الصلاة التي تقرُّ بها العين ويستريح بها القلب
المشهد الخامس: مشهد المنة وهو أن يشهد أن المنة لله سبحانه, كونه أقامه في هذا المقام وأهله له ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك
الصلاة التي تقرُّ بها العين ويستريح بها القلب هي التي تجمع ستة مشاهد:
المشهد الأول: الإخلاص وهو أن يكون الحامل عليها والداعي إليها رغبة العبد في الله, ومحبته له, وطلب مرضاته, والقرب منه, والتودد إليه, وامتثال أمره...وخوفاً من عقابه, ورجاء لمغفرته وثوابه.
المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح, وهو أن يفرغ قلبه لله فيها, ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله, وجمع قلبه عليها, وإيقاعها على أحسن الوجوه ظاهراً وباطناً.
المشهد الثالث: مشهد المتابعة والإقتداء, وهو أن يحرص كل الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي صلى الله عليه وسلم, ويصلي كما كان يصلي.
المشهد الرابع: مشهد الإحسان, أن يعبد الله كأنه يراه...وهو أصل أعمال القلب كلها, فإنه يوجب الحياء, والإجلال , والتعظيم, والخشية, والمحبة, والإنابة, والتوكل, والخضوع لله سبحانه, والذل له, ويقطع الوساوس وحديث النفس, ويجمع القلب والهم على الله
المشهد الخامس: مشهد المنة وهو أن يشهد أن المنة لله سبحانه, كونه أقامه في هذا المقام وأهله له ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك..وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد, وكلما كان العبد أعظم توحيداً كان حظه من هذا المشهد أتم, وفيه من الفوائد أنه يحول بين القلب وبين العُجب بالعمل ورؤيته..ومن فوائد أنه يضيف الحمد إلى وليه ومستحقه فلا يشهد لنفسه حمداً بل يشهده كله لله.
المشهد السادس: مشهد التقصير وهو أن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد وبذل وسعه فهو مقصر, وحق الله سبحانه عليه أعظم...
وإذا شهد العبد من نفسه أنه لم يوفَّ ربه في عبوديته حقه, ولا قريباً من حقه, علم تقصيره, ولم يسعه مع ذلك غير الاستغفار والاعتذار من تقصيره وتفريطه وعدم القيام بما ينبغي له من حقه.
من رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه
- التصنيف: