الإيمان والإلحاد: من تعليم الأسماء إلى انهيار المعنى والحضارة

منذ 21 ساعة

الإيمان والإلحاد: من تعليم الأسماء إلى انهيار المعنى والحضارة في "ما بعد الحداثة"..

الإيمان والإلحاد:

من تعليم الأسماء إلى انهيار المعنى والحضارة

في "ما بعد الحداثة"..

حين قال الله {"وعلّم آدم الأسماء كلها"} ، لم يكن يعلّمه مجرد مفردات، بل كان يضع حجر الأساس للحضارة:

وهو: أن يكون لكل شيء اسمه، ولكل معنى دالّ يشير إليه.

إن تبني الإلحاد لـ"ما بعد الحداثة" - ومن ثَمَّ انفكاك الدال عن المدلول وزعم أن اللغة مرجعية ذاتها، - هو

نتيجة طبيعية لإنكاره وجودَ من علّم آدم الأسماء،

فالإلحاد هو سبيل نقض الغزل من بعد قوة أنكاثا

...سبيل انهيار المعنى لإنكار وجوده مَن يُمسك به من خارج المنظومة...

فكما أن الله هو من يمسك بالسماوات والأرض أن يزولا، فإن اللغة والمعنى والفكر والحضارة هم ثمرة تعليمه الأسماء للإنسان، لذا فإن الإلحاد ليس فقط إنكارًا لوجود الله، بل قطع للخيط الذي يمسك الحضارة ... الحضارة التي تقوم على العقل ووظيفته العليا في محاولة إدراك الحقيقة، ومن ثم التعرف إلى الحق..

إن الله ليس إلها "واحدا" وحسب، بل هو "أحد" لا يتجزأ، ومن ثم هو "صمد" يصمد وحده دون الاحتياج إلى شيء، بينما تحتاج إليه كل المعاني .

فإن أنكرناه، ضاعت المعاني، وانهارت الحضارة، وإن تأخر انهيار التمدن من بعدها شيئا قليلا!.

خاتمة

-------

من نسى الله نسى نفسه لأن غرقه في انفكاك الدال على المدلول، فضيّع الأسماء وضيّع المعاني.

وإن ضاعت المعاني، ضاع الإنسان.

أحمد كمال قاسم

كاتب إسلامي

  • 1
  • 0
  • 61

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً