هل على النائم أثناء القيادة كفارة إذا قتل شخصين؟
كنتُ أقود سيارةً وغفوتُ، وحدث حادث، فتُوفِّي معي اثنان؛ فهل عليَّ كفارة أو لا؟
أريد الإجابة إذا سمحتم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصَحْبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنْ كان الأمرُ كما ذكرْتَ، فإنَّ التفريط منكَ؛ لأنك قد غفوتَ أثناء سيرِك، فصار الحادثُ نتيجةً لذلك، فأنت المتسَبِّب في هذا الحادث بما ذكرتَه منَ الغفوة وعدم الانتباه، وهو قتْل خطأ، وتتحمل العاقلة عنك الدّيَة، وهم الأقارب من جهَة الأب، كما يجب عليك كفارتان، كل كفارة: صيام شهرَيْن متتابعَيْن؛ لتعذُّر وجود رقاب الآن؛ قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء: 92].
قال الباجي في "المنتقى": "وأما النائمُ، فما أصاب في نومِه مِن جرح يبلغ الثلث، فعلى عاقلته؛ قاله ابن القاسم وأشْهب، زاد أشهب: وما كان دون الثلث ففي مالِه؛ كالمجنون، والصبي". اهـ.
وراجع الفتويين: "حكم سائق قتل عددًا من الركاب خطأ"، و"الكفارة في حوادث السير"،،
والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: