العلماء وعاء العلم وعطاء منقطع النظير قال تعالى في سورة القصص: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا ...

العلماء وعاء العلم وعطاء منقطع النظير

قال تعالى في سورة القصص:
﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ( )﴾
تحدث الله سبحانه وتعالى عن قارون الذي كان من بني إسرائيل، الذين فُضلوا على العالمين، وفاقوهم في زمانهم، وامتن الله عليهم بما امتن به، فكانت حالهم مناسبة للاستقامة، ولكن قارون هذا بغى وتكبر وعمل بالمعاصي واشتغل بالنعم عن المنعم، وطغى بما لديه من أموال وكنوز، فقال بعض الناس (يا ليت لنا مثل ما أُوتى قارون) (إنه لذو حظٍ عظيمٍ)، فلابد للعماء أن يكون لهم دور كبير في كل زمن ومكان، فهم من أهم عوامل بناء، والزاد لا ينتهي، في ضوء هذه الأحداث قال العلماء (ويلكم) متوجعين مما تمنوا لأنفسهم، رائين حالهم، منكرين لمقالهم، (ثواب الله) العاجل من لذة العبادة ومحبته، والإنابة إليه، والإقبال عليه، والتفكر في الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين (خير) من هذا الذي تمنيتم ورغبتم فيه، فهذه حقيقة الأمر ولكن ما كل من يعلم ذلك يؤثر الأعلى على الأدنى، فيما تلقى ذلك ويوفق له (إلا الصابرون) حبسوا أنفسهم على الطاعة الله، وعن معصيته، وعلى أقداره المؤلمة، وصبروا على جواذب الدنيا وشهواتها، أن تشغلهم عن ربهم، وأن تحول بينهم وبين ما خلقوا له، فهؤلاء الذين يؤثرون ثواب الله على الدنيا الفانية ( )
وكذلك قال الله عز وجل في كتابه الكريم:
﴿مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ(43) ﴾
هذا مثل ضربه الله لمن عبد معه غيره، يقصد به التعزيز والقوى والنفع، وأن الأمر بخلاف مقصوده فإن مثله كمثل العنكبوت، اتخذت بيتاً يقيها من الحر والبرد والآفات، فالعنكبوت من الحشرات الضعيفة، وبيتها من أضعف البيوت، فما ازدادت باتخاذه إلا ضعفاً، وكذلك هؤلاء يتخذون من دونه أولياء، فقراء عاجزون من جميع الوجوه، وحين اتخذوا أولياء من دونه يتعززون بهم ويسْتنصرونهم ازدادوا ضعفاً إلى ضعفهم ووهناً إلى وهْنهم.
العلماء عطاء منقطع النظير، فقد فتح الله عليهم أبواب العلوم والمعرفة، فتجدهم دائما في مقدمة الصفوف في المعرفة والاستنتاج والاستنباط، فهم من أهم الأسس التي قامت عليها الحضارات العالمية، فهذه الحقيقة لا يعقلها ويفهمها ويتدبرها ويطبقها على ما ضربت له في القلب ( إلا العالمون) المقصود بهم أهل العلم الحقيقي، الذي وصل العلم إلى قلوبهم، فأهل العلم يعرفون أهمية الأمثال التي يضربها الله في القرآن لاعتناء الله بها، وحثه عباده على تعقلها وتدبرها فيبذلون جهدهم في معرفتها.

المرجع كتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر السعدي
...المزيد

‏قال ﷺ "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، ...

‏قال ﷺ "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحَذَافِيرِهَا"
‏اللهم أدم علينا نعمة الصحة والعافية واحفظنا من كل سوء يارب العالمين ...المزيد

"لن يفتقدك أحد ما دمت لا تعني له شيء ، هذا ما رأيته في الذين أحببتهم كثيراً" نجيب محفوظ ‏فقلت: ...

"لن يفتقدك أحد ما دمت لا تعني له شيء ، هذا ما رأيته في الذين أحببتهم كثيراً"
نجيب محفوظ
‏فقلت: غيابُهُم الظاهر، لا يعني غُربتَك عن قلوبهم، ولا فقدانَك موضِعَكَ في بواطنهم، وتَدْبيج اسمكَ في خالصِ أدعيتهِمْ👳❤‏ ...المزيد

اللهم اعنا على صوم رمضان وأعده علينا بالخير واليمن والبركات

اللهم اعنا على صوم رمضان وأعده علينا بالخير واليمن والبركات

ايمانيات حول سورة البقرة =================== **سأل المؤمنين الله عزوجل فى سورة الفاتحة ان ...

ايمانيات حول سورة البقرة
===================

**سأل المؤمنين الله عزوجل فى سورة الفاتحة ان يهديهم الى الطريق المستقيم

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)



**فدلهم الله على الطريق الى الهداية فى سورة البقرة



ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)

========================================

ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2)

** تقوى الله سبب فى تنزل الهدايه على العبد

========================================

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3)

** الله عزوجل أختار أولى صفات المتقينالايمان بالغيب هو يقين كامل من المؤمن فى كل ما أخبر الله تعالى فى كتابه من غيب دون أن يشاهد هذا بعينه ولكنه شاهده بعين قلبه

عندما وصل الى درجة اليقين

ليكون علم اليقين عند المتقين هو حق اليقين

====================================

وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)

** وثانى الصفات التى أختارها الله تعالى للمتقين

أقامة الصلاة والانفاق ..... عبادات بالجوارح

وهاكذا يكون كمال ايمان العبد الصالح التقي

ماوقر فى القلب وصدقه العمل

لما أكتمل يقين المؤمن فى قلبه صدقت جوارحه

فأقم الصلاة وانفق من رزق الله

=====================================

فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)

** لما كذبت قلوبهم بما أنزل الله زرعت بذور الشك والنفاق فى قلوبهم

فكان عاقبتهم أن عاقبهم الله عزوجل من جنس عملهم

فزادهم الله مرضا

============================================

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)



** بالمقايس البشرية اعتقدوا انهم يصلحوا فى الارض

أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12)



** بالمقايس الربانية هم مفسدين

** ليس المهم ما نعتقد انه صالح

** المهم أن يكون عند الله صالح

============================================

أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)

** المقصد من التجارة هو الربح

واعظم خسارة هى خسارة شخص ظن نفسه رابح فى التجارة

تجارته خاسره ليس لها ربح ولا فائدة



===========================================

** الاسلوب القرآني المميز فى عرض قصة خلق سيدناآدم عليه السلام

** الحوار بين الله عزوجل والملائكة يعطى أشارات ربانية عظيمة منها :

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30)



** أمرك بين يدي الله العليم

فليطمئن قلبك



===================================

قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)



** المستوي العلمي الذى وصلت اليه ليس بقدراتك العقليه ومهاراتك الفرديه

بل توفيق الله وسداده لك

======================================

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34)

** الاستكبار وعدم طاعه الله فى أوامره طريق لهلاك العبد

=====================================

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ (36)



** المعاصى والذنوب سبب فى تغير النعم وزوالها

======================================
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين . ...


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اسمي الله تعالى : ( الرحمن الرحيـــــم )

من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى : الرحمن الرحيــــم .. فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " [البقرة:163] .. والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن تُنسب لغيره .. قال تعالى " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .." [الإسراء:110] .

ورود الاسمين في القرآن الكريم :

وقد ذُكر اسمه تعالى ( الرحمن ) في القرآن 57 مرة ، أما اسمه ( الرحيـــم ) فذُكر 114 مرة .

معنى الاسمين في حق الله تعالى :

الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة في اللغة : هي الرقة والتعطُّف ..

و ( رحمن ) أشد مبالغة من ( رحيـــم ) .. ولكن ما الفرق بينهما ؟ .

الرحمن : هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا ، وللمؤمنين في الآخرة .. أي : إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا ، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .. قال تعالى " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [طه:5] فذكر الاستواء باسمه ( الرحمن ) ليعم جميع خلقه برحمته .

الرحيـــــم : هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة ، كما في قوله تعالى " .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا " [الأحزاب:43] فخص برحمته عباده المؤمنين .

يقول ابن القيم : " الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، فكان الأول للوصف والثاني للفعل ، فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله : " .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا " [الأحزاب:43] ، " .. إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " [التوبة:117] ولم يجيء قط رحمن بهم فعُلِم أن الرحمن : هو الموصوف بالرحمة ، ورحيم : هو الراحم برحمته " [بدائع الفوائد] .

فالرحمنُ الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ ، والرحيمُ الراحمُ لِعِبَادِهِ .

آثـــــار الإيمان بهذين الاسمين :

1) إثبــــات صفة الرحمة لله ربِّ العالمين :

فصفة الرحمة من صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسُّنَّة ، وهي صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى ، لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحــــاد في أسمائه سبحـــانه وتعالى .

وقد يُلحد البعض بهذه الصفة دون أن يشعر ، حينما يعترض على الابتلاءات التي تعتريه هو أو غيره .. ولا يدري أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعبـــــاده ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يـود أهـل العافيـة يـوم القيامـة حين يعطى أهـل البـلاء الثواب ، لـو أن جلودهـم كـانت قرضت في الدنيـا بالمقــاريض " [الترمذي وحسنه الألباني] فأهل البلاء أكثر احساسًا برحمة الله تعالى ؛ لإنها سابغة عليهم .

2) جلاء آثـــــار رحمة الله على الخلق :

انظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة .. فبرحمته سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسوله ، وأنزل علينا كتابه وعصمنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة .

وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا ، وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم ، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا .

وبرحمته أطلع الشمس والقمر ، وجعل الليل والنهار ، وبسط الأرض ، وجعلها مهادا وفراشا ، وقرارا ، وكفاتا للأحياء والأموات .. وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر ، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى .. وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها ، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان .

وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير ، والعزيز والذليل ، والعاجز والقادر ، والراعي والمرعي ، ثم أفقر الجميع إليه ، ثم عمَّ الجميع برحمته [مختصر الصواعق بتصرف] .

ومن رحمته : أن نغصَّ عليهم الدنيا وكدرها ؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها .. ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم [إغاثة اللهفان] .

3) رحمة الله واسعة :

يقول الله جلَّ وعلا ".. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ .." [الأعراف:156] فرحمة الله عزَّ وجلَّ عــــامة واسعة ، هي للمؤمنين في الدارين .. يقول الله تبارك وتعالى " .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ "[الأعراف:156] .

وفتح الله تعالى أبـواب رحمته للتائبيــن .. فقال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر:53] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طَمِع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد " [متفق عليه] .

وسمى الله تعالى وحيـــه إلى أنبيــائه رحمة .. كما في قوله تعالى مُخبرًا عن نبيه نوح عليه السلام : " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " [هود:28] .. فجعل الوحي والعلم والحكمة ، رحمة .

ويقول تعالى عن نبينا : " .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل:89] .

4) رحمة الله تغلب غضبه :

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي " [رواه الترمذي وقال الألباني:حسن صحيح] .. وهــذا الحـديث موافـق لمعنـى قولـه تعـالى : " .. كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ .. " [الأنعام:54] .. فالله تعالى أوجب على نفسه ولا يوجب أحدٌ على الله .

5) لله جلَّ ثناؤه مائة رحمة :

كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض .. فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها ، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والطير والوحش والبهائم ، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه [مختصر الصواعق] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة " [رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع] .

فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب .

ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا ، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم .

6) الله سبحانه وتعالى أرحم بعبـــاده من الأم بولدهـــا :

عن عمر بن الخطاب قال : قدم على النبي سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي " أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ " فقلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " [متفق عليه] .

7) نِعَم الله سبحانه وتعالى رحمة :

وقد سمى الله سبحانه بعض نعمه بالرحمة ، كالمطر في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ .. " [الأعراف:57] .

وسمى رزقه بالرحمة ، في قوله تعالى : " وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا " [الإسراء: 28] .. أي : إذا سألك أقاربك وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لعدم وجود ما تنفقه عليهم .. فعليك أن تعدهم باللين إنه إذا جاء رزق الله ( الرحمة ) فسنصلكم إن شاء الله .

وسمى الله كتابه العزيز بالرحمة .. فقال تعالى : " .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل:89] .

وسمى الله عزَّ وجلَّ الجنة بالرحمة .. وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين ، قال تعالى : "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [آل عمران:107] .

حظ المؤمن من اسمي الله الرحمن الرحيــــم :

" موجبــــات الرحمة " فالرحمة بمثابة الوقود الذي سيدفعك للعمل والحركة ، فلابد أن تأخذ بتلك الأسبــاب التي توجب الرحمة وتعتمد على الله وحده ليوفقك للعمل الصالح .. ومن موجبـــات الرحمة :

1) رحمة النــــاس : الرحمة من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الله سبحـانه عباده على التخلُّق بها .. ومدح بها أشرف رسله ، فقال جلَّ وعلا : " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " [التوبة:128] ... ومن أسمائه : " نبي الرحمة " [حسنه الألباني، مختصر الشمائل] .

ومدح النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة ، فقال : " أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر .." [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فكأن من يتصف بالرحمة ينال درجة الصديقين ، وهي أعلى الدرجـــات عند الله تعالى .

وبيَّن أن الرحمة تنــال عبــاده الرحمــاء .. كمـا قـال صلى الله عليـه وسلـم : " فـإنما يرحـم الله من عبـاده الرحمـاء " [متفق عليه] والشقي هو الذي نزعت من قلبه الرحمة .. قال صلى الله عليه وسلم : " من لا يرحم الناس ، لا يرحمه الله " [متفق عليه] وعن عائشة قالت : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة " [متفق عليه] .

2) القـرآن : قال تعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا " [الإسراء:82] فقراءة القرآن رحمة ، وتدبُّر القرآن رحمة ، وكل تعلَّقٌ للمؤمن بكتـــاب الله جلَّ وعلا مستوجبٌ لنزول الرحمة .

3) صلاة أربع ركعــات قبل العصر :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رَحِم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا " [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني] وهي ليست من السُنن المؤكدة ، لكن تُستنزل بها الرحمــات .

4) المكوث في المسجد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ، ما لم يُحدِث " [رواه الترمذي وصححه الألباني] .

5) عيـــادة المرضى :

عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضًا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس ، فإذا جلس اغتمس فيها " [رواه مالك وأحمد وصححه الألباني] .

6) طاعة الله ورسوله :

فهي من أعظم أسبــاب الرحمة وكلما كان العبد أطوَّع لله ، كان أكثر استحقاقًا لاستنزال الرحمة به .. قال تعالى : " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " [آل عمران:132] .

7) الإحســـان :

فالإحســـان يبدأ من الإتقان وتجويد العمل ، ويصل إلى المنزلة العظمى من منازل الإيمان وهي : أن تعبد الله كإنك تراه .. كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان ، فقال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [مسلم] وهذه المنزلة العظمى تقتضي مراقبة الله جلَّ وعلا في السر والعلن .

فإن كنت تريد أن تتنزل عليك الرحمة : راقب قلبـــك وحالك في الخلوات ..

فإن كنت مستقيم الحال في خلوتك ، فاعلم أن هذا من أعظم أسبـــاب استنزال الرحمة عليك .. يقول تعالى : " .. إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " [الأعراف:56] .

كيف ندعو الله باسميه الرحمن الرحيم ؟

1) اثن على الله عزَّ وجلَّ في كل حالك وأكثِر منه بين الخلائـــق .. فتتحدث بنعمته ورحمته عليــك ، وتقول : يـــا لرحمة الله .

وافرح برحمة الله تعالى إذا تنزلت عليك .. قال تعالى : " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " [يونس:58] .

2) أن يُكثر العبد من سؤال ربِّه الرحمة .. فيقول : اللهم ارحمني ، اللهم ارحمني .

فإذا دعوت الله ، فاعزم في الدعــاء ولا تتردد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت .. ارحمني إن شئت .. ارزقنـي إن شئت ، وليعـزم مسألتـه إنه يفعـل مـا يشـاء ولا مكـره له " [البخاري] .

اللهم رحمتك نرجو ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
...المزيد

💧 يا طالبة القرآن 💧 🌿📮🌿📮🌿 💦 يا طالبة القرآن " بقدر ملازمتك للقرآن بقدر ما يعطيك القرآن من ...

💧 يا طالبة القرآن 💧

🌿📮🌿📮🌿
💦 يا طالبة القرآن
" بقدر ملازمتك للقرآن بقدر ما يعطيك القرآن من أسراره وكنوزه وعلومه .. ما يسعد قلبك....

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" سلي أصحاب القرآن عن متعة التسميع أمام معلمة
تفخر بك إذا رأتك مجتهدًة ،
وتخاف عليك إن رأتك مهمومةً
، فيأخذ فؤادك إليها بالدعاء ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" الوحدة .. العزلة .. الخلوة ..
يعتبرها بعضهم مرضًا نفسيا يحتاج للعلاج ....
ويعتبرها أهل القرآن نعمة يهربون من الناس لأجلها
ليناجوا ربهم ...

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" من عجائب القرآن أنه سهل الحفظ ، سريع التفلت ،
وذلك لكيلا يزاحمه أحد ، فيكون هو شغلك الشاغل ، وصاحبك الدائم ، وأنيسك في الليل والنهار "

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" في زمن كثرت فيه الملاهي والمتغيرات والفتن
بشتى أشكالها وألوانها ،
لابد أن تصبري وتستميتي
من أجل أن تكوني من حفّاظ كتاب الله تعالى ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" وأنت تقرئين القرآن ، ابحثي عن نفسك بعد كل آية ، ستجدين ما يقصدك ويعنيك ،
ستجدين ما ينفعك ويحتويك ،
ستجدين دواءً يشفيك ، وسعادة تكسُر همّ ماضيك ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" كم من دمعة مسحها القرآن ؟
وكم من جرح ضمده القرآن ؟
وكم من روح آنس وحشتها القرآن ؟
فأهل القرآن في نعمة عظيمة لا يستشعرها سواهم ؟!

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" عندما تستصعبين سورة ، أو تعسر حفظك لها ، كرريها واستشعري كم قرأت من حرف ، والحرف بكم حسنة ،
وما يضاعفها ستجدين نفسك مقبلًة بعزيمة وإصرار ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" ما دمت مع القرآن فلن يضيعك الله ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" لا تبعدك المعاصي عن القرآن ،
فإنها والله سبب ما يحول بين الحافظ والقرآن ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" من أقبلت على القرآن بِكُل ما فيه ، أقبل عليها القرآن "

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" ذٰلك القرآن عَزيز لا يُعطى لِمن يأخذه بِضَعف أو تكاسل ،
فخُذيه بعزم وجد واجتهاد "

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" يامن رزقك الله وامتن عليك بأن جعل صدرك مستودعاً لكلامه ،
أحسني الحفظ .. واحفظي الأمانة ولا تضيعها ..
فالوديعة هي القرأن والمستودع هو الله
والمستودع هو أنت.

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" لا تدعي فرحة الحفظ تلهيك عن تثبيته ..
فالمحافظة على القرآن في صدرك يحتاج منك عناية
من مداومة على تلاوته واستظهاره وتكراره
وتعهده وقيام الليل به ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" لا تيأسي وتقولي لم أتقن فالزمن أمامك ..
والحياة مشرقة بهيّة ..
فقط ثبتي قدمك ..
واستمري في طريقك
وسوف تلقين مايسرك ويسعدك ".

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" قال أحد السلف لطلابه : أتحفظ القرآن؟
قال : لا
قال : مؤمن لا يحفظ القرآن ! فبم يتنعم ! فبم يترنم !
فبم يناجي ربه !"

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" إذا أحسست بثقل في إتمام وردك ،
فاعلمي أن هناك ذنبا جثم على القلب فكدّره
قال عثمان رضي الله عنه :
(لو صفت قلوبنا ما شبعت من كلام ربنا) "

🌿📮🌿📮🌿

💦 يا طالبة القرآن
" لا تتعثري مهما كثرت في طريقك العقبات ..
لا بد من العقبات .. ولا بد من الصبر ..
بل المصابرة .. والمجاهدة .. والمقاومة..
فأنت مجاهدة في سبيل الله"

🌿📮🌿📮🌿

اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا
وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا ...
وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
26 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً