طلب العلم أم الرد على دعاة الاختلاط ؟

منذ 2011-04-05
السؤال: ما رأيكم فضيلة الشيخ فيمن يرد على مقالات وكتاب الجرائد مثل: الذين يدعون إلى الاختلاط، وغيره من المواضيع التي على شاكلة ذلك من طلاب وطالبات في الشريعة؟

وإذا كنتم تؤيدون ذلك فما الأفضل: الاشتغال بذلك، أم بطلب العلم وحفظ المتون وغيرها؟

وإذا كنتم لا تنصحون بذلك ألا يدخل ذلك في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الإجابة: الحمد لله؛ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أحد ركائز الدين وواجباته التي بها حمايته، ونشره والذب عنه وصيانة مجتمع المسلمين من أعمال المفسدين، وما تنشره الصحف والجرائد ووسائل الإعلام هو من المنكر الذي يجب إنكاره بكل وسيلة ممكنة حسب الاستطاعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".

وذلك من الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم في الخلوف الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون: "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل"، أي من ذلك الإيمان الذي هو جهاد أهل الباطل.

وما زال العلماء يكتبون الرسائل والمؤلفات الطويلة في الرد على أهل البدع، ودحض شبهاتهم بالدلائل العقلية والنقلية، وهذا كله لا ينافي طلب العلم، بل ذلك من أجلِّ ثمرات العلم، ولكن لا يحسن للمبتدئ ومن لا يجد في نفسه أهلية أن يدخل فيما لا يحسنه بل ينتظر حتى تكون لديه المقدرة العلمية والبيانية، فمن دخل فيما لا يحسنه فربما كان فتنة لأهل الباطل لظهور حجتهم عليه، إذ لم يستطع ردها، فيتخذون من ذلك دليلا على صحة ماهم عليه، وحجتهم داحضة عند ربهم، والله لا يصلح عمل المفسدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر: موقع الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك

عبد الرحمن بن ناصر البراك

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود

  • 1
  • 0
  • 3,609

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً