. . .وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي ...


.
.
.وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91)
مطلب أكثر الموت من الأكل والشرب والحر والقر ومحبة الذكر الحسن:
ذلك لأن أكثر أسباب المرض وإن كانت في الحقيقة من الله، إلا أنها تحدث من التفريط في الأكل والشرب وعدم الوقاية من الحر والبرد، وفيه قيل:
فان الداء أكثر ما تراه ... يكون من الطعام أو الشراب
وقال بعض الحكماء لو قيل لأكثر الموتى ما سبب آجالكم، لقالوا من التخم، وكثير من الناس لا يرون المرض إلا مرض الموت ويكون أيضا ممّا ذكر إلا القتل أو التردي أو التسمم والحرق والغرق وشبهه، وكل ذلك بتقدير الله تعالى وإرادته ليقع قضاؤه حيث قدره، وقد راعى عليه السّلام حسن الأدب بهذا وبغيره، حتى أنه لم يقل أمرضني، ولا آدب من الأنبياء، لأن الذي نبأهم هذّبهم «فَهُوَ يَشْفِينِ» 80 لأن الشفاء نعمة منه والمنعم بكل النعم هو الله وحده، وهكذا الخلص ينسبون الخير الى الله والشرّ لأنفسهم، قال الخضر عليه السّلام (فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها) وقال (فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما الآيتين) 80 و 81 من سورة الكهف في ج 2 ولهذا البحث صلة في تفسير الآية 78 من سورة النساء في ج 3 وكذلك مؤمنو الجن راعوا الأدب مع ربهم، راجع الآية 10 من سورة الجن المارة فما بعدها «وَالَّذِي يُمِيتُنِي» بانقضاء أجلي في الدنيا، ولا يرد إسناد الموت لله على ما قلنا، لأن الفرق ظاهر ولأن الموت قضاء محتم لا بد منه «ثُمَّ يُحْيِينِ» 81 في الآخرة وهذا تعليم لهم بالاعتراف بالبعث بعد الموت
«وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي» هي قوله لقومه حين أرادوه أن يذهب معهم الى بيت الأوثان (إِنِّي سَقِيمٌ) الآية 90 من الصافات في ج 2 وقوله حينما سألوه عمن كسر أصنامهم (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا) الآية 62 من الأنبياء في ج 2 وقوله للجبار حين سأله عن سارة (قال أختي) وأراد أخته في الدين وإلا فهي زوجته، وقد عدها خطايا بالنسبة لمقامه الشريف وقربه من ربه، وإلا فليست بخطايا وانما هي من معاريض الكلام لدى غير الأنبياء، وقد يعدها العارفون الكاملون خطايا أيضا بالنسبة لمقامهم، لأنهم على قدم الأنبياء، وعلى حد حسنات الأبرار سيئات المقربين، وهؤلاء يسمون أمثالها خطايا تواضعا لربهم وتعظيما

.
.
.
.
.
.
.

.، وَأَمَّا الذَّنْبُ الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْعِبَادِ، فَمَا لَمْ تُرْضِهِمْ لَا تَنْفَعْكَ التَّوْبَةُ حَتَّى يُحَلِّلُوكَ.
* وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِ التَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُذْنِبَ يُذْنِبُ فَلَا يَزَالُ نَادِمًا مُسْتَغْفِرًا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، فَيَقُولُ الشَّيْطَانُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوقِعْهُ فِيهِ.
*وَذُكِرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْوَاسِطِيِّ أَنَّهُ قَالَ: التَّأَنِّي فِي كُلِّ شَيْءٍ حَسَنٌ إِلَّا فِي ثَلَاثِ خِصَالٍ: عِنْدَ وَقْتِ الصَّلَاةِ، وَعِنْدَ دَفْنِ الْمَيِّتِ، وَالتَّوْبَةِ عَنِ الْمَعْصِيَةِ.
*وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ إِنَّمَا تُعْرَفُ تَوْبَةُ الرَّجُلِ فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ: أَحَدُهَا أَنْ يُمْسِكَ لِسَانَهُ مِنَ الْفُضُولِ وَالْغِيبَةِ وَالْكَذِبِ.
وَالثَّانِي أَنْ لَا يَرَى لِأَحَدٍ فِي قَلْبِهِ حَسَدًا وَلَا عَدَاوَةً.
وَالثَّالِثُ: أَنْ يُفَارِقَ أَصْحَابَ السُّوءِ.
وَالرَّابِعُ: أَنْ يَكُونَ مُسْتَعِدًّا لِلْمَوْتِ نَادِمًا مُسْتَغْفِرًا لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ مُجْتَهِدًا عَلَى طَاعَةِ رَبِّهِ.
*وَقِيلَ لِبَعْضِ الْحُكَمَاءِ هَلْ لِلتَّائِبِ مِنْ عَلَامَةٍ يَعْرِفُ أَنَّهُ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ عَلَامَتُهُ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَوَّلُهَا أَنْ يَنْقَطِعَ عَنْ أَصْحَابِ السُّوءِ وَيُرِيهِمْ هَيْبَةً مِنْ نَفْسِهِ، وَيُخَالِطَ الصَّالِحِينَ، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ مُنْقَطِعًا عَنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَمُقْبِلًا عَلَى جَمِيعِ الطَّاعَاتِ.
وَالثَّالِثُ أَنْ يَذْهَبَ فَرَجُ الدُّنْيَا كُلِّهَا مِنْ قَلْبِهِ، وَيَرَى حُزْنَ الْآخِرَةِ كُلَّهَا دَائِمًا فِي قَلْبِهِ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يَرَى نَفْسَهُ فَارِغًا عَمَّا ضَمِنَ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ مِنَ الرِّزْقِ، مُشْتَغِلًا بِمَا أُمِرَ بِهِ، فَإِذَا وَجَدْتَ فِيهِ هَذِهِ الْعَلَامَاتِ فَهُوَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي حَقِّهِمْ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222] ، وَوَجَبَ لَهُ عَلَى النَّاسِ أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: أَوَّلُهَا أَنْ يُحِبُّوهُ.
فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ أَحَبَّهُ.
وَالثَّانِي أَنْ يَحْفَظُوهُ بِالدُّعَاءِ، عَلَى أَنْ يُثَبِّتَهُ اللَّهُ عَلَى التَّوْبَةِ.
وَالثَّالِثُ أَنْ لَا يُعِيرُوهُ بِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يُجَالِسُوهُ وَيُذَاكِرُوهُ وَيُعِينُوهُ.
وَيُكْرِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِأَرْبَعِ كَرَامَاتٍ؛ أَحَدُهَا أَنْ يُخْرِجَهُ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الذُّنُوبِ كَأَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ قَطُّ.
وَالثَّانِي أَنْ يُحِبَّهُ اللَّهُ تَعَالَى.
وَالثَّالِثُ أَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِ الشَّيْطَانَ وَيَحْفَظَهُ مِنْهُ.
وَالرَّابِعُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ مِنَ الْخَوْفِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا، لِأَنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30] .
*وَرُوِيَ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا دَخَلَ التَّوَّابُونَ الْجَنَّةَ قَالُوا أَلَمْ يَعِدْنَا رَبُّنَا أَنْ نَرِدَ النَّارَ قَبْلَ أَنْ نَدْخُلَ الْجَنَّةَ.
قِيلَ لَهُمْ إِنَّكُمْ مَرَرْتُمْ بِهَا وَهِيَ خَامِدَةٌ.
...المزيد

مجادلة الملحدين يقول سبحانه {{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ...

مجادلة الملحدين
يقول سبحانه {{ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }} " فصلات , 40 " :
الآية تبين مصير الملحدين وهي كافية لمن له عقل منهم أن يتوب إلى الله عند سماعها حتى لا يكون مصيره الحرمان من الجنة ودخول النار بسبب إلحاده لكن أكثرهم متكبرين يريدون أن يصلوا إلى علم ما هم ليسوا ببالغيه فيجادلون بالباطل يقول سبحانه عنهم{{ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }} " غافر . 56 "
ثم يعلمنا الله في كتابه كيف نخاطبهم بالآيات وذلك في قول سبحانه {{ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى }} " إبراهيم , 10 "
ولأنهم أهل كتاب بسبب ما أعطاهم الله من العلم وجب مجادلتهم بالتي هي أحسن إلا من عُرف منهم بإصراره على الإلحاد والكفر يقول سبحانه {{ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ }} " القصص , 46 "
فنبين لهم عظمة الإسلام وأنه دين الله الذي ارتضاه لخلقه وما جاء به من العلم في العقيدة والإعجاز والهدى المستقيم في كل شأن لذا تجد أن الله تعالى لما ذكر أسمائه الحسنى ذكر عاقبة الملحدين بعدها إشارة لهم أنه هو من علم رسوله تلك الأسماء التي لا يستطيع أحد أن يأتي بها كلها إلا إذا كان رسول يوحى إليه من الله فيقول سبحانه {{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }} " الأعراف , 180 " : ذلك أن الله علم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم الأسماء الحسنى فجاءنا بما يزيد على مائة إسم من أسماء الله الحسنى وجاءنا بالقرآن من عند الله يخبرنا فيه عن ذات الله وصفاته وعظمته فكان ذلك أعظم المعجزات التي حصلت في تاريخ الرسل وخير ما جاء به الرسل من عند الله أنهم يُعَرِّفون الناس على ربهم وأن الله أعطاهم العلم بذلك وهو ما لا يمكن لأحد غير الرسل المؤيدين بالوحي من الله وكان حجة لهم فسعد من تبعهم وعرف ربه وَهُدِي إلى اليقين والعقيدة الصحيحة .
وهذا ما قصده إبراهيم عليه السلام لما خاطب أباه وذلك في قوله سبحانه {{ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45) }}
" مريم "
كان إبراهيم عليه السلام يحذر أباه من الشرك بالله وعبادة الأصنام وأن ذلك يجعله وليا للشيطان وعابدا له فيستوجب عذاب الله ودعاه إلى إتباعه وأن ذلك سيوصله إلى معرفة الله وإتباع دينه , والذي ينطبق على أبا إبراهيم ينطبق عل الملحدين فهم جعلوا هواهم إلها لهم فألحدوا بإتباعه يقول سبحانه {{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) }} " الفرقان " : ليس لملحدون إلا كالأنعام .
ألا يكفي الملحدين أن كل ما يسألون عنه في العقيدة والهدى المستقيم والمعجزات يجدونه في القرءان وأنه الكتاب الوحيد الذي لا يوجد فيه خطأ ولا اختلاف فيقول سبحانه عن ذلك {{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }} " النساء , 82 " , وأنه لا يمكن لهم أن يأتوا بمثله يقول سبحانه {{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }} " الإسراء , 180 "
وذلك لما جعل الله فيه من الخصائص والإعجاز " راجع إعجاز القرءان , ص 106 من الكتاب "
وأن الله علمنا في كتابه وعلى لسان رسوله دواء الإلحاد وأنه من الشيطان ووسوسته يقول سبحانه {{ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (201) }}
" الأعراف "
وصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم {{ لَا يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالُ هَذَا :
خَلَقَ الله الْخَلْقَ . فَمَنْ خَلَقَ الله فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاَ فَالْيَقُلْ ءامَنْتُ بِالله ... }}
" صحيح البخاري "
...المزيد

نبكي على الدنيا وما من معشر***جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا أين الجبابرة الأكاسرة الألى***كنزوا ...

نبكي على الدنيا وما من معشر***جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى***كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه***حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا***أن الكلام لهم حلال مطلق ...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم انا انا كنت اما اصلي كنت ماشي معه ربنا كثير بس الشيطان ومسيطر علي بس اما ...

بسم الله الرحمن الرحيم انا انا كنت اما اصلي كنت ماشي معه ربنا كثير بس الشيطان ومسيطر علي بس اما ارجع واذنب نفسي واستغفر ربنا بس انا عايز يعني صحبه او زمايل او ناس يعني تبقى على طول جنبي في الحياه دي وتقول لي ده غلط ده حرام ده غلط ...المزيد

إعجاز القرآن يقول سبحانه {{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ ...

إعجاز القرآن
يقول سبحانه {{ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }} " الإسراء , 88 "
يتجلى معنى الإعجاز من هذه الآية وهو كون الإنس والجن عاجزين أن يأتوا بمثل هذا القرآن لأنه كلام الله بل يعجزون أن يأتوا بسورة مثله {{ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }} " يونس . 38 " :
ذلك أن كل سورة من القرآن جعل الله فيها من الخصائص ما يعجز البشر أن يأتوا بمثله وتجتمع هذه الخصائص من كل السور لتشكل علم إعجاز القرآن وهو علم واسع لا يحيط به إلا الله ولا تنقضي عجائبه مع مرور الزمن ولا بانقضائه لأنه قبل الزمن وبعده ونذكر من هذه الخصائص :
أولا : أنه شفاء لما في الصدور من كل ما يعلق بها من الشرك والإلحاد والكبر والحسد والحقد وجميع أمراض القلوب يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ }} " يونس , 57 "
ثم إنه بقراءته تطمئن القلوب وتزداد إيمانا وسعادة وسكينة يقول سبحانه{{ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }} " الرعد , 28 " : قراءة القرءان من أنواع الذكر
ثم إنه يهدي به الله عباده المؤمنين يقول سبحانه {{ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }} " المائدة , 16 "
ثانيا : أنه شفاء للمؤمنين من عدة أمراض كالجنون وغيره وذلك إما عن طريق قراءة آيات مخصوصات منه يقول سبحنه {{ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا }} " الإسراء , 82 " أو عن طريق إرشاده إلى الدواء كإرشاده إلى أن العسل فيه شفاء للناس {{ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }} "النحل ,69 "
ثالثا : إخباره عن بعض الغيب الذي سيحصل في هذه الدنيا ولو بعد بضع سنين كقوله سبحانه {{ الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) }} " الروم "
الآيات تخبرنا عن نتائج حرب وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم بين فارس والروم في منطقة قرب البحر الميت بالشام غُلبت فيها الروم فنزلت الآيات تبشر المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن الروم سيغلبون فارس بعد ذلك في بضع سنين وأن المؤمنين (يعني الصحابة ) سيفرحون يومئذ بنصر الله لهم على الكافرين في الغزوات كصلح الحديبية وفتح خيبر وفتح مكة ثم إن الآية تتضمن إعجازا آخر وهو إخبارها أن المكان الذي غلبت فيه الروم هو أدنى الأرض يعني أخفض منطقة في الأرض وهو أمر لم يعرفه الناس إلا قريبا بواسطة الأقمار الصناعية فلاحظوا أن منطقة البحر الميت هي أخفض منطقة في الأرض والمعركة وقعت بها قريبا من البحر الميت .
وكقوله سبحانه {{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى
وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) }} " سورة الدحان " :
الآيات تخبرنا عن دخان يكون في السماء يأتي على الناس فيغشاهم بعذاب أليم حتى يدخلوا في الإسلام وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن ذلك من علامات الساعة أي أنه بين يدي الساعة فحصوله شهادة كبرى للنبي صلى الله عليه وسلم أنه مؤيد بالوحي من الله وأن القرءان وحي من الله ولعل ما نراه اليوم من دخان السماء في الغلاف الجوي وتأثيره بظاهرة الاحتباس الحراري على الأرض وساكنها هو بداية إتيانه ليغشى الناس بعذاب أليم حتى يدخلوا في الإسلام .
رابعا : أن أكثر من ثلثه في العقيدة الصحيحة والكلام عن الله وصفاته وعظمته وأسمائه فلوا اجتمع البشر على أن يأتوا بما أتى به القرءان في ذلك لما استطاعوا من أمثلة ذلك قوله سبحانه {{ حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) }}" غافر"



ومن المعلوم عند العلماء أن القرءان أتى بعدد كبير من أسماء الله وصفاته وعرَّفنا على مخلوقات عظيمة خلقها الله أعظم مما نرى من السماء والأرض كالعرش والجنة ونعيمها فلو كان من عند غير الله لما كان أتى بكل ذلك العلم عن الله وصفاته وعظمته وخلقه .
خامسا : أنه على نسق عظيم من البلاغة والإعجاز البياني ولا يوجد فيه خلاف ولا تناقض كما يوجد في كلام البشر وكتبهم ولذا يقول سبحانه {{ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا }} " النساء , 82 "
سادسا : أنه معجز في تشريعاته فلا يبيح إلا طيبا ولا يحرم إلا خبيثا ولا يأمر إلا بمعروف ولا ينهى إلا عن منكر ويهدي الناس إلى الطرق القويمة والضوابط التي تحفظ لهم إيمانهم وكرامتهم وصحتهم وتبعدهم عن ظلم غيرهم ولذا يقول سبحانه {{ إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا }} " الإسراء , 9 " ثم يصف النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحل لنا الطيبات ويحرم علينا الخبائث {{ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ }}
" الأعراف "
ويظهر إعجازه جليا في أن جميع الأمم التي لا تتبع تشريعاته تراها تعيش كالحيوانات بل هي أسفل من ذلك لكثرة عدد الملحدين والمجرمين والجرائم والظالمين فيها وهذا ما يعبر عنه في قوله سبحانه {{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }} " الفرقان , 44 " وقوله {{ ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ }} " التين , 5 "
وأن من آمن به واتبع منهاجه تراه يعيش حياة طيبة سعيدة يقول سبجانه {{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }} " النحل , 97 "
سابعا : إعجازه العلمي وهو معجزة هذا العصر الذي أصبح أهله قادرون بعلومهم وأجهزتهم على كشف حقائق علمية بعيدة المنال كالتوسع الكوني {{ وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }} " الذاريات ,47 " فيجد المسلمون أن هذه الحقائق جاءت في القرءان قبل اكتشافها بأربعة عشر قرنا فيزيدهم ذلك إيمانا وفهما لتلك الآيات التي وردت فيها تلك الحقائق وهذا الحقائق أصبحت علما واسعا تخصص فيه عدد من العلماء وكل منهم ساهم بما فتح الله عليه به لكن بعضهم تسرع في تفسير بعض الآيات فأخطأ في تفسيرها .

ولذا ندعوا للمنهج الصحيح في التفسير الذي يقوم على تفسير القرءان بالقرءان ثم بالحديث الصحيح وعدم التكلم في ذلك بما ليس لنا به علم يقول سبحانه {{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }}
" الإسراء , 36 "
وأن لا نقع في الأخطاء التي وقع فيها بعض السلف الصالح في تفسير بعض الآيات التي لم تكن لهم القدرة على فهمها ففسروها على ما يوافق فهمهم فلما جاء عصرنا عصر الاكتشافات العلمية أصبح تفسيرهم لها عقبة لنا نحن المسلمون في هذا العصر في تقديم تفسيرها الإعجازي لغيرنا من الأمم ونذكر من أمثلة ذلك تفسيرهم للنجم الطارق بأنه عامة النجوم لأنها تطرق ليلا وتفسيرهم هذا لا يوافق سياق الآية ولا معناها لغويا فمعناها لغويا وعلميا أن في السماء نجم طارق وثاقب وهذا النوع من النجوم لم يكتشف إلا حديثا بواسطة المسابير والمراصد الكونية فلاحظ بها علماء وكالة ناسا وجود نوع من النجوم شديدة الإنضغاط واللمعان مما يجعلها تصدر طرقات متتالية كطرقات الطارق على الباب فسماها بعضهم " النجم النيتروني " وسماها بعضهم " المطارق الكونية " وهذا هو الاسم الصحيح لأنه يوافق نص الآية يقول سبحانه {{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3) }} " الطارق "
ونذكر من أمثلة الإعجاز العلمي في القرءان ما أقسم به الله كشهادة علمية على ذلك كقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) }} " الواقعة "
الآيات فيها قسم على أن القرءان كتاب كريم منزل من الله ومكتوب عنده في كتاب مكنون : أي اللوح المحفوظ وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك لم يكن أحد يعرفها قبل زمن قريب حينما لاحظ علماء الفلك أن الذي نراه لامعا في السماء ليلا ليس النجوم وذلك لاستحالة رؤيتها بالعين المجردة نظرا لبعدها عنا وإنما نراه هو مواقع للنجوم وهو أمر سبقهم القرءان إليه وأقسم به كشهادة علمية على أنه كتاب كريم من الله و محفوظ عنده {{ فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ }}
يقول الدكتور زغلول النجار : وهذا القسم القرآني العظيم بمواقع النجوم يشير إلى سبق القرءان الكريم بالإشارة إلى أحد حقائق الكون المبهرة والتي مؤداها أنه نظرا للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عن أرضنا فإن الإنسان على هذه الأرض لا يرى النجوم أبدا ولكنه يرى مواقع مرت بها النجوم ثم غادرتها
" راجع موقعه عند تفسيره لهذه الآية "
أقول ولعل ما أشاروا إليه من استحالة رؤية النجوم بالعين المجردة على هذه الأرض لبعدها عنا يجعلني أطرح فرضية أخرى لا تخالف نص القرءان
ولا تخالف ما وصلوا إليه من حقائق حول مواقع النجوم وهذه الفرضية هي أن الله لما خلق سماءنا يعني (الغلاف الجوي للأرض ) وزينها بالمصابيح أن تلك المصابيح هي مواقع للنجوم في الغلاف الجوي تزينه وتحفظه من كل شيطان ولعل هذا ما أشارت إليه الآية {{ وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ }} " فصلات , 12 "
وكقوله سبحانه {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4) }} " النجم "
الآيات فيها قسم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وأن القرءان وحي من الله أنزل عليه وشهادة علمية في غاية الإعجاز على صدق ذلك فلم يكن أحد يعرف أن النجوم تموت وتتهاوى على نفسها بل لأغرب من ذلك اكتشاف علماء الفلك تهاوي النجم الذي يقترب من الثقوب السوداء بفعل جاذبيتها فيسقط هاويا نحوها بسرعة مذهلة وهو ما عبر عنه القسم {{ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى }} " راجع محاضرات الدكتور عبد الدائم الكحيل على موقعه "
وكقوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21) }} " التكوير "
الآية فيها قسم بأن القرءان قول رسول كريم : أي جبريل عليه السلام إشارة إلى نزوله به من عند الله على الرسول صلى الله عليه وسلم وشهادة علمية في غاية الإعجاز على ذلك فلم يكن أحد يعرف بوجود الخنس الجواري الكنس قبل نزول هذه الآية فلما تم اكتشاف الثقوب السوداء في عصرنا هذا أدرك العلماء أنها المقصودة في قوله سبحانه {{ فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ }} "

يقول الدكتور زغلول النجار الخُنَّس صيغة مبالغة تدل على الطمس الشديد " الْجَوَارِ الْكُنَّسِ " : أي التي تجري في صفحة السماء فتكنسها لما تقوم به من ابتلاع للطاقة والنجوم ثم يقول أن هذا لا ينطبق إلا على الثقوب السوداء وعامة من رأينا من علماء الإعجاز يقولون هذا فمن أين للقرآن بهذا الإعجاز العلمي والدقة في اختيار الألفاظ اللغوية والمعاني الصحيحة التي تكون حقائق علمية يكتشفها الناس فيجدونها على الوجه الذي ذكر القرءان بدقة مذهلة ومعجزة إلا أنه كلام الله الذي أحاط بكل شيء علما .
وكقوله سبحانه {{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14 }} " الطارق "
أصبح معلوما اليوم عند العلماء أهمية الغلاف الجوي لما يقوم به من إرجاع بخار الماء والحرارة وأمواج الاتصالات إلى الأرض وهو ما أقسم به رب العالمين كشهادة علمية على أن القرءان قول فصل أي حق منزل من الله {{ وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14) }} .
...المزيد

💐 قال رسول الله ﷺ : " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " رواه الحاكم و ابن مردويه و صححه ...

💐 قال رسول الله ﷺ :
" سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " رواه الحاكم و ابن مردويه و صححه الألبانى في صحيح الجامع ( ٣٦٤٣ ) .
و قال النبى ﷺ : " إن سورة من القرآن ثلاثون آيةً شفعت لرجلٍ حتي غُفر له و هي سورة : تبارك الذى بيده الملك " رواه أحمد و أصحاب السُّنَن و حسَّنه الألبانى فى صحيح الجامع ( ٢٠٩١ ) .
و قال النبى ﷺ : " سورة من القرآن ما هى إلا ثلاثون آيةً خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة و هى سورة تبارك " رواه الطبراني في الأوسط و حسَّنه الألبانى فى صحيح الجامع ( ٣٦٤٤ ) .
فمَن قرأها و مات في تلك الليلة نجا من عذاب القبر و غفر الله له و أدخله الجنة ... فلنحرص علي قراءتها كل ليلة فلن يستغرق ذلك 5 دقائق يكتب الله لنا بها الفوز العظيم .
...المزيد

بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم عنا جميعاً خير الجزاء

بارك الله فيكم ونفع بكم وجزاكم عنا جميعاً خير الجزاء

خطبة: وليال عشر -مكتوبة- عناصرها: عشر ذي الحجة أفضل الأيام | فضائل يوم عرفة | حال السلف في يوم ...

خطبة: وليال عشر -مكتوبة-

عناصرها: عشر ذي الحجة أفضل الأيام | فضائل يوم عرفة | حال السلف في يوم عرفة.

الخطبة الأولى


الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) ~ [آل عمران: ١٠٢]، (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) ~ [النساء: ١]، (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) ~ [الأحزاب: ٧٠-٧١]، أما بعد:

أيها المسلمون: فإن من رحمة الله ﷻ بعباده وتفضله عليهم أن يسر لهم مواسم للتزود من الطاعات والمسارعة إلى جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات؛ وها هي تدخل علينا أعظم أيام الدنيا على الإطلاق؛ حيث أن العمل الصالح فيها أحب الأعمال إلى الواحد الخلاق؛ كما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ما العمل في أيام أفضل منه في عشر ذي الحجة، ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء" ~ (أخرجه البخاري) ~ ، وروى جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: "أفضل أيام الدنيا أيام العشر" ~ (صححه الألباني).

والمتأمل في سبب تفضيل العشر الأول من ذي الحجة؛ اجتماع أمهات العبادات فيها دون غيرها من الأيام والشهور؛ يقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره".

عباد الله: وأيام العشر الفاضلة من ذي الحجة تتفاوت في الفضل والمنزلة نظرا لتفاوت ما شرع فيها من أعمال جليلة وشعائر عظيمة؛ فأفضل أيامها يوم النحر -يوم عيد الأضحى المبارك- ثم يوم عرفة وذلك لما يكون فيهما من أعمال الحج وما حظيا به من الخصائص دون غيرها من الأيام؛ ولعلنا في هذا المقام نتحدث عن يوم عرفة الذي حظي بالمزايا والفضائل وإجابة الله لدعاء عباده وتحقيق ما يطلبونه من المسائل؛ فتعالوا لنعرض على مسامعكم بعضا من خصائص يوم عرفة وفضائله؛ فمن ذلك:

أن الله ﷻ أقسم به، والله ﷻ عظيم لا يقسم إلا بعظيم؛ فيوم عرفة من الأيام العظيمة وهو اليوم المشهود؛ كما في قوله ﷻ: (وشاهد ومشهود) ~ [البروج: ٣]، وقد جاء من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: "اليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة" ~ (حسنه الألباني).

وأقسم الله بيوم عرفة في قوله ﷻ: (والشفع والوتر) ~ [الفجر: ٣]؛ قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الشفع يوم الأضحى، والوتر يوم عرفة".

ومن فضائل يوم عرفة: أنه يوم اكتمال الدين وإتمام الله نعمته على المؤمنين؛ قال ﷻ: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ~ [المائدة: ٣]؛ يقول عمر -رضي الله عنه-: "والله إني لأعلم في أي يوم أنزلت وفي أي ساعة أنزلت وأين أنزلت وأين كان رسول الله ﷺ حين أنزلت: أنزلت ورسول الله فينا يخطب ونحن وقوف بعرفة".

ومن فضائله: أن صيامه يكفر ذنوب السنة الماضية والسنة الآتية؛ كما في حديث أبي قتادة -رضي الله عنه- قال: "سئل رسول الله ﷺ عن صيام يوم عرفة؛ فقال: "أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والآتية" ~ (رواه مسلم).

ومن فضائل يوم عرفة: أنه يوم يرجى فيه إجابة الدعاء؛ فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ قال: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" ~ (حسنه الألباني) ~ ؛ فعلى العاقل أن يغتنم هذا اليوم المبارك فيكثر فيه من الدعاء والابتهال ومناجاة الكريم المتعال.

ومن فضائل يوم عرفة ومزاياه: أن هذا اليوم يغيظ الشيطان وذلك حين يرى إقبال العباد على ربهم ويرى رحمات الله تتنزل عليهم ومغفرته لهم؛ وقد جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: "ما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أري يوم بدر قيل وما رأى يوم بدر يا رسول الله قال أما إنه قد رأى جبريل يزع الملائكة" ~ (رواه مالك والبيهقي) ~ ؛ فعلى المسلم أن يتزود من الطاعات والقربات في هذا اليوم المبارك، وأن يفر إلى ربه من المعاصي والسيئات والخطايا والموبقات؛ عل الله أن يكرمه بمرضاته وقربه ويعتق رقبته من النار برحمته وفضله.

كما أن مما حظي به هذا اليوم من الفضائل: أن ربنا ﷻ يعتق في هذا اليوم من رقاب عباده ما لا يعتق في غيره من الأيام، ويباهي بعباده ملائكته؛ كما روت عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله ﷺ قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول ما أراد هؤلاء" ~ (رواه مسلم) ~ ؛ وفي هذا الحديث إشارة واضحة على فضل يوم عرفة.

فاغتنموا هذه الأيام المباركة تنالوا مرضاة رب العباد، وتزودوا فيها من أعمال البر تسعدون يوم المعاد.

تزود للذي لابد منه *** فإن الموت ميقات العباد
وتب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبها قبل الرقاد
ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي
أترضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد، وأنت بغير زاد
بارك الله لي ولكم بالقرآن الكريم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم.

وهنا: بليغة وقوية.. خطبة عيد الأضحى المبارك مكتوبة

الخطبة الثانية


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

عباد الله: يوم عرفة يوم مبارك فهنيئا لمن عرفه واجتهد فيه؛ كما كان يفعل سلفنا الصالح فكم لهم من المآثر التي لا تنسى؛ وسنعطر المقام بأمثلة يسيرة على اجتهادهم -رحمهم الله ورضي عنهم- في يوم عرفة بالدعاء وعظيم الخوف والرجاء؛ فمن ذلك: ما ذكر عن مطرف بن عبدالله وبكر المزني بعرفة فقال أحدهما: "اللهم لا ترد أهل الموقف من أجلي". وقال الآخر: "ما أشرفه من موقف وأرجاه لأهله لولا أني فيهم".

وذكر عن الفضيل بن عياض -رحمه الله-؛ أنه نظر إلى بكاء الناس وتسبيحهم عشية عرفة فقال: "أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجل فسألوه دانقا -يعني: سدس درهم- أكان يردهم؟ قالوا: لا، قال: والله للمغفرة عند الله أهون من إجابة رجل لهم بدانق".

وذهب عبدالله ابن المبارك إلى سفيان الثوري -رحمهما الله- عشية عرفة وهو جاث على ركبتيه وعيناه تذرفان فقال له: "من أسوأ هذا الجمع حالا؟ قال: الذي يظن أن الله لا يغفر له".

أيها المسلمون: هكذا كان حال سلفنا الصالح في أيام العشر عامة وفي يوم عرفة ويوم النحر خاصة؛ فاحرصوا على الاجتهاد في الطاعات والقربات وتزود في هذه الأيام الفاضلة من الأعمال التي شرعت فيها بدءا من فريضة الحج لمن تيسر له ذلك في هذا العام، ولا تغفلوا عن يوم عرفة صوموا نهاره وأكثروا فيه من الدعاء والذكر وقراءة القرآن والمحافظة على الفرائض وكف الأذى وأقبلوا على ربكم؛ فمن أقبل عليه أكرمه بقبوله ومرضاته وأعد له يوم لقائه منزلا بجناته.

اللهم وفقنا لاغتنام هذه العشر وارزقنا فيها عظيم الأجر ومغفرة الوزر.

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين.

وصلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير؛ كما أمركم بذلك العليم الخبير فقال: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) ~ [الأحزاب:٥٦].

  • خطبة للشيخ: عبدالله البرح

  • عبر: ملتقى الخطباء


ولا تفوتك هنا: خطبة عيد الأضحى المبارك 2022 «مكتوبة» مُقسَّمة لعناصر وفقرات
...المزيد

لانبذة عن تاريخ كتابة القرآن الكريم  جَمْعُ القرآنِ الكريم ( بمعنى كتابته ) حدث ثلاث مرات : 1ـ ...

لانبذة عن تاريخ كتابة القرآن الكريم

جَمْعُ القرآنِ الكريم ( بمعنى كتابته ) حدث ثلاث مرات :
1ـ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم :
اتخذ الرسول صلى الله عيه وسلم كتّاباً للوحي , كلّما نزل عليه شيء من القرآن أمرهم بكتابته ,مبالغة في تسجيله وتقييده ,وزيادة في التوثق والضبط والاحتياط في كتاب الله تعالى , حتى تظاهر الكتابةُ الحفظَ , ويعاضد النقشُ اللفظَ .
وكان هؤلاء الكتّاب من خيرة الصحابة , فمنهم : أبي بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , ومعاوية , وأبان بن سعيد , وخالد بن الوليد , واُبي بن كعب , وزيد بن ثابت , وثابت بن قيس , وغيرهم . وكان الرسول عليه السلام يدلهم على موضع المكتوب من سورته , ويكتبونه فيما يسهل عليهم من العُسب (جريد النخل ـ جمع عَسيب, وهو ما نبت عليه الخُوص ـ ورق النخل ـ يُكشط خوصُها ويكتبون على طرفها العريض ) , واللِّخاف ( جمع لَخفة وهي قطعةالحجارة العريضة البيضاء المستدقة الرفيعة ) والرَّقاع (جمع رَقعة وهي قطعة من الجلد أوالورق ) , وقطع الأديم ( الجلد ) , وعظام الأكتاف , ثم يوضع المكتوب في بيت الرسول عليه السلام .

وهكذا انقضى العهد النبوي والقرآن مجموع على هذا النمط , بيد أنه لم يُكتب في صحف ولا مصاحف .

روي عن ابن عباس أنه قال : كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا نزلت عليه سورة دعا بعض من يكتب فقال : ضعوا هذه السورة في الموضع الذي يذكر فيه كذا وكذا ) . وعن زيد بن ثابت قال : (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع ) , وكان هذا التأليف عبارة عن ترتيب الآيات حسب إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم وبتوقيف من جبريل عليه السلام من أمر الله سبحانه وتعالى .

2ـ كتابة القرآن على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه :
واجهت أبا بكر الصديق في خلافته أحداث شديدة منها موقعة اليمامة سنة (12هـ) التي استشهد فيها كثير من حفظة القرآن , وعزّ الأمرُ على عمر فاقترح على أبي بكر أن يجمع القرآن خشية الضياع بموت الحفّاظ ,وشرح الله صدر أبي بكر لجمع القرآن , فندب لهذا الأمر رجلاً من خيرة الصحابة هو زيد بن ثابت رضي الله عنه , لأنه اجتمع فيه من المواهب ما لم يجتمع لغيره من الرجال , فهو من حفاظ القرآن , ومن كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وشهد العرضة الأخيرة للقرآن في ختام حياته صلى الله عليه وسلم , وكان معروفاً بخصوبة عقله , وشدة ورعه , وعظم أمانته , وكمال خلقه , واستقامة دينه . وانتهج زيد بن ثابت في جمع القرآن طريقة دقيقة محكمة , وضعها له أبو بكر وعمر , فلم يكتفِ بما حفظ في قلبه , ولا بما كتب بيده , ولا بما سمع بأذنه , بل جعل يتتبع ويستقصي آخذاً على نفسه أن يعتمد في جمع القرآن على مصدرين اثنين وهما :

آ ـ ما كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ب ـ ما كان محفوظاً في صدور الرجال .

وبلغ من مبالغته في الحيطة أنه لم يقبل شيئاً من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كُتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وعلى هذا الدستور الرشيد تم جمعُ القرآن وكتابته بإشراف أبي بكر وعمر وأكابر الصحابة وإجماع الأمة .

وقد قوبلت تلك الصحف التي جمعها زيد بن ثابت بما تستحق من عناية فائقة , فحفظها أبو بكر عنده , ثم حفظها عمر بعده , ثم حفظتها أم المؤمنين حفصة بنت عمر بعد وفاة عمر, حتى طلبها عثمان رضي الله عنه , حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن .

3ـ كتابة القرآن على عهد عثمان رضي الله عنه :
اتسعت الفتوحات في زمن عثمان , وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار , وكان أهل كل إقليم يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة بما فيها من اختلافٍ في الأداء ووجوه القراءة , خاصة أنه لم يكن بأيديهم مصحفٌ جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم .

لهذه الأسباب رأى عثمان بثاقب رأيه أن يتدارك هذه الفتنة قبل أن يَعُزَّ الدواء , فجمع أعلام الصحابة , وذوي البصر منهم , وأجال الرأي بينه وبينهم لوضع حد لهذا الاختلاف , فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يُرسلُ منها إلى الأمصار , وأنْ يؤمر الناسُ بإحراق كل ما عداها , وألا يعتمدوا سواها .

وشرع عثمانُ في تنفيذ هذا القرار أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين من الهجرة , وعهد في نسخ المصاحف إلى أربعةٍ من خيرة الصحابة وثقات الحفاظ , وهم : زيد بن ثابت ـ عبد الله بن الزبير ـ سعيد بن العاص ـ عبد الرحمن بن الحارث بن هشام , والثلاثة الأخيرون من قريش , أمّا زيد بن ثابت فهو من المدينة . ومن اللافت للنظر أنّ نسبة عدد القرشيين المكيين إلى العدد الكلي هو 3/4 وهذا يتناسب مع نسبة عددالسور المكية إلى مجموع سور القرآن أي :86/114 = 75% وكذلك نسبة عدد الآيات الواردة في السور المكية مقارنة بآيات القرآن كله , أي :4613/6236= 74% .

وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين حفصة بنتِ عمر , فبعثت إليه بالصحف التي عندها , والتي جُمع فيها القرآن
...المزيد

خطورة تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب بقلم د. محمد إسماعيل المقدم في الحقيقة نحن ...

خطورة تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب
بقلم د. محمد إسماعيل المقدم
في الحقيقة نحن مشكلتنا أن كل من أراد فعل شيء يفعله، ولا أحد يمنعه، ويتحمل الجميع العواقب مهما كانت على الأمة، وبعبارة أخرى: نستطيع أن نقول إن لسان حال بعض الشباب: (إن مفيش كبير).
أنا أذكر كلمة ذكرها العلامة الشيخ الطاهر الجزائري رحمه الله تعالى وهو على فراش الموت، حذَّر الأمة بكلماتٍ حقها أن تُكتب بماء العيون لا بماء الذهب، يقول رحمه الله تعالى: "عدُّوا رجالكم" يعني: كباركم، "عدُّوا رجالكم، واغفروا لهم بعض زلاتهم، وعضوا عليهم بالنواجذ لتستفيد الأمة منهم، ولا تنفروهم لئلا يزهدوا في خدمتكم".
فإذا خلت الساحة من أهل العلم والتقوى والورع والحكمة، واتخذ الناس رؤوسًا جهالًا يفتونهم بغير علم، فإذا أفتوهم بغير علم فلا تسأل عن الحرمات التي تُستباح، والدم المعصوم الذي يُراق، والعرض الذي يُنتهك، والمال الذي يُهدر، ونظرة واحدة إلى الواقع الأليم في بعض بلاد المسلمين وما يقع فيها من مجازر ومذابح بأيدي الأدعياء الذين استبدوا برأيهم وتأولوا بأهوائهم، وركبوا رؤوسهم، ولم يصغوا إلى نصائح العلماء تنبئك عن أخطار تغييب العلماء وقطع الصلة بينهم وبين الشباب.
إن العلماء هم عقول الأمة، والأمة التي لا تحترم عقولها غير جديرة بالبقاء.
قال الحافظ السخاوي رحمه الله: "إنما الناسُ بشيوخهم، فإذا ذهب الشيوخ فمع من العيش؟".
هذا الكلام قولته في أحداث الجزائر، وهذا نموذج، ونحن لا نعتبر مع الأسف بالنماذج، في الجزائر كانت تحصل هناك مذابح رهيبة، لدرجة أن الانسان من شناعتها ما كان يصدق أن هناك من ينتمي للإنسانية أو لآدم عليه السلام ويقوى على فعل هذا؛ يبقر بطون الحوامل ويذبح الأجنة وهم مسلمون، لماذا؟ لأنهم يكفِّرون هؤلاء الناس، فيستحلون دماءهم، وهذه الجرائم الوحشية.
كانوا ينزلوا على القبيلة فيذبحونها، فهل هذا جهاد!
بسبب ماذا؟ بسبب انحراف الفكر، يؤدي إلى انتهاك حرمات الله سبحانه وتعالى، وانتهاك حرمات المسلمين، لأنهم لم يوافقوهم في مشربهم فيكفِّروهم، وبالتالي عواقب التكفير مثل هذه التصرفات.
فأعتقد أن مشكلتنا الآن هي أن أمر الإفتاء يُوسدُّ إلى غير أهله من الشباب الصغار.
وفي حديث عُبادة بن الصامت رضي الله عنه المتفق عليه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" وألا ننازع الأمر أهله".
فكل من أراد أن يفتي ليس فقط يفتي، يا ليتها فقط فتوى، بل وينفذ، يعني يعمل محكمة وينفذ ما رآه، بغض النظر عن الرجوع لأهل العلم المعتبرين الذين يُجمع على إمامتهم، وعلى علمهم.
وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "تفقهوا قبل أن تُسوَّدوا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «قتلوه قتلهم الله، إنما شفاء العِي -الجهل- السؤال».
وعن مالكٍ قال: أخبرني رجلٌ دخل على ربيعة بن أبي عبد الرحمن فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ وارتاع لبكائه، فقال له: أدخلت عليك مصيبة؟ فقال:( لا، ولكن اُستُفتي من لا علم عنده، فظهر في الإسلام أمرٌ عظيم، ولبعض من يفتي ها هنا أحقُّ بالسجن من السُراق).
وقال الإمام الشاطبي رحمه الله: " السائل لا يصح أن يسأل من لا يُعتبرُ في الشريعة جوابه؛ لأنه إسنادُ أمرٍ إلى غير أهله، والإجماع على عدم صحة مثل هذا، بل لا يمكن في الواقع؛ لأن السائل يقول لمن ليس بأهلٍ لما سُئل عنه: أخبرني عما لا تدري وأنا أسند أمري لك فيما نحن بالجهل به على سواء. ومثل هذا لا يدخل في زُمرة العقلاء؛ إذ لو قال له: دلني في هذه المفازة على الطريق إلى الموضع الفلاني وقد علم أنهما في الجهل بالطريق سواءٌ لعُدَّ من زمرة المجانين. فالطريق الشرعي أولى؛ لأنه هلاكٌ أخروي، وذلك هلاكٌ دنيوي خاصة".
فالسيف الذي يُرفع الآن في وجه العلماء من الذم والتطاول والشتم، الهدف منه إسقاط حرمة كلام أهل العلم، ليستأثر بعض الشباب الصغار بالإفتاء، ثم بالتنفيذ، بلا رقابة علمية، أو رجوع لأهل العلم.
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ربيع الأول 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً