ثروات لا تقدر بثمن

الحكيم المسدد هو من علم قيمة النعم قبل أن تزول، وأدى شكرها وأقر لمنعمها بالفضل وأدرك ابتداء أن ثمة أشياء.. لا تشترى. ... المزيد

آلام الآخرين

مهما بلغت فصاحة عبارات المواساة وسخونة عبرات التعاطف فإنها لا تكفي لتسكينها.. تلك آلام ليس لها من دون الله كاشفة، وليس لوجعها من دون تثبيته وتخفيفه مسكنات أو مهدئات، لكنها بلا شك تزداد حين لا تجد المواساة والتقدير المفترض، وربما تتضاعف وتتفجر حينما تجد العكس، حينما تجد استهانة وعدم اكتراث أو تحقيرًا وتهوينًا من شأنها، ممن يفترض أنهم أطباء رحماء، حين تقابل مخاوف أب أو أم على فلذة كبديهما بضحكات ساخرة تستخف بآلامهما، وتستهين بقلقهما وإشفاقهما.. قد يرسل الله مذكرًا أو منبهًا لتلتفت، ولتتأمل ولتُقَدِّر، ولا تنسينك نعمة العافية أن هناك من يتألم. ... المزيد

فصبر جميل

أبى الله إلا أن يمد في عمر يعقوب، حتى يرد إليه بصره، ليملي عينيه برؤية الحبيب الغائب، وما هي إلا أيام حتى دخلوا عليه، دخل أبناؤه العشرة ولحم وجوههم يكاد يتساقط خجلاً، هذه المرة لا توجد مبررات، لا توجد كلمات استباقية، لا توجد مزاعم ولا ادعاءات، فقط الندم الممزوج بالخجل والحياء، قد انكشف كل شيء، وظهر الحق وحصحص، يوسف حي.. ... المزيد

خاطرة: وكم من نعمة!

حينئذ يدرك أن ثمة أشياء لو أنه امتلك خزائن قارون، بل وملء الأرض من مثلها، ثم طلب منه أن ينفقها كي لا تنزع منه تلك الأشياء، لأنفقها عن طيب خاطر! ... المزيد

واحات الأمل

من يمكن أن يقنط، وهو يشهد بعين قلبه ما آل إليه الحال من حسن المآل؟! فقط عليه أن يحقق الشرط، وأن يعي الدرس، يعي أن كل ما فات، وكل ما هو آت من تقدير المضرات والبلاءات، إنما هو رحمة، وحكمة، وذكري، رحمة من الرحمن الرحيم، وحكمة من لدن الملك العليم الحكيم.. ... المزيد

أن تحبس أنت وأهلك في المصعد

لا شك أن تجربة معايشة تلك النفوس الصارخة بالتعصب الجائر، الطافحة بالهوى الظالم، والمطلية بالكراهية السوداء أصعب بكثير من تجربة حبس في مصعد، أو معاناة مع انقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي، وبالتالي المياه والمصعد.. ... المزيد

صِف لنا الفيل؟!

ما أن سمِع ذلك الضرير تلك الجملة حتى مدَّ يده يتحسَّس ذلك الفيل الضخم القابع إلى جواره، فكان أول ما لمسته يده ذيل الفيل فقال بثقةٍ متناهية: الفيل مخلوق أفعواني رفيع يشبه الحبل المرن! مدَّ الأعمى الثاني يده ليصفه هو الآخر فارتطمت يده بقدم الفيل فهب مخالِفًا للضرير الأول وقال: لا.. بل الفيل مخلوق أسطواني راسخ كالعمود الصلب ذو جلد سميك مشعر وهو ده الفيل وليس ما تزعم! صاح كفيف ثالث معترِضًا بينما يمسك بخرطوم الفيل وقال بدهشة: ماذا تقولان؟! الفيل "الفيل كائن أنبوبي مُجوَّف وبه تجاعيد عميقة وهو ده الفيل وليس ما تقولان! ... المزيد

حوارٌ مع صديقي المتعصب

في لحظةٍ يُسقط أي مخلوق الذين ما إن يختلف مع ما يتعصب له المرء حتى يصير احترامه وتقديره له في خبر كان. وهذا ما كان من أحبار اليهود الذين تغيروا على ذلك الرجل الذي كانوا يُثنون عليه قبل قليل، ورغم أن المنطق يقول أنه لا مانع من بعض الأخذ والرد والإقناع بالحسنى الذي يحتاجه أى مدعو خصوصًا إن كان يعتقد بشدة ما هو عليه إلا أن ما يدعو للدهشة هو ذلك الانهيار الكامل في نظرتهم للرجل والتي كان من المفترض أن يسبقه حتى بعض النقاش وربما الاستغراب لفعله؛ وسؤاله عن دوافعه وأسبابه أو حتى مناظرته فهو ليس نكرة بينهم بشهادتهم أنفسهم ولا بد أن لديه ما يقوله. ... المزيد

أن تُنزَعَ رؤوسٌ من رمال!

إن المُتأمِّل في الواقع الإسلامي اليوم ليلحظ بسهولةٍ ويُسر أن هزّة شبيهة وربما أعمق وأخطر تتعرَّض لها الحالة الدينية المعاصرة على الأقل ظاهرًا، وإن الاتصال بين الظاهر والباطن أمر لا يجحده بصير ففي الجسد مضغة بصلاحها يصلح وبفسادها يفسد.. والكتاب قد يظهر شيء من حاله عبر عنوانه. إن من ينكرون اليوم أن هناك مشكلة حقيقية في التزام الناس بتعاليم الدين وتكاليفه وإقبالهم على شعائره، وقبولهم لدعوته هم في رأيي يمارسون نوعًا من دس الرؤوس في الرمال ويتجاهلون ظواهر إعلامية وثقافية وحياتية يومية تصرخ فيهم أن انزعوا رؤوسكم من رمالها وانتبهوا.. فثمة مشكلة! ... المزيد

إن شاء الله سيفتح!

يستشعر البعض تأخُّرًا في الفتوحات ويستبطئون تقلُّبًا في خاشع الدمعات؛ بينما يجدون إلى جوارهم من يكادون يذوبون تأثُرًا وخشية ويسمون في معالي الخشوع والتلذُّذ بالعبادة. والحقيقة أن هذا قد يكون اختبارًا يحتاج من تعرض له لأن يفهمه ويدرك أبعاده. فليس شرطًا أن تكون هذه علامة قسوة قلب ودليل على احتجاب القبول أو انعدام رضا الرب؛ ولكن الاختبار قد يكون هاهنا للصدق وليجيب الإنسان سؤالًا حرِجًا عن أولويات نياته وترتيب مقاصده.. ... المزيد

مفاهيم تحت القصف!

"لو كسروا عظامي مش خايف *** لو هدوا البيت مش خايف".. كانت تلك الأنشودة الشعبية الفلسطينية هي المفضلة لديه.. هكذا كان يحلو لذلك الطفل دومًا أن يُدندِن.. لم يطُل مفاهيم الأمة الواحدة والجسد الواحد والتعاطف مع المظلوم وبغض المحتل..! لكن يبدو أن الأمور قد اختلفت اليوم كثيرًا..! يبدو أن "فارس" لو بُعِثَ من جديد ووقف أمام الدبابة رافِعًا حجره لناله من ألسنة وأقلام بعضنا قصفًا أشد من قصف الصهاينة..! ... المزيد

صديقي المزايد!

ليست مشكلتي أنك كسول لا تحب أن تبذل مجهودًا في البحث عن مواقفٍ من تُزايد عليه؛ فتستسهِل إهانته واتهامه دون بينة بدلًا من أن تُكلِّف خاطرك بسؤاله حتى والاستبيان منه واستيضاح ما لم يبلغك من آرائه ومواقفه المُعلنة والمنشورة في مقالاته بالصحف والمواقع وعلى صفحته. وصدقني.. ما دام ما أكتب يضايقك إلى هذه الدرجة أو تراه لا يُفيدك - فالواجب عليك أن تبحث عمَّا يفيدك بدلًا من تضييع وقتك في المزايدة أو الامتهان..! ... المزيد

معلومات

طبيب وجراح الفم والأسنان، كاتب في العديد من الدوريات والصحف، خطيب ومحاضر من خطباء الجمعية الشرعية.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً