السلام عليكم اريد جواب مستعجل عل سوؤال الله يكرمكم وقع خلافات بيني وبين زوجتي وقالت لها أن لا ...

السلام عليكم اريد جواب مستعجل عل سوؤال الله يكرمكم
وقع خلافات بيني وبين زوجتي وقالت لها أن لا تخرج من البيت إلا في إذن مني مسبق ضحكت عليي وقالت لي ( يا ماما خوفتني وصرت ارجف من الخوف) رغم أنها معتمرا مرتين وأبوها وامها أسقطوا فريضه الحج عنهم وكان ذالك على مسمعهم ولن يحركو ساكن .عمها قال لي اذا لم أدفع مصرف ونفقه لها تطلق مني شرعا" ويمكن للقاضي ان يطلقها مني رغم أنها لا تسمع ولا تطيع أمري. يوم سألتها اين انتي قالت لي ( انتى شو دخلك) قالت لها انا جوزك وانتي ما زلتي عل زمتي ( قالت لي انت منك زوجي ) انا شلتك من عقلي وقلبي وحياتي)
هل يجب عليي دفع النفقه وهل يمكن لها أن تذهب الا القاضي وتطلب الطلاق منهو؟
انا موجود في الدنمارك وهي في لبنان
جواب سريع الله يكرمكم يا اخوان
السلام عليكم
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين . ...


بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين .

اسمي الله تعالى : ( الرحمن الرحيـــــم )

من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى : الرحمن الرحيــــم .. فهو ذو الرحمة الواسعة الشاملة لجميع خلقه سبحـــانه وتعالى " وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ " [البقرة:163] .. والرحمن من الأسماء الخاصة به سبحانه ولا يجوز أن تُنسب لغيره .. قال تعالى " قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى .." [الإسراء:110] .

ورود الاسمين في القرآن الكريم :

وقد ذُكر اسمه تعالى ( الرحمن ) في القرآن 57 مرة ، أما اسمه ( الرحيـــم ) فذُكر 114 مرة .

معنى الاسمين في حق الله تعالى :

الرحمن والرحيـــم اسمان مشتقان من الرحمة ، والرحمة في اللغة : هي الرقة والتعطُّف ..

و ( رحمن ) أشد مبالغة من ( رحيـــم ) .. ولكن ما الفرق بينهما ؟ .

الرحمن : هو ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا ، وللمؤمنين في الآخرة .. أي : إن رحمته عامة تشمل المؤمن والكافر في الدنيا ، وخاصة بالمؤمنين فقط في الآخرة .. قال تعالى " الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى" [طه:5] فذكر الاستواء باسمه ( الرحمن ) ليعم جميع خلقه برحمته .

الرحيـــــم : هو ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة ، كما في قوله تعالى " .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا " [الأحزاب:43] فخص برحمته عباده المؤمنين .

يقول ابن القيم : " الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم ، فكان الأول للوصف والثاني للفعل ، فالأول دال أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله : " .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا " [الأحزاب:43] ، " .. إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " [التوبة:117] ولم يجيء قط رحمن بهم فعُلِم أن الرحمن : هو الموصوف بالرحمة ، ورحيم : هو الراحم برحمته " [بدائع الفوائد] .

فالرحمنُ الذي الرَّحْمَةُ وَصْفُهُ ، والرحيمُ الراحمُ لِعِبَادِهِ .

آثـــــار الإيمان بهذين الاسمين :

1) إثبــــات صفة الرحمة لله ربِّ العالمين :

فصفة الرحمة من صفات الله تعالى الثابتة بالكتاب والسُّنَّة ، وهي صفة كمال لائقة بذاته كسائر صفاته العلى ، لا يجوز لنا أن ننفيها أو نعطلها لأن ذلك من الإلحــــاد في أسمائه سبحـــانه وتعالى .

وقد يُلحد البعض بهذه الصفة دون أن يشعر ، حينما يعترض على الابتلاءات التي تعتريه هو أو غيره .. ولا يدري أن تلك الابتلاءات من رحمة الله عزَّ وجلَّ بعبـــــاده ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يـود أهـل العافيـة يـوم القيامـة حين يعطى أهـل البـلاء الثواب ، لـو أن جلودهـم كـانت قرضت في الدنيـا بالمقــاريض " [الترمذي وحسنه الألباني] فأهل البلاء أكثر احساسًا برحمة الله تعالى ؛ لإنها سابغة عليهم .

2) جلاء آثـــــار رحمة الله على الخلق :

انظر إلى ما في الوجود من آثار رحمته الخاصة والعامة .. فبرحمته سبحانه وتعالى أرسل إلينا رسوله ، وأنزل علينا كتابه وعصمنا من الجهالة، وهدانا من الضلالة .

وبرحمته عرفنا من أسمائه وصفاته وأفعاله ما عرفنا به أنه ربنا ومولانا ، وبرحمته علمنا ما لم نكن نعلم ، وأرشدنا لمصالح ديننا ودنيانا .

وبرحمته أطلع الشمس والقمر ، وجعل الليل والنهار ، وبسط الأرض ، وجعلها مهادا وفراشا ، وقرارا ، وكفاتا للأحياء والأموات .. وبرحمته أنشأ السحاب وأمطر المطر ، وأطلع الفواكه والأقوات والمرعى .. وبرحمته وضع الرحمة بين عباده ليتراحموا بها ، وكذلك بين سائر أنواع الحيوان .

وكان من تمام رحمته بهم أن جعل فيهم الغني والفقير ، والعزيز والذليل ، والعاجز والقادر ، والراعي والمرعي ، ثم أفقر الجميع إليه ، ثم عمَّ الجميع برحمته [مختصر الصواعق بتصرف] .

ومن رحمته : أن نغصَّ عليهم الدنيا وكدرها ؛ لئلا يسكنوا إليها ، ولا يطمئنوا إليها .. ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره ، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان ، فمنعهم ليعطيهم ، وابتلاهم ليعافيهم ، وأماتهم ليحييهم [إغاثة اللهفان] .

3) رحمة الله واسعة :

يقول الله جلَّ وعلا ".. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ .." [الأعراف:156] فرحمة الله عزَّ وجلَّ عــــامة واسعة ، هي للمؤمنين في الدارين .. يقول الله تبارك وتعالى " .. فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ "[الأعراف:156] .

وفتح الله تعالى أبـواب رحمته للتائبيــن .. فقال تعالى : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " [الزمر:53] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طَمِع بجنته أحد ، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد " [متفق عليه] .

وسمى الله تعالى وحيـــه إلى أنبيــائه رحمة .. كما في قوله تعالى مُخبرًا عن نبيه نوح عليه السلام : " قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ " [هود:28] .. فجعل الوحي والعلم والحكمة ، رحمة .

ويقول تعالى عن نبينا : " .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل:89] .

4) رحمة الله تغلب غضبه :

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه : إن رحمتي تغلب غضبي " [رواه الترمذي وقال الألباني:حسن صحيح] .. وهــذا الحـديث موافـق لمعنـى قولـه تعـالى : " .. كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ .. " [الأنعام:54] .. فالله تعالى أوجب على نفسه ولا يوجب أحدٌ على الله .

5) لله جلَّ ثناؤه مائة رحمة :

كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض .. فأنزل منها إلى الأرض رحمة واحدة نشرها بين الخليقة ليتراحموا بها ، فبها تعطف الوالدة على ولدها، والطير والوحش والبهائم ، وبهذه الرحمة قوام العالم ونظامه [مختصر الصواعق] .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى خلق يوم خلق السموات والأرض مائة رحمة كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض ، فجعل منها في الأرض رحمة فبها تعطف الوالدة على ولدها والوحش والطير بعضها على بعض وأخر تسعا وتسعين فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه الرحمة " [رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الجامع] .

فيا لعظم رحمة الله تعالى في هول هذا الموقف العصيب .

ولكن هذا ليس دعوة للعصاة ليزدادوا عصيانًا ، بل هو دعوة للمؤمنين ليزدادوا قربًا ومحبة من ربِّهم الرحيـــم .

6) الله سبحانه وتعالى أرحم بعبـــاده من الأم بولدهـــا :

عن عمر بن الخطاب قال : قدم على النبي سبي ، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيًا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال لنا النبي " أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ " فقلنا : لا ، وهي تقدر على أن لا تطرحه ، فقال " لله أرحم بعباده من هذه بولدها " [متفق عليه] .

7) نِعَم الله سبحانه وتعالى رحمة :

وقد سمى الله سبحانه بعض نعمه بالرحمة ، كالمطر في قوله تعالى : " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ .. " [الأعراف:57] .

وسمى رزقه بالرحمة ، في قوله تعالى : " وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا " [الإسراء: 28] .. أي : إذا سألك أقاربك وليس عندك شيء وأعرضت عنهم لعدم وجود ما تنفقه عليهم .. فعليك أن تعدهم باللين إنه إذا جاء رزق الله ( الرحمة ) فسنصلكم إن شاء الله .

وسمى الله كتابه العزيز بالرحمة .. فقال تعالى : " .. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ " [النحل:89] .

وسمى الله عزَّ وجلَّ الجنة بالرحمة .. وهي أعظم رحمة خلقها الله لعباده الصالحين ، قال تعالى : "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [آل عمران:107] .

حظ المؤمن من اسمي الله الرحمن الرحيــــم :

" موجبــــات الرحمة " فالرحمة بمثابة الوقود الذي سيدفعك للعمل والحركة ، فلابد أن تأخذ بتلك الأسبــاب التي توجب الرحمة وتعتمد على الله وحده ليوفقك للعمل الصالح .. ومن موجبـــات الرحمة :

1) رحمة النــــاس : الرحمة من الأخلاق العظيمة التي حضَّ الله سبحـانه عباده على التخلُّق بها .. ومدح بها أشرف رسله ، فقال جلَّ وعلا : " لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ " [التوبة:128] ... ومن أسمائه : " نبي الرحمة " [حسنه الألباني، مختصر الشمائل] .

ومدح النبي صلى الله عليه وسلم أفضل أصحابه من بعده بهذه الصفة ، فقال : " أرحم أمتي بأمتي : أبو بكر .." [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فكأن من يتصف بالرحمة ينال درجة الصديقين ، وهي أعلى الدرجـــات عند الله تعالى .

وبيَّن أن الرحمة تنــال عبــاده الرحمــاء .. كمـا قـال صلى الله عليـه وسلـم : " فـإنما يرحـم الله من عبـاده الرحمـاء " [متفق عليه] والشقي هو الذي نزعت من قلبه الرحمة .. قال صلى الله عليه وسلم : " من لا يرحم الناس ، لا يرحمه الله " [متفق عليه] وعن عائشة قالت : جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أتقبلون الصبيان ؟ فما نقبلهم ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة " [متفق عليه] .

2) القـرآن : قال تعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا " [الإسراء:82] فقراءة القرآن رحمة ، وتدبُّر القرآن رحمة ، وكل تعلَّقٌ للمؤمن بكتـــاب الله جلَّ وعلا مستوجبٌ لنزول الرحمة .

3) صلاة أربع ركعــات قبل العصر :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رَحِم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا " [رواه أحمد والترمذي وحسنه الألباني] وهي ليست من السُنن المؤكدة ، لكن تُستنزل بها الرحمــات .

4) المكوث في المسجد :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال أحدكم في صلاة ما دام ينتظرها ولا تزال الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في المسجد : اللهم اغفر له اللهم ارحمه ، ما لم يُحدِث " [رواه الترمذي وصححه الألباني] .

5) عيـــادة المرضى :

عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من عاد مريضًا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس ، فإذا جلس اغتمس فيها " [رواه مالك وأحمد وصححه الألباني] .

6) طاعة الله ورسوله :

فهي من أعظم أسبــاب الرحمة وكلما كان العبد أطوَّع لله ، كان أكثر استحقاقًا لاستنزال الرحمة به .. قال تعالى : " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ " [آل عمران:132] .

7) الإحســـان :

فالإحســـان يبدأ من الإتقان وتجويد العمل ، ويصل إلى المنزلة العظمى من منازل الإيمان وهي : أن تعبد الله كإنك تراه .. كما جاء في حديث جبريل حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان ، فقال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " [مسلم] وهذه المنزلة العظمى تقتضي مراقبة الله جلَّ وعلا في السر والعلن .

فإن كنت تريد أن تتنزل عليك الرحمة : راقب قلبـــك وحالك في الخلوات ..

فإن كنت مستقيم الحال في خلوتك ، فاعلم أن هذا من أعظم أسبـــاب استنزال الرحمة عليك .. يقول تعالى : " .. إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ " [الأعراف:56] .

كيف ندعو الله باسميه الرحمن الرحيم ؟

1) اثن على الله عزَّ وجلَّ في كل حالك وأكثِر منه بين الخلائـــق .. فتتحدث بنعمته ورحمته عليــك ، وتقول : يـــا لرحمة الله .

وافرح برحمة الله تعالى إذا تنزلت عليك .. قال تعالى : " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " [يونس:58] .

2) أن يُكثر العبد من سؤال ربِّه الرحمة .. فيقول : اللهم ارحمني ، اللهم ارحمني .

فإذا دعوت الله ، فاعزم في الدعــاء ولا تتردد .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت .. ارحمني إن شئت .. ارزقنـي إن شئت ، وليعـزم مسألتـه إنه يفعـل مـا يشـاء ولا مكـره له " [البخاري] .

اللهم رحمتك نرجو ، فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين .
...المزيد

*سئل أحد السلف :* *🍃(( كم أقرأ من القرآن؟ ))🍃* *🌹فأجاب :* *🍃🌹(( على قدر السعادة التي ...

*سئل أحد السلف :*

*🍃(( كم أقرأ من القرآن؟ ))🍃*

*🌹فأجاب :*

*🍃🌹(( على قدر السعادة التي تريدها ))!🌹🍃*

"واللهُ جَعَلَ لكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكناً" ‏استشعار نعمة السكن والقرار في البيوت، هذه النعمة ...

"واللهُ جَعَلَ لكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكناً"

‏استشعار نعمة السكن والقرار في البيوت، هذه النعمة المنسية في حركة الحياة الدؤوب، والله إنها من تمام النعم علينا!

اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال ..

❀ القارئ 🎤 ياسر الدوسري
...المزيد

كيف تنهى الصّلاةُ عنِ الفحشاءِ والمُنكرِ؟ بقلم/ الشيخ بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي بسم الله ...

كيف تنهى الصّلاةُ عنِ الفحشاءِ والمُنكرِ؟

بقلم/ الشيخ بحيد بن الشيخ يربان الإدريسي

بسم الله والحمدُ لله والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين ، وبعدُ:
فإنّ الصلاةَ عمادُ الإسلامِ ، وصلةٌ بينَ العبدِ وربّهِ ، وأوّلُ حقٍّ للهِ عزَّ وجلَّ يُسألُ عنهُ العبدُ يومَ القيامةِ لقولِ رسولِ الله صلى الله عليه وآله
وسلمَ: (رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ)[رواه التِّرمِذِيُّ]، وتركُ الصلاةِ كفرٌ لقولِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ:(إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)[رواهُ مُسلم] .
والصلاةُ محدَّدَةٌ بالوقتِ لقولهِ تعالى:(إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [النساء:103].
ولو كانَ لأحدٍ أن يُعفَى من الصّلواتِ المكتوبةِ ، لأُعفيَ منها المقاتِلُ في ميدانِ القتالِ ، ولكنَّهُ أُمِرَ بصلاةِ الخوفِ وُجُوباً ، فغَيرُهُ أولى بإقامةِ الصلاةِ.
وجَعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ الصلاةَ باباً للفرجِ والغُفرانِ ، لأنَّ العبدَ فيها يكونُ أقربَ إلى رحمةِ ربهِ وفضلهِ، فيُجدِّدُ لهُ العهدَ والميثاقَ ، ويسألهُ صلاحَ الدُّنيا والآخرةِ لقولهِ سبحانهُ : (واسجد واقترب)[العلق: 19] ، ولقولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ:(أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ)[رواهُ مسلم].
وإذا وقفَ العبدُ بين يدي ربِّهِ بحضورِ قلبٍ ، وحُسنِ توَجِّهٍ ، وبِخشُوعٍ وإخباتٍ، وتذَلُّلٍ وافتقارٍ ، ثمّ قرأ ما تيسّر لهُ من القرآنِ الكريمِ، وتدبَّرَ معانيَ الآياتِ والأذكارِ، واستشعرَ أنَّ اللهَ سبحانهُ يُخاطبهُ، ويأمرهُ وينهاهُ ليسَ بينهُ وبينهُ تُرجمانٌ.
كما قال عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضي الله عنهُ :" إذا سمعتَ اللهَ عزَّ وجلَّ يقولُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فأرعِهَا سَمعَكَ، فإنهُ خيرٌ يأمرُ بهِ أو شرٌ ينهَى عنهُ "[رواه ابن أبي حاتمٍ في كتابِ التفسير196/1].
فإذا استحضرَ العبدُ هذهِ المعانِيَ حصلت لهُ الخشيةُ وتعظيمُ أمرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ، والاِتِّعاظُ بكلامهِ سُبحانهُ، فيقوى إيمانهُ ، وتقوى عزيمتُهُ على الاِنقيادِ لأمرِ ربِّهِ جلَّ وعلا ولاسِيما إذا ذَكَرَ الموتَ والبِلَى، وسُكنَى القبورِ ومُغادرَةَ القصُورِ، ومُفارقةَ الأحِبَّةِ والخُلَّانِ لقولِ النبيِّ صلى اللهُ عليهِ وآله وسلم:(إذا قُمتَ في صلاتِكَ فَصَلِّ صَلاةَ مُودِّعٍ)[رواه ابنُ ماجه].
وقد جعلَ اللهُ تعالى الصلاةَ عُنواناً للإسلامِ وللتَّوحيدِ والعبادةِ ، وشِعارًا للأُخُوَّةِ والوَحدَةِ والتَّعاونِ.
فالمُسلمُونَ يؤُمُّونَ مَساجِدهُم في أوقاتٍ معلومةٍ للصلاةِ والتعاونِ على صلاحِ دُنياهُم وأُخراهُم، وأهلُ الحيِّ الواحدِ بجتمِعونَ في الصلواتِ الخمسِ يوميًا، ويجتَمِعُ أهلُ الأحياءِ المُتقارِبةِِ أسبوعِياً في صلاةِ الجُمعَةِ، ويَجتمِعُ أهلُ كلِّ مدينةٍ مرَّتينِ في السَّنةِ في صلاتَي عيدِ الفطرِ وعيدِ الأضحَى، ويَجتَمِعُ حُجَّاجُ المُسلمينَ أيّامَ الحَجِّ الأكبرِ للصَّلاةِ في المسجِدِ الحَرامِ والطّوافِ بهِ، وتأديةِ المناسِكِ في المشاعِرِ المقدَّسَةِ، ولِيَشهدُوا منافِعَ لهُم كُلَّ عامِِ.
وعندَ إقامةِ الصَّلواتِ يرضى اللهُ عزّ وجلَّ، فتتنزَّلُ الرَّحماتُ والنَّفحاتُ، وتُدفَعُ الشُّرُورُ والبلايَا. ولِذلكَ شُرِعَتِ الصلواتُ لكسوفِ الشَّمسِ وخُسوفِ القَمرِ ، وللاستسقاءِ عندَ جدبِ الأرضِ ولغيرِها.
أمَا وقد رأينَا أثَرَ الصَّلاةِ في تجسيدِ الأُخُوَّةِ الإسلاميَّةِ، وتأثيرِها في ضَبطِ الظَّواهرِ الكَونِيَّةِ وانسِجَامِها بإذنِ اللهِ تعالى، وتأثِيرِها في حصُولِ المطالِبِ وبُلوغِ المقاصِدِ بإذنِ اللهِ تعالى، فكيفَ إذاً تنهى الصلاةُ عنِ الفحشاءِ والمنكرِ كما وردَ في قولهِ تعالى:(اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت:45]؟
نعم ، لقد وصفَ اللهُ تعالى الصلاةَ بأنّها تنهى عنِ الفحشاءِ والمنكرِ، ويتساءَلُ كثيرٌ منَ النَّاسِ متى ينتَفِعُ المرءُ بصلاتهِ حتّى تحجِزَهُ عنِ اقتِرافِ الذنوبِ والمعاصِي وتَحمِلَهُ على الطّاعاتِ والمَبَرَّاتِ؟
ولتحقيقِ مُرادِ اللهِ عزّ وجلَّ في هذهِ الآياتِ الكريماتِ فلا بُدَّ للمسلمِ أن يفهمَ أنَّ الصلواتِ الخمسِ في حقيقتِها مواعيدٌ رسميّةٌ(للهِ المثلُ الأعلى) خصَّصها اللهُ تعالى للمسلمينَ في أوقاتٍ محدَّدةٍ خلالَ اليومِ والليلةِ لتحقيقِ أهدافٍ عديدةٍ ، نذكُرُ منها أربعةً فيما يلي:
1- تجديدُ ميثاقِ الإسلامِ والتوحيدِ بين المسلمِ وربِّهِ عزَّ وجلّ، والالِتزامُ بالعملِ بِمقتضاهُ على منهجِ كتابِ اللهِ تعالى وسنةِ نبيِّهِ محمدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلمَ لقولهِ تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) [الأعراف:173-172].
ولقولهِ سُبحانه:( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب:72].
2- ذِكرُ المُسلمِ لربِّهِ تعالى، ومُناجاتُهُ ، وطلبُهُ خيرَيّ الدُّنيا والآخرةِ لقولهِ سُبحانه:(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الفاتحة:1-5].
3- تنظِيمُ حياةِ المُسلِمِ ، وضَبطُ سلوكِهِ بينَ الصلواتِ الخمسِ، وأثناءَ أدائِها على الصِّراطِ المُستقيمِ حتى يكونَ عبداً صالحاً يُلحِقهُ اللهُ سبحانهُ بالذينَ أنعمَ عليهِم من النَّبيينَ والصِّدِيقِينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقاً لقولهِ تعالى:(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) [الفاتحة:7،6]
4- مُحاسَبةُ المُسلِمِ لنفسهِ، ومُكاشَفَتُها بِشَفافِيَّةٍ وإخلاصٍ قبلَ الموتِ والعَرضِ الأكبرِ على اللهِ تباركَ وتعالى لقولهِ سُبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [الحشر:18-19].

ولقولِ سيّدنا عمر رضي الله عنهُ:"حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا ، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا ، أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ ، يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ "[ابن كثير: تفسير القرآن العظيم213/8].
وللجوابِ عن الإِشكالِ المَذكورِ أقولُ: إذا أُدِّيتِ الصَّلاةُ على الوَجهِ الشّرعيِّ المطلوبِ فإنَّها تُحَصِّنُ صاحِبَها، وتَحجِزُهُ عنِ المُخالفاتِ في مِحرابهِ، وخلالَ حياتِهِ كُلِّها حتى يلقى ربَّهُ سبحانهُ بدليلِ:
(1)مُراقبةِ المُؤمنِ لربِّهِ سحانهُ فيما يأتي وما يَذَرُ لقولهِ تعالى:(ولَذِكرُ اللهِ أكبرُ)، (2)واستِشعارِهِ بشهادَةِ اللهِ على أقوالهِ وأفعالهِ لقولهِ جلَّ وعلا:(واللهُ يعلمُ ما تصنعونَ).
وقال أبو العاليةِ رحمهُ اللهُ تعالى في قولهِ عزّ وجلّ: (إنَّ الصلاةَ تنهى عن الفحشاءِ والمنكرِ) الآية، قال :" إنَّ الصلاةَ فيها ثلاثُ خصالٍ ، فكلُّ صلاةٍ لا يكونُ فيها شيءٌ من هذهِ الخِلالِ فليست بصلاةٍ : الإخلاصُ ، والخشيةُ ، وذكرُ اللهِ. فالإخلاصُ يأمرهُ بالمعروفِ ، والخشيةُ تنهاهُ عنِ المُنكرِ ، وذكرُ القرآنِ يأمرهُ وينهاهُ " [ابن كثير:تفسير القرآن العظيم283-280/6].
وتلكَ هيَ مرتبةُ الإحسانِ التي قالَ عنها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ:(الْإِحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)[رواه البخاريُّ ومسلم]، وهِيَ المرتبةُ الثالثةُ من مراتِبِ الدّينِ ، ولا يَرقى إليها إلّا من تحقَّقَ بمَرتَبتَي الإسلَامِ والإيمانِ.
ولنضرِب مثلاً لمُراقبةِ المُؤمِنِ لربّهِ عزّ وجلّ كالآتي:
فعندما يؤدّي المسلمُ صلاةَ الصُّبحِ، ويخرجُ من محرابهِ إلى شؤونِ حياتهِ، ويُخالِطُ الناسَ، يأتيهِ الشّيطانُ يوسوسُ لهُ، فيدفعُهُ باستعاذتِهِ باللهِ منهُ، ويقولُ: عندي موعدٌ مع ربي في صلاةِ الظُّهرِ!! وقد تعَهَّدتُ في صلاةِ الصُّبحِ بين يديهِ سبحانهُ أن ألتزِمَ بأوامرهِ امتثالاً واجتناباً..فإذا خالفتهُ فبأيِّ وجهٍ ألقاهُ في الصلاةِ المُوالِيَةِ ، وبأيِّ لسانٍ أُناجيهِ، وهو يعلمُ السِّرَّ وأخفى ، وقد قال سبحانهُ:(مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا)[نوح:13].
- وقالَ تعالى عن شهادةِ الجوارحِ على صاحِبِها: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النور:24].
- وقال جلّ جلالهُ عن شهادةِ الملائكةِ الكِرامِ على بني آدمَ: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) [الإنفطار:14-10].
- وقالَ عزّ وجلّ عن شهادةِ المسلمينَ :(وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)[البقرة:143].
- وقال اللهُ تعالى عن شهادةِ الأرضِ على الناسِ:(يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)[الزلزلة:4]، أي تَشهدُ على كُلِّ شخصٍ بما عملَ عليها من خيرٍ أو شرٍّ.
ثمّ يقولُ العبدُ: فأين المفرُّ من هؤلاءِ الشُّهودِ يا نفسُ! وأين الفرارُ إلاّ إلى اللهِ سبحانهُ!، يرى دبيبَ النّملةِ السَّوداءِ على الصَّخرةِ الصَّماءِ في الليلةِ الظلماءِ!
وكيفَ يُطيعُ المُؤمنُ الشيطانَ، وهُو عدوٌّ لهُ! ، وكيفَ تخدَعُهُ الدُّنيا وزُخرُفُها!، وقد علمَ غُرورَها وانقِلابَها بأهلِها! ولا يَصحَبُ مَيِّتَها شيءٌ من أشيائِها إلا كَفنٌ لا جُيوبَ لهُ! وقد قالَ الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) [فاطر:6،5].
فعندما يستحضِرُ المؤمنُ هذهِ المعانيَ والحَقائِقَ في ليلهِ ونهارهِ، ويستصحِبُها في حركاتِهِ وسكناتِهِ ، فإنَّهُ يُقبِلُ على ربِّهِ عزّ وجلّ بيقينٍ وإخلاصٍ، ويزِنُ خواطِرَهُ بالقِسطاسِ ، ويُعمِّرُ أوقاتهِ بالطاعاتِ والقُرباتِ.
ثمَّ إنَّ العبدَ إذا سَمعَ الأذانَ لصلاةِ الظهرِ يقولُ: مرحباً بذكرِ اللهِ تعالى وموعِدِهِ، ويُبَادِرُ إلى مَسجِدهِ بسَكِينةٍ ووقار، وهو مُرتاح الضَّميرِ، ومُنشرِح الصَّدرِ لأنَّ اللهَ تعالى حفِظَهُ بين الصّلاتينِ، وَوَّفقهُ للوفاءِ بما تعَهَّدَ بهِ في صلاةِ الصُّبحِ من طاعةِ ربِّهِ ، واتِّباعِ سُنَّةِ نبيِّه مُحمّدٍ صلى الله عليه وآلهِ وسلمَ في اقوالِهِ و أفعالِهِ وفي معاملاتِهِ كُلِّها.
ثمَّ يقِفُ بينَ يديّ ربِّهِ بحُضورِ قلبِهِ ، ويُناجيهِ بخُشوعٍ وإخلاصٍ ، ويُجَدِّدُ عهدَ الإسلامِ وميثاقَهُ .. ثمَّ يخرجُ إلى مَهامِّ الحياةِ على نيَّةِ لقاءِ ربهِ في صلاةِ العصرِ .. وهكذا دواليكَ يكونُ حالهُ ومراقبتُه للهِ عزّ وجلّ بينَ الصلواتِ حتّى يصلِّيَ العشاءَ، ويدفعُ عنهُ الشيطانَ في كُلِّ وقتٍ بما دفعَهُ بهِ في الحالةِ الأولى.. ثمّ يخلُدُ إلى النومِ على نيةِ لقاءِ ربِّهِ في صلاةِ الفجرِ وهَلُمَّ جَرَّا عملاً بقولِ اللهِ تعالى:(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام:163،162].
هذا ما تيسر بيانه، فاللهُمَّ أعنَّا على ذكركَ وشُكركَ وحسنِ عبادتكَ، ونسألكَ اللهمَّ أن تستَعمِلنا ولا تستبدِلنا، وأن تغفرَ لنا ولوالدينا ولمشايخِنا وللمُسلمينَ أجمعين.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمدٍ وآله وصحبهِ أجمعين.
...المزيد

لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب ...

لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم
لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
21 ذو الحجة 1445
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً