شرح حديث: "كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا..."
أحب بفضل الله الهمة العالية، ومعالي الأمور، وحينما أعظ النساء، أحب أن أحيي فيهنّ الهمة العالية، غير أني وجدت حديثين أشكلا عليّ: الحديث الأول: "كَمُلَ من الرجالِ كثيرٌ، ولم يَكْمُلْ من النساءِ إلا ثلاثٌ: مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ امرأةُ فرعونَ، وخديجةُ بنتُ خويلدَ، وفضلُ عائشةَ على النساءِ كفضلِ الثريدِ على سائرِ الطعامِ"، فهل معنى هذا أن بقية نساء الأمه لن يكملن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ». ليس فيه دلالة على منع نساء هذه الأمّة من الوصول إلى الكمال البشري، فقد جاء في إكمال المعلم بفوائد مسلم: وليس يشعر الحديث بأنه لم يكمل، ولا يكمل ممن يكون في هذه الأمة غيرهما. انتهى.
وجاء في التنوير شرح الجامع الصغير: وليس في الاقتصار عليهما حصر للكمال فيهما؛ فقد ثبت أن فاطمة -رضي الله عنها- أكمل النساء على الإطلاق. انتهى.
والله أعلم.
- التصنيف: