صدقة السر تقيك الحر يوم القيامة

منذ 22 ساعة

«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: «...وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ...»

في الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: إِمَامٌ عَدْلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» [1].

 

معاني المفردات:

سَبْعَةٌ: أي سبعة أصناف من الناس.

فِي ظِلِّهِ: أي ظل عرشه[2].

يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: أي ظل عرشه.

إِمَامٌ عَدْلٌ: أي أحدهم إمام عادل، والمراد به صاحب الولاية العظمى، ويلتحق به كل من ولي شيئًا من أمور المسلمين، فعدل فيه.

وَشَابٌّ: خص الشاب؛ لأن العبادة في الشباب أشق؛ لكثرة الدواعي، وغلبة الشهوات.

نَشَأَ: أي نما، وتربى.

فِي عِبَادَةِ اللهِ: أي حتى توفي على ذلك.

وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي المَسَاجِدِ: أي كالمصباح، إشارةً إلى طول الملازمة بقلبه.

تَحَابَّا: أي اشتركا في جنس المحبة، وأحب كل منهما الآخر حقيقة لا إظهارًا فقط.

فِي اللهِ: أي في طلب رضاه، أو لأجله، لا لغرض دنياوي.

اجْتَمَعَا عَلَيْهِ: أي على الحب في الله إن اجتمعا.

وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ: أي على الحب إن تفرقا، يعني يحفظان الحب في الحضور والغيبة.

وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ: أي دعته إلى نفسها.

ذَاتُ مَنْصِبٍ: أي صاحبة مكانة عظيمة في المجتمع.

وَجَمَالٍ: أي صاحبة جمال فتان.

أَخَافُ اللهَ: أي أخاف معصية الله، وعقابه.

حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ: أي يده اليسرى.

مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ: أي ما تخرج يده اليمنى، وهذا من المبالغة في إخفاء الصدقة.

وَرَجلٌ ذَكَرَ اللهَ: أي بلسانه، أو بقلبه.

خَالِيًا: أي في موضع ليس فيه أحد من الناس، أو خاليًا من الالتفات إلى غير الله تعالى ولو كان في ملأ.

فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ: أي سالت بالدموع.

 

ما يستفاد من الحديث:

1- استحباب البكاء عند ذكر الله.

2- الحث على الاتصاف بالصفات السبعة المذكورة في الحديث.

3- تفاضل الناس في المحشر.

4- فضيلة الحب في الله.

 


[1] متفق عليه: رواه البخاري (1423)، ومسلم (1031).

[2] انظر:فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن رجب (6 /51).

________________________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني

  • 0
  • 0
  • 80

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً