انا محمد سامى من مصر_الشرقيه_اولاد صقر_الشوافين

ايبتغى ان نسأل انفسنا سؤال لماذا لا نصلى لماذا لقد وعدنا الله بأشياء كثيره فى الجنه احسن من الدنيا مليون مره 5 افراد صلات لماذا لا تصلى خش مسجد الله لو رئيس الجمهوريه بعتلك وقلق انا عايزك اقسم بالله حتروح ربنا الى احسن من كل حاجه ادانه بيأدن روح لييييييه ...المزيد

تزود من التقوي فانك لاتدري اذا جن ليل هل تعيش الي الفجر فكم من فتي امسي واصبح ضاحكا وقد نسجت ...

تزود من التقوي فانك لاتدري
اذا جن ليل هل تعيش الي الفجر
فكم من فتي امسي واصبح ضاحكا
وقد نسجت اكفانه وهو لايدري
وكم من صغار يرتجي طول عمرهم
وقد ادخلت اجسادهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير عله
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر ...المزيد

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن ...

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
[البقرة:183]
أنت عارف دي نهاية آية إيه؟
آية فرض الصيام
ربنا سبحانه وتعالى بيقولك كتب عليك الصيام وختما جل جلاله ب(لعلكم تتقون)
علشان تعرف إن الهدف من صيامك التقوى
يعني مش تمنع الأكل والشرب بس
لااااا
ما هو في ناس حتخرج من الصيام وملهاش حظ فيه إلا الجوع والعطش بس
وفي ناس حتتقي الله في صيامها
عاوز تعرف إزاي تتقي الله في صيامك؟
إن أنت تكون في صيامك في طاعاتك على نور من ربنا ترجو ثواب ربنا
أنا منعت نفسي من الأكل والشرب علشان أخذ الثواب يارب
أنا منعت لساني وأنا صايم عن الغيبة والكذب واللغو والنميمة و...علشان طمعان في الثواب منك يارب
أنا منعت كل جوارحي وأنا صايم عن الفواحش والمعاصي علشان عشمان فيك يارب تؤجرني وتمن عليا بالثواب يارب.
أنا بجري في رمضان من طاعة لطاعة وعمل خير لعمل خير علشان طمعان تصلح حالي وتعطيني الأجر يارب.

#اتقوا_النار_ولو_بشق_تمرة
...المزيد

الإعجاز اللغوي في القران الكريم ... بماذا كان القران معجزا قبل الإكتشافات العلمية ؟ مقدمة ...

الإعجاز اللغوي في القران الكريم ...
بماذا كان القران معجزا قبل الإكتشافات العلمية ؟

مقدمة

الحمدلله ولصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه وبعد :
كان زعماء الكفار يدركون أثر القرآن في النفوس، ويخافون إيمان الناس به إذا استمعوا له ، وفتحوا قلوبهم لأنواره ولهذا كانوا يوصون أتباعهم بعدم الاستماع له وعدم الجلوس مع الرسول صلى الله عليه وسلم ويوصون القادمين إلى مكة في موسم الحج بعدم السماع من الرسول صلى الله عليه وسلم ويخوفونهم منه ويزعمون لهم أنه ساحر يفرق بين المرء وزوجه وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه خير شاهد على ذلك ولم يكن في داك الزمن إكتشافت علمية تصدق ما يدعيه النبي صلى الله عليه وسلم وهدا ماب عن وعي كثير من المسلمين وهجر عنه الباحثون عن الإعجاز القراني حتى ظن بعض الطاعنين في القران الكريم ان لفظ الإعجاز ولفظ العلم متلازمان وان الإعجاز الدي تحدى به الله المخلوق هو ما يصدقه العلم وهنا كانت الكارثة وفي هدا المقال نحاول العلاج !!.

القرآن الكريم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم .
تعريف القران والإعجاز .

الإعجاز مأخوذ من (عجز) يقال: عجز عن الأمر، وأعجزت فلانا ألقيته عاجزا، وأعجزه الشيء فاته، والإعجاز الفوت والسبق وجاء في القرآن قوله تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ}. أي: ظانين أنهم يعجزوننا، {وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ}. أي: بقادرين على معاندة أمر الله.

وقال الزمخشري: أعجزني فلان إذا عجزت عن طلبه وإدراكه، والمعجزة أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي، وقال القاضي عبد الجبار بأنه يتعذر على المتقدمين في الفصاحة فعل مثله في القدر الذي اختص به..

وإعجاز القرآن يعني قدرة القرآن على أن يكون في أعلى درجات التميز والتفوق في الفصاحة والبيان والأحكام بحيث يعجز البشر عن الإتيان بمثله، وقد تحدى العرب به، لأنهم كانوا يعتزون بفصاحتهم وبيانهم، فتحداهم أن يأتوا بمثل القرآن، فإن عجزوا عن ذلك فلا مناص من تسليمهم بأنه كتاب الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً}. [الإسراء: 88].

وهذه الآية جاءت بعد آيات سابقة تحدى الله بها أفصح الفصحاء في العربية بأن يأتوا بحديث مثله، ثم تحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله، ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله.
ولو كان بإمكان العرب أن يأتوا بمثله لما قبلوا هذا التحدي ولما استسلموا له، ولما رضخوا لحكم الله، فلما عجزوا عن كل ذلك أدركوا أن القرآن كلام الله.

الإعجاز اللغوي في القران
الإعجاز اللغوي للقرآن هو الإعجاز الرئيسي للقرآن وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم جاء في زمن كانت الميزة الرئيسية لأهل الجزيرة العربية فيه هي الفصاحة والبلاغة وحسن البيان. فجاء القرآن يتحدى العرب ـ وهم في هذه القمة من الفصاحة والبلاغة وحسن البيان ـ أن يأتوا بقرآن مثله ....]

ينبغي الكفّ عن التعامل مع القرآن كمادة علمية، والتفكير به ككتاب مقدس قدَّمَ إضافة لغوية معجزة إلى ذلك العربي الذي كان يتنفس بلاغةً، ويفيض بيانًا، "ويعبدُ ما يسيلُ من القوافي كالنُّجومِ على عباءِته، ويعبدُ ما يقولُ"،

وهناك أنواع للإعجاز اللغوي في القران الكريم ومن أعظم أنواع الإعجاز اللغوي في القران .
الإعجاز البياني في القران الكريم .

الإعجاز هو الضعف وعدم القدرة على القيام بالشيء، والبيان هو الإفصاح والإبلاغ عن معنى عميق دون استطراد وتوسّع أو إطناب، والإعجاز البياني في القرآن الكريم هو الدّقّة في اختيار كلمات القرآن وترتيبها بصورٍ بديعة، وببلاغة متناهية، وهو تأدية المعنى المطلوب بأبلغ الطرق، التي يعجز البشر عن الإتيان بمثلها، وهذه الصور تُظهر بلاغة الكلام وفصاحته، دون غموض وإبهام، بل بشكل واضح للناس، حيث يفهمها القارئ، ويتدبر أحكامها، فهو واضح، معجزٌ في وقت واحد؛ لأنّه كتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي تحدّى به العرب، أصحاب البلاغة والبيان، وكان التحدّي الإلهي على مراحل متفرقة، فقد وردتْ في كتاب الله -عزّ وجلّ- آيات تحدّى بها الله المشركين على أن يستطيعوا كتابة مثل هذا الكتاب، قال سبحانه وتعالى: "قلْ لئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على أنْ يأتوا بمثلِ هذا القرآنِ لا يأتونَ بمثله ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيرا" [وقد عظُمَ تحدِّي الله للمشركين فتحداهم أن يأتوا بسورة من مثله، قال تعالى في محكم التنزيل: "وإنْ كنتم في ريبٍ مما نزّلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلهِ وادعوا شهداءكم من دونِ الله إن كنتمْ صادقين" ، وما زال هذا التحدي الإلهي قائما ما دامت البشرية، فالقرآن معجزة باقية حتى قيام الساعة.

أمثلة على الإعجاز البياني في القرآن الكريم
إنَّ من بلاغة هذا القرآن العظيم وإعجازه الخالد أن كل كلمة فيه وكل حرف وضع في موضعه المناسب من السياق، ليعبر عن معنى أو معان لا يطَّلع عليها إلا من له اطلاع واسع على لغة العرب، أو من رزقه الله -تعالى- تدبُّـرَ كتابه، ونوَّر قلبه، وألهمه دقيقَ المعاني، فكلُّ جملة أو كلمة أو حرف في كتاب الله -تعالى- وضع في موضعٍ يناسبه مناسبةً عجيبة، ومنْ الأمثلة على ذلك: في بداية سورة الحديد وحدها جاء قول الله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ" ، وفي غيرها من المسبحات جاء قوله تعالى: "سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ" ؛ وذلك لأنّ سورة الحديد تضمنت الاستدلال على عظمة الله تعالى وصفاته وانفراده بخلق السماوات والأرض فكان دليل ذلك هو مجموع ما احتوت عليه السماوات والأرض من أصناف الموجودات فجمع ذلك كله في اسم واحد هو "ما" الموصولة التي صلتها قوله تعالى: "في السماوات والأرض". أما سورة الحشر أو الصف، أو الجمعة، أو التغابن فقد سِيقتْ لنعمة الله -تعالى- ومنَّتهِ على المسلمين، في حوادث أرضية مختلفة؛ فناسب أن يذكر أهل الأرض باسم موصول خاصٍّ بهم وهو "ما" الموصولة الثانية التي صلتها "في الأرض"، وجيء بفعل التسبيح في فواتح سور الحديد والحشر والصف بصيغة الماضي للدلالة على أن التسبيح قد استقر في قديم الزمان، وجيء به في سورة الجمعة والتغابن بصيغة المضارع للدلالة على تجدده ودوامه، فاكتمل المعنى بهذا الإعجاز البياني في فواتح هذه السور، وإنّما هذا يدلّ على عظمة الله سبحانه، وعظمة كتابه الخالد، وعظمة هذا الدين. قال الدكتور فاضل السامرائي في كتابه "لمسات بيانية": هناك قاعدة في القرآن الكريم، سواء في أهل الجنّة أم في أهل النَّار، إذا كان المقام مقام تفصيل الجزاء أو في مقام الإحسان في الثواب، أو الشدة في العقاب يذكر كلمة (أبدًا)، وإذا كان في مقام الإيجاز لا يذكرها، والمثال على هذا ما ورد في كتابه العزيز: "وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا" [وهذه الآية فيها تفصيل للجزاء فذكر فيها (أبدًا)، أما في قوله تعالى: "تلك حدودُ الله ومنْ يُطعِ الله ورسولَهُ يدخلْهُ جناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها وذلكَ الفوزُ العظيم" ، أما هذه الآية فليس فيها تفصيل، فلم يذكر (أبدًا)، فالتفصيل زيادة في الجزاء، ويتسع في قوله (أبدًا) فيُضيف إكرامًا إلى ما هم فيه من إكرام، وكذلك في العذاب، وقد وردت في القرآن الكريم جملة: "خالدين فيها أبدًا" في أهل الجنة، 8 مرات، ووردت في أهل النار 3 مرات، وهذا من رحمة الله -سبحانه وتعالى-، لأنّ رحمته سبقت كل شيء عزَّ وجلَّ.

وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
الشيخ شرماركي محمد عيسى ( بخاري )
الأمين العام لأكاديمية زيلع للبحوث والإستشارات
...المزيد

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ .. بسم الله الرحمن الرحيم﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ ...

أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيطَانِ الرَّجِيمِ .. بسم الله الرحمن الرحيم﴿اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾.
https://hisnmuslim.com/i/ar/1
...المزيد

يارب انت اعلم مافي نفسي وقلبي، اللهم اجبر قلبي وارح عقلي ،اللهم يسر أمري واذهب همي واقض حوائج قلبي ...

يارب انت اعلم مافي نفسي وقلبي، اللهم اجبر قلبي وارح عقلي ،اللهم يسر أمري واذهب همي واقض حوائج قلبي لا يعلمها الا انت يا الله

سبحان الله ✿ الحمدلله ✿ لا إله إلا الله ✿ الله أكبر ✿ لا حول ولا قوة إلا بالله ✿ أستغفر الله

سبحان الله ✿ الحمدلله ✿ لا إله إلا الله ✿ الله أكبر ✿ لا حول ولا قوة إلا بالله ✿ أستغفر الله

بسم الله الرحمن الرحيم فيا تُرى من يستحق رحمة ...

بسم الله الرحمن الرحيم
فيا تُرى من يستحق رحمة الله؟!
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أحاط بكل شيء علماً، ورحمته وسعت كل شيء، ورحمة ربك خير مما يجمعون. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأحرص الناس على هداية أمته، وجاء في صفته: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، اللهم صل وسلم عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، الذين كانوا رحمة مهداة من الله لأممهم، أنقذ الله بهم من شاء من الغواية إلى الهدى، ومن دركات الجحيم إلى درجات الجنان، ومن يضلل الله فما له من هاد، وارض اللهم عن آل محمد المؤمنين وعن صحابته أجمعين و التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، فيا أيها الأحباب الكرام في الله:
من يستحق رحمة الله؟!
يستحق رحمة الله سبحانه وتعالى من امتثل لأمر الله ورسوله، وجعل بينه وبين عذاب الله وقاية، قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [آل عمران: 132]، ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156].
رحمة الله يستحقها من اتبع رسول الله، من نصر رسول الله، من دافع عن رسول الله، من عظم رسول الله؛ قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (الأعراف: 156- 157).
رحمة الله تمنح لمن استغفر ربه وأناب، قال تعالى: ﴿ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [النمل: 46]، رحمة الله سبحانه وتعالى لا ينالها إلا من كان في قلبه رحمة لإخوانه المسلمين، والمستضعفين، رحمة الله تتنزل على المتراحمين فيما بينهم، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" رواه أبو داود والترمذي، وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم الناس لا يرحمه الله" رواه البخاري ومسلم، ورواه أحمد من حديث أبي سعيد وزاد: "ومن لا يغفر لا يُغفر له"، إن نزع الرحمة من علامة الشقاء كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تنزع الرحمة إلا من شقي". حديث حسن أخرجه الترمذي وأبو داود.
وفي الحديث الصحيح: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد السهر والحمى" متفق عليه.
وإن النجاة والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة لن يناله إلا من امتلأت قلوبهم بالحب والتراحم ولين الجانب، قال – صلى الله عليه وسلم -: "أهلُ الجنّة ثلاثة: إِمام عادِل، ورجلٌ رحيمُ القلب بالمساكين وبكلِّ ذِي قربى، ورجلٌ فقير ذو عِيال متعفِّف".رواه مسلم.
الرحمة تزف لمن كان رحيما بوالديه بارا بهما،
قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ﴾ [الإسراء: 23- 24]، أحسن إليهما بالقول الطيب، وأحسن إليهما بالخدمة، وأحسن إليهما بالنفقة، وواسهما واعرف لهما قدرهما وحقهما لتسعد في حياتك بحياة طيبة مطمئنة وقلب مرتاح وذرية صالحة يبرون بك إن شاء الله.
يا من تشكوا قسوة في قلبك، ارحم اليتيم، وامسح على رأسه، ارحمه رحمةً تأديبيةً وإحسانًا ورفقًا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ في الجنةِ كَهَاتَيْنِ"، ارحم هذا المسكين اليتيم، وارحم فقده لأبيه فراعه وأدبه وأحسن إليه تفز بالخير: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ﴾ [النساء: 9]، احفظ ماله من الضياع إن كنت ولياً له، واحذر التعدي عليه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ [النساء: 10].
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه...أما بعد، فيا عباد الله:
الرحمة تمنح لمن وصل رحمه وواسى محتاجهم، وتحمل الأخطاء والمساوئ منهم فإن الرحم معلقة بالعرش يقول الله: "مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ" رواه البخاري.
الرحمة يستحقها من رحم المعسر العاجز عن قضاء دينه، من رحمه وخفف عنه، من رحمه فأنظره، من رحمه فتصدق عليه: ﴿ وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 280].
والإسلام حثّ على رحمة الصغير والكبير والضعيف، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي- عليه الصلاة والسلام – قال: ((ليس منا من لم يوقر الكبير، ويرحم الصغير، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر)) [رواه أحمد والترمذي].
أيها المشتاق لرحمة الله سبحانه، ارحم المنكوب والمكروب والمهموم والمعسر فرّج كربته ويسّر أمره: "مَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً يومِ الْقِيَامَةِ" متفق عليه
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه......
الدعاء
...المزيد

"ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺯﻗﺎ ----------- ﻓﻘﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻳﺄﺗﻲ ...

"ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺨﺎﻑ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺭﺍﺯﻗﺎ
----------- ﻓﻘﺪ ﺭﺯﻕ ﺍﻟﻄﻴﺮ ﻭﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ

ﻭﻣﻦ ﻇﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻘﻮﺓ
------------ ﻣﺎ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﻌﺼﻔﻮﺭ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﺮ

ﺗﺰﻭﻝ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺈﻧﻚ ﻻ‌ ﺗﺪﺭﻱ
------ ﺇﺫﺍ ﺟﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻞ ﺗﻌﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺠﺮ

ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻋﻠﺔ
----------- ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺳﻘﻴﻢ ﻋﺎﺵ ﺣﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﺮ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﺘﻰ ﺃﻣﺴﻰ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺿﺎﺣﻜﺎ
------- ﻭﺃﻛﻔﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ ﺗﻨﺴﺞ ﻭﻫﻮ ﻻ‌ ﻳﺪﺭﻱ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺻﻐﺎﺭ ﻳﺮﺗﺠﻰ ﻃﻮﻝ ﻋﻤﺮﻫﻢ
----------- ﻭﻗﺪ ﺃﺩﺧﻠﺖ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﻢ ﻇﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻋﺮﻭﺱ ﺯﻳﻨﻮﻫﺎ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ
-------------- ﻭﻗﺪ ﻗﺒﻀﺖ ﺃﺭﻭﺍﺣﻬﻢ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ

ﻓﻤﻦ ﻋﺎﺵ ﺃﻟﻔﺎ ﻭﺃﻟﻔﻴﻦ
---------------- ﻓﻼ‌ ﺑﺪ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻳﺴﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﺮ
...المزيد

عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى ...

عن أميرِ المؤمنينَ أبي حفصٍ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ:

{إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَو امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ}.

رواه إماما المحدِّثينَ:أبو عبدِ اللهِ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ بنِ المغيرةِ ابنِ بَرْدِزْبَه البُخاريُّ.وأبو الحُسَيْنِ مسلِمُ بنُ الحجَّاجِ بنِ مُسلمٍ القُشيْريُّ النَّيْسَابوريُّ في صحيحيهما اللَّذين هما أصحُّ الكتُبِ الْمُصَنَّفةِ

المصدر : تطبيق الأربعون النووية
...المزيد

الإستقامة وأثرها في حياة المسلم جمع وإعداد/ د. ياسر عبد الله الحوري الحمد لله رب العالمين، ...

الإستقامة وأثرها في حياة المسلم
جمع وإعداد/ د. ياسر عبد الله الحوري


الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وقيوم السموات والأرضين، ومالك يوم الدين، الذي لا فوز إلا في طاعته، ولا عز إلا في التذلل لعظمته، ولا غنى إلا في الافتقار إلى رحمته، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، أمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين.



معاشر المسلمين الموحدين:

نعيش وإياكم مع خلق عظيم من أخلاق القرآن، إنه خلق تخلى عنه كثير من الناس الذين آثروا الدنيا عن الآخرة، خلق ما أحوجنا إليه وخاصة الأمة تمر بأمواج من الفتن والمحن، ما أحوج المسلمين اليوم وهم يشاهدون المؤامرة الكبيرة على الإسلام وأبناءه أن يتمسكوا بهذا الخلق العظيم، ويكونوا صفاً واحداً وحصناً منيعاً ضد من يكيد لديننا ويعبث بمقدساتنا، ولن يتأتى ذلك إلا إذا استقمنا على شرع الله، واعتمدنا على خالقنا ورازقنا، إنه خُلق الاستقامة، فالاستقامة عين الكرامة..

فيا ترى ماذا قال سلفنا وهم يصفون معنى الاستقامة؟

تنوعت أقوال السلف في وصف الاستقامة وتعددت، فلقد سُئل صدّيق هذه الأمة وأعظمُها استقامة - أبوبكر الصديق - عن الاستقامة؟ فقال: " ألا تُشرك بالله شيئا".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " الاستقامة أن تستقيم على الأمر والنهي، ولا تروغ روغان الثعالب".

وقال عثمان رضي الله عنه: " استقاموا: أخلصوا العمل لله".، وقال علي وابن عباس رضي الله عنهما: " استقاموا: أدوا الفرائض.

ابن رجب رحمه الله جاء بتعريف جامع مانع، فقال رحمه الله: " والاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، وهي الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها، الظاهرة والباطنة، وترك المنهيات كلها كذلك".

ومن خلال هذ التعاريف نفهم أن الاستقامة تعني التمسك بالدين كله والثبات عليه، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " أعظم الكرامة لزوم الاستقامة".

فضائل عظيمة ومنازل رفيعة لمن استقاموا على طاعة الله:

أيها الأحبة الكرام في الله:

تأملوا معي هذه الآية الكريمة، والله سبحانه وتعالى يذكر الفضائل العظيمة، والمنازل الرفيعة لأهل استقامته، قال جل وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].

من خلال هذه الآيات نجد الفضل العظيم، والعطاء الجزيل لمن تخلق بخلق الاستقامة، فمن هذا العطاء والفضل أن ملائكة الرحمن تتنزل عليهم بالبشرى من عند الله سبحانه وتعالى بالسرور والحبور، وذلك في ثلاثة مواطن عصيبة ورهيبة، قال وكيع: "البشرى في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وفي البعث". ذكر ذلك الإمام الشوكاني والقرطبي في تفسيرهما.

تحقيق الطمأنينة والسكينة لأهل الاستقامة:

﴿ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا ﴾ [فصلت:30]، كما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].

يا لها من منزلة عظيمة ونعمة جسيمة لهم، قال سبحانه: ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت:30].

أيها الأحبة الكرام:

من كان الله وليه فاز بكل مطلب، ونجا من كل مخافة:

قال جل ذكره: ( ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [فصلت:31]، الله أكبر!! إنه نعيم من الكريم سبحانه لأهل طاعته يفوق النعيم السابق، قال الشوكاني في تفسيره لهذه الآية: "أي نحن المتولون لحفظكم ومعونتكم في أمور الدنيا والآخرة، ومن كان الله وليه فاز بكل مطلب، ونجا من كل مخافة".

اسمعوا ماذا قال ربكم في هذا الشأن عن أهل استقامته في سورة الأنعام: ﴿ وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ * لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام: 126-127].

أين من يبحث عن سعة الرزق وهناءة العيش؟

الله الله لو استقام الناس على طريقة الإسلام، واستمروا عليها؛ لوجدوا خيراً كثيراً، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]، والمراد بذلك سعة الرزق كما قال عمر رضي الله عنه:" أينما كان الماء كان المال".

وهذا الوعد كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].



آثار الاستقامة في حياة المسلم:

لما كانت الاستقامة كلمة جامعة آخذة بمجامع الدين، متعلقة بالأقوال والفعال والأحوال كان لابد من ظهور آثارها في حياة المسلم المستقيم.



فمن أوضح آثار الاستقامة في حياة المؤمن توحيده لله، توحيداً لا تخالطه شائبة شرك:

المستقيم على توحيد الله تراه سائلاً إياه، لائذاً بحماه، واثقاً به، متوكلاً عليه، لا يخاف إلا الله... يعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، ولو اجتمعوا على أن يضروه بشيء لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه، فالمستقيم على طاعة الله كذلك يعلم أن ما أصابه لم يكن ليُخطئه وما أخطئه لم يكن ليُصيبه.



ومن آثار الاستقامة في حياة المسلم الدعوة إلى الله عز وجل:

عباد الله:

لقد قرن الله عز وجل الأمر بالدعوة مع الأمر بالاستقامة في آية واحدة فقال جل شأنه:

﴿ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ﴾ [الشورى:15]، وبعد آيات النعيم العظيم من الله لأهل استقامته أتبعها مباشرة بآيات الدعوة إلى الله، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت:33].

فنفعه لنفسه باستقامته، ولغيره بدعوته، وهذا هو أحسن القول الذي به ينال المؤمن الدرجات العلى.

المستقيم على طاعة الله ما دام عرف طريقه، لا يميل ولا يتلون ولا يتذبذب... ثابت القدم، راسخ اليقين لا تضره فتنة، ولا تغيره محنة.

ولهذا لما قرأ عمر هذه الآية على المنبر ( ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾[الأحقاف:13] فقال: " لم يروغوا روغان الثعلب".



ومن آثار الاستقامة على العبد شعوره بالتقصير:

ولهذا يتطلب منه كثرة الاستغفار قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ.. ﴾ [فصلت:6] قال ابن رجب رحمه الله: " إشارة إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها، فيجبر ذلك بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة، فهو كقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها...)). حديث حسن رواه أحمد والترمذي.



صور مشرقة من سير سلفنا الصالح:

الاستقامة في العبادة:

قال عبد الله بن الحسن: كان لي جارية رومية وكنت بها معجباً، فكانت في بعض الليالي نائمة إلى جنبي فانتبهت فالتمستها فلم أجدها، فقمت إليها وهي ساجدة وهي تقول: اللهم بحبك لي إلا ما غفرت لي.

فقلت لها: لا تقولي بحبك لي، ولكن قولي: بحبي لك.

فقالت: يا مولاي بحبه لي أخرجني من الشرك إلى الإسلام، وبحبه لي أيقظني وكثير من خلقه نيام[1].



الاستقامة على العفة:

قال خارجة بن زياد: هويت امرأة من الحي فكنت أتبعها إذا خرجْت من المسجد، فعرفَت ذلك مني، فقالت لي ذات ليلة: ألك حاجة؟ قلت نعم، قالت وما هي: قلت: مودتك، قالت: دع ذلك ليوم التغابن. قال: فأبكتني فو الله ما عُدتُ لذلك[2].



استقامة اللسان:

إن أعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح اللسان، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)) حديث حسن.

قال البخاري عن نفسه: ما اغتبت أحداً قط منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها[3].



استقامة الهموم:

قال صلى الله عليه وسلم: (( من كانت الآخرة همه، جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت همه الدنيا، فرّق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له)) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

فقد كان السلف لا يتحدثون بحديث إلا وللآخرة نصيب منه، فلا يفرحون إلا للآخرة، ولا يحزنون إلا للآخرة.

ومما جاء في ترجمة الصحابي الجليل حممة بن أبي حممة أنه بات ليلة عند التابعي هرم ابن حيان العبدي، فرآه يبكي الليل أجمع، فقال له هرم: ما يبكيك؟ قال: ذكرت ليلة صبيحتُها تُبعثر القبور، ثم بات عنده ليلة ثانية فبات يبكي فسأله فقال: ذكرت ليلة صبيحتها تتناثر النجوم[4].



عوائق الاستقامة:

الاستهانة بالمعصية:

يا للهِ ! كم أهلكت المعاصي أناساً كانوا صالحين فأردتهم صرعى الشهوات، وصدتهم عن الطاعات؟!

وربما يستهين المسلم بمعصية حتى تجتمع عليه أخواتها، فالسيئة -كما قيل- تدعوا أختها؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((إياكم ومحقرات الذنوب، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)). رواه أحمد وغيره وهو في صحيح الجامع.



ومن عوائقها الانشغال بالدنيا عن الآخرة:

قال عليه الصلاة والسلام: ((ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم)). متفق عليه.



ومن عوائقها الوسط السيء:

في الوظيفة - في الأسرة - في المجتمع. قال تعالى: ﴿ فاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [ هود: 112-113].

طريقنا إلى الاستقامة:

الإخلاص لله رب العالمين:

فالرياء انحراف في النية؛ ولذا لا بد من تهذيب النفس حتى تستقيم فتصدق مع الله في الأقوال والأعمال، قال سبحانه: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ.. ﴾ [الأنعام: 162-163].



الالتزام بالسنة طريق الاستقامة:

فمن فارق السنة فقد فارق الدليل وضل عن سواء السبيل، فالزم نفسك بالسنة، وتحرها في كل صغيرة وكبيرة تستقم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 52-53].



فعل الطاعات، والاجتهاد فيها، ومجاهدة النفس عليها:

مما يعين على تحقيق الاستقامة الالتزام بالفرائض والمواظبة عليها، والقيام بها كما أمر الله - عز وجل - ؛ ولهذا بعد آية الأمر بالاستقامة بآية جاء الأمر بالمحافظة على الصلوات الخمس؛ لما لها من أثر في استقامة العبد، قال تعالى: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ﴾ [هود: 114].



ولقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة والوضوء بعد أن أمرنا بالاستقامة، فقال عليه الصلاة والسلام: (( استقيموا ولن تُحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن...)) رواه أحمد وغيره، وهو في صحيح الجامع.



الدعاء سبيل إلى الاستقامة:

رفع المؤمنون أكف الضراعة إلى الله لما علموا أن الهداية غلى الاستقامة بيد الله سبحانه، بل يرددون في كل ركعة من صلواتهم (اهدنا الصراط المستقيم)، ولقد قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في قوله تعالى (فَاسْتَقم) قيل:" اطلب الإقامة على الدين من الله واسأله ذلك، فتكون السين سين السؤال، كما تقول استغفر الله، أطلب الغفران منه"[5].



الارتباط بالقرآن تلاوة وحفظا، وتدبرا، وعملا دليل صادق يدلك على الاستقامة:

قال سبحانه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء:9] فالآية تُخبرنا - وهي قول أصدق القائلين - بأن كتاب الله - تعالى - يهدي إلى الحالة التي هي أقوم الحالات، وإلى الطريقة التي هي أعدل الطرق، وهي طريق الإيمان بالله، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، والإيمان برسله، والعمل بطاعته.



وقد أكّد الله - تبارك وتعالى - لعباده هذا المعنى حين قال عن كتابه:

﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ ﴾ [التكوير: 27-28].

وهذا حذيفة رضي الله عنه ينادي فيقول: "يا معشر القراء.. استقيموا فقد سَبقتم سَبقاً بعيداً، فإن أخذتم يميناً وشمالاً لقد ضللتم ضلالاً بعيداً".



هُجران أهل الكفر والمعاصي طريق إلى الاستقامة:

لقد جاء بعد آية الأمر بالاستقامة - في سورة هود - مباشرة قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113].

قال أهل العلم: أي لا تميلوا إلى العصاة، وقد قال القرطبي-رحمه الله- في دلالة هذه الآية: " أنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية؛ إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم وهو طرفة بن العبد:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي



ثم قال تعالى: ﴿ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾ [هود: 113]؛ أي تُحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم"[6].

والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)) رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ورجاله ثقات.

أسال الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى، وأسأله أن يجعلني وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنة أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
7 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً