مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر 51 – 52]
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} :
وعد الله لا يخلف الله وعده بالنصر والتمكين في الدنيا قبل الآخرة للرسل وأتباعهم ,مهما تعرضوا لمحن و ابتلاءات و اختبارات فالعاقبة لهم إن هم صبروا و ثابروا و ثبتوا على الحق , و كانوا أهلاً للنصر فإن لم يحققوا الأهلية تأخر النصر و كان تأخره تكفيراً لسيئاتهم قبل أن ينالوا فوز الآخرة .
أما أهل الظلم و الطغيان فلا فوز دائم لهم في الدنيا و إن طال إمهال الله لهم , و لا عذر لهم في الآخرة ولا قبول اعتذار طالما بلغتهم الحجة وطال عليهم الأمد وطالت المهلة فمأواهم جهنم و بئس المصير.
قال تعالى:
{ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر 51 – 52]
قال السعدي في تفسيره:
لما ذكر عقوبة آل فرعون في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة، وذكر حالة أهل النار الفظيعة، الذين نابذوا رسله وحاربوهم، قال: { {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} } أي: بالحجة والبرهان والنصر، في الآخرة بالحكم لهم ولأتباعهم بالثواب، ولمن حاربهم بشدة العقاب.
{ {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ } } حين يعتذرون { {وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} } أي: الدار السيئة التي تسوء نازليها.
#أبو_الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: