مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إن الذين يحادون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم

منذ 2019-03-17

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [المجادلة]

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} :

إن الذين يبارزون الله بالمعاصي كبيرها وصغيرها وأكبرها الكفر وبغض الله وبغض أولياء الله وإبداء العداوة لكلمات الله وأوليائه, هؤلاء ليس لهم إلا الخزي والمذلة في الدنيا مهما علوا والعذاب الأليم في الآخرة مهما طالت بهم المهلة في الدنيا إن لم يتوبوا.

يوم يبعث الله العباد ويراجع ويحاسب على كل كبير وصغير, أحصاه الله ونسيه العباد والله لا ينسى, وهو شهيد على أفعال العباد ومواقفهم لا تخفى عنه خافية سبحانه.

قال تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ وَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۚ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ (5) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (6)} [المجادلة]

 

قال السعدي في تفسيره:

محادة الله ورسوله: مخالفتهما ومعصيتهما خصوصا في الأمور الفظيعة، كمحادة الله ورسوله بالكفر، ومعاداة أولياء الله.

وقوله: { { كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } } أي: أذلوا وأهينوا كما فعل بمن قبلهم، جزاء وفاقا.
وليس لهم حجة على الله، فإن الله قد قامت حجته البالغة على الخلق، وقد أنزل من الآيات البينات والبراهين ما يبين الحقائق ويوضح المقاصد، فمن اتبعها وعمل عليها، فهو من المهتدين الفائزين، { {وَلِلْكَافِرِينَ } } بها { {عَذَابٌ مُهِينٌ } } أي: يهينهم ويذلهم، كما تكبروا عن آيات الله، أهانهم الله وأذلهم:

يقول الله تعالى: { {يوم يبعثهم الله } } جميعا { {فيقومون من أجداثهم سريعا} } فيجازيهم بأعمالهم { {فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا } } من خير وشر، لأنه علم ذلك، وكتبه في اللوح المحفوظ، وأمر الملائكة الكرام الحفظة بكتابته، هذا { و } العاملون قد نسوا ما عملوه، والله أحصى ذلك.

{ {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } } على بالظواهر والسرائر، والخبايا والخفايا.
ولهذا أخبر عن سعة علمه وإحاطته بما في السماوات والأرض من دقيق وجليل.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 1
  • 10,193
المقال السابق
الذين يظاهرون منكم من نسائهم
المقال التالي
ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً