هل أقبل الخاطب الذي لا يُصلِّي؟
إذا كان الخاطب لا يصلِّي، هل أقبله، ثُمَّ أشجِّعُه على الصلاة، أو أرفُضُه؟ وكيف يجب أن تكونَ صفةُ الخاطب كي أقبله؟ مع العلم بخُطَّاب هذه الأيام.
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبِه ومَن والاه، أمَّا بعدُ:
فقد بيَّنَّا في فتاوى سابقة أن تارك الصلاة كافر -على الراجح من أقوال أهل العلم-، فَلْيُرْجعْ إليها، ومن هذه الفتاوى: "حكم تارك الصلاة".
وبمراجعة الفتوى السابقة يتبين أنه: لا يَحلُّ لامرأةٍ تُؤمِنُ بالله واليومِ الآخِر - أن تَقْبَل بشخصٍ لا يُصَلِّي زوجًا لها؛ إلا أن يَتوبَ إلى الله تعالى ويلتزِمَ بصلاتِه؛ لأنَّ تارك الصلاةِ كافرٌ، كما بيَّنَّا في الفتاوى المُحال عليها.
أمَّا صفات الخاطب التي تُوافق مُراد الشَّرع: فهو صاحِبُ الخُلُق والدِّين، إنْ أحبَّ المرأةَ أكرَمَها، وإن أبغضَها لَم يُهِنْها، شعارُه في ذلك قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة: 229].
ومِن هُنا؛ أوصى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلَّم بِاختِيار صاحب هاتَيْنِ الصِّفتين؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكُم مَن ترضَوْن دينَه وخُلُقَه، فأنكحوه" (أخرجَه التِّرمذي، وحسَّنه هو والألبانيُّ في صحيح الترمذي).
وقد سُئِلَ الشَّيخ مُحمَّد بن صالح العُثيمين رحِمه الله عن أهمِّ الأُمور، التي على أساسِها تَختارُ الفتاةُ زوجَها، فقال: "أهمُّ الأوصاف التي يَنبغي للمرأةِ أن تَختارَ الخاطبَ من أجْلِها: هي الخلُق والدين، أمَّا المالُ والنَّسب، فهذا أمرٌ ثانوي، لكن أهم شيءٍ أن يكون الخاطبُ ذا دين وخلُق؛ لأنَّ صاحب الدِّين والخلُق لا تَفقد المرأة منه شيئًا؛ إن أمسكهَا أمسكها بمعروف، وإن سرَّحهَا سرَّحها بإحسان، ثمَّ إنَّ صاحب الدِّين والخلُق يكون مبارَكًا عليها وعلى ذُرِّيَّتها، تتعلَّم منه الأخلاق والدين، أمَّا إن كان غيرَ ذلك، فعليْها أن تبتعِدَ عنه، لاسيَّما بعضُ الذين يتهاونون بأداء الصلاة، أو مَن عُرِف بشرب الخمر -والعياذُ بالله- أمَّا الذين لا يصلُّون أبدًا، فهم كفَّار لا تَحلُّ لهم المؤمنات، ولاهم يَحلِّون لهنَّ، والمهم أن تركِّز المرأة على الخلق والدين، أمَّا النَّسب، فإن حصل فهذا أولى؛ لأن الرَّسول صلى الله عليه وسلَّم قال: "إذا أتاكم مَن ترضَوْن دينَه وخلُقه، فأنْكِحوه"، ولكن إذا حصل التكافُؤُ فهو أفضل". اهـ. "فتاوى المرأة المسلمة" (2/702).
ونصيحتُنا للأُخْتِ السائلة: أن تَصبِرَ وتعلم أنَّ الزَّوج الصالح رِزْقٌ، يَسوقُه الله تعالى إلى المرأة الصالحة، وأنَّ هذا الرِّزْقَ له أجلٌ لا يتقدَّم ولا يتأخَّر، فقد يكون ما كتَبَهُ الله لها لم يَحِنْ أجلُه بعدُ، ولابد أن تعلم أيضًا أنَّ ما يُقَدِّره الله عزَّ وجلَّ خيرٌ للمؤمن ولا شكَّ، وقد وعَد سبحانَه أهلَ طاعتِه بالمزيد من فضله؛ فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
نسألُ الله عزَّ وجلَّ أن يُيَسِّر أمرَكِ، وأن يرزُقَكِ زوجًا صالحًا؛ يكونُ لك عونًا على طاعة الله عزَّ وجلَّ،، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: