مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فأما اليتيم فلا تقهر
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)} [الضحى]
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} :
لا تقهر يتيماً ولا تهنه أو تذله أو تستغل ضعفه, بل تلطف وارحم.
ولا تنهر سائلاً عن علم أو مال فتحرجه وتكسر فؤاده, بل تعامل برحمة ولين ولا تكن فظاً أو متكبراً.
واشكر نعمة الله عليك سواء نعمة الدين أو الدنيا واحمد الله على نعمه واذكره واذكرها تحبباً إلى الله وتحبيباً للمنعم لدى خلقه.
قال تعالى:
{فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)} [الضحى]
قال ابن كثير:
{فأما اليتيم فلا تقهر} أي : كما كنت يتيما فآواك الله فلا تقهر اليتيم ، أي : لا تذله وتنهره وتهنه ، ولكن أحسن إليه ، وتلطف به.
قال قتادة : كن لليتيم كالأب الرحيم .
{ وأما السائل فلا تنهر } أي : وكما كنت ضالا فهداك الله ، فلا تنهر السائل في العلم المسترشد .
قال ابن إسحاق : {وأما السائل فلا تنهر }أي : فلا تكن جبارا ، ولا متكبرا ، ولا فحاشا ، ولا فظا على الضعفاء من عباد الله .
وقال قتادة : يعني رد المسكين برحمة ولين .
{وأما بنعمة ربك فحدث }أي : وكما كنت عائلا فقيرا فأغناك الله ، فحدث بنعمة الله عليك ، كما جاء في الدعاء المأثور النبوي : " واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها ، قابليها ، وأتمها علينا " .
قال السعدي:
{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } [وهذا يشمل] النعم الدينية والدنيوية { فَحَدِّثْ} أي: أثن على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة.
وإلا فحدث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدث بنعمة الله، داع لشكرها، وموجب لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها، فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: