خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي حول قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في كبد الله تعالى خلق الانسان ...

خاطرة للدكتور عثمان جيلان معجمي حول قوله تعالى : لقد خلقنا الانسان في كبد
الله تعالى خلق الانسان , في دنيا تتطلب منه الكد والجري والتعب وراء لقمة العيش , (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15) سورة الملك) , و هيأ جسمه لذلك , ليتمكن من المشي والجري والاخذ والعطاء والتفكير , وعمل جميع الاسباب التي يتحصل بها على رزقه , بل واداء العبادات , من صلاة وحج وغير ذلك , و خلق الله للإنسان المأكولات والاغذية , وركب فيه الشهية للأكل , و كانت البداية بآدم عليه السلام , الذي بدأت مسيرة حياته في الجنة , يأكل منها رغدا حيث شاء , دون كد او تعب , وحذره الله من الاكل من شجرة معينة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) سورة البقرة) , والفرق بين هذه الشجرة وبقية اشجار الجنة , ان الاكل من هذه الشجرة , ينتج عنه تكوين مخلفات ومواد سامة في الجسم , فتخرج المخلفات من الجسم على شكل براز وبول , وتبقي المواد السامة في الجسم مسببة الاحساس بالضنك والضيق والضجر والاكتئاب والطفش , تماما مثل الاشجار والمأكولات على سطح الارض , اما بقية اشجار الجنة , فإن اكلها لا يؤدي الى تكوين مخلفات في الجسم , ولا تكوين مواد سامة, بل تتكون مواد اخرى , تؤدي الى الشعور بالنشاط والقوة و الفرحة والسعادة والسرور , ولذلك سميت الجنة ببلاد الافراح , (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) سورة ال عمران) , فلا يصيبهم الملل والخوف والحزن , و لا يشعرون بالضنك والضيق والضجر , وهذا هو الانسب للحياة الابدية والخلود في الجنة .
وعندما اكل ادم من تلك الشجرة , تكونت المخلفات في جسمه , من البراز والبول , وهذه المخلفات لا بد ان يتخلص منها الجسم , ولكن لا مكان في الجنة للبراز والبول والنجاسات والقاذورات , ولذلك خرج ادم من الجنة وهبط الى الارض , ليضع تلك المخلفات على سطح الارض , فهي المكان المناسب لوضع المخلفات والقاذورات , وعلى سطح هذه الارض , سيعيش ادم وبنوه الى يوم القيامة , (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) سورة الاعراف) , (قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (24) قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) سورة الاعراف)

اذن اخي القارئ , هناك فرق بين المأكولات والاشجار في الارض , والمأكولات والاشجار في الجنة , المأكولات التي توجد في الجنة , لا ينتج عنها مخلفات او سموم في الجسم , فلا يتكون البول ولا البراز ولا السموم في جسم الانسان , بل تتحول الى مواد تجعل الانسان فرحا مسرورا, والى مواد اخرى تخرج من الجلد على شكل عرق ذو رائحة زكية طيبة , تجعل الجو من حوله منعشا (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) سورة الواقعة)
واما المأكولات والاشجار الموجودة في الارض , فإنها تتحول في جسم الانسان الى مخلفات و مركبات سامة , واهم المخلفات هي البراز والبول , واهم المركبات السامة هي مواد تؤدي الى الشعور بالضيق والاكتئاب والضجر , وتمنع عن الانسان الشعور بالسعادة والبهجة والفرجة والسرور , فأما البول والبراز , فيتخلص الجسم منهما بسهولة , واما المواد السامة , فإن الجسم يجد صعوبة في تكسيرها والتخلص منها , وتتراكم تلك المواد السامة في الجسم , ولا يمكن التخلص منها , الا ببذل مجهود عضلي كبير , كالمشي مسافات طويلة , و اداء التمارين , والصيام .
اذن , تبقى الوسيلة الوحيدة للتخلص من المواد السامة , هو اداء مجهود عضلي شاق , او الصيام , ولذلك تجد العامل المسكين , الذي يشتغل حجر وطين , ويتعب طول يومه , ويبذل مجهودا عضليا في حمل الاسمنت والاحجار , تجده في نهاية عمله سعيدا فرحا مسرورا , لان هذا المجهود الشاق , ادى الى تخلص جسمه من السموم , ويعود هذا العامل الى اهله بشوشا فرحا , يلعب مع اطفاله وينشر في منزله البهجة والسرور , وهو لا يملك الا قوت يومه , ويعود ذلك الغني المرتاح على كرسي مكتبه , والذي لم يبذل مجهودا عضليا في عمله , يعود الى منزله ضيقا ضنكا غاضبا , بسبب تراكم السموم في جسمه .
ولذلك , فرض الله تعالى خمس صلوات في اليوم والليلة , ليذهب كل مسلم الى المسجد خمس مرات , هذا الذهاب والمشي الى المساجد كل يوم خمس مرات , يستهلك مجهودا عضليا , والذي يؤدي الى التخلص من السموم , فيشعر المصلي بالفرحة والسعادة والسرور , ولذلك فرض الله تعالى قيام الليل على حبيبه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم , (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) سورة المزمل) , (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) سورة الشرح ) , أي: إذا فَرغت من أمور الدنيا وأشغالها ، وقمت بأمر الدعوة , فانصب في العبادة واتعب فيها، وقم إليها نشيطا, لأن الله يحبه , يريده ان يكون سعيدا مسرورا .
اذن , المرتاح في الدنيا تعبان ,و التعبان فيها مرتاح , وكلما تعب الانسان وبذل مجهودا عضليا وبدنيا في يومه , تخلص من السموم , وشعر بالسعادة والسرور في نهاية يومه , وكلما زاد تعبه وكده , زاد احساسه بالفرح والسرور , وكلما ارتاح جسمه من التعب , ولم يبذل مجهودا عضليا في يومه , تراكمت السموم , وزاد احساسه بالضيق والهم والضجر والطفش والضنك , ولذلك اخبرنا الله تعالى عن هذه الحقيقة , بعد ان اقسم ثلاث مرات , (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) سورة البلد) , أي ان الله خلق الانسان , وجعله يكابد التعب والمشقة والعناء , لأن جسمه لا يناسبه الا التعب والعناء في الدنيا , ليشعر بالسعادة والسرور , ولن يقيه من الضجر والضيق والضنك الا بالمكابدة والتعب , اما في الاخرة , فلا يحتاج الى التعب والعناء والمكابدة , فلا مخلفات ولا مواد سامة , بل فرحة وسعادة و سرور .
, اخي القارئ , ونحن في عصر السيارات والمواصلات , يذهب الانسان الى عمله راكبا , ويؤدي عمله على كرسيه جالسا , ويعود الى منزله راكبا , لا يتحرك ولا يمشي كثيرا , لذا , وجب القيام ببعض التمارين اليومية , واقل تلك التمارين هي المشي لمسافات طويلة , والذي لا يستطيع القيام بالتمارين , فعليه بقيام الليل , والذي لا يستطيع قيام الليل , فعليه بالصيام ,كصيام الاثنين والخميس , ولذلك ترى الصائمين في ليالي شهر رمضان , تراهم فرحين مسرورين بعد الافطار , بسبب تخلص اجسامهم من السموم , وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال , للصائم فرحتان, فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه , وهذا هو السر , في ادمان بعض الناس صيام الاثنين والخميس , لانهم طعموا البهجة والسرور بعد الافطار
وفي الاخير , تبين ان الانسان لا يشعر بالسعادة والسرور في الحياة الدنيا , الا اذا تعب وكابد في العمل او العبادة , والذي لا يتعب ولا يتعبد , يعيش حياة ضنك وضجر وضيق وتعاسة , حتى لو كان يملك الدنيا باسرها , لن يذوق البهجة والسرور الا اذا تحرك وتعب وتعبد , اما الجنة , فهي العكس , كلما جلس وارتاح , زاد احساسه بالبهجة والفرح والسرور , (فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) سورة البقرة)
...المزيد

مع كتاب فتح الغفار . ( المنشور طويل قليلاً فتنبه) قلت أنا حمدي الصيودي ...

مع كتاب فتح الغفار . ( المنشور طويل قليلاً فتنبه)
قلت أنا حمدي الصيودي الأثري .
هذه بعض سمات ومميزات كتاب فتح الغفار الجامع لأحكام سنة نبينا المختار (صلى الله عليه وسلم ) من واقع قراءتي للكتاب .
بدايةً يلزم قبل الولوج إلى هذا السفر المبارك أن تقرأ المقدمة التي كتبها المؤلف رحمه الله .
* اسم الكتاب مذكور في عنوان هذا المنشور .
* المؤلف : الحسن بن أحمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الرُّباعي.
* ولد الرُّباعي تقريبًا على رأس القرن الثاني عشر (نحو1200هـ) بمدينة صنعاء وعاش حوالي 76 سنة .
* وهذا الكتاب استغرق مؤلفه في جمعه وتأليفه ثماني سنوات وسبعة أشهر وعدة أيام ذكر ذلك في المقدمة فقال :
«وكان الشروع في تأليفه غرة شهر المحرم سنة اثنتين وثلاثين ومئتين وألف بمدينة صنعاء المحمية بالله تعالى، ومَنَّ الله - وله الحمد - بالفراغ من تأليفه في ثاني عشر رمضان سنة أربعين ومئتين وألف».
وقد كان عمره حين شرع في تأليفه نحو اثنين وثلاثين عامًا، وانتهى منه وعمره في الأربعين .
* ومما يميز هذا الكتاب عن غيره من كتب أحاديث الأحكام هو إتباع كل حديث بما يليق به من تصحيح وتضعيف الا النادر حيث قال المؤلف :
وأتْبَعْتُ كلّ حديث ما عليه من الكلام من تصحيح وتحسين، أو تضعيف وتهوين وعزوت كلّ شيء إلى قائله حسبما وجدته في هذه المصنفات، وإن لم أجد كلامًا لأحد من الأئمة على الحديث نقلت من كتب الرجال ما قيل في راويهِ من التوثيق والتضعيف، وبالغت في العناية في البحث لِمَا يحتاج إليه، وإن بَعُدَت طريق الوصول إلا بعد أيامٍ إليه(
* اما عن مصادر جمعه لأحاديث هذا الكتاب فقال في بيانها
وعمدتُ إلى أجمعِ كتابٍ للأحكام، وأنفع تأليفٍ تداولته الأئمة الأعلام، وهو (( المنتقى ((فجعلته أصلًا لهذا الكتاب... وزدت عليه الجمَّ الغفير من ((جامع الأصول، وبلوغ المرام، ومجمع الزوائد، والترغيب والترهيب للحافظ المنذري، ومن الجامع الصغير وذيله، ومن الجامع الكبير، ومن البدر المنير، وجامع المسانيد، والمستدرك للحاكم، و تلخيص الحافظ ابن حجر، و«فتح الباري، وخلاصة البدر المنير، وغير ذلك من الكتب، وراجعت تلك الأصول، ونسبت كل حديث إلى أصله المنقول)
ولك أخي الفاضل أن تتخيل هذا الكم الهائل من الأحاديث التي جردها المؤلف ليخرج لنا بهذه الخلاصة التي جمعها لك في كتابه .
* كرر بعض الأحاديث في هذا الكتاب وقال معتذراً عن ذلك :
وقد أكرر الحديث الواحد في مواضع من هذا الكتاب لِمَا فيه من الأحكام المتعددة.
* أما عن ألفاظ العزو إلى الكتب فقال :
واقتديت بأصل هذا الكتاب - أي «المنتقى» - في جعل العلامة لِمَا رواه البخاري ومسلم: أخرجاه، ولما رواه أحمد وأصحاب السنن: رواه الخمسة، ولهم جميعًا: رواه الجماعة، ولأحمد والبخاري ومسلم: متفق عليه، وما سوى ذلك أذكر من أخرجه باسمه(
* عدد أحاديث هذا السفر((( 6531 )))) حديث وذلك حسب النسخة الخاصة بي هذا الرقم بدون المكرر وتتبع الروايات التي ذكرها المؤلف وإلا فقد يزيد العدد أكثر من ذلك بكثير .
* عدد الكتب (38) كتاب أولها كتاب الطهارة ثم التيمم ثم الصلاة ...... وآخرها كتاب الجامع وهو كتاب ماتع جمع فيه المؤلف أحاديث لا تندرج تحت باب معين .
* أول حديث في هذا السفر حديث أبي هريرة في الوضوء من ماء البحر ((هو الطهور ماؤه والحل ميتته )) .
* آخر حديث هو حديث عبد الله بن عمرو والمعروف بحديث البطاقة .
* قد ينقل الإجماع على التصحيح او التضعيف عقب الحديث وهذه ميزة كبيرة للكتاب .
* ينقل أقوال العلماء ممن تقدمه في الحكم على الحديث .
* يعزو كل حديث الى من خرجه من الكتب المعتمدة وقد يعزو الى بعض كتب المتأخرين ممن جمع في هذا الشأن .
* يذكر الغريب في الحديث ويفسره نهاية كل باب .
* يذكر الفروق بين الروايات واختلاف ألفاظها ويعزو كل لفظ الى من خرجه ولا يلتزم ذلك انظر مثلاً الحديث رقم 51 ج1 ص 28 والحديث رقم 63 ص32 ج1
* عدد الأحاديث في كل باب يختلف عن الأخر فقد يذكر حديث او حديثين وقد يصل العدد الى ما دون العشرين .
* ينقل كثيرا تصحيح ابن السكن فيقول مثلاً ( ذكره ابن السكن في سننه الصحاح - او ذكره ابن السكن في صحاحه ) انظر مثلاً الحديث رقم 352 , 353 , 356 ج1 ص 122 ,123
* كثيراً ما يذكر أحاديث ليبين أنها ضعيفة .
* يستدرك على بعض أصحاب كتب الأحكام ممن سبقه مثل صاحب المنتقى وغيره انظر الحديث رقم 656 ص 213 ج1
* إذا ذكر في الباب عدة أحاديث متعارضة أحيانا يرجح انظر مثلا باب ما جاء في الإسرار ببسم الله الرحمن وما جاء في الجهر بها ( كتاب الطلاق ج1 ص 324 وما بعدها ) .
* يختصر الأحاديث الطوال وهذا شأن كتب الأحكام والغرض معروف وهو الدلالة على موضع الفقه منها .
* احياناً يذكر بعض الفوائد في الحديث انظر مثلاً حديث رقم 1674 ص 538 ج1
* ينقل التصحيح والتضعيف عن جم غفير من العلماء وكنت انوي كتابة أسمائهم ولما رئيت كثرة عددهم تركت ذلك حتى لا يطول المنشور .
* يبدو ان المؤلف ما دون حديثاً الا وقد اطلع على مصادر كثيرة جداً لهذا الحديث وكلام العلماء عليه يلاحظ ذلك من كثرة ما ينقله من كلام العلماء عقب غالب الأحاديث .
* ذكر سنن الاثرم في عدة مواضع من كتابه انظر مثلاً الحديث رقم 2439 ص 782
* أحيانا يذكر جزء من الحديث ثم يقول (.... الخ ) يقصد الى آخر الحديث وهذا مالا أحبذه لأني اعتدت وأنا أقراء في كتب الحديث اذا ذكروا جزء من الحديث ان يقولوا بعد ان يضعوا نقاطاً ... الحديث وأما ما ذكره المؤلف فيفعلونه مع الكلام العادي الذي ينقلونه من آحاد الناس .
* ذكر المؤلف عدد من الأحاديث لا تتعلق بالأحكام ولا تندرج تحت هذا النوع من الأحاديث انظر مثلاً المجلد الثالث كتاب الغصب والضمانات .
* ينقل كلام العلماء في الأحاديث التي ظاهرها تعارض او فيها بعض الإشكال انظر مثلاً الكلام عقب حديث (( إن امرأتي لا ترد يد لامس )) كتاب النكاح ص 1437 ج1
* قد يذكر للحديث الواحد أكثر من طريق انظر مثلاً حديث (( ان الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه )) فقد ذكر له سبع طرق نقلاً عن الحافظ ابن حجر في تخريج حديث مختصر ابن الحاجب ج3 ص 1511 , 1512
* له تراجم لن تجدها عند غيره قطعاً اذكر لك منها
1- باب الاستئجار على العمل مياومه او مشاهره او معاومه او معادده انظر مثلاً ج 3ص 1264 كتاب ألإيجاره والمساقاه
2- باب الجلوس في الطرقات المتسعة للبيع وغيره انظر ج3 ص 1288 كتاب إحياء الموات
3- باب ان الوقف على الولد يدخل فيه ولد الولد بالقرينة لا بالإطلاق ج3 ص 1338 كتاب الوقف
بقي أن أقول كلمة أخيرة حول عدم خدمة هذا الكتاب .
ففي نظري هذا الكتاب لم يخدم خدمة حقيقية والى كتابة هذه الكلمات لم أقف له على شرح ولا اعرف سبب الإعراض عن شرح مثل هذا السفر المبارك فهو حري أن يشرح شرحاً وافياً وشاملاً يبين فيه كل ما له وما عليه وان كان المؤلف قام ببعض ذلك لاكن هذا لا يوفي الكتاب حقه والله اسأل ان يقيد لهذا الكتاب من يخدمه خدمة تليق به ففي ظني لو شرح هذا الكتاب شرحاً وافياً لجاء شرحه في عشرين مجلدة أو تزيد .
وأخيرا أقول ان هذا الكتاب يجب ان يكون عند كلاً من :
1- العالم 2- القاضي 3- المفتي 4- الخطيب 5- طالب العلم
هذا ما علق بذاكرتي من سمات ومميزات هذا الكتاب المبارك .
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
... . فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

خاطرة الم

اشعور لم اشهده من قبل لم اشعر بأني سأشعر به يوماً
حرقة امتلأت بها جنبات صدري وكادت ان تفيض على من حولي وتغرقهم
هههه انا من كان لا يجرؤ احد على الحديث بحضرته !
اشعر بالهزيمه مع الاسف . . ما السبب؟ .. لا ادري !!!
قد اكون قد قصرت في اجتهادي على نفسي في ان اكون في المقدمه !
ربما !!
لا بل اكيد . انا من قصر . وقد عاقبتني نفسي ... كفى .
وكم هو شديد عقابك ..
لا لا لا لا لا .. لا لن اسمح لك بالاستمرار في عقابي
قد اكون قد تأخرت لكن يسرني ان تعلمي!!
بأني سأتقدم وسأبقى في المقدمه لا اقول سوف ارجع ولكن سأتقدم ..

وتذكري بأني من قال "هل رأيتيني يا شمس ...... وستراني النجوم".

خاطره اقولها لطلاب العلم وانا متأكد بأنهم سوف يفهمونها

حازم الخضير






...المزيد

إذا نُزِع الحياءُ من المرأةِ فلا تَسأل عن سُوءِ عاقبتِها - ابن عُثيمِين.

إذا نُزِع الحياءُ من المرأةِ فلا تَسأل عن سُوءِ عاقبتِها

- ابن عُثيمِين.

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، لما شبعت من كلام الله".

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، لما شبعت من كلام الله".

‏بكى صاحبى لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ...

‏بكى صاحبى لمّا رأى الدّرب دونه ... وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما ... نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

"بعيدًا عن طمعي بالجنة، وخوفي الشديد من النار، أريد حقًا رؤية الله.. أريد أن أرى من ذا الذي ...

"بعيدًا عن طمعي بالجنة، وخوفي الشديد من النار، أريد حقًا رؤية الله.. أريد أن أرى من ذا الذي لطالما آنَسَ وحشَتي وفك كُربَتي، وآمَنَ روعاتي ودبَّرَ حياتي.. من ذا الذي آوانا حينما جافونا وتركونا، من ذا الذي شفانا وعافانا وأطعمنا وسقانا من غَيرِ حَولٍ منا ولا قوة، من ذا الذي يرحمنا ويسترنا ويجبرنا ويغفر لنا ويهدينا ويكرمنا، من ذا الذي سترنا وأظهر الجميل منا، من ذا الذي نُبارِزُهُ بالقبيح، ومتى رجعنا قَبِلَنا....
أشد الحِرمان أن تفوتك رؤية الله.. فاللهم لا تحرمنا."
...المزيد

سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة نائم في خيمة استعدادا لغزوة فرأى في منامه رؤية ، فسمعه حارس ...

سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة نائم في خيمة استعدادا لغزوة فرأى في منامه رؤية ، فسمعه حارس الخيمة يقول وهو نائم : " والله لا أريد أن أعود والله لا أريد أن أعود يا عيناء يا مرضية " فأيقظه وقال له ما بك يا سعيد قال : رأيت اليوم رؤية ولكن أستحلفك ألا تخبرها لأحد إلا بعد وفاتي ، قال : رأيت القيامة وقد قامت فسمعت صوتا من السماء يقول : قد رضي الله عن سعيد بن زيد ، فإذا بملكان معهم ثلاثة خيول قالا لي اركب قال إلى أين ، قالا إلى الجنة ، فعلى باب الجنة نزلت فقابلتني نسوة أشد جمالا من البدر ليلة التمام قلت : هل هؤلاء هن الحور العين الذي كلمنا رب العباد عنهن في القرآن ، أجبنني وقلن نحن خدم من خدمهن ، كل ما أسير أرى أجمل إلى أن وجدت ثلاثة بينهن واحدة كالشمس ، قالت مرحبا بك يا سعيد أنا زوجتك من الحور العين أنا العيناء المرضية ، فممدت يدي إليها قالت : إليك عني أنت ما زلت في الدنيا ولكن ستأتي عندنا بعد ثلاث فقلت " والله لا أريد أن أعود والله لا أريد أن أعود يا عيناء يا مرضية " وانت ايقظتني من منامي ، وبالفعل بعد ثلاثة أيام أخد سعيد -رضي الله عنه- طعنه في بطنه فقال له صاحبه : أين الإفطار اليوم يا سعيد ؟ قال : في مقعد صدق عند مليك مقتدر مرحبا بك يا عيناء يا مرضية . ...المزيد

إذا أتاك ما يخيفك فقل : حسبي اللّه .و إذا داهمك هم فقل : وأفوض أمري إلى الله وإذا خنقك الحزن فقل ...

إذا أتاك ما يخيفك فقل : حسبي اللّه .و إذا داهمك هم فقل : وأفوض أمري إلى الله وإذا خنقك الحزن فقل :إنما أشكو بثي و حُزني إلى اللّه .يارب ♥

خطبة بعنوان الرجال والرجولة في زمن قل فيه أخلاق الرجولة @ الحمد لله مُستحقِ الحمد بلا انقطاع، ...

خطبة بعنوان الرجال والرجولة في زمن قل فيه
أخلاق الرجولة @

الحمد لله مُستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الجميل العوائد، الجزيل الفوائد، أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب مفرّج الكروب، مجيب دعوة المضطر المكروب. وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وحبيبه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة. صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور. عباد الله: اتقوا الله حق التقوى وراقبوه في السر والعلن وتمسكوا بما شرع الله لكم من الدين القويم، وأعلموا أن طاعة الله فيها السلامة والنجاة وفيها الرفعة والعزة، وإياكم والمعاصي فإنها توجب اليم العقاب ووبيل العذاب. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]. {يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء:1]. سنقف وإياكم مع الرجال والرجولة. نتكلم عن الرجال والرجولة في زمنٍ فقدت الأمة أخلاق الرجولة، وصرنا نرى أشباه الرجال ولا رجال، غثاءً كغثاء السيل. أو كما قال الشاعر: يثقلون الأرض من كثرتهم *** ثم لا يُغنون في أمر جلل نتكلم عن الرجال والرجولة في زمنٍ صدق فينا قول القائل: "يا له من دين لو كان معه رجال". نتكلم عن الرجال والرجولة، والأمة اليوم بحاجة إلى رجال يحملون الدين وهمّ الدين ويسعون جادّين لخدمة دينهم وأوطانهم شعارهم قوله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب:23]. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. عباد الله: أختلف الناس في تفسير معنى الرجولة فمنهم من يفسرها بالقوة والشجاعة، ومنهم من يفسرها بالزعامة والقيادة والحزم، ومنهم يفسر الرجولة بالكرم وتضييف الضيوف، ومنهم يقيسها بمدى تحصيل المال والاشتغال بجمعه، ومنهم من يظنها حمية وعصبيةً جهلاء، ومنهم من يفسرها ببذل الجاه والشفاعة وتخليص مهام الناس بأي الطرق كانت... لكن الرجولة بمفهومها الصحيح ومعناها الحقيقي هو ما ذكره الله تبارك وتعالى في ثنايا كتابه الذي:{لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت:42]. عباد الله: لا بد أن نعلم أن هناك فرقٌ بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر، وليس كل ذكر رجل، ما أكثر الذكور لكن الرجال منهم قليل، ولقد جاءت كلمة (ذكر) في القرآن الكريم غالباً في المواطن الدنيوية التي يجتمع فيها الجميع، مثل الخلق وتوزيع الإرث وما أشبه ذلك، أما كلمة رجل فتأتي في المواطن الخاصة التي يحبها الله تعالى، ولذلك كان رسل الله إلى الناس كلهم رجال قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا} [يوسف: 109]. عباد الله: الرجولة هي تحمُّلُ المسئولية في الذب عن التوحيد، والنصح في الله، والدفاع عن أولياء الله قال الله تعالى: {وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ} [القصص: 20]. ما جعله يأتي من أقاصي المدينة، وما جاء يمشي بل جاء يسعى لماذا؟ دفاعاً عن أولياء الله والدعاة إلى الله، إنها الرجولة الحقة بكل معانيها. الرجولة: قوةٌ في القول، وصدعٌ بالحق، كلمة حق عند سلطان جائر، قال الله تعالى: {وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ} [غافر:28]. الرجولة: صمودٌ أمام الملهيات، واستعلاء على المغريات، حذراً من يوم عصيب يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات، قال الله تعالى: {رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} [النور:37]. الرجولة: رأيٌ سديد، وكلمة طيبة، ومروءةٌ وشهامةٌ، وتعاون وتضامن. الرجولة: ليست هي تطويل الشوارب ورفع الصوت والصياح وليست عرض للقوة والعضلات. عباد الله: إن الرجال: لن يتربوا إلا في ظلال العقائد الراسخة، والفضائل الثابتة، والأخلاق الحسنة. الرجال: لن يتربوا إلا في ظلال بيوت الله، في ظلال القران والسنة النبوية. الرجال هم الذين يَصدُقون في عهودهم، ويوفون بوعودهم، ويثبتون على الطريق، قال الله تعالى:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] الرجال: لا يُقاسون بضخامة أجسادهم وبهاء صورهم، وقوة أجسامهم فعن علي بن أبي طالب قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرةٍ أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من دقة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتعجبون من دقّة ساقيه؟! إنّهما أثقل في الميزان من جبل أحد» (رواه أحمد وصححه ابن حبان). الرجال: هم الذين يعلمون علم اليقين أن حال الأمة لا يمكن تغييره إلا بصلاح الأفراد وإيجاد الرجال، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11]. عباد الله: عند الأزمات تشتد الحاجة لوجودالرجال الحقيقيين، عند الفتن نحتاج إلى رجال يثبتون على الحق ويدافعون عن الحق ولا يخافون في الله لومة لائم. يقول الله تعالى: {قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:23]. حاصر خالد بن الوليد (الحيرة) فطلب من أبي بكر مدداً، فما أمده إلا برجل واحد هو القعقاع بن عمرو التميمي وقال: لا يهزم جيش فيه مثله، وكان يقول: لصوت القعقاع في الجيش خيرٌ من ألف مقاتل! ولما طلب عمرو بن العاص المدد من أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في فتح مصر كتب إليه: "أما بعد: فإني أمددتك بأربعة آلاف رجل، على كل ألف: رجل منهم مقام الألف: الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد". عباد الله: إن خير ما تقوم به دولة لشعبها، وأعظم ما يقوم عليه منهج تعليمي، وأفضل ما تتعاون عليه أدوات التوجيه كلها من صحافة وإذاعة، ومسجد ومدرسة، هو صناعة هذه الرجولة، وتربية هذا الطراز من الرجال. أيها المسلمون نحتاج إلى الرجال الذين يثبتون وسط الأزمات التي تعصف بالمسلمين، الأزماتوالفتن التي تجعل الحليم حيراناً، نحتاج إلى رجال يبصرون الناس بالدين، إلى رجاليكونون قدوة للناس، إلى رجال يُثبِّتُون الناس على شرع الله. في دار من دور المدينة المباركة جلس عمر بن الخطاب ا إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: تمنوا؛ فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءةٌ ذهباً أنفقه في سبيل الله، ثم قال عمر: تمنوا، فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله وأتصدق به، ثم قال: تمنوا، فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثلَ أبي عبيدة بنِ الجراح، ومعاذِ بنِ جبلٍ، وسالمٍ مولى أبي حذيفة، فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله. رحم الله عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة. إنهم الرجال أقوياء الإيمان أقوياء العزائم فهم أعز من كل معدن نفيس، وأغلى من كل جوهر ثمين. إن القوة ليست بحد السلاح بقدر ما هي في قلب الجندي، والتربية ليست في صفحات الكتاب بقدر ما هي في روح المعلم. عباد الله: بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين نحمده تعالى ونشكره ونثني عليه الخير كله، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه صلوات الله عليه وسلامه وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أيها المسلمون: ميزان الرجال في شريعة الإسلام ليس المال وليس الجاه وليس المنصب إنما الأعمال الفاضلة والأخلاق الحسنة والإيمان القوي، مرّ رجلٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: هذا حريٌ إن خَطَب أن يُنْكح، وإن شَفَع أن يُشَفّع، وإن قال أن يُسْتمع له. قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين فقال:«ما تقولون في هذا؟» قالوا: هذا حريٌ إن خَطَب أن لا يُنْكح، وإن شَفَع أن لا يُشَفّع، وإن قال أن لا يُسْتمع له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هذا خيرٌ من ملء الأرض من مثل هذا» (صحيح البخاري 6447). عنوان الرجولة تتجلى في محمد صلى الله عليه وسلم الذي علم الرجال وربى الرجال وهو الذي قال:«والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك فيه ما تركته» (سيرة ابن هشام 1/150). عباد الله: دعونا وإياكم نبحر ونغوص في كتاب الله عز وجل لنرى الرجولة في القرآن الكريم. لقد ذكر الله الرجولة في القرآن الكريم في أكثر من خمسين موضعًا. - أول صفة من صفات الرجال وعلامة من علامات الرجولة في القرآن الطهارة بشقيها الظاهرة والباطنة قال تعالى:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108]. قول الله تعالى:{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} [التوبة: 108] أُسس على التقوى، أُسس على التوحيد، أسس على العقيدة الصحيحة لوجه الله {مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ} [التوبة: 108] أحق أن تقوم فيه يا محمد من مسجد الضرار الذي بناه المنافقون. ما هي صفاته الأخرى؟ ما هي أهم صفة من صفاته؟ {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. أين مكان أولئك الرجال؟! أين مكانهم؟! هل هم في الأندية أو في الحفلات؟! هل هم في الأسواق يمرحون ويسرحون؟! هل هم في المجتمعات الفارغة التي تُفْرِغ الرجولة من معانيها؟! كلا أيها المسلمون {فِيهِ رِجَالٌ} [التوبة: 108] في هذا المسجد رجال. {رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} [التوبة: 108] يأتون إلى المسجد على طهارة، والله يحب هؤلاء الرجال الذين من صفتهم الطهارة ظاهراً بالنظافة والنقاء والمحافظة على الوضوء والطهارة الباطنة من أدران المعاصي والحقد والحسد والبغضاء {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة: 108]. فلنكن عباد الله: طاهرين في أقوالنا وأفعالنا. - الصفة الثانية من صفات الرجولة في القرآن: الصدق مع الله والثبات على المنهج الرباني: فمن صفات الرجال: أنهم يثبتون على المنهج الرباني الذي أنزله الله عزوجل قال الله عزوجل مادحاً صنفاً من أصناف الرجال:{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23]، عاهدوا الله ثم صدقوا في الوعد، صدقوا ما عاهدوا الله على هذا المنهج، استمروا عليه، تشبثوا به، وساروا غير مضطربين ولا متحيرين، لا تعيقهم العوائق، ولا تقف أمامهم الصعوبات ولا الشهوات، ولا الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام. {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} [الأحزاب: 23] ومات على هذا المنهج شهيداً عاملاً لمنهج الله عز وجل. {فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} [الأحزاب: 23]ينتظر أن يتوفاه الله على حسن الختام؛ ليموت على هذا المنهاج غير مغيّر ولا مبدل. قال الله عز وجل:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23] ما بدلوا ولا غيروا ولا انحرفوا، بل هم مستقيمون على هذا المنهاج، ينتظرون أمر الله تعالىأن يتوفاهم وهم سائرون على هذا الدرب مستقيمون عليه، لا يلوُون على شيء إلا مرضاة ربهم عز وجل. فالله الله في الصدق معه، فإنه بقدر صدقك يمنحك الله الثبات في الأقوال والأفعال والتصرفات، ويحرسك بعين رعايته. جاء رجل من الأعراب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمن به واتبعه ثم قال:"أُهاجر معك، فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يعلموه"، فالذي أسلم حديثاً يلتقي بالقديم، الجديد مع القديم يأخذ معه ويتربى عنه، هناك تعليم واهتمام بالأفراد، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يهتم بأصحابه: "فلما كانت غزوةٌ، غنم النبي صلى الله عليه وسلم سبياً، فقسم وقسم له -لهذا الأعرابي- أعطى أصحابه ما قسم له - يعني: أمرهم أن يوصلوا نصيبه إليه- فجاءوا به إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قسمٌ قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذه وجاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: ما هذا؟ قال صلى الله عليه وسلم: «قسمته لك»، قال: ما على هذا اتبعتك، ولكني اتبعتك على أن أرمى بسهم هاهنا -وأشار إلى حلقه- فأموت وأدخل الجنة -لا غنائم، ولا أموال- فقال: «إن تصدق الله؛ يصدقك»، فلبثوا قليلاً، ثم نهضوا في قتال العدو، فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحمل وقد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أهو هو؟» قالوا: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: صدق الله فصدقه، ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبته ثم قدمه فصلى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: «اللهم إن هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك، فقتل شهيداً أنا شهيدٌ على ذلك» (رواه النسائي وهو حديث صحيح). قال صلى الله عليه وسلم:«من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه» (رواه مسلم). حج عمر رضي الله عنه وأرضاه في آخر حياته وقف في الأبطح ورفع يديه، وقال: "اللهم انتشرت رعيتي، ورق عظمي، ودنا أجلي، فاقبضني إليك غير مفرطٍ ولا مفتون، اللهم إني أسألك شهادةً في سبيلك وموتة في بلد رسولك صلى الله عليه وسلم " ، فقال له الصحابة: يا أمير المؤمنين! إن من يطلب الشهادة يخرج إلى الثغور، فقال: " هكذا سألت واسأل الله أن يلبي لي ما سألت". فلمّا وصل إلى المدينة طُعن في صلاة الفجر، وفي أحسن وقت، وفي أجلَّ مقام، وفي أحسن مكان، طُعن بعدما صلَّى الركعة الأولى ودخل في الثانية بيدٍ غادرة فاجرة، فوقع يقول: "حسبي الله، لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم"، وعلم أنها الشهادة التي سألها اوأرضاه، فلما وضع في بيته، وضعوا رأسه على وسادة فقال لابنه: " انزع الوسادة من تحت رأسي وضع رأسي على التراب علَّ الله أن يرحمني". اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها وخير أعمالنا خواتمها، هذاوصلوا عباد الله على رسول الهدى فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين. أمير بن محمد المدري 49 973,166 ...المزيد

اللهم اهد قلبى وألهمنى رشدى وقنى شر نفسي اللهم دبر لى أمورى فإنى لا أحسن التدبير

اللهم اهد قلبى وألهمنى رشدى وقنى شر نفسي
اللهم دبر لى أمورى فإنى لا أحسن التدبير
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً