رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (6)- طبيعة الميدان!

فهذا كما ترى، ميدان لا يطيق النزول في أرضه وبحقه، إلا ما أوتي حظًا وافرًا من البصر النافذ، والإخلاص المتجرد لطلب الحق وإدراكه. وبطبيعة هذه الميدان، تدخل نفس النازل في أرضه عاملًا حاسمًا في شطري ما قبل المنهج، تدخل أولًا عن طريق معرفة اللغة التي نشأ فيها صغيرًا، وتدخل ثانيًا من طريق الثقافة التي ارتضع لبانها يافعًا، وتدخل ثالثًا من طريق أهوائه ومنازعه التي يملك ضبطها أو لا يملكها بعد أن استوى رجلًا مبينًا عن نفسه. فهذا الثاث هو موضع المخافة، الذي يستوجب الحذر، ويقتضيك حسن التحري.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (5)- آداب اللسان

أما آداب اللسان، فإن الناس لا يتحاجون إلى ما أسميته ما قبل المنهح إلا بعد أن تستوفى الآداب نموها عن طريق اللغة التي هي وعاء المعارف جميعًا، وبعد أن تستوفى أيضًا نموها عن طريق الثقافة التي هي ثمرة المعارف جميعًا، وبعد أن تستوفى حظًا من القوة والتماسك والشمول والغلبة على أصحاب هذه اللغة وهذه الثقافة، حتى يحتاج عندئذ إلى إعادة النظر المفصل بين تداخل أطرافها بعضها في بعض، طلبًا لتصحيح المسيرة، وطلبًا للوضوح، وطلبًا للنهج السوي والطريق المستقيم. 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (3)- المادة والتطبيق

تبين لي يومئذ تبينًا واضحًا أن شطري المنهج (المادة والتطبيق)، مكتملان اكتمالًا مذهلًا يحير العقل، منذ أولية هذه الأمة العربية المسلمة صاحبة اللسان العربي، ثم يزدادان اتساعًا واكتمالًا وتنوعًا على مر السنين وتعاقب العلماء والكتاب في كل علم وفن، وأقول لك غير متردد أن الذي كان عندهم من ذلك، لم يكن قط عند أمة سابقة من الأمم، حتى اليونان، وأكاد أقول لك غير متردد أيضًا أنهم بلغوا في ذلك مبلغًا لم تدرك ذروته الثقافة الأوربية الحاضرة اليوم، وهي في قمة مجدها وازدهارها وسطوتها على العلم والمعرفة.

 

يا نفس

قصيدة يا نفس | للمشد : أحمد مقرم

Audio player placeholder Audio player placeholder

تحية شعرية

في حفل عقيقة عبد الرحمن نجل أخينا فؤاد الدكداكي.. اشتغلت بنظم أبيات في المجلس تحية له وعربون مودة.. وقرأتها بعد فراغ (باالعلوي) حفظه الله ووفقه للخير... الواعظ الرباطي المشهور.. من موعظته.. ... المزيد

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (4)- كان شيئًا كان، ثم انقضى

سنة متبعة ودرب مطروق في ثقافة متكاملة متماسكة راسخة الجذور، ظلت تنمو وتتسع تستولى على كل معرفة متاحة أو مستخرجة بسلطان لسانها العربي، لم تفقد قط سيطرتها على النهج المستبين، مع اختلاف العقول والأفكار والمناهج والمذاهب، حتى اكتملت اكتمالًا مذهلًا في كل علم وفن، وكان المرجو والمعقول أن يستمر نموها واكتمالها وازدهارها في حياتنا الأدبية العربية الحديثة راهنًا ثابتًا، إلى هذا اليوم، ولكن صرنا، واحسرتاه، إلى أن نقول مع العرجي الشاعر: " كان شيئًا كان، ثم انقضى". 

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (2)- المنهج الأدبي

ولكي لا تقع في الوهم والضلال، وكي لا يغرر بك أحد من المتشدقين من أهل زماننا هذا بالثرثرة، فاعلم أن حديثي هنا هو عن الذي يسمى "المنهج الأدبي" على وجه التحديد؛ أي: عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ، وعلم الدين بفروعه المخلتفة، والفلسلفة بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته؛ أي يتناول ثقافتها المتكاملة المتحدرة إليه في تيار القرون المتطاولة والأجيال المتعاقبة. ووعاء ذلك كله ومستقره هو اللغة العربية واللسان لا غير.

رسالة في الطريق إلى ثقافتنا (1)- المنهج!

فهذا الذي يسمى منهجًا ينقسم إلى شطرين، شطر تناول المادة وشطر في معالجة التطبيق. فشطر المادة يتطلب قبل كل شيء، جمعها من مظانها على وجه الاستيعاب المتيسر، ثم تصنيف هذا المجموع، ثم تمحيص مفرداته، وذلك بتحليل أجزائها بدقة متناهية، حتى يتيسر على الدارس أن يرى ما هو زيف جليًا واضحًا، وما هو صحيح مستبينًا ظاهرًا. أم شطر التطبيق، فيقتضي ترتيب المادة بعد نفي زيفها وتمحيض جيدها، باستيعاب أيضًا لكل احتمال للخطأ أو الهوى أو التسرع، وهو الميدان الفسيح اذي تصطرع فيه العقول وتتناصي الحجج.

خاطرة :النِّعَم أضياف

النِّعَم أضياف، وكذا البلايا.. فأكرِم أضيافَك ... المزيد

كلمة للظالمين!

اللي فوّض واللي برَّر *** واللي قال: تِسلَم إيديك! اللي قال للسيسي: فور! *** واللي قال: الله عليك - مهما طال الوقت لازم *** تدفعوا تمن المظالم - نفس كاسنا راح تدوقوا *** تعرفوا مين اللي ظالم ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً