مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} [القلم]
فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ :
ستعلم يا محمد وسيعلم من عاداك أيكم أهدى سبيلا وأيكم فتنه الشيطان فضل وأضل عباد الله وأجرم في حق نفسه واستكبر عن صراط الله وأغرى غيره بالعصيان.
قال تعالى:
{فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ (6)} [القلم]
وقوله : ( { فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون} ) أي : فستعلم يا محمد ، وسيعلم مخالفوك ومكذبوك : من المفتون الضال منك ومنهم . وهذا كقوله تعالى : ( {سيعلمون غدا من الكذاب الأشر} ) [ القمر : 26 ] ، وكقوله : ( {وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} ) [ سبإ : 24 ] .
قال ابن جريج : قال ابن عباس في هذه الآية : ستعلم ويعلمون يوم القيامة .
ومعنى المفتون ظاهر ، أي : الذي قد افتتن عن الحق وضل عنه ، وإنما دخلت الباء في قوله : ( {بأيكم المفتون } ) لتدل على تضمين الفعل في قوله : ( {فستبصر ويبصرون } ) وتقديره : فستعلم ويعلمون ، أو : فستخبر ويخبرون بأيكم المفتون . والله أعلم .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: