🌸يقول الإمام الشافعي (رحمه الله): جوهر المرء في ثلاثة أمور: - كتمان الفقر حتى يظن الناس من ...

🌸يقول الإمام الشافعي (رحمه الله):

جوهر المرء في ثلاثة أمور:

- كتمان الفقر حتى يظن الناس من عفتك أنك غني.

- كتمان الغضب حتى يظن الناس أنك راضي.

- كتمان الشدة حتى يظن الناس أنك متنعّم .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا ...

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين أما بعد:

عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء } –رواه مسلم-. جاء في أحاديث أخرى: أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العناية بالنساء, على العناية المادية, بملبسهن, ومطعمهن, وحث كذلك على العناية الروحية, التربوية, الدينية, وهذا أعظم. قال صلى الله عليه وسلم: { استوصوا بالنساء خيرا, فإنهن عندكم عوان}. فالمرأة إذا اعتني بها, فهي من أكبر النعم, وإذا لم يعتن بها, فهي نقمة, بلية. النساء مما حبب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا, قال صلى الله عليه وسلم: {حبب إلي من دنياكم الطيب, والنساء, وجعلت قرة عيني في الصلاة}. ولما سأل, من أحب الناس إليك؟, قال: {عائشة}, جعلهن الله على رأس قائمة الشهوات, التي زينت للناس, فقال سبحانه: (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب). قال بعض الفضلاء: "إذا التزم العبد بالحدود الشرعية, فإن المزين هو الله, لأن الآية ورد فيها الفعل زين مبنيا للمجهول, وإذا تجاوز العبد الحدود الشرعية, فإن المزين هو الشيطان". وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنهن أكثر أهل النار, وذلك لأنهن يكثرن اللعن, ويكفرن العشير, وهذا فيه تحذير للمؤمنات, لأن لا يتعاطين سبب دخول النار, وليس من أجل الاستهانة بهن, وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن المرأة فتنة, ولذلك أمر الرجال أن يغضوا من أبصارهم, ويحفظوا فروجهم, وأن يبتعدوا عن الاختلاط بالنساء, وعن الخلوة بالأجنبية, وحرم على المرأة السفر من غير محرم, وأن تخضع بالقول, لأن لا يطمع الذي في قلبه مرض, وحرم عليها أن تصافح الأجانب, كل ذلك صيانة لها, وحفاظا على عفتها, وكرامتها, المرأة إذا لم تضبط بضوابط الشرع, إذا لم يضبطها وليها, أو زوجها, فتنت بتبرجها, وجمالها, ولباسها, وانقيادها إلى الحرام, فصارت سببا في انتشار الفساد, والرذيلة في الأرض, ولذلك عول عليها الكفارفي تخطيطهم, لإشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين, فخدعوها بشعاراتهم الزائفة البراقة, باسم التحرر من القيود, والعادات القديمة البالية, وأوهموها أن الحجاب من العادات البالية, التي تقيد حريتها, وزينوا لها الاختلاط بالرجال, بدعوى أن المجتمع لابد أن يقوم على قدمين, لا يمكن أن يمشي على قدم واحدة, فهو محتاج إلى رجاله ونسائه معا, وهذا حق أريد به باطل, فالمجتمع بحاجة إلى الرجال والنساء معا, لكن ليس بالطريقة الغربية, ليس بأن يختلط الرجال والنساء, وأن تتجرد المرأة من حياءها, ومن جلبابها, وأن تتخذ أصدقاء من الرجال, وأن يتخذ الرجل صديقات من النساء, ولما سار المسلمون على هذا الطريق, ارتفعت نسبة الطلاق, وكثرت المشكلات الأسرية, واستشرى الفساد, وانتشرت الرذيلة, وصدق شوقي حين قال:

خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء نظرة فابتسامة فسلام فكلام, فموعد فلقاء

قال أحد الصالحين, حين سمع هذين البيتين: "أعوذ بالله من هذه الفاءات التي تجر إلى سقر". فتنة النساء أشد ضررا على الرجال من غيرها, لأن الطباع تميل إليهن, وتقع في الحرام من أجلهن, وتسعى في العداوة بسببهن, فكم من إخوان في الدين والنسب, كانوا متآلفين, يحب بعضهم بعضا, ويقف بعضهم إلى جانب بعض, في السراء والضراء, فلما تزوجوا, هجر بعضهم بعضا بالسنوات, وهذا واقع, كأن لم يكونوا إخوانا بالأمس, بسبب أن زوجة هذا حرضت زوجها على هجر أخيه, على أخيه, وربما أمه, فحلت العداوة بدل الوئام, والمودة, أهكذا يكون المسلم؟ المسلم يخاف الله, يرجو الله ويخافه, يعلم أنه لو هجر مسلما مثله فوق ثلاث, فمات, فماذا سيكون مصيره؟ دخل النار,هذا إذا هجر مسلما من غير الأقارب, فكيف إذا هجر قريبا؟ بل كيف إذا هجر أخاه, أو أمه وأباه؟ . قيل أرسل بعض الخلفاء إلى الفقهاء بجوائز, فقبلوها, وردها الفضيل, فقالت له امرأته: ترد عشرة آلاف, وما عندنا قوت يومنا, فقال:" مثلي ومثلكم, كمثل قوم لهم بقرة, يحرثون عليها, فلما هرمت -كبرت- ذبحوها, وكذلك أنتم أردتم ذبحي على كبر سني, موتوا جوعا, قبل أن تذبحوا فضيلا". وكان سعيد بن المسيب يقول وقد أتت عليه ثمانون سنة: "ما شيء أخوف عندي علي من النساء", وقيل: إن إبليس لما خلقت المرأة قال: أنت نصف جندي, وأنت موضع سري, وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطأ أبدا.

أيها الناس إن المرأة إذا لم يمنعها دينها وصلاحها, كانت عين المفسدة, فلا تأمر زوجها إلا بشر, ولا تحثه إلا على فساد, إذا لم تكن على صلاح وخير, ترغبه في الدنيا فيتهالك عليها, وأي فتنة أضر من ذلك؟. وحب الدنيا رأس كل خطيئة. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن الدنيا حلوة خضرة, وإن الله مستخلفكم فيها, فناظر كيف تعملون, فاتقوا الدنيا واتقوا النساء, وإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} –رواه البخاري ومسلم-. الدنيا ناعمة, طرية جذابة, محبوبة للنفوس, فإن النفوس تطلبها طلبا شديدا, فهي كالفاكهة, حلوة خضرة, خضرة في منظرها, حلوة في مذاقها, وكل منهما يرغب فيه, الطعم والمنظر, يرغب فيه منفردا, فكيف إذا اجتمعا معا؟ فالدنيا مشتهاة, تعجب الناظرين, فمن استكثر منها أهلكته, فعلى العاقل أن يقنع منها بما تدعوا إليه الحاجة, ويجتنب الإفراط والتفريط في تناولها. الله عز وجل زينها للناس, ابتلاءا, واختبارا, وجعل بعضهم يخلف بعض, وإن الله مستخلفكم فيها, أجيال تخلفها أجيال, فناظر كيف تعملون, لينظر كيف يتصرف عباده هل يسلكون سبيل مرضاته, فيفلحون ويسعدون. أم يسلكون طريق الغواية, فيشقون ويخسرون, {فاتقوا الدنيا} أي احذروها بما فيها من الجاه والمال, واقنعوا فيها بما يعين على حسن المآل, فإن حلالها حساب, وحرامها عذاب. {واتقوا النساء} أي احذروا كيدهن ومكرهن والاغترار بهن, واحذروا أن تميلوا إليهن, في المنهيات وتقعوا في فتنة الدين بسببهن, وبسبب الافتتان بهن, فإنهن ناقصات عقل ودين, ويحملنكم على تعاطي ما فيه نقصان العقل والدين, أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلى على الظالمين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {الدنيا متاع, وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة} –رواه مسلم وبن ماجه-, الدنيا متاع قليل, زائل عما قريب, قال تعالى: (قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى) فعلى العاقل أن يأخذ منها بقدر حاجته, وخص في هذا الحديث بالذكر الزوجة الصالحة, لأنها معينة على أمور الدين, والدنيا, صالحة في نفسها, مصلحة لزوجها وأولادها. ففي الحديث الحث على البحث عن المرأة الصالحة, إذ هي خير ما يكتنزه المرء, وبها تحصل الحياة الطيبة التي تتصل بالحياة الأخرى الأبدية, والسعادة السرمدية. بعض الناس يظن أن الرزق هو المال فقط, وهذا غير صحيح, فالمرأة الصالحة من أعظم أصناف الرزق, وخير ما يسأل المسلم ربه, أن يأتى في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة, ومن حسنة الدنيا المرأة الصالحة, وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم من أصاب المرأة الصالحة بالظفر أي بالغنم ,لأنه أصاب غنيمة, فقال: {فاظفر بذات الدين تربت يداك}.

أثنى الله على المراة الصالحة فقال: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ) قانتات معناه: مطيعات عابدات. حافظات للغيب أي: لأزواجهن في حال غيابهم. حافظات للغيب بما حفظ الله أي: بتوفيق الله لهن. ومن الأدعية القرآنية العظيمة التي وردت في الكتاب وكل أدعية القرآن عظيمة من أدعية القرآن التي علمنا قول الله سبحانه: (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما). ولا تقر عين المؤمن إلا بصلاح زوجه وذريته. سمعت أحد أهل العلم وهو ينصح أحدا استشاره في أمر زواجه, قال: "إجعل من زواجك حظا لآخرتك", كيف هذا؟ قال: "إعمد إلى امرأة قليلة الجمال قد عزف عنها الخطاب, شريطة أن تكون ذات دين وخلق وصلاح, فتزوجها يبارك لك فيها ولأن كان ينقصها الجمال, فإن دينها يجملها" –إنتهى-. فإذا كان كل الناس يتهافتون على الحسناوات, فمن للصالحات القانتات قليلات الحظ من الجمال. ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما, اللهم اهدنا واهد بنا, واجعلنا هداة مهتدين, اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة, اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين, ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار, آمين والحمد لله رب العالمين
...المزيد

#خواطر_رمضانية_8 عشق المحبين ورونقة الخاشعين . قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ ...

#خواطر_رمضانية_8
عشق المحبين ورونقة الخاشعين .
قال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴾ (البقرة: 165) .
الحُبُّ من أعمال القلوب، فإنَّ حُبَّ الله جل جلاله من أعظم أعمال القلب، ولن يستطيعه إلا القلب السليم، فإنَّ محبة الله جل جلاله تصلحه، فإذا امتلأ قلب العبد بحب الله جل جلاله، انساقت للقلب الجوارح؛ لأنها تابعة له، فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ألا وإنَّ في الجسد مضغة، إذا صلَحت صلح الجسد كله، وإذا فسَدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب)) رواه البخاري
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسألُكَ حُبَّكَ، وحُبَّ مَنْ يحبُّك، وحُبَّ عملٍ يُقرِّب إلى حُبِّكَ))؛ صحيح سنن الترمذي .
والعلاقة بين الحب والإيمان يوضحها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحَبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار)) [4].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وإذا كان الحُبُّ أصلَ كُلِّ عملٍ من حقٍّ وباطلٍ، وهو أصل الأعمال الدينية وغيرها، وأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله، كما أنَّ أصلَ الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله، فالتصديقُ بالمحبة هو أصل الإيمان، وهو قولٌ وعملٌ .

فإذا أصبح حُبُّ الله جل جلاله في قلب العبد في أعلى المراتب، يكون العبد قد بلغ مرتبة الإحسان، عند ذاك تتحرك الجوارح كافة على مراد الله جل جلاله، فيحب في الله، ويكره في الله، ويعطي لله، ويمنع لله، ويوالي في الله، ويعادي في الله جل جلاله.

وقد ذكر العلماء عشر علامات تدل على حب العبد لربه وهي :-

العلامة الأولى : محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلا يتصور حب لله من دون حب لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي عرَّفنا بربِّنا، وبلَّغنا رسالته، وبيَّن لنا الطريق إليه؛ قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31]، قال الحسن البصري رحمه الله: "زعم قوم أنهم يحبُّون الله، فابتلاهم الله بهذه الآية"، وقال ابن كثير رحمه الله: "هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادَّعى محبَّة الله، وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي".
وهل صادق مَنْ يدَّعي حُبَّ ربِّه ****وأمسى عن اللَّذات غير صبور
ويسلو عن الدنيا وعن كل شهوة****وعن كل ما يودي بوصل سرور

العلامة الثانية : حُبُّ مَنْ يحبُّه الله عز وجل من عباده المصطفين الأخيار .
وذالك كحُبِّ الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته، وأولياء الله الصالحين، وليس ذلك حبًّا مع الله؛ بل هو من تمام حب الله؛ لأنه حب لأجل الله، وفي الله؛ قال ابن القيم رحمه الله: "فأصل العبادة محبَّة الله؛ بل إفراده بالمحبَّة، وأن يكون الحبُّ كله لله، فلا يحبُّ معه سواه؛ وإنما يحبُّ لأجله وفيه، كما يحبُّ أنبياءه، ورسله، وملائكته، وأولياءه، فمحبَّتنا لهم من تمام محبَّته، وليست محبَّةً معه".
فالذي يبغض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا حَظَّ له في محبَّة الله، والذي يُنكِر وجود الملائكة، لا حظَّ له في محبَّة الله، والذي يتَّهم أولياء الله بالجهل، لا حظَّ له في محبَّة الله... وهكذا.

العلامة الثالثة : الرضا بما يعطي الله وبما يمنع .
فلا تسخُّط، ولا تأفُّف، ولا تأوُّه؛ لأنه أعطاك ليختبرك، ومنعك ليبتليك، وهو تعالى في الأمرين يحبُّك، فقابل تقديره بالقبول، وابتلاءه بالرضا، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك الرضاء بعد القضاء))؛ صحيح سنن النسائي.

ومن كلام ابن مسعود رضي الله عنه: "لأن ألحَسَ جمرةً أحرقت ما أحرقت، وأبقت ما أبقت، أحبُّ إليَّ من أن أقول لشيء كان: ليته لم يكن، أو لشيء لم يكن: ليته كان".
ولقد سأل رجل الفضيل بن عياض رحمه الله، فقال: يا أبا علي، متى يبلغ الرجل غايته من حبِّ الله تعالى؟ فقال له الفضيل: "إذا كان عطاؤه ومنعه إيَّاك عندك سواءً، فقد بلغت الغاية من حبِّه".

وذكر ابن الجوزي قصة أحد الصالحين، ابتلاه الله ليختبر حبَّه له، فجعله مكفوفًا، مجذومًا، مقعدًا، حتى جعل الزنبور يقع عليه فيقطع لحمه، فقال: "وعزَّتك وجلالك، لو قطعتني إرْبًا إرْبًا، أو صببت عليَّ البلاء صبًّا، ما ازددت إلَّا حبًّا".



إن الطبيب بطبِّه ودوائه ****لا يستطيع دفاع مقدور القضا
ما للطبيب يموت بالداء الذي ****قد كان يبرئ مثله فيما مضى
ذهب المداوي والمداوي والذي ****جلب الدواء وباعه ومن اشترى

العلامة الرابعة: محبة كلام الله تعالى، والانشغال بتلاوته وتدبُّره .

فلا حب لله مع هجر كلامه، ولا حب لله مع عدم التلذُّذ بتلاوته، والتمتُّع بالاستماع إليه، فالقرآن الكريم جنة العابدين، وبُستان الزاهدين، وكنز المتلذِّذين، وبهجة مجالس المجتمعين؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وكذلك محبَّة كلام الله، فإنه من علامة حُبِّ الله، وإذا أردْتَ أن تعلم ما عندك وعند غيرك من محبة الله، فانظر محبة القرآن من قلبك، والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم".

ورحم الله ابن القيم، فقد علم أن من الناس من ينشغل بالغناء والطرب، حتى يُلهيه ذلك عن كتاب الله، فينفق الساعات الطوال للسَّماع، ولا يجد نصف ساعة في اليوم يفتح فيها كتاب الله، يقرؤه، ويتدبَّره، ويقوي إيمانه بالتأمُّل في آياته، حتى إذا قرأ منه بعض آيات، لم يشعُر لها بلذَّة، ولم يستفد منها بومضة، ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، قال ابن جزي رحمه الله: "أي: غطَّى على قلوبهم ما كسبوا من الذنوب، فطمس بصائرهم".

قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: "لو طهرت قلوبنا، ما شبعت من كلام الله".

العلامة الخامسة : القيام بالأعمال الحسنة، والاتِّصاف بالأخلاق الحميدة.
إذ لا يجتمع حب الله والكلام الفاحش، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن فاحشًا ولا مُتفحِّشًا، وكان يقول: ((إنَّ خياركم أحاسنُكم أخلاقًا))؛ متفق عليه.
ولا يجتمع حبُّ الله مع الإساءة إلى الجار، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنة مَنْ لا يأمن جاره بوائقه))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع الكذب، تقول عائشة رضي الله عنها: "ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب"؛ صحيح سنن الترمذي، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال))؛ صحيح سنن أبي داود؛ وردغة الخبال: هي عصارة أهل النار.
ولا يجتمع حب الله مع أخذ الرشوة، والراشي والمرتشي ملعونان في شريعتنا، ولا يجتمع حبُّ الله مع الغش في العمل، وفي الحديث: ((مَنْ غشَّنا فليس منا))؛ مسلم.
ولا يجتمع حُبُّ الله مع التحايُل على الناس في الخصومة، لأكل أموالهم بالباطل، أو سلب حقوقهم ومستحقَّاتهم، فهذا جزاؤه من الله السخط لا الحب؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ خاصم في باطل وهو يعلمه، لم يزل في سخط الله حتى ينزع عنه))؛ صحيح سنن أبي داود.

ويجمع التحذير من كل ذلك، حديث عبدالرحمن بن أبي قراد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضَّأ يومًا، فجعل أصحابه يتمسَّحون بوضوئه، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يحملكم على هذا؟))، قالوا: حب الله ورسوله، فقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سرَّه أن يحبَّ الله ورسوله، أو يحبَّه الله ورسوله، فليصدق حديثه إذا حدث، وليُؤدِّ أمانته إذا ائتمن، وليحسن جوار مَنْ جاوره))؛ حسَّنه في المشكاة.

سبحان من لو سجدنا بالجباه له **** على لظى الجمر والمحمي من الإبر
لم تبلغ العشر من مقدار نعمته **** ولا العشير ولا عشرًا من العشر

العلامة السادسة : الجمع بين خلوص التوحيد لله تعالى، وعبادته على الوجه الذي يرتضيه. فالمسلم يلهج بذكر الله في كل حين، ويراقب الله تعالى في كل عمل، ويخاف من تجاوز حدوده في كل معاملة، فشأنه العمل لله، والالتجاء إلى الله، والعيش مع الله، والاستعانة بالله، بحيث تصير تردُّدات أنفاسه، ونبضات قلبه، وحركات جوارحه وقفًا لله تعالى: ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50].
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوه؟))، قال: الله ورسوله أعلم، قال: ((ألَّا يُعذِّبهم))؛ متَّفق عليه.
ومن جميل ما تنبَّهوا إليه، أن كلمة "حب"، بدئت بحرف الحاء، ويخرج من أقصى الحلق، وانتهت بحرف الباء، الذي يخرج من الشفتين وهما آخر ما تخرج منه الحروف، فالحاء دلَّتْ على الابتداء، والباء دلَّت على الانتهاء، وكذلك شأن المحبَّة، تبدأ من المحبوب، وتنتهي إليه.

ولقد شبَّ بعض الناس على حبِّ الماديات، فساووا حبَّها بحبِّ الله أو أكثر، فصار المال قِبْلتهم، والجاه وجهتهم، والتفاخُر حياتهم، والاعتناء بالذات ديدنهم، والتجمُّل في المظهر هجيراهم، وربما قدموا ذلك على الصلاة فلم يصلُّوا، وإذا صلَّوا، فصلاة كسلان متثاقل، لا صلاة مستوفز مُحبٍّ، ولا عبادة متحفِّز متوثِّب، يخشى عليهم من مثل قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ (البقرة: 165).
وأبغض إله عُبِد في الأرض هو الهوى، قال تعالى: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ (الجاثية: 23).

وأتـرك ما أهـوى لمـا قـد هويتــه *** فأرضى بما ترضى وإن سخطت نفسي

العلامة السابعة : التلذُّذ بمناجاة الله عز وجل، وأفضله قيام الليل ولو بركعتين، فذلك السبيل لمن أراد العزَّ والشرف، ولقد أتي جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: "يا محمد، أحبب من شئت، فإنك مُفارقه، واعمل ما شئت، فإنك مجزي به، وعِشْ ما شئت، فإنك ميت، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس"؛ صحيح الجامع.
كيف لا وقد أخبرنا الصادق المصدوق أنه: ((إذا مضى شَطْرُ الليل أو ثُلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدُّنيا، فيقول: هل من سائلٍ يُعطى، هل من داعٍ يُستجابُ له، هل من مُستغفرٍ يُغفَر له، حتى ينفجر الصبح"؛ مسلم.
ويقول صلى الله عليه وسلم: ((إن في الليل لساعةً، لا يُوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إيَّاه، وذلك كل ليلة))؛ مسلم.
هنا يظهر حب العبد لربه ويقوم للعبادة ولصلاة ويشمر لها لكي ينال السعادة في الدارين وقد قال بعض السلف سابقا (إذا أردت أن تلحق بركب السادة فعليك بترك الوسادة لتحظى بالحسنى وزيادة ) فالمسلم المحبُّ لربِّه، يغتنم هدوء الليل، وصفاء النفس بانقطاع العوائق، وانصرام العلائق، فيأنس بربِّه، ويتنعَّم بمناجاته، ويتلذَّذ بالشوق إليه، وإدامة دعائه.
وقد قيل لإبراهيم بن أدهم وقد نزل من الجبل: من أين أقبلت؟ فقال‏: "من الأنس بالله"‏،‏ ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 16].

وقد سئل الحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجِّدين بالليل من أحسن الناس وجوهًا؟ فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن، فألبسهم من نوره".
وقال له شاب: أعياني قيام الليل، فقال له: "قيَّدتك خطاياك"،فقارن بين هؤلاء ومن شغل سواد ليله في لعب الورق، أو تقليب القنوات الفضائية، أو السهر مع المباريات، والأفلام، وتتبُّع الأخبار السوقية، وربما زاغ بصره فوقع على الصور الخليعة، والمسلسلات الوضيعة، والنكات السمجةالممجوجة، ويزعم مع ذلك أنه يحبُّ الله، لركعات يملأ بها فراغه، وصيام في رمضان اعتاده، ودريهمات جعلها صدقته.
قال مالك بن ضيغم: "لو يعلم الخلائق ما يستقبلون غدًا، ما لذُّوا بعيش أبدًا".
وقال إبراهيم التيمي رحمه الله: "شيئان قطعا عنِّي لذَّة الدنيا: ذكر الموت، وذكر الموقف بين يدي الله تعالى".

العلامة الثامنة : التلذُّذ بفعل الطاعة، واعتقاد أنها خير تسرع إليه، وفضل ترتاح لفعله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وجعلت قرة عيني في الصلاة))؛ صحيح سنن النسائي.
وكان يقول صلى الله عليه وسلم: ((يا بلال، أقم الصلاة أرحنا بها))؛ صحيح سنن أبي داود، وكذلك سائر العبادات من صيام، وصدقة، وقراءة للقرآن، وسير في حوائج الناس.
ومن الناس مَنْ ينتظر الصلاة بعد الصلاة، تلذُّذًا بالمكوث في بيت الله، داعيًا، مُصلِّيًا، باكيًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أدلُّكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط))؛ مسلم، والرباط: حبس النفس على هذه الطاعة.
وكان عطاء السليمي رحمه الله إذا فرغ من وضوئه، انتفض، وارتعد، وبكى بكاءً شديدًا، فيُقال له في ذلك، فيقول: "إني أريد أن أُقدِمَ على أمرٍ عظيمٍ، أريد أن أقوم بين يدي الله عز وجل ".

العلامة التاسعة : الإحساس بالحسرة والأسى عند فوات الطاعة أو تركها، فإن فات المحب لربِّه الاستيقاظ إلى صلاة الصبح، رأيته حزينًا كئيبًا، متألم القلب، كاسِفَ البال، قد فاته خيرٌ عظيمٌ، أعظم من فوات صفقة تجارية رابحة، أو سفر لقضاء حاجة ملحَّة.
فهذا حاتم الأصم، فاتته صلاة العصر في جماعة، فصلَّاها في البيت، فجلس يبكي؛ لأن صلاة الجماعة قد فاتته.
وعن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا فاتته العشاء في جماعة، أحيا بقية ليلته.

العلامة العاشرة : الغيرة على محارم الله إذا انتهكت، وحزن القلب لشعائر الله إذا هجرت، وقلق النفس للمنكرات إذا تفشَّت، وضيق الصدر لحدود الله إذا تعديت؛ لأن المؤمن يحبُّ للناس ما يحبُّ لنفسه، ولا يرضى لهم ما لا يرتضيه لنفسه.

اللهم يا من لا تراه في الدنيا العيون ، ولا تخالطه الظنون ، يا من سجد له الساجدون ، وركع له الراكعون ، وقام بين يديه القائمون ، ولبى له الملبون ، وحج إليه الحاجون ، واعتمر له المعتمرون ، وقام إليه القائمون ، وعاد إليه العائدون ، يا من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون ، اللهم أقمنا بين يديك نصلي لك يا رب العالمين .

كتبه الشــــــيخ شــــــــرمــــاركــــــي محمد عـــــــــــيسى (بخاري)
هــــــــــــــــــــرجيـــــــــــــــــــــــــســــــــــيا 8/رمضان/1440هــــــــــــــ
أبـــــــــــو ألأثيـــــــــــــــــــــــر الصــــــــــــــــــــــومالــــــي
...المزيد

عن ابي هريرة قال:قال:رسول الله صل الله عليه وسلم. ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما ...

عن ابي هريرة قال:قال:رسول الله صل الله عليه وسلم.
ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه او مصحفا ورثه او مسجدا بناه او بيتا لابن السبيل بناه او نهرا اجراه او صدقة اخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته.ابن ماجه وحسنه الالباني ...المزيد

مع كتاب الذكريات لعلي الطنطاوي رحمه الله . في البداية اعتذر عن اثنتين . الأولى عن طول المنشور ...

مع كتاب الذكريات لعلي الطنطاوي رحمه الله .
في البداية اعتذر عن اثنتين .
الأولى عن طول المنشور .
والثانية عن تطفلي حيث أقدمت على الكتابة عن كتاب لأحد أساطين الأدب وهو كتاب الذكريات للشيخ علي الطنطاوي بكلماتي الركيكة التي لا تكاد تتماسك .
وابدأ معكم من حيث انتهى اديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله حيث يقول في آخر الجزء الثامن من كتاب الذكريات :
(( لما شرعت أكتب هذه الذكريات ما كنتُ أقدّر أن تبلغ أربعاً وعشرين حلقة، فوفّق الله حتى صارت مئتين وأربعين، وما استنفدت كل ما عندي، ولا أفرغت كل ما في ذهني، فقد جاءت على نمط عجيب، ما سرت فيها على الطريق المعروف، ولا اتبعت فيها الأسلوب المألوف، فلم تجئ مرتّبة مع السنين، ولا مقسمة تقسيم الأحداث والوقائع، وما كانت تستقيم دائماً على الجادة، بل تذهب يميناً وتذهب شمالاً؛ أبدأ الحديث فلا أتمّه، وأشرع في آخر فلا أستكمله، وما أدري كيف احتمل القراء هذا كله مني؟! وكنت أفارقكم كل خميس على أن ألقاكم في الخميس الذي بعده، ولكن فراق اليوم إلى غير لقاء))
قلت انا حمدي الصيودي
صدق في كل ما وصف فهو ادرى بذكرياته لاكن قوله ( ما ادري كيف احتمل القراء هذا كله... ) فلم يوفق فيه فأنا احد القراء الداخلين في هذا الكلام وعنهم أتحدث إن سمحوا لي فهي والله متعة القراءة وحب الاطلاع وكثرة الفوائد تاتيك عفواً بقلم سيال وأسلوب رصين .
كتاب الذكريات : صب الشيخ رحمه الله تعالى فيه علماً كثيراً في جميع الفنون وتكلم فيه عن كل شيء فتجده رحمه الله مرة يتكلم عن الدراسة ويعالج مشاكلها وينقد ما يجد فيها من عيوب وقصور ’ وتراه يدندن حول الاوضاع السياسية ويظهر عوارها وعيوبها وخبثها ويعرفك برجال التعليم وقتها, المخلص منهم والمنافق لا يحابي ولا يجامل .
يعرفك برجال السياسة المخلص لبلده ولوطنه ولدينه والخائن منهم والعميل دون حيف او تزييف للحقائق .
يدخل معك البلد فيصفه لك كأنك تمشي في شوارعه و تسلك طرقه وتسكن في ابنيته وتركب في مواصلاته وتعيش مع اهله , يحدثك عن خصائصة الزراعية والصناعية وعن طرق المعيشة فيه وعن اكلاته الشعبية وعن تاريخه وما يتعلق به من قريب او بعيد باختصار شديد جداً .
تكلم عن القضاء حين دخل في سلكه وخبر عيوبه وعرف طرقه وأنواعه ودرجاته حتى يعطيك فكرة عامة عنه كانك تعيش معه في هذه المرحلة .
اذا دخل المشفى (المستشفى ) حدثك عن الطب والأطباء وما يتعلق بذلك وحدثك عن رجال الطب المخلص منهم لمهنته والجشع الذي لا هم له إلا جمع المال وتكديسه .
اذا دخل دار طبع او دار للصحافة حدثك عن رجال الإعلام وعن أحداث تلك الأماكن وما يجري فيها فترى العجب العجاب من تلفيق وتزوير أو نصح وإرشاد .
اما الخطابة والكتابة والوعظ والإرشاد والتوجيه فله في ذلك القدح المعلى .
واذا تكلم عن الأدب وحرفته فيتكلم بلسان طلق ويكتب بقلم سيال لا يكاد يكل ولا يمل لان هذه حرفته الحقيقية .
تكلم في هذه الذكريات بكل صراحة وان كان قد هضم حق نفسه ولم يعطها نصف ما تستحق .
هذه الذكريات فيها كثير من التجارب في شتى المجالات .
تجارب في القضاء والحكم والمحاكم .
تجارب في الحياة السياسية والمظاهرات ضد الاستعمار والظلم .
تجارب في الحياه العائلية والزوجية وتربية الاطفال .
تجارب في الحياة الاجتماعية ومعاملة الناس.
تجارب في التعليم والدراسة والمدارس والمعاهد والجامعات .
تجارب في السفر والسياحة.
تجارب في العشرة والصديق والصداقة .
تجارب في الأعلام والإذاعة ودور النشر والطباعة .
صدقاً اقول تجد في ذكرياته رحمه الله كثيراً من العلوم في كل فن من الفنون اذكر لك منها :
الفقه والحديث والتفسير والعقيدة والسيرة والتاريخ والجغرافيا والفن النزيه والسياسة والقضاء والفتيا والشعر والأدب واللغة والنحو والصرف والزهد والرقائق والمواعظ والخطب والهندسة والطب والفلسفة والمنطق وفي غيرها من الفنون والعلوم تجد في ذكرياته من كل فن طرف ان طالعت الكتاب عثرت على ما ذكرت لك وعلى غيره مما لم اذكره وليس الخبر كالمعاينة .
وفي النهاية اقول
هذا كتاب انصح به
دمتم في طاعة الله وامنه
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

أصلح ما بينك وبين الله

انظرت في الأدلة على الحق - سبحانه وتعالى - فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان يخفي مالا يرضاه الله - عز وجل - فيظهره الله - سبحانه - عليه، ولو بعد حين، وينطق به الألسنة وإن لم يشاهده الناس، وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جوابا ً لكل ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب، ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ ليعلم أن هنالك رباً لا يُضِيع عَملَ عاملٍ، وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله - تعالى - فإنه يكفيه كل هم، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاما ً.
...المزيد

أحذر في رمضان !!! جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه ...

أحذر في رمضان !!!

جلس الإمام مالك في المسجد النبوي كعادته يروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ... والطلاب حوله يستمعون... فصاح صائح : جاء للمدينة فيل عظيم... ( ولم يكن أهل المدينة قد رأوا فيلا قبل ذلك... فالمدينة ليست موطنا للفيلة )...

فهرع الطلبة كلهم ليروْا الفيل وتركوا مالكا...
إلَّا يحيى بن يحيى الليثي...

فقال له الإمام مالك :
لِمَ لَمْ تخرج معهم؟ هل رأيت الفيل من قبل ؟

قال يحيى : إنَّما قدمت المدينة لأرى مالكاً لا لأرى الفيل...(١)

لو تأمَّلنا هذه القصة .. لوجدنا أنَّ واحداً فقط من الحضور هو من عَلِمَ لماذا أتى ؟ وما هو هدفه ؟

لذا لم يتشتت... ولم يبدد طاقاته يمنة ويسرة... أما الآخرون فخرجوا يتفرجون .. فانظر لعِظَمْ الفرق بينهم...
فكانت رواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي عن مالك هي المعتمد للموطأ...
أمَّا غيره من الطلبة المتفرجين فلم يذكرهم لنا التاريخ...

وفي زماننا هذا يتكرر الفيل .. ولكن بصور مختلفة... وطرائق شتَّى... وخصوصاً في رمضان...

فالناس في رمضان صنفان : صنف قد حدَّد هدفه .. فهو يعلم ماذا يريد من رمضان... وما هي الثمرة التي يرجو تحصيلها...

وصنف آخر غافل لها مفرِّط... تستهويه أنواع الفيلة المختلفة...

فالقنوات الفضائية
والمسلسلات والأفلام
والأغاني وأنواع المحرمات فيلة هذا الزمان...

فاحذر الفِيَلة وبريقها...
فإنها ستسلب منك أفضل أوقات العام.

(١)_أوردها الذهبي-ت ٧٤٨-في"سير أعلام النبلاء" (٣١٨/١)..
...المزيد

أقسام العلوم الشرعية انتجت جهود علماء السلف والعلماء المعاصرين إلى تقسيم العلوم الشرعية لأربعة ...

أقسام العلوم الشرعية
انتجت جهود علماء السلف والعلماء المعاصرين إلى تقسيم العلوم الشرعية لأربعة أقسام رئيسية وهي كالآتي:[١٤] القسم الأول: هي العلوم التي أسماها العلماء بعلوم المصادر، وهي ما أوحى الله في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: [ألَا إنِّي أُوتيتُ الكِتابَ ومِثلَه معه، ألَا إنِّي أُوتيتُ القُرآنَ ومِثلَه معه، ألَا يوشِكُ رجُلٌ يَنْثَني شَبْعانًا على أَريكتِه يقولُ: عليكم بالقُرآنِ، فما وجَدْتُم فيه مِن حلالٍ فأَحِلُّوه، وما وجَدْتُم فيه مِن حرامٍ فحَرِّموه! ألَا لا يَحِلُّ لكم لَحمُ الحِمارِ الأَهْليِّ، ولا كلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ، ألَا ولا لُقَطةٌ مِن مالِ مُعاهَدٍ إلَّا أنْ يَستَغنيَ عنها صاحِبُها، ومَن نزَلَ بقَومٍ فعليهم أنْ يَقْرُوهم، فإنْ لم يَقْرُوهم فلهم أنْ يُعْقِبوهم بمِثلِ قِراهُم][١٥]، فالقرآن يلحقه علم تفسير القرآن، أما الحديث فيلحقه شروحات كتب السنة. القسم الثاني: علوم المقاصد، وهي العلوم التي يقصدها المسلمين لذاتها، وقد استمد العلماء ثلاثة أنواع أساسية في هذا المجال هي:علم الإيمان والتوحيد والعقيدة، وعلم الفقه، وعلم الأخلاق والسلوك، وقد بينهم الحديث المعروف بحديث الأمينين، أمين السماء جبريل عليه السلام، وأمين الأرض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. القسم الثالث: علوم الآلة، وهي العلوم التي لا تُقصد لذاتها بل لغيرها، كأن نطلب لعلم القرآن الكريم علوم التجويد والقراءات، ولعلم التفسير نطلب علوم القرآن وأصوله، وللسنة النبوية نطلب علم أصول الفقه وعلم تاريخ التشريع وغيرها من العلوم. القسم الرابع: والذي يُسمى بملح العلم، وقد قسمه العلماء لقسمين هما العقد والملح، فالعقد هي العلوم الأصلية التي تُستكمل وتدرس كعلم التفسير والفقه والأصول، في حين ملح العلم هي العلوم التي يحتاجها طالب العلم لإتمام بناء العلم، فقراءة التاريخ والأدب والأشعار وخلافها تعد ملحًا للعلوم الأساسية ...المزيد

مع الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم ,الموسوم بـ ( المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج ...

مع الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم ,الموسوم بـ
( المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج )
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
قلت أنا حمدي الصيودي
هذه بعض سمات ومميزات شرح الامام النووي على مسلم , من واقع قراءتي للكتاب .
بدايةً أقول :
يلزم قبل الولوج إلى هذا السفر المبارك أن تقرأ المقدمة التي كتبها المؤلف رحمه الله لأن فيها فوائد جمة ,خاصة بالصحيح وبعلم مصطلح الحديث عموماً.
1- كتب الإمام النووي مقدمة لشرحه , بين فيها عدة أمور تخص هذا الشرح , وهي مقدمة نفيسة فلتراجع , بين فيها طريقته وسبب تأليفه كما بين سبب عدم تطويله للكتاب ,والأمور التي سيعالجها أثناء الشرح , وغير ذلك من الأمور .
2- ثم أردف ذلك بعدة فصول , بين فيها إسناده إلى الكتاب , وحال رواته, ومكانة صحيح مسلم وما انتقد عليه , وجمل مهمة من علم الحديث , كالإسناد المعنعن , وحكم المختلط , ومعرفة الصحابي والتابعي ,ورواية الحديث بالمعنى , وغير ذلك من الأمور المتعلقة بعلم الحديث , وهي مقدمة شيقة ودسمة فلتراجع .
3- ترجم في المقدمة لشيوخه إلى مسلم تراجم مختصرة .
4- ترجم للإمام مسلم ترجمة لا تليق به البتة رحم الله الجميع .
5- بين النووي ومسلم ستة أنفس وبعض الأسانيد سبعة أنفس وبينه وبين مالك سبعة فقط .
6- تراجم أبواب الصحيح وضعها الإمام النووي كما نص على ذلك ص26ج1
7- قد يوجه بعض الانتقادات للإمام مسلم .
8- أحيانا يثير انتقاد أو اعتراض ويرد عليه .
9- أحال أثناء شرحه لمقدمة الصحيح إلى صلب الكتاب .
10- ترجم للرواة الأعلام تراجم مختصرة جداً ولم يستوعب كل الروة .
11- ضبط أسماء الأعلام ضبطاً تاماً بالشكل .
12- يذكر فوائد الحديث , مرة باسهاب ,ومرة باختصار, ومرة يهملها .
13- ينسب الأقوال إلى قائليها الا في بعض الحالات قد يعمم فيها مثل قال العلماء , قال الفقهاء .
14- يذكر اللطائف الاسنادية التي تمر معه في الإسناد .
15- يحيل المؤلف في كثيرا من الأحوال إلى كتبه الأخرى مثل ( الأسماء والصفات , والقطعة التي شرحها من صحيح البخاري , وشرح المهذب والأذكار , والأربعون, ورياض الصالحين , وروضة الطالبين وغيرها ......
16- ينقل كثيرا مذهب أصحابه الشافعية’ بل يكاد يعتمده اعتماداً كلياً ويشير إلى المذاهب الأخرى ولا يلتزم ذلك .
17- يدافع عن الإمام مسلم بالدليل والبرهان , خصوصاً اذا كان في إسناد مسلم رجل تكلم فيه او وصف بالضعف .
18- يذكر وينقل ما قاله العلماء في الراوي من توثيق وتضعيف ولا يستوعب .
19- قد يقعّد قاعدة أو يؤصل أصلاً , ثم يحيل إليه فيما بعد , انظر مثلاً ج1 ص 88 حينما تكلم على اثر هشام ابن زياد مع عفان , ضمن ما رواه مسلم في المقدمة .
20- يذكر اذا كان إسناد الحديث كوفي او بصري او خرساني او مصري او ... ...
21- قد يشير إلى أشياء إشارة ولا يذكر مضمونه فراراً من التطويل , انظر مثلاً عند الكلام على الناسخ والمنسوخ في المقدمة وذكر وجوه الترجيح , قال : وهي نحو خمسين وجهاً جمعها الحافظ أبو بكر الحازمي في أول كتاب الناسخ والمنسوخ , وقد جمعتها انا مختصرة ولا ضرورة إلى ذكرها هنا كراهة التطويل انظر ج1 ص 38 .
22- ذكر جملة كبيرة من الكتب والمؤلفات التي نقل منها او رجع إليها أثناء الشرح وهي منثورة بين ثنايا كتابه .
23- يذكر ما عليه الإجماع في الغالب .
24- يذكر الزيادة على رواية مسلم في الغالب .
25- يُعرض عن الأقوال الضعيفة او الفاسدة على حسب وصفه, انظر مثلاً ج1 ص 142.
26- يذكر فوائد الحديث بعد قوله ( وفي الحديث جمل من العلم غير ما تقدم) ولا يلتزم ذلك.
27- يقسم أحاديث مسلم إلى أبواب ولا يتكلم على التراجم لأنها من وضعه, بل يعمد إلى رجال الإسناد فيتكلم عنهم ويضبط الكلمات الغريبة , ثم يتكلم على متن الحديث (هذا في أول الكتاب خصوصاً عند شرحه لكتاب الإيمان ) ثم تغير هذا الترتيب عند الكلام على الكتب الأخرى فقد يقدم الشرح ثم الكلام على رجال الإسناد ثم الغريب .
28- يشير في الغالب إلى ما اتفق عليه البخاري ومسلم والى ما انفرد به مسلم ولا يلتزم ذلك .
29- يذكر ما يتعلق بألفاظ الحديث , ثم يعرّج على أحكامه ومعانيه .
30- يشير الى ما انتقده واستدركه حافظ عصره الإمام الدار قطني على مسلم .
31- يعزو القول إلى قائله ابتداء ,وقد يذكر القول ثم يردفه بقائله , كان يقول مثلاً ( هذا قول فلان او انتهى كلام فلان ......) .
32- ينقل توثيق الراوي او تضعيفه عن المتقدمين أمثال احمد وابن معين وابن ألمديني والبخاري وغيرهم ولا يلتزم ذلك .
33- ينقل تصحيح او تضعيف غيره على ما يورده ويستشهد به في الشرح ولا يلتزم ذلك .
34- أجاب على استدراكات الدارقطني على مسلم , و الحق اجاباته ضعيفة جداً , ولا ترقى لمستوى نقد إمام مثل الدارقطني ( ولعله انتقدها على طريقة الفقهاء لا المحدثين ).
35- غالب ما يقرره في الشرح ,على مذهب الشافعي رحمه الله .
36- أكثر من العزو على شرح المهذب .
37- شرحه مختصر كما أشار إلى ذلك في المقدمة لكن قد يبسط المسالة بفروعها وأدلتها , كما فعل في مسألة المستحاضة وغيرها , انظر ج4 ص 12 وما بعدها .
38- اذا كان الدليل مع غير المذهب عنده أشار إلى ذلك انظر مثلاً ج4ص42 في الكلام على مسألة الوضوء من لحوم الإبل , أشار إلى قوة مذهب احمد وإسحاق ابن راهويه , وحكى قول الجمهور رغم انه ذكر ان الخلفاء الراشدون ومالك وأبو حنيفة قالوا بأنه ينقض .
39- من مميزات هذا الشرح , قد يذكر المسألة ليدل على غلطها , انظر مثلاً ج4ص134 في الكلام على اعتبار الصف الأول بالقدوم مبكراً ولو صلى في آخر صف قال: ( وإنما اذكره ومثله لئلا يغتر به والله اعلم ) وذلك بعد ان حكم عليه بالبطلان ( قال وهذا غلط صحيح ) .
40- طريقة الإمام النووي , جمع أكثر من باب في ترجمة واحدة , ولعل السبب في ذلك عدم تكرار الحديث في صحيح مسلم بخلاف البخاري , انظر مثالاً على ما ذكرت هذه الترجمة , قال رحمه الله : ( باب تسوية الصفوف , وإقامتها وفضل الأول فالأول منها , والازدحام على الصف الأول , والمسابقة اليه ,وتقديم أولي الفضل ,وتقريبهم من الإمام ) فهذه سبعة أبواب دمجها في ترجمة واحدة والسبب هو ما ذكرنا .
41- أكثر من الإحالة على كتاب الإيمان , وهو أفضل كتاب شرحه شرحاً وافياً .
42- استخلص الإمام النووي , وأشار إلى جملة لا باس بها من علامات النبوة ,عند تعرضه لشرح الأحاديث .
43- يشير في بعض الأحاديث إلى تبويب البخاري ويستشهد به .
44- ادخل الإمام النووي بعض التراجم في عدة أماكن , وليس لها علاقة بالكتاب الذي أورد مسلم فيه الأحاديث , انظر مثلاً في ج6 ص 100 في كتاب صلاة المسافرين , ترجم النووي هذه الترجمة ( باب إسلام عمرو بن عبسة ) وظاهر جداً ان الإمام مسلم ما قصد هذا البتة من ذكره الحديث في هذا الموضع .
45- إذا وقع اختلاف في سند الحديث بين رواة الصحيح , تجده يشير إلى نسخ صحيح مسلم عند المشارقة (ويسميها نسخ بلادنا ) وعند المغاربة كما اوردها القاضي عياض, ويحاول الترجيح بينها .
46- أفضل كتاب تعرض له بالشرح هو كتاب الإيمان, ويا ليته استمر بهذا النفس طول شرح الكتاب ,لكن واضح انه بعد ذلك فترت همته رحمه الله .
47- أكثر الإمام النووي من النقل عن علماء من الشرق والغرب اذكر لك أهمهم :
- ابن الصلاح خاصة في المقدمة – ابو بكر الاسماعيلي – احمد – الدارقطني – ابن عبد البر- القاضي عياض وأكثر عنه جدا لدرجة اني شعرت ان شرح النووي على مسلم اختصر فيه شرح القاضي عياض – ابن معين – الخطيب البغدادي – ابن قتيبة – البخاري – الخطابي – ابن بطال- إمام الحرمين – الإمام الموردي – الإمام المازري – الواحدي - ابو إسحاق الاسفرايني ..... وغيرهم الكثير
48- وجه الإمام النووي النقد لمجموعة من العلماء أثناء شرحه اذكر لك منهم :
- الحميدي - ابو الحسن الموردي صاحب الحاوي - ابو عبد الله القلعي – السمعاني صاحب الأنساب - الجوهري صاحب الصحاح – الدارقطني – ابن الجهم المالكي - القاضي عياض وكان له النصيب الاوفر - المذهب الحنفي عموماً – المذهب الظاهري عموماً .
49- حوى شرح الإمام النووي على اختصاره مجموعة لا باس بها من الفنون حيث تكلم في شرحه عن كل فن ومن ذلك :
- اللغة والغريب - التراجم – الفقه – مصطلح الحديث – الزهد والرقائق – التفسير –شرح الحديث – علوم القران وعلم القراءات– اصول الفقه - وغيرها ............
50- والحق يقال شرح النووي على مسلم لا يكفي ولا يليق بكتاب كصحيح مسلم البتة , لكن مما يشفع للإمام النووي انه شرط على نفسه الاختصار , بل صرح بذلك في غير ما موضع أثناء الشرح , بل قال بأنه لو أراد ان يشرح صحيح مسلم بتوسع , لجاء شرحه في مئة مجلدة , لكن لتقاصر الهمم آثر الاختصار , والدليل على ان شرحه لا يليق بصحيح مسلم انظر مثلاً كتاب الفضائل باب ( ذكر كونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ) روى مسلم بإسناده ست أحاديث , شرحها النووي في اقل من ثلاثة اسطر , وانظر أيضا كتاب البر والصلة والآداب باب الوصية بالجار , روى مسلم خمسة أحاديث, شرحها النووي في سطر ونصف ... وغير ذلك من المواضع المنتشرة في طول الشرح .
تنبيه: أرقام الصفحات والأجزاء المذكورة حسب طبعة دار الكتب العلمية الطبعة الأولى ) .
هذا ما علق بذاكرتي من سمات ومميزات هذا الكتاب المبارك .
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
............ فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
............ فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد

شاهد الاصدار المرئي المميز ولاية نينوى -- لنهدينهم سبلنا أنسخ ولصق في غوغل كروم وشاهد ...

شاهد الاصدار المرئي المميز

ولاية نينوى -- لنهدينهم سبلنا

أنسخ ولصق في غوغل كروم وشاهد

رابط مميز
👇👇👇🖥

http://s23.d101.cf/34756/360.mp4

اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.💙🌺

اللهم آت نفسي تقواها وزكها يا خير من زكاها أنت وليها ومولاها يا رب العالمين.💙🌺

والله لولا الإنصاف لقلت فليذهب التحقيق إلى الجحيم : مررت ببعض المكتبات في اليوم العالمي للكتاب ...

والله لولا الإنصاف لقلت فليذهب التحقيق إلى الجحيم :
مررت ببعض المكتبات في اليوم العالمي للكتاب لغرض شراء بعض الكتب وفوجئت بأسعار خيالية وقد زعموا أن هناك تخفيضات , من اجل هذا الغرض توجهنا إلى أكثر من مكتبة .
ولا كن مما زاد من دهشتي واستغرابي واستنكاري , الزيادة الغير معقولة ولا المسبوقة لبعض طبعات الكتب واذكر بالتحديد ((كتاب الضعفاء للعقيلي)) تحقيق الدكتور بشار عواد معروف يقع في خمسة مجلدات وسعره (500 ريال ) سعودي يعني ما يقارب ( 2500 جنية ) مصري فهل يعقل ان تصل تكاليف خمسة مجلدات هذا الحد مهما كان فيها من التحقيق والتدقيق فأين الإنصاف إذا .
والسؤال الآن : هل يحق للدار التي طبعت هذا الكتاب او المكتبة التي تعرضه للبيع أن ترفع سعره لهذه الدرجة بدعوى أن حققه فلان ؟
#الصيودي حمدي حامد
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
15 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً