إِنِّي أَنَا أَخُوكَ
مهما قلنا عن كمِّ الحنان والدفء والحب والرحمة والرأفة الذي يحمله هذا الموقف من سيدنا يوسف عليه السلام لأخيه وشقيقه بنيامين، فلن نوفيَه حقه.
كتبت أ -سمر سمير
﴿ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ ﴾ [يوسف: 69]
لقاء الإخوة
﴿ {وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ﴾ [يوسف: 69].
﴿ {آوَى} ﴾: ضمٌّ وقُرب.
﴿ { إِلَيْهِ} ﴾: تخصيص.
﴿ {أَخَاهُ} ﴾: رحم وصلة.
﴿ { قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ} ﴾: بشرى وتطمين.
﴿ {فَلَا تَبْتَئِسْ } ﴾: مواساة.
مهما قلنا عن كمِّ الحنان والدفء والحب والرحمة والرأفة الذي يحمله هذا الموقف من سيدنا يوسف عليه السلام لأخيه وشقيقه بنيامين، فلن نوفيَه حقه.
أعجِزُ عن تخيل كمِّ المشاعر الدافئة والأحاسيس الجيَّاشة في هذا اللقاء.
لعلك تسرح بخيالك معي لتعيش الموقف، تخيل معي: كيف كان شوق سيدنا يوسف لأخيه الذي لم يره منذ زمن؟ كيف كان خوفه عليه أن يكون إخوته آذَوه هو الآخر، فهو يعلم أنهم يبغضون بنيامين أيضًا، كما كانوا يبغضونه هو؟ كيف كان فرحه وسروره برؤية أخيه بعد هذه المدة من البعد؟ وكيف كانت المفاجأة لبنيامين؟
فجأة يجد عزيز مصر يقترب منه ويقول له مؤكدًا: ﴿ {إِنِّي أَنَا أَخُوكَ } ﴾ [يوسف: 69].
أخوه الذي كان يعتقد أنه مات منذ زمنٍ حيٌّ، وليس ذلك فحسب، بل هو عزيز مصر، لا بد أنه فكر في أبيه يعقوب، وأراد أن يطير ليخبره بهذه البشرى (يوسف حيٌّ).
يا ألله ما مقدار فرحه وقتها؟
ما مقدار سروره واندهاشه بفضل الله عليه وعلى أخيه؟
والظاهر في هذا الموقف مشاعر سيدنا يوسف وحنانه ورهافة أحاسيسه؛ حبه لأخيه وخوفه عليه، محاولته مواساة أخيه وطمأنته.
وهكذا كان.. نعم الأخ لأخيه، وهكذا تكون الأخوة.
فهل حرصت على أن تقف بجوار أخيك في ابتلائه؟
هل حاولت بث الطمأنينة والسكينة إلى قلبه؟
هل فكرت في مساندته في كربه وضرائه؟
هل قلتها له من قبل: ﴿ { أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ} ﴾ [يوسف: 69]، "أنا أخوك فلا تحزن"، "أنا أخوك فلا تحمل همًّا، أنا بجوارك، أنا من خلفك أحميك وأساندك، أحمل عنك ما لا تقدر عليه، أسدد عنك دينك الذي يؤرقك، أقف بجوارك ضد من يظلمك، أنصحك حين لا تجد من يرشدك ويدلك على الطريق الصحيح، أعطيك الغالي والنفيس، فأنت أخي".
أنت أخي وأنا أخوك.
إني أنا أخوك، هل فاجأته يومًا بهدية يدهش لها؟
هل تحرص على زيارته واللقاء به، كلما أبعدتكم مشاغل الحياة؟
هل تفرح باجتماعك معه وتحزن حين ينتهي لقاؤك به؟
أخاك... أخاك.
شُدَّ به عضدك.
أشددْ به أزرك.
وأشركه في أمرك.
أخاك أخاك؛ لحمك ودمك.
- التصنيف: