العبادة أم طلب العلم؟!!
أنا شاب في الثامنة عشرة من العمر وقد رغبت في طلب العلم فقيل لي إن العبادة أفضل من طلب العلم، فما توجيهكم لي؟
الحمد لله؛
طلب العلم الشرعي علمِ الكتاب والسنة عبادة، بل من أجل العبادات التي يتقرب بها إلى الله، والعلم هو الطريق لمعرفة العبادات التي يحبها الله، ومعرفة ما يصححها ويكملها، وما يفسدها ويبطلها، وبالعلم الشرعي يعرف العبد ربه بأسمائه وصفاته، ويعرف الطريق الموصل إليه، وذلك بمعرفة ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال، أو ما يسخطه ويبغضه، فيعرف الحلال والحرام والخير والشر، وبالعلم تكون الدعوة إلى الله وهداية الخلق بتعليمهم ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، فمن علم وعمل وعلَّم فذلك الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: « » وبالعلم يعرف المؤمن ما أعد الله للعاملين من الجزاء ثوابا أو عقابا،
وطلب العلم لا يمنع من أداء الفرائض، ومن أداء النوافل المؤكدة بل يعين على ذلك، وبهذا يكون المسلم عالما عابدا، وهذا هو الصراط المستقيم، صراط المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فهم الذين علموا وعملوا، عرفوا الحق واتبعوه، وعرفوا الباطل واجتنبوه، فعبدوا الله على علم وبصيرة، فكانوا راشدين ومهتدين، غير مغضوب عليهم ولا ضالين، فسبيل المغضوب عليهم سبيل الغاوين، وهم الذين علموا ولم يعملوا بعلمهم، والضالون هم الذين عملوا بلا علم، فعبدوا الله بأهوائهم، فالعلم والإيمان نور وهدى ورشاد، وبه الهدى والفلاح، ومن سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: