تدبر - 3 - أهل النفاق في قلوبهم مرض

منذ 2022-11-17

مرض القلوب يرجع إلى غلبة الشهوة أو التجاسر على الولوغ في الشبهات التي لا يصل علم العبد إلى طرق ردها ودفعها فيقع في الشبهة وتصبح مرضاً عضالاً

مرض القلوب يرجع إلى غلبة الشهوة أو التجاسر على الولوغ في الشبهات التي لا يصل علم العبد إلى طرق ردها ودفعها فيقع في الشبهة وتصبح مرضاً عضالاً إذا أهملها ولم يبحث لدى أهل العلم الثقات عن دفع لما لديه من شبهات.

وأهل النفاق يلجون بنهم في الشهوات ويدافعون عنها ويبغضون من يحذر من الوقوع في فتنها وبراثنها وينشرون الشهوات في المجتمع ويشيعون الفواحش ويكبرون أهلها ويبغضون منكرها.

كما أنهم يتلقفون كل شبهة ويحملون صاحبها حملاً ويرفعونه على الأعناق حتى تنتشر ويكبر صاحبها في أعين الناس من خلال الظهور الإعلامي والصحافي الحديث.

فكان الجزاء من جنس العمل .

قال تعالى:

{في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) }

قال السعدي في تفسيره:

{{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ }}  والمراد بالمرض هنا: مرض الشك والشبهات والنفاق، لأن القلب يعرض له مرضان يخرجانه عن صحته واعتداله: مرض الشبهات الباطلة, ومرض الشهوات المردية، فالكفر والنفاق والشكوك والبدع, كلها من مرض الشبهات، والزنا, ومحبة [الفواحش و]المعاصي وفعلها, من مرض الشهوات ، كما قال تعالى:  {{ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }}  وهي شهوة الزنا، والمعافى من عوفي من هذين المرضين, فحصل له اليقين والإيمان, والصبر عن كل معصية, فرفل في أثواب العافية. وفي قوله عن المنافقين:  {{ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا }}  بيان لحكمته تعالى في تقدير المعاصي على العاصين, وأنه بسبب ذنوبهم السابقة, يبتليهم بالمعاصي اللاحقة الموجبة لعقوباتها كما قال تعالى:  {{ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ }}  وقال تعالى:  {{ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ }}  وقال تعالى:  {{ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ }}  فعقوبة المعصية, المعصية بعدها, كما أن من ثواب الحسنة, الحسنة بعدها، قال تعالى:  {{ وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى }}

  • 17
  • -1
  • 1,217
المقال السابق
أهل النفاق 2: يخادعون الله والذين آمنوا
المقال التالي
الأمانة الكبرى

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً