‏هل الحياة الصاخبة وراء انتشار الأمراض النفسية؟

منذ 3 ساعات

‏في الـ20 سنة الأخيرة، زادت معدلات الاكتئاب والقلق عالميًا بنسب مرصودة في الأبحاث والتقارير الدولية.

‏في الـ20 سنة الأخيرة، زادت معدلات الاكتئاب والقلق عالميًا بنسب مرصودة في الأبحاث والتقارير الدولية.

‏فعلا: لماذا صرنا أكثر اكتئاباً وقلقاً رغم أننا "نعيش أحسن"؟
‏الكثيرون يلومون "نمط الحياة الحديثة الصاخبة". لكن هل هذا مجرد كلام عام، أم أن العلم يؤكده؟

‏سنركز على 4 أسباب أساسية في نمط الحياة المعاصرة:

‏إليكم ما تقوله الدراسات العلمية الكبرى (ميتا-أناليسيس وأبحاث طولية):

‏أولا: الحياة الصاخبة والجلوس الطويل.
‏-الجلوس الطويل وقلة الحركة والرياضة أكثر من 6-8 ساعات يومياً، يزيد معدلات الاكتئاب (ميتا-أناليسيس على 100,000+ شخص).
‏-عدم انتظام النوم والسهر المتكرر، يرفع احتمالية الإصابة بالاكتئاب الشديد. (مثلا: دراسة ألمانية على 8000 شخص).
‏-الجدول اليومي المزدحم بلا وقت للراحة أو الهوايات، يرفع مستويات التوتر المزمن.

‏ثانيا: انخفاض التدين.
‏مئات الدراسات بشتى درجات القوة (حتى 2024) تؤكد:
‏الأشخاص المتدينون بانتظام أقل عرضة للاكتئاب وللقلق.
‏الصلاة والعبادة المنتظمة تقلل أعراض الاكتئاب (ميتا-أناليسيس Journal of Religion and Health 2023)
‏التدين هو أقوى عامل وقائي ضد الانتحار.
‏هذا لا يعني أن المتدين لا يمرض نفسيا! بل يمرض، لكن التدين عامل وقاية قوي، أي أنه يقلل احتمالية الإصابة في مجموع المجتمع، ولا يمنعها نهائيا.

‏ثالثا: اعتماد السعادة على مصدر واحد (الشغل، الفلوس، السوشيال).
‏هناك أدلة علمية قوية ومتنوعة تدعم أن الاعتماد على مصدر واحد للسعادة (مثل الشغل، المال، أو وسائل التواصل) يزيد من الضعف النفسي والعاطفي، خاصة في مواجهة الضغوط،
‏بينما تنويع المصادر (مثل العبادة، العائلة، الطبيعة، الهوايات، والخدمة/التطوع) يعزز الصحة النفسية العامة، ويقلل الاكتئاب، ويحسن الصحة الجسدية.

‏رابعا: اختفاء البساطة والسكينة.
‏السكينة (الطمأنينة) ليست رفاهية… بل حاجة بيولوجية ونفسية وروحية.
‏هذا المفهوم وإن كان ليس شائعا في مراجع علم النفس الغربية، لكنه في السنوات الأخيرة لقي اهتماما كبيرا جدا، وظهرت عشرات بل مئات الدراسات العلمية (ميتا-أناليسيس، أبحاث طولية، وتحليلات عصبية)،

‏ما الحل إذن؟
‏الحل ليس أن "نترك كل شيء ونعيش في الغابة"
‏هناك حلول عملية وممكنة (كلها مدعومة بدراسات):

‏- تقوية الإيمان ونمط الحياة التعبدي.
‏- تنويع مصادر السعادة: لا تعلّق قلبك بمصدر واحد (شغل، فلوس، ماديات).
‏- تحسين النوم والحركة والنشاط.
‏- تخصيص وقت يومي للبساطة: قهوة بهدوء، قراءة، جلوس في الطبيعة بلا هاتف.
‏- رجوع إلى القليل الذي يكفي… فالبساطة تُولّد السكينة، والسكينة تُولّد القوة.

خالد الجابر

استشاري طب العائلة

  • 0
  • 0
  • 18

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً