معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - الواحد - الأحد
هذان الاسمان يدلان على وحدانية الله سبحانه، ومن أوجب الواجبات على العباد توحيد الله تعالى وإفراده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فليس بمسلمٍ من لا يعرف هذه الحقيقة ويعمل بمقتضاها
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الواحد - الأحد)
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ الرعد: ١٦.
وقال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ الإخلاص: ١.
وثبت في السنن أن رسول الله صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ سَمِع رجُلًا يقولُ: اللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بأنِّي أشهدُ أنَّكَ أنتَ اللَّهُ، لا إلَه إلاَّ أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذي لم يلِدْ ولَم يولَدْ، ولم يَكُنْ لَه كُفُوًا أحَدٌ، فقالَ: (لقد سألَ اللَّهَ باسمِهِ الَّذي إذا سُئلَ به أعطى، وإذا دُعِيَ بِه أجابَ) رواه أصحاب السنن بإسناد صحيح.
- المعنى:
معنى الواحد الأحد، أي: الفرد الذي لا ثاني له، ولا شريك له، ولا مثل له ولا نظير ولا شبيه، فهو سبحانه الواحد الفرد الذي لم يكن معه أحد، المنقطع النظير، المعدوم الشريك، الذي تفرَّد بكل كمالٍ ومجدٍ وجلالٍ وعظمةٍ وجمالٍ وحَمْد، فهو الواحد الأحد في صفاته، ليس كمثله شيء، ولم يكن له كفواً أحد.
فالله الواحد الأحد في ربوبيته، فهو الخالق المالك المتصرِّف في خلقه كيف يشاء.
وهو الواحد الأحد في ألوهيته، فلا يستحق معبودٌ العبادة بجميع أنواعها إلا هو جلَّ وعلا.
وهو الواحد الأحد في أسمائه وصفاته، المنفرد بأسمائه الحسنى التي سمَّى بها نفسه، وبصفاته التي وصف بها ذاته العَليَّة في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
أما الفرق بين الواحد والأحد، فقد اختلف العلماء في ذلك على قولين:
الأول: لا فَرْق بينهما، بل هما بمعنى واحدٍ، فيجوز أن يقال: أحد اثنان، كما يجوز أن يقال: واحد اثنان في الأعداد المتتالية.
الثاني: أن الواحد والأحد ليسا اسمين مترادفين، بل بينهما فَرْق، قال الأزهري: "لا يوصف شيء بالأحدية غير الله تعالى، فلا يقال: رجل أحد، ولا درهم أحد، بل يقال: رجل واحد ودرهم واحد، وقيل: أحد صفة من صفات الله تعالى استأثر بها، فلا يشركه فيها شيء". (تهذيب اللغة)
وقيل الفرق: أن الواحد اسم لمفتتح العدد، فيقال: واحد واثنان وثلاثة، أما أحد فينقطع معه العدد، فلا يقال: أحد اثنان ثلاثة.
وقيل غير ذلك والله أعلم.
- مقتضى اسمي الله الواحد الأحد وأثرهما:
هذان الاسمان يدلان على وحدانية الله سبحانه، ومن أوجب الواجبات على العباد توحيد الله تعالى وإفراده في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فليس بمسلمٍ من لا يعرف هذه الحقيقة ويعمل بمقتضاها، فأصل الأصول في الإسلام هو توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، لذا سَمَّى الله نفسه بهذين الاسمين لكي يدوم استحضار وحدانية الله تعالى في أذهان العباد، ولكي يقوموا بواجب التوحيد على أكمل وجه.
- التصنيف: