مقتطفات من نصِّ خُطبة الجمعة 07-12-2018، والتي حملت عنوان: التَّفَقُهُ في الدِّين واحترام ...

مقتطفات من نصِّ خُطبة الجمعة 07-12-2018، والتي حملت عنوان: التَّفَقُهُ في الدِّين واحترام العلماءِ

...وإن الاستنباط والفهم لكلام الله وفهمه وتفهيمه للناس، يقتضيان اكتساب ملكات نحوية وبلاغية وحديثية..، تخوِّل لصاحبها أن يتحدث بحديث رسول الله صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فيحلل ويحرم ويعظ ويذكر ويوجه..

إن التفقه في الدين بما يحمله من معنى الفهم والتفهيم، هو تحديث عن الله ورسوله، وهو تفويض سام للتوقيع عن رب العالمين؛ وبذا كان العلماء الربانيون المُستَحفظون على كتاب الله -بما اكتسبوا من ملكات وبما خبروا من قرائن وأحوال- هم الأولى والأجدر بتقريب النص القرآني، والأقدر على توجيه الخطاب الإلهي والهدي النبوي، واقعا تستقيم به حياة الناس ويصلح به حالهم...

وأشنع به من فعل الطعن في أعراض العلماء وتجريحهم واغتيابهم، أو التهجم على الأطباء والمهندسين ومعلمي الناس الخير أو غيرهم ممن يحملون أعباء خدمة المجتمع وإصلاحه، وقديما قالو:
إن المعلم والطبيب كلاهما** لا ينصحان إذا هما لم يكرما
فاصبر لدائك إن جهلت طبيبه** واصبر لجهلك إن أهنت معلما...

#بوسعادة 07-12-2018م
...المزيد

خطبة بعنوان: [واعلموا أن فيكم رسول الله] الخطبة الأولى: الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَعَثَ فِي ...

خطبة بعنوان: [واعلموا أن فيكم رسول الله]
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ، وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالحِكْمَةَ، وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ، وَنَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، مَنَّ عَلَيْنَا بِبِعْـثَةِ سَيِّدِ الأَنَامِ وَمِصْبَاحِ الظَّلامِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَكْرَمُ النَّاسِ مَنْزِلاً، وَأَعْلاهُمْ خُلُقًا، وَأَخْلَصُهُمْ سَرِيرَةً، وَأَعْدَلُهُمْ سِيرَةً، وَأَزْكَاهُمْ نَفْسًا، وَأَشْرَفُهُمْ مَحتِدًا، أَخْرَجَ اللهُ بِهِ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَفَتَحَ اللهُ بِهِ فَتْحًا مُبِينًا، وَأَقَامَ لِلأُمَّةِ عِزًّا مَكِينًا،  وعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَصَحْبِهِ الأَكْرَمِينَ، وَعَلَى تَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ: إن الدراسة المعمقة لسيرته صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تنص على حضوره الدائم بين المسلمين، وعلى تواجده المستمر بين ظهرانيهم، قال تعالى: [واعلموا أن فيكم رسول الله] ولم يقل (معكم) فالمعية تعني تمايز الذوات وإن اشتركت في الغايات وجمعتها المجامع، بينما (الفَيْئِيَّةُ) تفيد التمازج والتشابك والتصاهر، حتى وإن بعدت الشقة وعظمت المشقة
واعلموا أن فيكم رسول الله حي بسنته وحي بمنهجه، ولفت للانتباه إلى ما يمكن أن يغيب من ذلك بسبب الإلف وبسبب العادات والتقاليد، فيحيد الناس عن الطريق، ويضييعوا البوصلة
(تركت فيكم ما لن تضلوا بعده أبدا كتاب الله وسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ)
واعلموا أن فيكم رسول اللَّٰه أي على وجه الاختصاص لكم والاصطفاء -وياله من شرف-، وتكليف أيضا لتقتدوا به وتتأسوا به في تنشأة مجتمعكم على هدي الوحي، ومنهاج النبوة؛ وإن المجتمعات لا تنشأ ولا تبنى إلا على تلك القيم الحضارية التي جاء بها القرآن الكريم، والتي بينتها الآيات من سورة الحجرات، هاته السورة التي تحتوي الدستور الأخلاقي للأمم المتحضرة، ولعل أهم بند في ذلك الدستور قوله تعالى: [يأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله]
ولا تقدموا أي لا تخالفوا هديه ومنهجه الذي جاءكم به هاديا وبشيرا ولا تخالفوا ما سن لكم من شرائع وحد لكم من حدود [وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب]
ولا تقدموا أي أن الواجب عليكم الاتباع والاقتداء [قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله ويغفر لكم]، والاقتداء به صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو ضمان بقاء الوجود النبوي متقدا فينا وموجها لنا، وهو ضمان استمرارية رسالية هذا الدين العظيم الخالد، وهو عنوان المحبة والوفاء
وإن المحبة تقتضي مشاكلة المحب لمحبوبه ومتابعته، وإلا كانت كذبا وافتراءً وعنتا
ولنعلم أنه لا يتم "الاتصال بمحمد صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بالانقطاع عن أبي لهب" وعن كل ما يشاكل أبا لهب في وقتنا المعاصر من المظاهر التي تعد من الجاهلية، وفيها المخالفة الصريحة لهدي النبوة
فالحاذق من اعتنى بآثاره صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأظهرها وتمثلها في حياته، حتى يزاحم الصحابة، كما يقول التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني: "أحسب الصحابة أن يستأثروا به دوننا؟ والله لنزاحمنهم"
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد أيها الأكارم:
إن الذكريات بما هي محطات تاريخية فرصة لإعمال العقل بالتفكر والتدبر فالاهتداء، وإعمال العقل يعني تكامل الزمان بين الماضي والحاضر والمستقبل، ويعني الانتقال في دراسة التاريخ من عالم الأشخاص إلى عالم الأحداث إلى عالم الأفكار، الذي تنبني عليه الحضارات، قال تعالى (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون)
أيها الأحبة إن الارتقاء إلى عالم الأفكار (أو عالم الفكرة البانية الخادمة للمجتمع) يقتضي بعدا عمليا، مضمونه الاقتداء والاتباع، عند الاحتفال والاحتفاء بالقصة أو الذكرى قال تعالى: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب)
فذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه بعيدا عما تُسيله من حبر حول الجواز والحرمة، هي قصة من الماضي لكنها عبرة للعطاء والعمل حاضرا، ومصدر للإلهام والاستشراف مستقبلا؛ ذلك أن التجارب الإنسانية الإصلاحية الرائدة تحتاج إلى الاقتداء والتأسي...
إن الشكلية والمظهرية والاندفاع المناسبتي في الاحتفاء بميلاده صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جعلنا نغيِّب الاقتداء به صلى الله عليه وسلم أو نسطِّحة، فغاب المنهج والنور المحمدي عن حياتنا فكانت المفرقعات والأموال التي تحرق ليلا في السماء، وغاب الهدي النبوي، وإن وجد هذا الهدي انحصر في أنماط تعبدية مفرغة (سبحة وعمامة وقميص وسواك)
بينما الواجب في الاحتفال به صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو دراسة سيرته دراسة استراتيجية حضارية واقعية يكون معها الرقي لمجتمعنا على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا واجتماعيا، ففي سيرته وفي شخصه صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اجتمع ما لم يجتمع في غير من القدوات، وهو الأنموذج المزكى من قبل ربه [وإنك لعلى خلق عظيم]
لقد كان مولده الشريف بأبي وأمي صلوات ربي وسلامه عليه من أعظم النعم التي تستوجب الشكر، فبعد هزيمة أحد وانكساراتها، والمشاهد التي صورتها سورة آل عمران؛ قال تعالى: [لقد منَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم] ليدلل على قيمة النبي صلى في توجيه بوصلة الحياة بعد الانتكاسات والأزمات، فكم من أُحُد في العالمي الإسلامي، تحتاج منا أن نستحضر المنّ الإلهي والأنموذج المحمدي الذي به الاقتداء والاتباع، تحقيقا للخطاب الإلهي التكليفي [أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده]!

بوسعادة 05 أكتوبر 2018م
...المزيد

"لن يفتقدك أحد ما دمت لا تعني له شيء ، هذا ما رأيته في الذين أحببتهم كثيراً" نجيب محفوظ ‏فقلت: ...

"لن يفتقدك أحد ما دمت لا تعني له شيء ، هذا ما رأيته في الذين أحببتهم كثيراً"
نجيب محفوظ
‏فقلت: غيابُهُم الظاهر، لا يعني غُربتَك عن قلوبهم، ولا فقدانَك موضِعَكَ في بواطنهم، وتَدْبيج اسمكَ في خالصِ أدعيتهِمْ👳❤‏ ...المزيد

خُذْ لَكَ لَبِنَةً مِنْ لَبِنَاتِ الإيمَانِ الكَثِيرةِ وَدَاوِمْ عَلَيْهَا وَ أَتْقِنْ ...

خُذْ لَكَ لَبِنَةً مِنْ لَبِنَاتِ الإيمَانِ الكَثِيرةِ وَدَاوِمْ عَلَيْهَا وَ أَتْقِنْ تَفَاصِيلَهَا، ثُمَّ أكثِرْ مِنْ مِلاطِ الإخْلَاصِ وَاليَقِينِ؛ يَسْتَقِيمُ لَدَيْكَ جِدَارُ التَّقْوَى حِصْنًا مَنِيعًا، وَمَلْجَأً مِنْ نَفْسِكَ إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ...

#وَهَذهِ_مَنزِلَةٌ...
...المزيد

من نصِّ خُطبةِ الجمعة ليوم 05 أكتوبر 2018م/ 25 محرم 1440هـ #جمعة_مباركة ...ومنهم الشيخ سعيد بن ...

من نصِّ خُطبةِ الجمعة ليوم 05 أكتوبر 2018م/ 25 محرم 1440هـ
#جمعة_مباركة
...ومنهم الشيخ سعيد بن وهف القحطاني؛ ربما لا تعرفونه ولا تسمعون به، لكن شهرة كتابه سبقته، فأنا أجزم أن معظمكم يمتلك حصن المسلم ذلك الكتيب الجيبي الصغير الذي ضم أحاديث مهمة، تفيد المسلم في أغلب شؤونه الحياتية، هذا الكتيب الذي لا يضاهي الصحيحين ولا مدونة من مدونات الحديث حجمًا، إلا أن الله بسط له القبول، فذاع صيته في ربوع العالم الإسلامي، بنيةٍ خالصة من مؤلفه ولسر بينه وبين ربه...

اللفتة التي أود أن الفت قلوبكم إليها لنبث فيها نبضا إلى نبضها ليست متعلقة بما ورد في الكتيب من أحاديث ولا بصاحبه، فنحن لسنا في درس للحديث أو التراجم والتاريخ، وإنما متعلقة بقيمة الكتيب فهو على صغر حجمه تمثل فيه مؤلفه -رحمة الله عليه- حديث النبي صَلَّى اللَّٰه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بلغوا عني ولو آية)، فكتيب صغير لكن نفعه عظيم... كذلك هي نصيحتك لأخيك أو زميلك في العمل التي تستقلُّها، أو دعوتك أحدَهم إلى الصلاة، أو وجهك الباسمُ الذي تستقبل به الخلق، أو إماطتك الأذى عن الطريق، أو مساعدتك لذلك العجوز الذي أرهقه كيس الخضار، أو تلك الجدة التي أعْبَرْتَها الطّريق أو أفسحت لها في مقعد الحافلة، أو شفَقَتُك على ذلك المذنب ودعوتك له بالهداية، وغيرها من أعمال البر التي تستصغرها؛ إذا كانت متصلة بالله خالصة له، كان نفعها عظيما، وأجرها كبيرا، (فلا تحقرن من المعروف شيئا)، ووالله (لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)

فلنبادر أيها الأحبة إلى حمل هذا الهم هم التبليغ عن الله ورسوله، بما نمتلكه من زاد ولو كان قليلا، تحفظ آية تحثُّ على الأخلاق بلغها في موضعها، سمعت موعظة أنشرها وذكر بها..، ولا يثنين عزمَك ذنُوبك وكثرةُ زلاتك، فيخالجك الشيطان وتقول مالي ومال للناس؟ فتصمتَ حين يحتاج الذي يقارف معصيةً كلمة واحدة منك، تذكره بالله ليعدل عن غيِّه.. ولوكان أحدنا كاملا ما احتاج بعضنا بعضا، (والدين النصيحة) (ورب مبلَّغ أوعى من سامع)...

#خطبة_الجمعة
#بلغوا_عني_ولو_آية

بوسعادة 05 أكتوبر 2018م/ 25 محرم 1440هـ
...المزيد

﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ مَعيَّةُ الماضي والحاضر والمُستقبَل، مَعيَّةُ ...

﴿وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾
مَعيَّةُ الماضي والحاضر والمُستقبَل، مَعيَّةُ أزلية دائمة أبديةٌ؛ مَعيَّةُ حفظ وأمن ﴿قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ﴾؟، مَعيَّةُ اطلاع ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ﴾، مَعيَّةُ توفيقٍ وتأيِيدٍ ﴿إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾، مَعيَّةُ نصر وتمكينٍ ﴿وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، مَعيَّةُ قبول ﴿فَإِنِّي قَرِيبْ﴾، مَعيَّةُ هداية ﴿إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾، مَعيَّةُ تثبيتٍ ويقينٍ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾

مَعيَّةُ أُنسٍ وقُربٍ ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾
#وَهَذهِ_مَنزِلَةٌ
...المزيد

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن تَكُونَ لَهُمُ ...

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن تَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾

على ما في الآيات من بيان لعظمة الله وحكمته، وإحاطة علمه بخلقه، ونفاذ أمره؛ فيها من الألطاف الخفية والأنوار الربانية، ما يستبصره كل حصيفٍ عاقل، سلّم أمره لخالقه، واستسلم لما سبق في علم الله أنه مقدر له، فتتجلى عظمة الخالق في ذلك المنع والحرمان والصرف، عن أمور سعى في تحصيلها...

ولا يتأتى ذلك إلا لمن (فتح له باب فهم في المنع؛ ليصبح المنع عن العطاء)، وأي عطاء أعظم من ذلك الذي ترتضيه لك حكمة المنعم، ويختاره لك ربك؟

#وَهَذِهِ_مَنزِلَةٌ
...المزيد

﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ • قَالَ كَلا إِنَّ ...

﴿فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ • قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾

...يقينٌ عظيمٌ ينبغي أن يسْتَصْحِبه المسلمُ في كلِّ أحواله، فحينما قال الذين اسْتُضْعِفوا في الأرض: "إنا لمدركون"! -وهم الذِّين أُوذُوا من قبل أن يأتيهم مُوسَىٰ-، يُجيبُ بكلِّ ثباتٍ وعزمٍ: "كلاَّ؛ إنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ" ، فكانت الإجابة وكان المددُ والإمداد، في أضخم عَمليةِ إنقاذٍ ونجاةٍ شهدتها البشريةُ، كان مُنطَلَقُهَا الأَوحد اليَقِينُ باللَّٰهِ...

أنتَ لستَ رسُولاً كمُوسىٰ، لكن يُمكن للمعجزات والكرامات أن تجري على يَدَيْك، إن كان لك يقينٌ كيقينِ موسىٰ والذِّين آمنوا مَعَهُ؛ فإذا ضاقت بك الدُّنيا، وأحاطتْ بك المصائبُ، وغرَقْتَ في يمِّ الشَّهوات، وتكالبتْ عليك الأعادي، وأدرَكك الخوفُ... قُل: "إنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ"، وسترى كل ما أصابك يَنفلِقُ كالطَّودِ العظيمِ، سترى التَّوفيقَ والعَونَ والعَطاءَ والفتوحاتِ، والمنَّ مِنْ ربٍّ كريمٍ، ﴿كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ﴾...

#نحن_أحق_بموسى_منهم
...المزيد

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ ...

وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (فصلت 21)
عن أنس, قال: ضحك رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ذات يوم حتى بدت نواجذه, ثم قال: " ألا تَسْأَلُونِي ممَّ ضَحِكْتُ؟" قالوا: ممّ ضحكتَ يا رسول الله؟ قال: " عَجِبْتُ مِنْ مُجَادَلَةِ العَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ! قال: يقُولُ: يا رَبّ ألَيْسَ وَعَدْتَنِي أنْ لا تَظْلِمَنِي؟ قالَ: فإنَّ لكَ ذلكَ, قال: فإنّي لا أقْبَلُ عليَّ شاهدًا إلا مِنْ نَفْسِي, قالَ: أوَلَيْس كفَى بِي شَهِيدًا, وَبالمَلائِكَةِ الكرَام الكاتبين؟ قالَ فَيُخْتمُ عَلى فِيه, وَتَتَكَلَّمُ أرْكانُهُ بِمَا كانَ يَعْمَلُ, قالَ: فَيَقُولُ لَهُنَّ: بُعْدًا لَكُنَّ وسُحْقا, عَنْكُنَّ كُنْتُ أُجادِلُ". ...المزيد

#انتصارًا_لسلمَان_على_سَلمان {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً ...

#انتصارًا_لسلمَان_على_سَلمان

{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }
كل هاته الانتهاكات للمقدسات، كانت تجري تحت مرآى ومسمع وحماية السلطة الدينية والسياسية لمكة، فقريش تُحِلُّ ما تدرك أنه مخالف لدين إبراهيم، كونه متوافقا مع مصالحها الاقتصادية والتجارية والسياسية والثقافية، بما يضمن لها السؤدد بين القبائل، بينما كانت تحجر على الحريات الفردية، إذا ما اعتبرنا محمَّدا وصحبه أقلية فكرية مغايرة للعقل الجمعي القُرَشي

ثم إن التستر وراء المقدس، والتدثر بستار البيت، لا ينفع صاحبه ما لم يكن موقنا بالله عارفا به، قائما بحقوق الناس؛ فما نفعُ البيت إذِ المكاء والتصدية، حين جاء أبرهة، إلاَّ أن خضعت قريش وتخلت عن البيت؟!

ومازال قوم يستندون إلى البيت مكاء وتصدية؛ فما نفع الخُطب الجوفاء، إن كان أبرهة الغرب يأتي ليَجبيَ خراج البيت، ويأخذ حقَّ الضعفاء الذين نُمِّقت بهم الخُطب؟!
ثم يسْتأسد القوم على المسلمين؛ سواء في حَجْرهم على بعض المشاييخ والدعاة والعلماء، وإطلاقهم العنان للبعض الآخر، ممن عرف عنهم التطرف في الفكر، والمغالاة في تقديس ولي الأمر، أو في منع فلان أو علان من زيارة بيت اللَّه الحرام مغييرين بذلك مفهوم السِّدانة، متشبهين بكفار قريش حينما صدُّوا المسلمين عن البيت الحرام بالحُديبية... لكنَّ سُهيل ابن عمرو أرجح رأيا من سلمان، إذ حاول أن يجد جسور تواصل مع المسلمين بإبرامه عقد الصُّلح، على عكس ما يقمعُ بنو سعودٍ المخالفينَ...

إن السُّنن تشهد أن ممارسة الديكتاتورية الفكرية والمادية، مُؤذِنٌ بزوال الكيانات الظالمة؛ فكما كان صلح الحديبية -على ما حمله ظاهره من هزيمة- خيرا وفتحا، ستكون الاعتقلات فرجا وأملا للمظلومين، وزوالا للظالمين...

وإنَّ هناك رجالا كعثمان ابن عفان، يسعون عند أشباه قريش، مُحْرِمُون بأفكارهم يبغون نهضةَ أمةٍ، كسَعْيِهِ -رضوان الله عليه- عند كفار قريش، يقنعهم أنَّ محمَّدًا ما جاء مقاتلا ولا مريدًا لفتنة، وإنما جاء معتمرا قاصدا ربَّهُ..

وعلى عكس عثمان، عزائي إلى المخلَّفين من الأعراب، حين ندبهم النَّبي صلّى اللَّه عليه وسلم لنصرته في طريق عمرته ودعوته؛ ما بينه القرآن من نواياهم وحالِهم، فقال تعالى: { سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا • بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا}

عزاءٌ أسوقهُ إلى المُخالِفينَ والمُخلَّفِينَ من الدُّعاة والعلماء، ومن مقرَّبين إلى سلمانَ [الشيخ]، ولْيَتأكَّدوا أنَّ المؤمنين سيَنقلبون إلى أهليهم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}...

وللبَيْتِ ربٌّ يحميهِ
...المزيد

النِّسيان هو ما يجعلنا ننتصر في علاقاتنا الفاشلة، أجل... هو ما يجعلنا نشعر بلذَّة الابتعاد عن ...

النِّسيان هو ما يجعلنا ننتصر في علاقاتنا الفاشلة، أجل... هو ما يجعلنا نشعر بلذَّة الابتعاد عن #الأَلَمِ
أتعرف يا صديق؛ سعادتي في أنْ أراك سعيدًا مُنتصرًا

فالنِّسيان هو ذُروةُ الانتصار، ليس لأنَّك انتصرت على مَن تريد نسيانه، بل لأنَّك انتصرتَ على قَلبِكَ الذي ما فتئ يتعلق بكلِّ روحٍ وبكل شيءٍ جميلٍ، إنَّه إثباتٌ لنفسِك على نفسِك وفوزٌ بذاتِك على ذَاتِكَ...

إنَّه جمالٌ آخرٌ فيك، وقوَّة إضافيةٌ لدَيْكَ، تجعلُ مِنك شيئًا ناذِرَ الحُدُوثِ
...المزيد

النِّسيان هو ما يجعلنا ننتصر في علاقاتنا الفاشلة، أجل... هو ما يجعلنا نشعر بلذَّة الابتعاد عن ...

النِّسيان هو ما يجعلنا ننتصر في علاقاتنا الفاشلة، أجل... هو ما يجعلنا نشعر بلذَّة الابتعاد عن #الأَلَمِ
أتعرف يا صديق؛ سعادتي في أنْ أراك سعيدًا مُنتصرًا

فالنِّسيان هو ذُروةُ الانتصار، ليس لأنَّك انتصرت على مَن تريد نسيانه، بل لأنَّك انتصرتَ على قَلبِكَ الذي ما فتئ يتعلق بكلِّ روحٍ وبكل شيءٍ جميلٍ، إنَّه إثباتٌ لنفسِك على نفسِك وفوزٌ بذاتِك على ذَاتِكَ...

إنَّه جمالٌ آخرٌ فيك، وقوَّة إضافيةٌ لدَيْكَ، تجعلُ مِنك شيئًا ناذِرَ الحُدُوثِ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً