تعلموا أمر دينكم • صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ: ➊ - اعتقاد بطلانها. ➋ - تركها والتبرؤ منها. ➌ ...

تعلموا أمر دينكم

• صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ:
➊ - اعتقاد بطلانها.
➋ - تركها والتبرؤ منها.
➌ - بغضها وعداوتها.
➍ - تكفير أهلها.
➎ - معاداتهم في الله.

والدليل قوله تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [الممتحنة: ٤]

إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمناً بالله كافرا بالطاغوت، بل العكس، لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لا يجتمعان في قلب إنسان أبدا، إذ لا يمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت، بل لا بد له من أحد الوصفين لا محالة، إذ لا ثالث لهما، لقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ } وقوله: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

فهذا الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به ونجتنبه، وهذه عبادته التي نهينا عنها وأمرنا بتركها وتكفير أهلها ومعاداتهم.

- كتاب تعلموا أمر دينكم صادر عن ديوان الدعوة والمساجد / سلسلة (4)
...المزيد

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً • أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، ...

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً

• أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، أن المشروع العالمي للدولة الإسلامية ليس قضية إعلامية تحاول الدولة الإسلامية من خلاله جذب المزيد من الانتباه كما يزعم قادة الفصائل والتنظيمات المنحرفة، وليس قضية لتجنيد المزيد من الأتباع، أو بحثا عن مزيد من الموارد كما يعتقد السياسيون والمحللون في الغرب الصليبي، وإنما هو تطبيق حقيقي لمفهوم الخلافة الراشدة التي أعادت الدولة الإسلامية إقامتها بعد قرون طويلة من إزالتها على أيدي الملوك والسلاطين.

فالخلافة في مفهومها السياسي الشرعي تتضمن قيادة واحدة تجمع المسلمين كلهم تحت راية واحدة، ولذلك كان إجماع فقهاء الإسلام على عدم جواز وجود إمامين في وقت واحد إلا في ظروف قاهرة، وذلك حرصا على وحدتهم، ومخافة تفرقهم وتنازعهم مع تعدد أئمتهم.

ففي الوقت الذي يحشد الصليبيون والرافضة أبصار العالم ليركزوها على أكاذيب انتصارهم النهائي في (الرمادي)، تتقدم قوة من جيش الخلافة على بعد آلاف الكيلومترات، لتسيطر على مدينة حيوية في شمال أفريقيا، وبالتحديد قرب الهلال النفطي الليبي المتموضع حول خليج (سرت) على شواطئ البحر المتوسط، فكان فتح مدينة (بن جواد)، واقتحام ميناء (السدرة النفطي)، وتهديد مدينة (رأس لانوف) الحيوية، إنذارا بالخطر للدول الصليبية التي تحاول صرف أنظار شعوبها عن تمدد الدولة الإسلامية في هذه البقعة الهامة من العالم بموقعها وثرواتها، خوفا من أن يعكر ذلك صفو احتفالاتهم بالانتصارات الزائفة لهم ولحلفائهم في العراق والشام.

ومن جانب آخر فإن الدول الصليبية تعرف حقيقة واقع الدولة الإسلامية في ليبيا جيدا، وتعرف واقع أعدائها بدرجة أكبر، ففي الداخل الليبي كمّ كبير من الفصائل المتنافسة على الأموال والموارد، منقسمة إلى أكثر من معسكر، يتنازعون أكثر من حكومة، ويتقاتلون بعدة جيوش، ويتورط كل منهم في عدة عمليات عسكرية باهظة التكاليف، وقد فشلت كل المحاولات لجمعهم وتوحيدهم، فما يفرّق بينهم من المطامع أكثر مما يجمعهم، وما في يد كل منهم من الموارد ومصادر القوة يغنيه عن الاضطرار للاجتماع مع أعدائه، وفي ظل هذا الواقع تبقى الدولة الإسلامية هي القوة الوحيدة المجتمعة على قلب رجل واحد في وجه أعدائها، باتباعها أمر رجل واحد هو أمير المؤمنين تقبله الله.

وإذا وسعنا الدائرة أكثر وجدنا أن محيط ليبيا القارّي يشمل مجموعة من الدول الهشة سياسيا كما في مصر والجزائر وتونس والسودان التي تحكمها حاليا أنظمة طاغوتية غير مستقرة، في حين أن بعضها الآخر ليس أكثر من أنظمة حكم بدائية كما هو الحال في تشاد ومالي، بالإضافة لذلك فإن هذه الدول المحيطة بولايات الدولة الإسلامية في ليبيا متورطة أصلا في حرب مفتوحة مع الدولة الإسلامية، فجيش الردة المصري منغمس حتى أذنيه في الحرب التي استنزفته في ولاية سيناء، كما أن المفارز الأمنية صعدت من عملياتها في قلب (القاهرة) عاصمة النظام الطاغوتي وفي ضواحيها، في حين ظهرت بوادر لنشاط سرايا من جيش الخلافة في الصحراء الغربية من مصر، أما تشاد ومالي فهما متورطتان في حرب شرسة مع جنود الخلافة في كل من الصحراء وولاية غرب إفريقية، تزيد من إضعاف قدرتيهما على الدخول في حرب إضافية على حدودهما الشمالية، أما الجزائر وتونس، فإن العمليات فيهما قد بدأت، وخاصة في تونس حيث العمليات الأمنية القوية للمفارز الأمنية عصفت ببنية اقتصاد حكومة الطاغوت فيها، كما ظهر -بفضل الله- أول الغيث في مناطق من شرق ولاية الجزائر بإطلاق جنود الخلافة فيها لعملياتهم ضد جيش الردة.

إن معرفة الصليبيين بهذا الواقع جيدا دفعتهم إلى المسارعة بإعلان العزم على تشكيل حلف عسكري دولي جديد لقتال الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، في نفس الوقت الذي يجتهدون فيه لجمع الفصائل في ليبيا في إطار حكومة "وحدة وطنية" ستكون مهمتها الأولى قتال الدولة الإسلامية.

إن فتح هذه الجبهة الجديدة على الصليبيين وأعوانهم المرتدين، سيعني -بإذن الله- مزيدا من التشتت بالنسبة لقواتهم، وفي الوقت نفسه سيزيد من مساهمة المسلمين في حربهم، حيث باتت ولايات الدولة الإسلامية في ليبيا مهاجر المجاهدين ممن سدت في وجوههم طرق الهجرة إلى العراق والشام، وخاصة من مصر والسودان والمغرب ودول الصحراء وأوروبا، وصدق الله عز وجل الذي قال في كتابه (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).


▪︎ صحيفة النبأ – العدد 13
السنة السابعة - الثلاثاء 1 ربيع الآخر 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة...
إنّ مع العسر يُسراً
...المزيد

ماهي قوية ولا صخرة الانفطار و 1/2/3/ اذا سليم عند القرض 26 كلاس2 ...

ماهي قوية ولا صخرة
الانفطار و 1/2/3/


اذا سليم عند القرض 26 كلاس2 لنحرك تاريخنا

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة • كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

• كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، وكثيرة هي الحركات التي عملت لتحقيق هذا الهدف السامي، وكثيرة هي التضحيات التي بذلت على الطريق، ولكن لم يتمكن أي من تلك الحركات من الوصول إلى هذه الغاية، حتى قدّر الله أن تقام على أيدي ثلة من المجاهدين في العراق والشام.

وكثيرة هي النظريات التي طرحت، والأقاويل التي قيلت، والأساطير التي صيغت، لتفسير هذا التوفيق الرباني لجنود الدولة الإسلامية وقادتها حتى مكنهم الله من إقامة الخلافة، دون أن يعيَ أغلب من خاض في هذه القضية أن هذا النجاح الذي يسره الله، إنما ملخصه الشعار الذي تبنته الدولة الإسلامية وهو (خلافة على منهاج النبوة)، إذ لا يعني هذا الشعار الالتزام بنهج النبوة في إدارة دولة الخلافة وشؤونها السياسية في مرحلة (ما بعد التمكين) فحسب، وإنما أيضاً الالتزام بالمنهج النبوي أثناء العمل على إعادة الخلافة، أي في مرحلة (ما قبل التمكين) أيضاً، وعلى طرفي حافة التمكين وقع الانحراف لدى معظم الفصائل والحركات التي قامت لإعادة الخلافة طيلة القرن الماضي.

فعلى الطرف الأول (قبل التمكين) نجد الكثير من الفصائل والأحزاب أرادت تطبيق الشريعة، وإعادة الخلافة، ولكنها سلكت في سبيل ذلك مناهج متعددة تختلف وتنحرف عن المنهج النبوي لتحقيق ذلك، فكانت النتيجة أكبر من مجرد الفشل في تحقيق الهدف، وإنما تعدته إلى انحراف هؤلاء عن السنة إلى البدعة، بل كثير منهم انحرف نحو الشرك والضلال، بينما كان هدفه الأول التوحيد والهداية.

في حين نجد على الطرف الآخر (بعد التمكين)، بعض الحركات والتنظيمات مكن الله لها في بقعة من الأرض، ولكنها انحرفت عن المنهج النبوي في الحكم، فحكمت بغير ما أنزل الله، وصار سعيها للحفاظ على ما بأيديها، لا إقامة حكم الله فيما مكنهم الله فيه من البلاد والعباد، فصاروا هم من جنس الطوائف الممتنعة التي خرجوا عليها، بل وصار رؤوسهم طواغيت جدد لا يختلفون عن الطواغيت الذين سبقوهم، إلا بلحاهم وشعاراتهم الإسلامية.

▪︎ مصلحون... أم مفسدون؟

إن من يرجع إلى جذور الانحراف في أغلب الفرق والطوائف، سيجد أنهم في كثير من الأحيان أرادوا الإصلاح، ولكنهم أفسدوا دينهم ودين من اتّبعهم، بأن سلكوا في محاولاتهم الإصلاحية هذه غير منهاج النبوة، واستحسنوا هذه المناهج البدعية، فضلّوا وأضلّوا، وكانوا من جملة من قال الله عز وجل فيهم: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) [سورة الكهف: 103-104].

▪︎ الصوفية والمنهج المنحرف في إصلاح القلوب:

فإذا أخذنا مشركي الصوفية كمثال، نجد أن الصوفيين الأوائل إنما رأوا أن سبب الانحراف في الأمة هو فساد القلوب، وأن الإصلاح إنما يكون بصلاحها بناء على القاعدة النبوية (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب) رواه البخاري، ونجد أن الخلل الأكبر أصابهم عندما بحثوا عن إصلاح القلوب بمناهج أخرى لا تنتمي إلى الإسلام وشريعته، فوجدوا ضالتهم في طرائق الشرق التي تقوم على ادعاء إصلاح النفوس بهجر الملذات، والإكثار من الخلوات، واتباع مسالك معينة تؤدي بحسب ادعائهم إلى المعرفة، ولم يدرك معظم المتصوفة أن هذه المناهج إنما وضعها أهل الديانات الباطل لتناسب ما وضعوه من أديان، وأن هذه المناهج تطورت عبر آلاف السنين لتوافق أصول هذه الأديان الباطلة وحقائقها، وبالتالي من سلك هذه السبل فإنها ستؤدي به إلى الوصول إلى النتيجة ذاتها التي وصل إليها أصحاب تلك الأديان من الشرك والضلال، أو على الأقل إلى مكان قريب منها، ولكنه بالمحصلة خارج الإسلام.

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد

إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ ...


إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ



{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}

(آل عمران:102)



{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}

(النساء:1)



{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}

(الأحزاب: 70، 71)



أَمَّا بَعْدُ

فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّا





...المزيد

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. صلاح أمرك للأخلاق مرجعه...فقوم النفس ...

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه...فقوم النفس بالأخلاق تستقم..
إذا أصيب القوم في أخلاقهم...فأقم عليهم مأتما وعويلا

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة • كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

• كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، وكثيرة هي الحركات التي عملت لتحقيق هذا الهدف السامي، وكثيرة هي التضحيات التي بذلت على الطريق، ولكن لم يتمكن أي من تلك الحركات من الوصول إلى هذه الغاية، حتى قدّر الله أن تقام على أيدي ثلة من المجاهدين في العراق والشام.

وكثيرة هي النظريات التي طرحت، والأقاويل التي قيلت، والأساطير التي صيغت، لتفسير هذا التوفيق الرباني لجنود الدولة الإسلامية وقادتها حتى مكنهم الله من إقامة الخلافة، دون أن يعيَ أغلب من خاض في هذه القضية أن هذا النجاح الذي يسره الله، إنما ملخصه الشعار الذي تبنته الدولة الإسلامية وهو (خلافة على منهاج النبوة)، إذ لا يعني هذا الشعار الالتزام بنهج النبوة في إدارة دولة الخلافة وشؤونها السياسية في مرحلة (ما بعد التمكين) فحسب، وإنما أيضاً الالتزام بالمنهج النبوي أثناء العمل على إعادة الخلافة، أي في مرحلة (ما قبل التمكين) أيضاً، وعلى طرفي حافة التمكين وقع الانحراف لدى معظم الفصائل والحركات التي قامت لإعادة الخلافة طيلة القرن الماضي.

فعلى الطرف الأول (قبل التمكين) نجد الكثير من الفصائل والأحزاب أرادت تطبيق الشريعة، وإعادة الخلافة، ولكنها سلكت في سبيل ذلك مناهج متعددة تختلف وتنحرف عن المنهج النبوي لتحقيق ذلك، فكانت النتيجة أكبر من مجرد الفشل في تحقيق الهدف، وإنما تعدته إلى انحراف هؤلاء عن السنة إلى البدعة، بل كثير منهم انحرف نحو الشرك والضلال، بينما كان هدفه الأول التوحيد والهداية.

في حين نجد على الطرف الآخر (بعد التمكين)، بعض الحركات والتنظيمات مكن الله لها في بقعة من الأرض، ولكنها انحرفت عن المنهج النبوي في الحكم، فحكمت بغير ما أنزل الله، وصار سعيها للحفاظ على ما بأيديها، لا إقامة حكم الله فيما مكنهم الله فيه من البلاد والعباد، فصاروا هم من جنس الطوائف الممتنعة التي خرجوا عليها، بل وصار رؤوسهم طواغيت جدد لا يختلفون عن الطواغيت الذين سبقوهم، إلا بلحاهم وشعاراتهم الإسلامية.

▪︎ مصلحون... أم مفسدون؟

إن من يرجع إلى جذور الانحراف في أغلب الفرق والطوائف، سيجد أنهم في كثير من الأحيان أرادوا الإصلاح، ولكنهم أفسدوا دينهم ودين من اتّبعهم، بأن سلكوا في محاولاتهم الإصلاحية هذه غير منهاج النبوة، واستحسنوا هذه المناهج البدعية، فضلّوا وأضلّوا، وكانوا من جملة من قال الله عز وجل فيهم: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) [سورة الكهف: 103-104].

▪︎ الصوفية والمنهج المنحرف في إصلاح القلوب:

فإذا أخذنا مشركي الصوفية كمثال، نجد أن الصوفيين الأوائل إنما رأوا أن سبب الانحراف في الأمة هو فساد القلوب، وأن الإصلاح إنما يكون بصلاحها بناء على القاعدة النبوية (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب) رواه البخاري، ونجد أن الخلل الأكبر أصابهم عندما بحثوا عن إصلاح القلوب بمناهج أخرى لا تنتمي إلى الإسلام وشريعته، فوجدوا ضالتهم في طرائق الشرق التي تقوم على ادعاء إصلاح النفوس بهجر الملذات، والإكثار من الخلوات، واتباع مسالك معينة تؤدي بحسب ادعائهم إلى المعرفة، ولم يدرك معظم المتصوفة أن هذه المناهج إنما وضعها أهل الديانات الباطل لتناسب ما وضعوه من أديان، وأن هذه المناهج تطورت عبر آلاف السنين لتوافق أصول هذه الأديان الباطلة وحقائقها، وبالتالي من سلك هذه السبل فإنها ستؤدي به إلى الوصول إلى النتيجة ذاتها التي وصل إليها أصحاب تلك الأديان من الشرك والضلال، أو على الأقل إلى مكان قريب منها، ولكنه بالمحصلة خارج الإسلام.

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة


مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين • وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء ...

العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين

• وعلماء الحق والصدق والجهاد قليل جدا، أما علماء السوء فما أكثرهم -لا كثّرهم الله- فعلماء الآخرة غرباء بين علماء الدنيا كما ذكر ابن رجب - رحمه الله - من أنواع الغربة أن "غربة علماء الآخرة بين علماء الدنيا الذين سُلبوا الخشية والإشفاق" اهـ.

أخي المسلم من المعلوم أن كل من ينتسب للعلم لابدّ أن يقع في الزلل والهلاك إنْ هو آثر الدنيا، يقول ابن القيم رحمه الله: "كل من آثر الدنيا من أهل العلم واستحبها فلا بد أن يقول على الله غير الحق، في فتواه وحكمه، في خبره وإلزامه، لأن أحكام الرب - سبحانه - كثيرا ما تأتي على خلاف أغراض الناس، ولا سيما أهل الرئاسة والذين يتّبعون الشهوات، فإنهم لا تتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا، فإذا كان العالم والحاكم محبا للرئاسة، متبعا للشهوات لم يتم له ذلك إلا بدفع ما يضاده من الحق" اهـ.

هذا أخي المسلم يفسر لك لمَ يبيع هؤلاء دينهم ويفتون بحرب الخلافة وبدعم الصحوات وغيرها، ذلك أن أغراض أهل الجاه والملك من الحكام ضد الخلافة التي تريد إقامة الدين وهم يريدون حربه، وتريد الجهاد وهم يريدون الشهوات، فيأتي دور علماء السوء من القاعدين وتأتي الفتاوى والبرامج والرسائل وغيرها لحرب الخلافة.

أخي المسلم إن كثيرا من علماء السوء من القاعدين الذين يحاربون دولة الخلافة نصرها الله، يعلمون أنها على الحق، وأنها دولة الإسلام، ولكنهم لا يريدون المشقة والتعب وعداوة الطواغيت وغيرهم، وهذا يحصل في كل زمان ومكان، حيث يقوم كل صادق بدعوة للدين والحق والجهاد، نعم أخي المسلم حين قام شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة للتوحيد وحرب الشرك وافقه من يسمّون العلماء، ولكن حين بدأ رحمه الله الجهاد والقتال وتكفير الطواغيت رفضوا ذلك لمشقة ذلك عليهم وعلى دنياهم يقول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "صدﱠقني مَن يدّعي أنه من العلماء في جميع البلدان في التوحيد ونفي الشرك، وردوا علي التكفير والقتال" اهـ.

وهذا ما نراه الآن، فكم من محسوب على العلم من القاعدين كان يقرر أحكام الجهاد والجزية وحرب المرتدين ويبشر بالخلافة وأنها قادمة، وحين قامت الخلافة وأعلنت التوحيد وهدمت الشرك وجاهدت الكفار وأهل الردّة وهدمت الحدود الطاغوتية، رفض هؤلاء ذلك، لأنهم يريدون الراحة والدعة والعيش في القصور والمزارع والجاه والسمعة، هذه هي العلة الكبرى التي جعلت الكثير منهم يحارب دولة الخلافة المجاهدة.

أخي المسلم لا تعجب من ذلك فإن في من ينتسب للعلم والعلماء من يقدّم الكفر على الإيمان، ويفضل الطاغوت على الشرع، وذلك لأجل الدنيا والعياذ بالله مع معرفته بأن ذلك هو الهلاك المبين في الآخرة، يقول شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: "في من ينتسب إلى العلم من يختار الكفر على الإيمان مع علمه أن من اختاره لا حظ له في الآخرة" اهـ.

أخي الموحد لتعلم أن العالم إذا ترك ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله فهو مرتد كافر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة" اهـ.

وختاما أخي المسلم في دولة الإسلام، فلتحمد الله على هذه النعمة العظيمة الكبيرة أن تعيش في دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتهدم الشرك وتنشر التوحيد، فهي نعمة عظيمة وكبيرة، نسأل أن يرزقنا شكرها، ويستعملنا في مرضاته، والحمد لله رب العالمين.


• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12
السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ

مقال: العلاقة بين الطواغيت والعلماء القاعدين
...المزيد

في الميدان • أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا ...

في الميدان

• أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و"هشاشة" صفوف حزب الشيطان فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟

- افتتاحية النبأ "نقاط على الحروف" 463
...المزيد

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة ▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
10 ربيع الآخر 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً