زوجي لا يعدل بيني وبين زوجته الأولى؟

منذ 2013-04-29
السؤال: نشأتُ في أسرةٍ عادية، ليستْ مُتدينةً، لا أحد يُصلِّي، والأفلام والمسلسلات والأغاني في بيتنا ليل نهار!
منَّ الله عليَّ بالهداية والنقاب، ولكن الكل حارَبَني، فاضطررتُ للتفكير في الزواج؛ لأَخرُج من هذا الجو، فتزوجتُ رجلاً يبدو عليه التديّن، ولكنه متزوِّج، ولديه أبناء.
سكنتُ مع أهله، فلم أسترح، وبعد سنواتٍ طلبتُ منه أن أسكنَ مع أولادي في مسكنٍ خاصٍّ، فقال: لا أستطيع!
وصلت النقاشات في هذا الأمر إلى الطلاق، وأرجعني إلى بيت أهلي، ونسي أنني حاربتُ كل الناس لأجله، ورضيتُ بأقل مهر مِن أجله، وبقيتُ في خدمة والديه، ولا أريد أن أذكر ما لاقيته من ظلم منه، وأن كل ما قاله لي قبْل الزواج كان كذبًا، وأنه شخصٌ مختلفٌ عما كان عليه قبل الزواج.
أجبرني أهلي على الرُّجوع؛ لأنهم لا يريدون أن أكونَ مطلقة لنظرة المجتمع، فرجعتُ ولكن في داخلي جُرحٌ لم أستطعْ أن أنساه، ولا أستطيع أن أعود له كما كنتُ سابقًا؛ خاصة أنه أراد أن يتزوج بعدما طلقني!
أنا الآن حائرةٌ: هل أبقى مع أهلي ويعيش أبنائي في ذلك الجو، علمًا بأن البيت ضيق علينا؟ وهل يجوز أن أستأجر بيتًا خاصًّا بي، وأسكن وحدي دون رجلٍ؟
أرجو منكم أن تشيروا عليَّ؛ فقد تعبتُ من التفكير، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
يقع كثيرٌ من النساء في خطأٍ كبير، وهو تصوُّرُ الرجلِ عَلَى خلاف ما هو عليه، أو تصوُّرُ المرأةِ عَلَى غير ما جُبِلتْ عليه، ولا نفرق بَيْنَ الثابتِ والمتَغَيِّر في الطبيعة البشريةِ، وما يقبل التعديل، وما لا يقبل؛ فكل هذا مما يُعظِّم البلاءَ على النفس، والعكسُ تمامًا، فإدراك الإنسانِ الأمورَ على حقيقتِها، يجعلُكِ واقعيةً؛ فالنفسُ مَتَى علِمَت هذا استراحتْ، واتخذتْ قرارها عن قناعة، وموازنة بين المصالح والمفاسد.
ومما لا شك فيه: أن مفاسد طلاقِكِ وما يترتَّبُ عليه من آثارٍ اجتماعيةٍ ونفسيةٍ لكِ وللأبناءِ، يدلُّ على أن الصلحَ وعودَتك لزوجك أفضلُ لا سيما واستمرار الحياة الزوجية غايةٌ من الغايات التي يحرص عليها الدينُ الحنيف؛ ولذلك فإننا دائمًا ننصح الزوجاتِ بالصبر على أزواجهنَّ، وعدم التسرُّع في طلب الطلاق، فإن وَقَعَ وكانت المصلحةُ في العودةِ ظاهرةً، أشرْنا بها، فابدئي معه من جديد، وتحمليه، وتجاوَزي عنْ بعض زلَّاتِه، مع تعهُّدِه بالنصح، وتذكيرِهِ بحقوق الزوجة، وحقوقِ الأبناءِ، ومحاولةِ إصلاحِهِ ما أمكنَ؛ بتذكيرِهِ بالله، وجاهدي قَدْرَ إمكانِكِ بما يُبْقِي الأُسرة على كِيانها، ويُبْعِدُ عنها شَبَحَ الفُرقةِ؛ عسى الله أن يهديَه، ويشرحَ صدرَه للحق والصواب، وأكثري من الدعاء له أن يُلهِمَه اللهُ رُشدَه، ويعيذَه من شرِّ نفسه، وشرِّ الشيطان وشَرَكِهِ.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 2
  • 0
  • 28,093

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً