حكم صوم القضاء مع النفل بنية واحدة

منذ 2015-06-18
السؤال:

إيماءً إلى الفتوى أفيدكم أنهم كانوا لا يكلفون بالصيام في ذلك الوقت إلا من بلغ سن الخامسة عشرة، فكل من عندنا صام في هذا السن، بغض النظر عن علامات البلوغ الأخرى، فأنتم قلتم في الفتوى: إنبات العانة بشعر خشن، وأنا لا أذكر ذلك، فماذا يجب إذا كانت العانة شعرا ناعما؟ هل تجب به التكاليف الشرعية مثل إيجاب الصيام، وهل يجوز لي أن أصوم القضاء مع النفل، وأنوي به الأمرين النفل والوجوب؟ مع أنه في ذاك الوقت كان ينزل المني بالشهوة، وممارسة العادة السرية؟

 

الإجابة:

وهذه هي الإجابة عليه: ـ

قد اتفق العلماء على أن الرجل أو المرأة إذا أنبت حُكم ببلوغه؛ وذلك بنبات الشعر الخشن حول الفرج، ودليل ذلك حديث عطية القرظي قال: "عُرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة، فكان من أنبت قُتل، ومن لم يُنبت خُلِّي سبيله"، وذكر أنهم كانوا يكشفون عن عوراتهم إذا شكُّوا في بلوغ الشباب، ويجعلون الإنبات علامة على البلوغ. وهكذا أيضًا جاء في حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أجازه يوم الخندق لما بلغ خمس عشرة سنة، ورآه قد بلغ، فكان هذا حدًّا بين الصغير والكبير بالسنين.

أما إذا كان شعر العانة رقيقًا كالشعر الذي ينبت في الإبط، فإنه لا يحصل به البلوغ حيث أنه ينبت للصغار في السن الخامسة والسابعة- وإن كان نادرًا- ومتى صُمت ونويت القضاء لما عليك من الواجبات، وكان ذلك اليوم مما يُستحب صيامه تطوعًا حصل لك الأجر وقضاء الواجب، كأن تصوم كل إثنين وخميس، أو أيام التسع من ذي الحجة، أو يوم عاشوراء، وقد ذكرنا أن ممارسة العادة السرية تُبْطِلُ الصيام، وأما إنزال المني بالاحتلام فلا يُبْطِلُ الصيام، ولا يجوز لك تتبع الرُّخص إلا إذا كان الخلاف قويًّا، فلك أن تختار ما يقوى عليه الدليل، والله أعلم.

 

عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية

  • 1
  • 2
  • 14,672

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً