مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - وثمود الذين جابوا الصخر بالواد
{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } [الفجر]
{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ} :
يقص علينا سبحانه بعض أيامه وآياته في السابقين لتكون عبرة وعظة لنا وللاحقين:
هذه ثمود أعطاها الله من القوى والنعم ما سهل عليهم نحت الجبال واتخاذها للمعايش والأعمال فبدلوا نعمة الله واغتروا, وكفروا برسولهم وعاندوه وحاربوه , ومثلهم فرعون صاحب الجند والجيش العظيم وصاحب الأوتاد والنكال الكبير للمؤمنين, غرته قوته وغره ملكه فبارز الله ورسوله بالعداء والاستكبار , وطغى كما طغت ثمود وكما طغت عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد.
فما انتهت المهلة وأصروا على الرسوب في الاختبار , صب الله عليهم عذابه الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
قال تعالى:
{ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (14) } [الفجر]
قال السعدي في تفسيره:
{وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ } أي: وادي القرى، نحتوا بقوتهم الصخور، فاتخذوها مساكن.
{ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد} أي: ذي الجنود الذين ثبتوا ملكه، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها.
{ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ } هذا الوصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فإنهم طغوا في بلاد الله، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم، ولهذا قال:
{ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ } وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.
و قال ابن كثير :
{فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } : أي أنزل عليهم رجزا من السماء وأحل بهم عقوبة لا يردها عن القوم المجرمين.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: