الحَمدُ للهِ وَحدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نَبِيَّ بعده. قال رسول الله (لا تتمنَّوا ...

الحَمدُ للهِ وَحدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على من لا نَبِيَّ بعده.
قال رسول الله (لا تتمنَّوا الموتَ ؛ فإنَّ هولَ المطَّلَعِ شديدٌ، وإنَّ من السَّعادةِ أن يطولَ عمرَ العَبدِ ويرزقُه اللهُ الإنابةَ).

●تمنِّي الموت يقع على وجوهٍ:

أولاً: تمنِّيه لضرّ دنيويّ ينزل بالعبد، فينهى حينئذٍ عن تمنّي الموت.
قال رسول الله ﷺ (لا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ به، فإنْ كانَ لا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِنِي ما كانَتِ الحَياةُ خَيْرًا لِي، وتَوَفَّنِي إذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْرًا لِي).
ووجه الكراهة في هذه الحال أن المتمنيّ للموت لضرٍّ نزل به، إنما يَتمناه تعجيلاً للاستراحةِ من ضرِّه، وهو لا يدري إلى ما يَصِيرُ إليه بعد الموت، فلعله يصير إلى ضرّ أعظم من ضره، فيكون كالمُستجِير من الرَّمضاء بالنار.

ثانياً: تمنِّي الموت خوف الفتنة في الدِّين، فيجوز حينئذٍ، وقد تمنَّاه ودعا به خشية الفتنة في الدين خلقٌ من الصحابة وأئمة الإسلام، وفي الحديث: (وإذا أردتَ بعبادِك فتنةً فاقبِضني إليكَ غيرَ مفتونٍ).

ثالثاً: تمنِّي الموت عند حضور أسباب الشَّهادة اغتناماً لحصولها، فيجوز ذلك أيضاً، وسؤالُ الصحابة الشهادةَ وتعرُّضهُم لها عند حضور الجِهاد كثيرٌ مشهور.

○ وفي دُعاء النبي ﷺ " اللَّهُم اجْعلِ الحياةَ زيادةً لي في كلِّ خير، والموتَ راحَةً لِي من كلِّ شر ".
والله أعلم، وصلى الله على سَيِّدنا محمد وعلى آله وصَحبِه أجمعين.

📚 أنظر: مُختَصَر لطَائِف المَعَارِف، للحَافِظ ابن رَجَب الحَنبَلِيّ. (٢٣٥-٢٣٦).
...المزيد

🔹- كلما وافق فكرُك ذكرَك بتممتمة لسانك كان أجدى نفعـًا، وأكثر أثرًا، وأبلغ وعظًا، وأدوم شفاء ...

🔹- كلما وافق فكرُك ذكرَك بتممتمة لسانك كان أجدى نفعـًا، وأكثر أثرًا، وأبلغ وعظًا، وأدوم شفاء وعافية: ﴿قُل هُوَ لِلَّذينَ آمَنوا هُدًى وَشِفاءٌ وَالَّذينَ لا يُؤمِنونَ في آذانِهِم وَقرٌ وَهُوَ عَلَيهِم عَمًى أُولئِكَ يُنادَونَ مِن مَكانٍ بَعيدٍ﴾ [فصلت: ٤٤]!.

- ومضات إيمانية
...المزيد

"المواساة" خلق نبيل، من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي دعا إليها الإسلام، وهو من أخلاق المؤمنين، ...

"المواساة" خلق نبيل، من مكارم الأخلاق ومحاسن العادات التي دعا إليها الإسلام، وهو من أخلاق المؤمنين، وجميل صفات المحسنين، يدل على أصالة مَعْدنِ مَن تحلّى به، وكرَم نفسه، ودماثة خلقه، وسُمُوّ هِمَّته، ورأفته بالناس، وحبه للخير لهم. به تزداد المحبة وتتعمق الأخوة، وتتوطد العلاقات، ويتحقَّق في الأمة معنى الجسد الواحد.

والمواساة من أخلاق أهل الإيمان وذوي المروءة:
قال إبراهيمُ بنُ أدهَمَ: "المُواساةُ من أخلاقِ المُؤمِنين"، وقال علي رضي الله عنه: "خيرُ المُسلِمين مَن وَصَل وأعان ونَفَع"، وقال العِزُّ بنُ عبدِ السَّلامِ: "المُواساةُ في الشِّدَّةِ والرَّخاءِ وتسويةُ الصَّاحبِ بالنَّفسِ من أفضَلِ أبوابِ المروءاتِ وحُسنِ العِشرةِ وجميلِ الصُّحبةِ؛ إذ لم يؤثِرْ نَفسَه على صاحِبِه، ولم يُقَدِّمْها عليه، ولا سيَّما في حَقِّ الأقارِبِ والزَّوجاتِ".

والمواساة: مصدر واسى يواسي... وفي معجم المعاني: "جَاءَ لِمُوَاسَاتِهِ: جَاءَ لِتَعْزِيَتِهِ وَالتَّخْفِيفِ مِنْ حُزْنِهِ وَمُصَابِهِ".
قال ابن مسكويه: «المواساة: معاونة الأصدقاء والمستحقين ومشاركتهم في الأموال والأقوات».
والمواساة تدور في معناها حول المشاركة والمعاونة، فالمواساة مشاركة المصاب في مصابة لتفريج همة أو تخفيف مصابه.
وهي أنواع كما قال ابن القيم: «الْمُوَاسَاة لِلْمُؤمنِ أَنْوَاع: مواساة بِالْـمالِ ومواساة بالجاه، ومواساة بِالْبدنِ والخدمة، ومواساة بِالنَّصِيحَةِ والإرشاد، ومواساة بِالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَار لَهُم، ومواساة بالتوجع لَهُم، وعلى قدر الْإِيمَان تكون هَذِه الْمُوَاسَاة، فَكلّما ضعُف الْإِيمَان ضعُفت الْمُوَاسَاة، وَكلّما قَوِي قَوِيَتْ»[الفوائد:1/171].

المواساة في القرآن
وقد أمر الله سبحانه عباده المؤمنين بالمواساة حين أمرهم بالتعاون على البر والتقوى، ورغبهم في فعل الخير عامة، فقال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}[المائدة:2]، وقال: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[الحج:77].. وقال: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الإسراء: 26].

ووصف الله عباده الأبرار الأخيار الذين استحقوا الفوز بالجنان فكان من صفاتهم: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 8-9].

ومن أعظم صور المواساة في القرآن، مواساته سبحانه للمؤمنين بعد وقعة أحد، وبعد أن حدث فيها ما حدث، فأنزل سبحانه يواسيهم في مصابهم قوله: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 139 - 142].

المواساة في السنة
وأما السنة فقد أسهبت في الدعوة لهذا الخلق الكريم، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على نشر روح المحبة بين أفراد المجتمع المسلم، وروح التكاتف والتعاون والتعاضد، حتى يتلاحم المجتمع ويتماسك، ويكون أفراده كالجسد الواحد في المشاعر، وكالبنيان المرصوص في التلاحم والاجتماع والوحدة..

فمن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه، في حديث النعمان بن بشير في الصحيحين: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ، إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).

وفيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: (إنَّ المُؤمِنَ للمُؤمِنِ كالبُنيانِ يَشُدُّ بعضُه بعضًا، وشَبَّك أصابعَه).

وكان صلى الله عليه وسلم يدعو أصحابه والمؤمنين إلى التخلق بهذا الخلق الكريم، ويمدح أهله ويثني عليهم؛ كما جاء عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ؛ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ)[متفق عليه]. وهذا من أعظم صور المواساة والتكافل.

وفي صحيح مسلم دعوة عامة لكل مساعدة ومعاونة بين أبناء المسلمين، ولمساعدة بعضهم بعضا، وسعي كل من أستطاع في تفريج هم أخيه وكربته أو التخفيف منها ما استطاع يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (من نفَّس عن مُؤمِنٍ كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا نفَّس اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن يَسَّر على مُعسِرٍ يسَّر اللهُ عليه في الدُّنيا والآخرةِ، ومن سَتَر مُسلِمًا ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه).

ومن جميل صور المواساة والتعاون ما جاء عن عن أبي سعيدٍ الخُدْريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: (بينما نحن في سَفَرٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ جاء رجلٌ على راحلةٍ له، قال: فجَعَل يَصرِفُ بَصَرَه يمينًا وشمالًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: من كان معه فَضلُ ظَهرٍ فلْيَعُدْ به على مَن لا ظَهرَ له، ومن كان له فضلٌ مِن زادٍ فلْيَعُدْ به على مَن لا زاد له، قال: فذَكَر من أصنافِ المالِ ما ذَكَر حتى رأينا أنَّه لا حَقَّ لأحَدٍ منَّا في فَضلٍ!)[رواه مسلم].
يقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "لقد كُنَّا ما أحَدُنا أولى بدينارِه من أخيه المُسلِمِ، ثمَّ ذهَب ذلك فكانت المُواساةُ، ثمَّ ذهَبَت المُواساةُ فكان السَّلَفُ".
ومن جميل ما قال الشعراء:
إِذا جادتِ الدنيا عليكَ فجُدْ بهـا على النـاسِ طـراً إِنــها تَتَقَلَّبُ
فلا الجود ُيفنيها إِذا هي أقبلت ولا البخلُ يُبْقيها إِذا هي تَذْهَبُ
النبي يواسي أصحابه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر الناس مواساة للناس، ومشاركة لهم في همومهم، وسعيا في تفريج كرباتهم، قبل النبوة وبعدها، فقبل النبوة قالت خديجة: (إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ»[البخاري]، وبعد النبوة كان يواسي أصحابه في أمراضهم ومصائبهم، فيعود مرضاهم، ويحضر جنائزهم، ويواسيهم في أزماتهم المالية ومشكلاتهم الاجتماعية والأسرية، ويواسيهم في همومهم ومسؤولياتهم الحياتية. وكذا يواسيهم بجبْر الخواطر ومراعاة المشاعر؛ بل ويواسيهم في أهليهم وأبنائهم من بعدهم.

صور من مواساة النبي لأصحابه
ولقد كان النبي أوفى الناس مواساة لأصحابه ومن حوله، فمن ذلك:
ـ مروره صلى الله عليه وسلم بآل ياسر وهم يُعذَّبون، وقوله لهم: (صبرًا آلَ ياسر؛ فإن موعدكم الجنة)[البخاري].

ـ شفاعته صلى الله عليه وسلم لمغيث عند بريرة، وكان مغيث يحبها أشد ما يحب الرجال النساء وكانت تبغضه، فافترقا، فكان يَطُوفُ خَلْفَهَا يَبْكِي، وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قال ابن عباس: "فَقَالَ النَّبِيُّ لِعبَّاسٍ: يَا عَبَّاسُ، أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ، وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا؟. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَوْ رَاجَعْتِهِ؟. قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَأْمُرُنِي؟ قَالَ: إِنَّمَا أَنَا أَشْفَعُ. قَالَتْ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيهِ)[البخاري].

ـ ومن صور المواساة عند رسو ل الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يواسي أصحابه في همومهم وانكسارهم ومسؤولياتهم الحياتية كما في حال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما:
جاء في صحيح الترمذي وابن حبان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ، فَقَالَ: (يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟) قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا. قَالَ: (أَفَلَا أُبَشِّرُكَ، بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ)؟، قَالَ: بَلَى: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً. فَقَالَ الرَّبُّ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].

المواساة بالبكاء
ومن أنواع المواساة: البكاء مع الباكي مشاركة له في همه، وتسلية له عما يجده، فمن ذلك:
ـ ما رواه مسلم في قصة فداء أسارى بدر.. قال عمر رضي الله عنه: "فلمَّا أنْ كان مِنَ الغَدِ، غَدَوْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فإذا هو قاعدٌ وأبو بكرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وإذا هما يبكيانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني ماذا يُبكيكَ أنتَ وصاحبَكَ، فإنْ وجدْتُ بُكاءً بكيْتُ، وإنْ لم أجِدْ تَباكَيْتُ لبكائِكما".

ـ وفي قصة الإفك، قال عائشة: "وبَكَيْتُ يَومِي لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ، ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، فأصْبَحَ عِندِي أبَوَايَ، وقدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ ويَوْمًا حتَّى أظُنُّ أنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبيْنَا هُما جَالِسَانِ عِندِي وأَنَا أبْكِي، إذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ، فأذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي"[رواه البخاري في صحيحه].

من عجائب المواساة
ومن عجائب المواساة ما ذكره محمد بن مناذر قال: "كنت أمشي مع الخليل بن أحمد الفراهيدي فانقطع شسعي - أي: صار النعل لا يصلح للسير- فخلع نعليه هو أيضاً، فقلت: ما تصنع؟ قال: أواسيك في الحفاء".
أي: إذا كنت لا أستطيع أن أعينك بنعلي، فلا أقل من أن أخلع نعلي فنكون في الحفاء سواءً.

إننا اليوم في أمس الحاجة إلى استنهاض النفوس، وشحْذ الهمم، وتقوية العزائم؛ لبعْث هذا الخلق النبيل وإحيائه من جديد لتستعيد جبهتنا الداخلية لحمتها، وتسترجع الأمة سالف قوتها، وتسعى في طريق استعادة مجدها وكرامتها.
...المزيد

والمرأة الصالحة هي التي ترى فيها مربية صادقةً لأبنائك ، تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن ، وتغرس فيهم ...

والمرأة الصالحة هي التي ترى فيها مربية صادقةً لأبنائك ، تعلمهم الإسلام والخلق والقرآن ، وتغرس فيهم حب الله وحب رسوله وحب الخير للناس ، ولا يكون همُّها من دنياهم فقط أن يبلغوا مراتب الجاه والمال والشهادات ، بل مراتب التقوى والديانة والخلق والعلم .
وبجانب ذلك كله ، ينبغي أن يختار المسلم الزوجة التي تسكُنُ نفسه برؤيتها ، ويرضى قلبه بحضورها ، فتملأُ عليه منزله ودنياه سعة وفرحا وسرورا .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! أَيُّ النِّسَاءِ خَيرٌ ؟ قال : التِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِليهَا ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَر ، وَلا تُخَالِفُهُ فِي نَفسِهَا وَلا فِي مَالِهِ بِمَا يَكرَهُ )
رواه أحمد (2/251) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1838)
...المزيد

...

۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔۔
لا مصروف الصحبة
-1-222- قال ذو النون رحمه الله سمعت بعض المتعبدين بساحل الشام يقول ان لله عبادا عرفوه بيقين من معرفته فشمروا قصدا اليه وتحملوا فيه المصائب لما يرجون عنده من الرغائب صحبوا الدنيا بالاشجان وتنعموا فيها بطول الأحزان فما۔۔۔۔الخ
...المزيد

بسم الله الرحمن الرحيم (أنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا ).

بسم الله الرحمن الرحيم (أنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا ).

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع ...

سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يدعو: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى» [رواه أصحاب السنن وغيرهم/ صحيح أبي داود: 1495]. ...المزيد

(1- الولايات المتحدة الأمريكية2- روسيا3- فرنسا4- ألمانيا) هذه هي أكثر الدول بيعا للأسلحة في العالم ...

(1- الولايات المتحدة الأمريكية2- روسيا3- فرنسا4- ألمانيا) هذه هي أكثر الدول بيعا للأسلحة في العالم أي أن معظم من يموت من أبرياء بأسلحة هؤلاء، ولا حظ انها كلها دول ترفع شعار العلمانية والتباكي على حقوق الانسان ثم يبيعون السلاح للطرفين المتنازعين ...المزيد

الشَّريكُ صاحِبٌ وسَاحِبْ! في كتاب "المجالسة وجواهر العلم" للقاضي الفقيه أبي بكرٍ ...

الشَّريكُ صاحِبٌ وسَاحِبْ!

في كتاب "المجالسة وجواهر العلم" للقاضي الفقيه أبي بكرٍ الدينوريَّ:
قال الحسنُ البصريُّ: وقفتُ على بائعِ ثيابٍ في مكة أشتري ثوباً، فجعلَ يمدحُ ويحلفُ ويروّج بضاعته بالأَيمان، فتركته، وقلتُ: لا ينبغي الشّراء من مثله، واشتريتُ من غيره!
ثم حجبتُ بعد ذلك بسنتين، فقصدته، فلم أجده يمدحُ ويحلف!
فقلتُ له: ألستَ الرّجل الذي وقفتُ عليه منذ سنتين؟
قال: بلى!
قلتُ: وأيُّ شيءٍ أخرجكَ مما أرى، لا أراكَ تحلفُ وتمدح؟
فقال: كانتْ لي امرأة إذا جئتها بالقليل احتقرته، وإذا جئتها بالكثير قلَّلته!
فماتتْ، فتزوجتُ امرأةً بعدها، فإذا أردتُ الذَّهاب إلى السَّوق، أخذتْ بثيابي،
ثم قالتْ لي: اتقِ الله، ولا تُطعمنا إلا طيَّباً، إن جئتنا بقليلٍ كثّرناه، وإن لم تأتنا بشيءٍ أعنّاكَ بمغزَلنا!

في الأصلَ أنَّ كلَّ إنسانٍ مسؤولٌ عن صلاحه وفساده، وليس لأحدٍ أن يُعلِّقَ خيباته على شمَّاعة أحد! الزَّوج لا شكَّ مُعينٌ أو معيق، ولكن آسيا بن مزاحمٍ وهي واحدة من سيدات أهل الجنة الأربع كانت متزوَّجةً من فرعون وهو أحد أشهر الكُفّار في التّاريخ! والزَّوجة أيضاً معينة أو مُعيقة، ولكنَّ نوحاً عليه السَّلام وهو شيخ المرسلين، وأطولُ الدُّعاة عمراً ووقتاً في تعبيد الخلقِ بخالقهم كان متزوَّجاً من امرأةٍ كافرة على دين قومها، وحين صعدتْ الحيوانات إلى السَّفينة التي بناها، اختارتْ هي الغرق!

ولكن لا يُنكر عاقلٌ أثرُ الشَّريك في استقامةِ المرءِ أو ضلاله، السِّباحةُ بعكسِ التَّيار مرهقة، ونحن نعلمُ النهاية المشرقة لآسيا زوجة فرعون ولكننا لا نعلمُ شيئاً عن مشقَّةِ الطَّريق قبل بلوغ هذه النهاية، على أيةِ حالٍ هي فارقت الدُّنيا مصلوبةٌ!
ونحنُ نعلمُ أن نوحاً عليه السَّلام من أولي العزم من الرُّسل، ولكننا لا نعلمُ شيئاً عن مشقّةِ أن يخرجَ الرَّجلُ ليصلحَ المجتمعَ وفي بيته شيءٌ من هذا الخلل لم يستطِعْ أن يصلحه! إنَّها لحياة مضنية أن تكون أنتَ في وادٍ وشريكُ عمركَ في وادٍ!

في كتابِ مناقب الإمام الشَّافعي ً الذي كتبه الإمامُ البيهقيُّ، أنَّ الشّافعيَّ قال: سمعتُ بعضَ أصحبانا ممن أثقُ به قال: تزَّوجتُ لأصونَ ديني، فذهبَ ديني، ودين أمي، ودين الجيران!

اختاروا شركاء العُمرِ بتأنٍّ، فهم مسؤولون عن كثيرٍ من السَّعادة أو التعاسة التي ستحصلون عليها! الانتظار خيرٌ من قرارٍ خاطئٍ متسَّرعٍ، وأن يفوتكَ القطار خيرٌ من أن يحملكَ إلى وُجهةٍ تعيسة!
من حقَّ الشاب أن يطلبَ الفتاة الحسناء، ومن حقَّ الفتاة أن تطلب الشّاب الوسيم، هذا ليس عيباً ولا حراماً، فالأصلُ أن الزَّواج للعفَّة، والرَّغبة في الشريكِ من أهمَّ مقوماتها! ولكن علينا أن لا ننسى أن كلَّ شيءٍ نأخذُ منه نألفه نهاية المطاف ويصبحُ عادياً مهما كان أوّل الأمر مبهراً! لهذا اختاروا أولاً الأخلاق والدَّين، فكم من شابٍ اختارَ الجمال فقط فجعلته تلك الحسناء يكره جنس النِّساء!
وكم من فتاةٍ اختارت الوسيم فقط فما عادت بعد ذلك لسوء خلقه تطيق النظرَ في وجهه!
إذا وجدتم الإيمان والأخلاق فابحثوا عن بقيَّةِ الصفات، وإذا لم تجدوها فاقلبوا الصَّفحة! لا تلقُوا بأيديكم إلى نارٍ ستحرقكم، وإياكم أن تُراهِنوا على تغيير الشّريك، الفتاة التي لم يردعها وعيد ربِّها، ولم يربّها أهلها، فلن تُغيرها أنتَ، والشَّابُ الذي لا يأتيكِ مؤمناً خلوقاً منذ البداية لا تُغامري بنفسكِ معه، نادراً ما يتغيَّرُ النّاس!

أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
...المزيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحساب مخصص لنشر صفحات من القرآن الكريم بالتشكيل الصحيح ان شاء الله ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحساب مخصص لنشر صفحات من القرآن الكريم بالتشكيل الصحيح ان شاء الله تابعونا فضلا وارسلو دعوة لاصدقائكم ....احبكم♥

يتدبون امورهم في الاسفار (۔۔۔) مءة حبة ثم يدمرها اسمنت و هناء لا٣ لا ذبحه

يتدبون امورهم في الاسفار (۔۔۔) مءة حبة ثم يدمرها

اسمنت و هناء لا٣ لا ذبحه
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
1 صفر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً