أحب شابًا

منذ 2018-07-09

أنا بحب شاب واتعلقت بيه جدا ، بس الفترة دي حاسة إن ربنا مش راضي عني وقررت التزم ، مع العلم احنا الاتنين بنساعد بعض إننا نقرب لربنا أكتر.

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

ممكن من فضلك تقولي أعمل إيه ؟ أنا بحب شاب واتعلقت بيه جدا ، بس الفترة دي حاسة إن ربنا مش راضي عني وقررت التزم ، مع العلم احنا الاتنين بنساعد بعض إننا نقرب لربنا أكتر ، ومفيش أي مقابلات أو خروجات بتحصل إلا لو روحنا دار أيتام ، ومامتي ومامته عارفين ، هو محترم جدا وبيكوّن نفسه ، ومفيش أي تجاوزات بيحصل بينا بالكلام ، هل كده حرام ولا لأ ، أنا اتناقشت معاه ، وهو قالي إن نيتنا خير وأكيد ربنا مش هيعاقبنا ، اعمل ايه ؟؟

الإجابة:

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:

فإن من الطبيعي أن المشاعر والأحاسيس تكون قوية وجيَّاشةً في فترة المراهقة بمراحلها المختلفة، ثم لا تلبَثُ تلك المشاعر أن تقل أو تزول، ثم يبقى العقلُ والاتزانُ، والنظرُ في الأمورِ وعواقبها، ومع الأسف الشديد فإن الاختلاط المنتشر في مجتمعاتنا الإسلامية هو السبب الرئيسي في وجود هذا المَيْل الطبيعِيٌّ بين الجنس، فلا يكاد يسلم منه أحد.

ونظرًا لقلة خبرة الشباب فلا يميزون بين الميل وتنفيسٍ المشاعرَ، وبين الحُبُّ الحقيقيُّ الذي يولد بعد الزواج، والمبنيُّ على العِشْرَةِ والتجرِبَةِ، وخِبرَاتِ السنين.

ومن السنن الكونية التي لا تتخلف أن الخير لا يأتي بالشر، وكما أن الشر لا يأتي بالخير؛ فالحرام لا يكون وسيلة مشروعة للحلال أبدًا، وإلا في الأماني وتزين الشيطان وتلبيسه الحق بالباطل، فيزين لكما أن العلاقة المحرمة بين الشباب هي وسيلة للتعاون على البر والتقوى! وكيف يعقل هذا والشارع الحكيم لم يأذن في أي علاقة بين الرجل والمرأة إلا في ظل زواج شرعي، وحرم علينا كل الوسائل التي يتوصل بها للحرام، حتى ولو لم يحدث تجاوزات؛ لأن نفس العلاقة بين الجنسين هي تعدٍ لحدود الله.

والله سبحانه وتعالى سد جميع الذرائع الموصلة للحرام؛ لأنه يعلم ما تكن صدورنا، وما فطرنا عليه، وما  ركَّز في نفوسنا من غريزة الميل إلى الجنس الآخر، قال – تعالى -: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا} [الأعراف: 189].

فحرم سبحانه كل الأسباب والوسائل التي  تفضي إلى الحرام؛ ولهذا المعنى حرَّم الاختلاط بالنساء والنظر إليهن، والخلوة بالأجنبية؛ قال الله – تعالى -: {قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور:30]، وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [النور: 21]، وهذا يشمل النهي عن جميع المقدمات والدواعي إلى الحرام؛ فإن من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه، خصوصاً في أمر الجنس الآخر؛ لإن الداعي إليه قويٌّ.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: "كما أن الراجح في مذهب الشافعي وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفية، لكن لأنه يخاف ثورانها، ولهذا حرِّمت الخلوة بالأجنبية؛ لأنها مظنة الفتنة، والأصل أن كل ما كان سبباً للفتنة فإنه لا يجوز، فإن الذريعة إلى الفساد يجب سدُّها".

ولتتأملي تلك النصوص الشرعية التي تفيد أن الأصل عدم جواز اختلاط الرجال الأجانب بالنساء، نظراً لما يترتب على هذا الاختلاط من فتن ومفاسد، وأن الأصل أيضًا الفرار من الفتن، ومن ثمَّ حذر النبي من الاقتراب من مواضع الفتن؛ ففي "الصحيحين" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ستكون فتنٌ؛ القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم خيرٌ من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه؛ فمن وجد ملجأً أو معاذاً فليَعُذْ به»، أي من نظر إليها أهلكته.

وفيهما: عن أسامة بن زيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ما تركتُ بعدي فتنةً هي أضرُّ على الرجال من النساء».

وروى مسلمٌ، عن أبى سعيد الخُدْري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».

وعليه فيجب عليك قطع تلك العلاقة، ولتشغلي وقتك بما يعود عليك نفعه في الدنيا والآخرة،، والله أعلم.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 5
  • 1
  • 30,044

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً