معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها - الحميد
حريٌ بالمسلم إذا عرف ربه باسمه الحميد أن ينشغل بالحمد والثناء له جلّ وعلا، لأنه سبحانه المستحق للحمد على نعمه وآلائه التي لا تُعدُّ ولا تحصى
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الحميد)
- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} ﴾ [البقرة: ٢٦٧] .
وقال تعالى: ﴿ {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} ﴾ [ الشورى: ٢٨] .
وقال تعالى: ﴿ {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} {} ﴾ [ البروج: ٨] .
- المعنى:
الحميد على وزن فعيل، بمعنى مفعول، أي: المحمود الذي استحق الحمد والشكر والثناء بأفعاله وإنعامه وإفضاله، وما أولاه سبحانه على عباده من النعم، وما بسط من الرزق والفضل، فهو الذي يُحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء.
فهو الحميد سبحانه، أي: الذي يستحق الحمد، الذي لا يحمد على الأحوال كلها سواه، فهو أهل الحمد والثناء الحسن، لا نحصي ثناء عليه.
قال الإمام ابن تيمية: "والحمد نوعان: حمدٌ على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر، وحمدٌ لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال". (مجموع الفتاوى)
- مقتضى اسم الله الحميد وأثره:
حريٌ بالمسلم إذا عرف ربه باسمه الحميد أن ينشغل بالحمد والثناء له جلّ وعلا، لأنه سبحانه المستحق للحمد على نعمه وآلائه التي لا تُعدُّ ولا تحصى، قال تعالى: ﴿ {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا } ﴾ [ النحل: ١٨] ، فهو سبحانه أهل الثناء والمجد والحمد.
وحمد الله تعالى اعترافٌ له بالفضل، وتحقيقٌ لعبوديته، فهو سبحانه حميد يحب من عباده أن يحمدوه ويثنوا عليه، قال عليه الصلاة والسلام: ( «وما مِنْ شيءٍ أحبُّ إلى اللهِ من الحَمْد» ) رواه أبو يعلى، وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد): رجاله رجال الصحيح، وحسّنه الألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الذكر: لا إله إلا الله، وأفضلُ الدعاء: الحمد لله) رواه الترمذي وغيره، وحسّنه ابن حجر في (نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار).
- التصنيف: