مصارحة!

الإصرار على كون حملة الشبهات ستخفت بعد حين، وأن المنافقين والمضلين إلى اندحار وزوال، وأن الله في نهاية الأمر سينصر دينه، تفاؤل جميل ومطلوب ومبني على يقين في السنن الربانية.
لكنه في ظني لن يرفع استحقاق الإثم عن المتخلين عن واجب المواجهة الفكرية، والذب عن دين الله وشرعته وسنة نبيه وهم قادرون على ذلك.
وما أبرىء نفسي.

 

نصيحة!

صدقني يا عزيزي أنت لا تحتاج لتكلف كذبة أو اصطناع ادعاء أو انتحال صفة لتتمكن من مواجهة خصمك السياسي أو الفكري.

حتى لو تحللت من قيمك الدينية، وفكرت في ما تفعله من منطلق نفعي بحت؛ فستجد أن ما تفعله يضر قضيتك بشكل ذاتي، حين يتم فضح أكاذيبك، ونقض بنيانك الذي أسسته على شفا جرفٍ هارٍ من الدعاوي الباطلة، فيصير ضررك على قضيتك أعظم من حجج خصمك.

صدقني يا عزيزي؛ إنما ينُصر الحق بالحق.

مطية!

وإن من أحط الخلق في نظري أولئك الذين آتاهم الله علمًا بدينه، ومكانة شرعية بين خلقه، فجعلوا ذلك مطية لذوي منصب أو مال أو سلطان، وسخروه لإرضائهم فأظهروا منه ما يمليه عليهم سادتهم، وحجبوا منه ما لو بيَّنوه لانكشفت سوءات كبرائهم، واشتروا بآيات الله ثمنًا قليلًا فبئس ما يشترون.

وإن مكمن ذلك الانحطاط ومناط ذلك الإجرام هو مدى الامتهان الذي اقترفوه في حق دينهم وآيات ربهم، حتى جعلوها وهي أشرف ما يحصّله مخلوق سلعة تباع لمن يمتلك الثمن، وأداة تستعمل لتملق أهل الجاه والسلطان، وتابعًا لمن لديه القوة والصولجان، فلبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون.

دائرة الضوء!

ومن الناس من لا يطيق البعد عن دائرة الضوء.
ولا يستطيع حياة يكون فيها خامل الذكر.
ولأجل ذلك هو على استعداد لأن يرتقي أصعب مرتقىً، ويختار أعجب الأقوال والأفعال وأكثرها شذوذًا وغرابة
ويستثير مشاعر الخلق بأي سبيل ولو كان باستجلاب اللعائن.
وكل هذا ليظل مستقرًا في تلك الدائرة التي أدمن المكث بداخلها.
دائرة الضوء!

أسير الإعلام!

ومن الناس من يعيش أسيرًا أو عبدًا تابعًا ذليلًا للإعلام
الحلال ما أحله له ‫‏الإعلام‬!
والحرام ما حرمه!
والحسن ما استحسنه! والقبيح ما استقبحه!
لقد مسخت تصوراته حتى صارت مجرد صدىً لما يمليه الأخ الأكبر الذي هو فقط يعرف ما عليه تضخيمه!
وهو وحسب من يدرك ما ينبغي الاعتراض عليه! وما ينبغي تجاهله!
الإعلام وحده هو الذي يعرف مصلحتك! ومن يحق له تحديد اهتماماتك! 

معلومات

طبيب وجراح الفم والأسنان، كاتب في العديد من الدوريات والصحف، خطيب ومحاضر من خطباء الجمعية الشرعية.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً