مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أم من هو قانت آناء الليل ساجداً و قائماً

منذ 2018-05-10

{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }  [الزمر 9]

  { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} :

هل يستوي عند الله من صلح عمله الظاهر و صلح عمله الباطن فعبد الله حق العبادة آناء الليل و أطراف النهار و أخلص لله العمل و زكي قلبه فرجا ما عند الله و خاف عقابه و عمل لآخرته, هل يستوي هذا مع من عصى الله بنعمه دون توبة و من عادى الله و استكبر و عادى أولياءه و شوه كلماته وحاربها  و نذر حياته لهواه و شيطانه.

لا يستوون .

هل يستوي من أنار الله طريقه بالعلم بالله و بالعلم بمراد الله فعرف الله فوقره و عرف منهجه فاتبعه و استمع لأوامره ففعلها و استمع لنواهيه فانتهى عنها فعمر قلبه بالإيمان , هل يستوي هذا مع من تسربل بالجهل و ارتضى به فأصبح قلبه خرباً مظلماً.

لا يستوون .

قال تعالى :

 { أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }  [الزمر 9]

قال السعدي في تفسيره:

هذه مقابلة بين العامل بطاعة اللّه وغيره، وبين العالم والجاهل، وأن هذا من الأمور التي تقرر في العقول تباينها، وعلم علما يقينا تفاوتها، فليس المعرض عن طاعة ربه، المتبع لهواه، كمن هو قانت أي: مطيع للّه بأفضل العبادات وهي الصلاة، وأفضل الأوقات وهو أوقات الليل، فوصفه بكثرة العمل وأفضله، ثم وصفه بالخوف والرجاء، وذكر أن متعلق الخوف عذاب الآخرة، على ما سلف من الذنوب، وأن متعلق الرجاء، رحمة اللّه، فوصفه بالعمل الظاهر والباطن.

{ {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ } } ربهم ويعلمون دينه الشرعي ودينه الجزائي، وما له في ذلك من الأسرار والحكم { {وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} } شيئا من ذلك؟ لا يستوي هؤلاء ولا هؤلاء، كما لا يستوي الليل والنهار، والضياء والظلام، والماء والنار.

{ {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ } } إذا ذكروا { {أُولُو الْأَلْبَابِ} } أي: أهل العقول الزكية الذكية، فهم الذين يؤثرون الأعلى على الأدنى، فيؤثرون العلم على الجهل، وطاعة اللّه على مخالفته، لأن لهم عقولا ترشدهم للنظر في العواقب، بخلاف من لا لب له ولا عقل، فإنه يتخذ إلهه هواه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 6
  • 0
  • 11,529
المقال السابق
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق
المقال التالي
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً