كلنا رسائل في حياة بعضنا البعض
إن الدنيا عالم كبير غريب، كل يوم يجد فيه الجديد، لم يكن الله ليعذبنا ولكنه أراد أن يعلمنا معني الخلود حين نلقاه
حياتنا تجارب، قد نحيا بها أو نموت معها، تأخذنا تارة إلي الفرح، وتارة أخرى إلى الترح، وقد خلقنا فيها لنتعلم منها، أكثر ما نلاقيه في حياتنا هو الفراق وإن تباينت أنواعه؛ فقد نفترق لموت، أو لكره، أو حتي حب وغيرهم من الفراق، وكثيرًا ما أرى تلك العبارة أمامي "كلنا فترات في حياة بعضنا البعض" تلك الجملة تمس أوتار قلبي فتمزقه، خاصة إن آمنت بها، فستجعلني أوقن أن كل من يدخل حياتي سيفارقها لا محالة، طال مكوثه أو قل وللأسف تلك هي الحقيقة، ولكن ما يهدأ لهيب الفراق قليلًا، حين نؤمن أن رسالة من فارقناه قد أنتهت وحان دوره ليتركنا، مثلنا تمامًا فنحن أيضًا لن رسالة في حياة أحدهم، حين تكتمل يحين دورنا بالرحيل، فلا تبتئس كلنا راحلون ولكن بعد تأدية رسالتنا، "فكلنا رسائل في حياة بعضنا البعض"، يبعثنا الله لنرشد أحدهم، ونضيء له الطريق، يبعثنا لنترك درسًا يحتاجه غيرنا، يبعثنا لنأخذ بيد أحدهم ليعبر الطريق، وفي نفس الوقت يبعثهم لنأخذ منهم رسالة تعيننا علي السير وحدنا فالطريق الذي نسير فيها ليس ممهدٌ وإنما عرقلته الظروف؛ ليظهر لنا هذا الذي سيفارقنا ونفارقه.. وأظن أن هذا ما قصده مصطفى محمود حين قال:" نحن لا نملك أكثر من أن نهون على بعضنا الطريق"
إن الدنيا عالم كبير غريب، كل يوم يجد فيه الجديد، لم يكن الله ليعذبنا ولكنه أراد أن يعلمنا معني الخلود حين نلقاه، وفي النهاية لم تخلق الدنيا للنعيم بل خلقت لنعرف معني النعيم، حين نعيش في عالم آخر مرفهين، حينها سندرك معني ما مر بنا..
داليا محمد
- التصنيف: