتكاز حياتك ونشاطك وعملك.

وإذا سمعت نداء ربك تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ}.

فاعلم أن الله تعالى جعل نقطة الانطلاق للجهاد هو النجاة.. وهنا تستشعر حجم الهول والخطر الضخم الذي ينتظر الإنسان فيما هو مقدم عليه بعد لقاء الله تعالى..

إننا استوجبنا الكثير بذنوبنا، ومن يعرف ربه تعالى ويعرف حقه تعالى، ويعرف نفسه وذنبه يشعر كثيرا بهذه الجملة {تِجَارَةٍ تُنجِيكُم}.

إن نقطة الانطلاق في الجهاد هي النجاة، ولهذا دلالة على الهول والخطر العظيم في عذاب رب العالمين الذي لا يعذب مثله أحد، ولا يوثق وثاقه أحد.. ولهذا دلالة مهولة لو يشعر الناس.

ثم انظر الى سبيل النجاة، إنه الإيمان مع الانطلاق بما تملك من مال وروح بين جنبيك، تخوض بهما الغمار تنفق وتجهد وتبذل، مالا ودما راغبا في النجاة.

إنه ذلك الشعور هو المسيطر على صاحب الهَمّ الواحد والعظيم، وهو هَمّ الآخرة، وذلك مبنيّ على تصديق خبر الله باليوم العظيم، يوم يقوم الناس لرب العلمين.

إن ترف اليوم وراحة الدنيا والتقلب في النعيم المخملي والتقلب على الأجناب ليس هو الحساب الختامي.. لكن الحساب الختامي يدخل فيه رقاد على الأرض جهادا أو أسرا، وتقلب في بطون الأيام طاعة لله تعالى.

إن نقطة الانطلاق بالمال والدم والروح (للنجاة)، يجب أن تكون هي نقطة الانطلاق.. لا الى الجهاد فقط بل كل صباح وكل عمل وكل نشاط وكل اتجاه.. يجب أن تكون النجاة هي محور ارتكاز حياتك ونشاطك وعملك.

يا أخي.. يا قرة عيني.. إنها النجاة، وإنه الخطر العظيم.. النجاة النجاة.. لا يخدعنك متكيء على سرير أو ملتصق بكرسي أو مضيّع لوقته أو لاعب حيث لا لعب، واللاهي حيث لا لهو، والمتمكن في النعيم كأنه حوسب والآن يجازى..!!

يا أخي المسلم في كل مكان.. بل ويا أيها الإنسان في كل مكان..

لا يخدعونك فالأمر أعظم مما تتصور { وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ} { الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ}.. ما أدراك ما لقاء الله.. ولهذا كانت حياتنا دائرة حول (النجاة).

مدحت القصراوي

كاتب إسلامي

  • 0
  • 0
  • 15,372

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً