سوانح تدبرية من سورة يوسف - |4| {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}

منذ ساعة

فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْحِكَمِ وَالْغَايَاتِ مِنْ إِنْزَالِ الْآيَاتِ التَّدَبُّرُ وَالتَّفَكُّرُ وَاسْتِخْرَاجُ الدُّرَرِ وَالْمَكْنُونَاتِ

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، وَبَعْدُ:

فَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْحِكَمِ وَالْغَايَاتِ مِنْ إِنْزَالِ الْآيَاتِ التَّدَبُّرُ وَالتَّفَكُّرُ وَاسْتِخْرَاجُ الدُّرَرِ وَالْمَكْنُونَاتِ، قال تعالى: {{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}} [ص:29].

يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (1/450): فَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، وَأَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِهِ مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَإِطَالَةِ التَّأَمُّلِ فِيهِ، وَجَمْعِ الْفِكْرِ عَلَى مَعَانِي آيَاتِهِ.

قال سفيان بن عيينة رحمه الله (زاد المسير في علم التفسير، 2/370): إِنَّمَا آيَاتُ الْقُرْآنِ خَزَائِنُ، فَإِذَا دَخَلْتَ خِزَانَةً فَاجْتَهِدْ أَنْ لَا تَخْرُجَ مِنْهَا حَتَّى تَعْرِفَ مَا فِيهَا.

الْعَيْشُ مَعَ الْقُرْآنِ حَيَاةٌ لِلْقَلْبِ، وَنُورٌ لِلْبَصِيرَةِ، وَرُشْدٌ لِلطَّرِيقِ؛ فَمَا أَصْفَى الْأَوْقَاتِ وَأَبْرَكُهَا حِينَ يَخْلُو الْإِنْسَانُ بِكِتَابِ اللهِ، يَتَأَمَّلُ آيَاتِهِ الْبَاهِرَاتِ، وَيَتَدَبَّرُ أَعْظَمَ الْقَصَصِ وَأَحْسَنَهَا، فَيَسْتَشْعِرُ مَعِيَّةَ اللهِ وَرِعَايَتَهُ وَلُطْفَهُ وَكَرَمَهُ.

فَكُلُّ قِصَّةٍ فِي الْقُرْآنِ نَافِذَةٌ تُطِلُّ عَلَى أَعْمَاقِ الرُّوحِ، تَغْرِسُ مِنْ خِلَالِهَا جُذُورَ الْإِيمَانِ، وَتُبْنَى بِهَا الْأَخْلَاقُ وَالسُّلُوكُ الرَّاسِخُ، وَتَفْتَحُ لِلْقَلْبِ بِهَا آفَاقَ الْفَهْمِ وَالنُّورِ وَالطُّمَأْنِينَةِ.

قال تعالى: {{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)}}

يَقُولُ اللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ ﷺ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ – أَيُّهَا الرَّسُولُ – أَحْسَنَ الْقَصَصِ لِصِدْقِهَا وَسَلَامَةِ أَلْفَاظِهَا وَبَلَاغَتِهَا، بِإِنْزَالِنَا عَلَيْكَ هٰذَا الْقُرْآنَ، وَإِنَّكَ كُنْتَ مِنْ قَبْلِ إِنْزَالِهِ مِنَ الْغَافِلِينَ عَنْ هٰذَا الْقَصَصِ، لَا عِلْمَ لَكَ بِهِ. (المختصر في تفسير القرآن الكريم).

فوائد ووقفات وهدايات وتأملات:

1- اِفْتِتَاحُ الآيَةِ بِضَمِيرِ العَظَمَةِ {{نَحْنُ}يُبَيِّنُ عَظَمَةَ المُخْبِرِ ـ وَهُوَ اللهُ ـ وَشَرَفَ المُخْبَرِ بِهِ ـ وَهُوَ النَّبِيُّ ﷺ ـ وَجَلالَةَ الخَبَرِ ـ وَهُوَ القِصَّةُ ـ وَمَنْ يَدُورُ عَلَيْهِ الخَبَرُ ـ وَهُوَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ.

2- فِي افْتِتَاحِ الآيَةِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ}} تَكْرِيمٌ لِلنَّبِيِّ ﷺ؛ إِذْ تَلَقَّى هٰذَا الحَدِيثَ مُبَاشَرَةً مِنْ رَبِّهِ بِلا وَاسِطَةٍ، خِلَافًا لِمَا لَوْ قِيلَ: "اللهُ يَقُصُّ عَلَيْكَ"، فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِوَاسِطَةٍ فِي التَّبْلِيغِ، وَبَيْنَ العِبَارَتَيْنِ بَوْنٌ بَعِيدٌ.

3- تَقْدِيمُ الضَّمِيرِ عَلَى الخَبَرِ الفِعْلِيِّ يُفِيدُ الِاخْتِصَاصَ، أَيْ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ، لَا غَيْرُنَا.

4- {{نَحْنُ نَقُصُّ} } فِيهِ إِثْبَاتُ الأَفْعَالِ الاِخْتِيَارِيَّةِ للهِ جَلَّ وَعَلا، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُه.

5- فَائِدَةُ الفِعْلِ المُضَارِعِ {{نَقُصُّ}} : إِشَارَةٌ إِلَى التَّجَدُّدِ وَالِاسْتِمْرَارِ، وَأَنَّ القَصَصَ مُتَتَالِيَةٌ.

6- أَحْسَنُ القَصَصِ: أَصْدَقُهَا حَدِيثًا، وَأَشْرَفُهَا غَايَةً، وَأَكْرَمُهَا مَقْصِدًا، وَأَقْوَمُهَا طَرِيقًا.

7- قَصَصُ القُرْآنِ أَحْسَنُ القَصَصِ؛ فَهِيَ القَصَصُ الحَقُّ، سِيقَتْ لِلْعِبْرَةِ وَالِاتِّعاظِ، لِتُؤَدِّيَ إِلَى صَلَاحِ الفَرْدِ وَالمُجْتَمَعِ.

8- لَمَّا كَانَ القُرْآنُ أَكْمَلَ الكُتُبِ؛ تَضَمَّنَ أَحْسَنَ الكَلَامِ، وَأَبْلَغَ البَيَانِ، وَأَرْوَعَ القِصَصِ، وَأَحْكَمَ الأَحْكَامِ.

9- لَنْ يَجِدَ الإِنْسَانُ مَنْهَجًا وَلَا كِتَابًا يُبَيِّنُ الحَقَائِقَ، وَيَمْنَحُهُ أَحْسَنَ الهَدْيِ وَالأَحْكَامِ وَالأَخْلَاقِ، أَعْظَمَ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

10- سُمِّيَت سُورَةُ يُوسُفَ أَحْسَنَ القَصَصِ؛ لِحُسْنِ عَوَاقِبِ أَهْلِهَا، وامتِدَادِ أَحْدَاثِهَا، وَكَثْرَةِ مَا فِيهَا مِنَ العِبَرِ، وَلِصَبْرِ يُوسُفَ وَعَفْوِهِ، وَلِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنْ تَقَلُّبَاتٍ بَيْنَ مِحْنَةٍ وَمِنْحَةٍ، وَذُلٍّ وَعِزٍّ، وَسِجْنٍ وَمُلْكٍ.

كَذَلِكَ لِمَا ضَمَّتْهُ مِنْ صُوَرِ الحَيَاةِ وَأَحْوَالِ النَّاسِ، وَمَوَاضِعِ الحِكْمَةِ وَالعِبْرَةِ، حَتَّى صَارَتْ أَعْظَمَ قِصَّةٍ يَنْتَفِعُ بِهَا أُولُو الأَلْبَابِ.

11- تَكْرِيمُ اللهِ تَعَالَى لِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَتَشْرِيفُهُ بِالرِّسَالَةِ وَالإِيحَاءِ إِلَيْهِ: {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْك}.

12- القَصَصُ القُرْآنِيُّ فَائِقُ الحُسْنِ عَلَى كُلِّ قَصَصٍ سِوَاهُ، وَلَوْ كَانَ فِي الكُتُبِ السَّالِفَةِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَلَى رُسُلِهِ.

13- القَصَصُ القُرْآنِيُّ مُعْجِزٌ فِي كُلِّ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ: {{نَحْنُ نَقُصُّ}} .

14- القِصَصُ تَضُمُّ الحَسَنَ وَالسيِّئَ؛ فَهِيَ تَعْرِضُ الْمُثُلَ الأَخْلَاقِيَّةَ وَالأَخْطَاءَ لِتَكُونَ عِبْرَةً وَهُدًى لِلمُتَعَلِّمِينَ.

15- فِيهَا حَثٌّ عَلَى الاهْتِمَامِ بِالقَصَصِ القُرْآنِيَّةِ وَالنَّبَوِيَّةِ وَالتَّارِيخِيَّةِ، وَدِرَاسَتِهَا وَتَعَلُّمِ مَا فِيهَا مِنْ عِبَرٍ وَفَوَائِدَ.

16- التَّحْذِيرُ مِنَ القِصَصِ وَالرِّوَايَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ الْخَيَالِيَّةِ الَّتِي تُفْسِدُ عُقُولَ الشَّبَابِ المُسْلِمِ وَتُدَمِّرُهَا.

17- القَصَصُ القُرْآنِيَّةُ مِنْ أَهَمِّ أَسَالِيبِ الدَّعْوَةِ إِلَى اللهِ تَعَالَى.

18- البَوْنُ الشَّاسِعُ مِنْ جَمِيعِ النَّوَاحِي بَيْنَ مَا يَقُصُّهُ اللهُ سُبْحَانَهُ وَمَا يَقُصُّهُ البَشَرُ.

19- إثباتُ نبوّةِ محمدٍ ﷺ وتقريرُها بأقوى برهانٍ عقليٍّ وأعظمِ دليلٍ نقليٍّ؛ فهذه القصّةُ من دلائلِ نبوّةِ المصطفى ورسالته عليهِ الصلاةُ والسلام؛ إذ قال تعالى: {{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ}} ، وقال في ختامها: {{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ}} ، فمن الذي أخبره بتفاصيلِ ما غاب عنه؟ لا ريبَ أنّه رسولُ الله حقًّا.

20- عَيَّنَ اللهُ تعالى المَرَادَ بِاسْمِ الإِشَارَةِ وَاسْمِ العِلْمِ، فَقَالَ: {{هٰذَا القُرْآنُ}} ، لِيُبَيِّنَ أَنَّ إنْزَالَهُ هُوَ مَجْمَعُ الخَيْرَاتِ.

21- { {بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هٰذَا القُرْآنُ}} دَلَّ عَلَى أَنَّ القُرْآنَ مِنْ عِنْدِ اللهِ، وَأَنَّهُ تَكَلَّمَ بِهِ حَقِيقَةً.

22- فِيهِ دَلَالَةٌ عَلَى أَنَّ أَخْبَارَ الْمُغَيَّبَاتِ تُؤْخَذُ مِنَ الوَحْيِ، لا مِنْ عِلْمٍ بَشَرِيٍّ.

23- فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى ضَلاَلِ وَكَذِبِ أُولَئِكَ الزَّاعِمِينَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ الْمُغَيَّبَاتِ، مِنْ سَحَرَةٍ وَكَهَنَةٍ وَعَرَّافِينَ وَقُرَّاءِ الكُفِّ وَالفَنَاجِيلِ.

24- قَوْلُهُ تَعَالَى: {{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ}} رَدٌّ عَلَى سُفَهَاءِ المُشْرِكِينَ الَّذِينَ زَعَمُوا: {إِنْ هٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ}، كَمَا قال اللهُ عَنْهُمْ: {{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُـمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}} .

25- الإنْسَانُ بِغَيْرِ القُرْآنِ مِنَ الغَافِلِينَ؛ فَأَنْتَ دُونَهُ قَدْ تَغْفَلُ عَنْ قَضَايَا هَامَّةٍ فِي حَيَاتِكَ.

26- فَائِدَةُ جَعْلِه {{مِنَ الغَافِلِينَ}} دُونَ أَنْ يُوَصَفَ ﷺ بِالغَفْلَةِ حَصْرًا، للإشَارَةِ إِلَى تَفْضِيلِهِ بِالْقُرْآنِ عَلَى مَنْ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهِ، فَشَمِلَ هَذَا الفَضْلَ أَصْحَابَهُ وَالمُسْلِمِينَ عَلَى تَفَاوُتِ مَرَاتِبِهِمْ فِي العِلْمِ.

27- الرُّؤَى المُبَشِّرَةُ مِنْ أَحْسَنِ القِصَصِ، لِذَلِكَ قِيلَ بَعْدَهَا: {{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ…}} .

28- {{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ}}؛ فَالغَفْلَةُ الْمَذْمُومَةُ هِيَ أَنْ يَبْلُغَ الإِنْسَانُ شَيْئًا وَيَعْلَمَهُ ثُمَّ يَغْفَلُ عَنْهُ، وَفِيهِ لا يُعْذَرُ الإِنْسَانُ. أَمَّا مَنْ كَانَ غَافِلًا عَنْ مَا لَمْ يَبْلُغْهُ، فَهُوَ مَعْذُورٌ، لِأَنَّهُ لا عِلْمَ لَهُ بِمَا لَمْ يَعلَم أو تُعُلِّم.

29- {{وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ}} ؛ فَكُلُّ مَا وَصَلْتَ إِلَيْهِ مِنَ العِلْمِ وَالحِفْظِ وَالمَكانَةِ وَالفَضْلِ، فَهِيَ مَوَاهِبُ مِنَ اللهِ وَحْدَهُ، لَيْسَتْ مِنْكَ وَلا بِجُهْدِكَ وَلا بِكَدِّكَ.

30- الإِنْسَانُ لا يَعْلَمُ إِلَّا أَنْ يُعَلَّمَ، وَاللهُ يُعَلِّمُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ يَعْلَمُونَهُ، قَالَ تَعَالَى: {{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}} .

31- العَقْلُ يَظَلُّ فِي غَفْلَةٍ – مَهْمَا كَانَ ذَكِيًّا – حَتَّى يَتَلَقَّى عِلْمًا يَنْقُلُهُ إِلَى دَائِرَةِ الوَعْيِ.

32- يُؤْخَذُ مِنْ ذَلِكَ: أَنَّ القَصَصَ مِنْ جُمْلَةِ العُلُومِ وَالمَعَارِفِ، وَهِيَ مِنْ أَسَالِيبِ التَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ.

 

7 جمادى الآخرة 1447هـ

28-11-2025م

أيمن الشعبان

داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.

  • 0
  • 0
  • 6
المقال السابق
|3| {إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}
 

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً