النهي عن أذية الجار

منذ 2023-05-14

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيُورِّثه»

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنَّ لِي جَارًا يُؤْذِينِي، فَقَالَ: «انْطَلِقْ. فَأَخْرِجْ ‌مَتَاعَكَ ‌إِلَى الطَّرِيقِ». فَانْطَلَقَ فَأَخْرِجَ مَتَاعَهُ، فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ قَالَ: لِي جَارٌ يُؤْذِينِي، فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «انْطَلِقْ، فَأَخْرِجْ ‌مَتَاعَكَ ‌إِلَى الطَّرِيقِ»، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ! الْعَنْهُ، اللَّهُمَّ! أَخْزِهِ، فَبَلَغَهُ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى منزلك، فوالله! لا أوذيك[1].

دروس وعبر:

اعلم بارك الله فيك أن الجار أقرب الناس تجده لجاره، وأسرعهم إجابةً لندائه، وهو الذي يطالع الإنسان صفحة وجهه في كل يوم، ويلاقيه أكثر من أهله وذَوِيه، وهذا الجار له من الحقوق الكثيرة التي عرَّفها لنا الإسلام، وجهِلها كثيرٌ من الناس، حتى وصل الأمر من بعض الجيران أنهم لا يسترون عورةً، ولا يُقِيلون عثرةً، ولا يغفرون ذنبًا.

 

الوصية بالجار: أخرج البخاري ومسلم عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيُورِّثه»[2]، لذا كان حسن الجوار من أوليات دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

وكان الصحابة الكرام يقومون بحق الجار حتى مع الكفار، فكانوا من أحرص الناس على إكرام الجار، وإن كان غيرَ مسلمٍ، فقد أخرج الترمذي وأبو داود - بسند صحيح - عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنه ذبحت له شاة في أهله، فلما جاء قال: أهديتم لجارنا اليهودي؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ قلنا: لا، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:  «ما زال جبريل يوصيني بالجار، حتى ظننت أنه سيورِّثه»[3].

 

• إن أذية الجار من الأسباب الموجبة للعنة الله تعالى.

 

• الصبر على أذى الجار: جاء رجل إلى عبدالله بن مسعود وقال: إن لي جارًا يؤذيني ويشتمني ويضيِّقُ عليَّ، فقال ابن مسعود: اذهبْ فإن هو عَصَى اللهَ فِيكَ فأطعِ اللهَ فيه.

 

ابن المقفع:

بلغ ابْنَ المقفَّع أنَّ جارًا له يبيع دارَهُ في دَيْنٍ رَكِبَهُ، وكان يجلس في ظِلِّ داره، فقال: ما قمت إذًا بحرمة ظل داره، فدفع إليه ثمن الدار، وقال: لا تبِعْها.


[1] «صحيح الأدب المفرد» (ص71) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (7/ 79، رقم 9547).

[2] «مسند أحمد» (11/ 38 ط الرسالة): «وأخرجه الحميدي (٥٩٣)، والبخاري في "الأدب المفرد" (105)، وأبو داود (5152)، والترمذي (1943)».

[3] صححه الألباني في الإرواء (891).

_____________________________________________________
الكاتب: السيد مراد سلامة

  • 0
  • 1
  • 831

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً