وإذا أفزعتكم الدُنيا فاهربوا إلى الصلاة ، فإنها والله غيث القلوب وريِّها ..

وإذا أفزعتكم الدُنيا فاهربوا إلى الصلاة ، فإنها والله غيث القلوب وريِّها ..

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ(direct ...

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ(direct conection) فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ(proxy) ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (243)
.
روي عن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف وعنه : كانوا ثمانية آلاف . وقال أبو صالح : تسعة آلاف وعن ابن عباس : أربعون ألفا وقال وهب بن منبه وأبو مالك : كانوا بضعة وثلاثين ألفا وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانوا أهل قرية يقال لها : داوردان . وكذا قال السدي وأبو صالح وزاد : من قبل واسط . وقال سعيد بن عبد العزيز : كانوا من أهل أذرعات ، وقال ابن جريج عن عطاء قال : هذا مثل . وقال علي بن عاصم : كانوا : من أهل داوردان : قرية على فرسخ من واسط .
وقال وكيع بن الجراح في تفسيره : حدثنا سفيان عن ميسرة بن حبيب النهدي ، عن المنهال بن عمرو الأسدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس : ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ) قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فرارا من الطاعون قالوا : نأتي أرضا ليس بها موت حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا قال الله لهم موتوا فماتوا فمر عليهم نبي من الأنبياء فدعا ربه أن يحييهم فأحياهم ، فذلك قوله عز وجل : ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت ) الآية .
وذكر غير واحد من السلف أن هؤلاء القوم كانوا أهل بلدة في زمان بني إسرائيل استوخموا أرضهم وأصابهم بها وباء شديد فخرجوا فرارا من الموت إلى البرية ، فنزلوا واديا أفيح ، فملئوا ما بين عدوتيه فأرسل الله إليهم ملكين أحدهما من أسفل الوادي والآخر من أعلاه فصاحا بهم صيحة واحدة فماتوا عن آخرهم موتة رجل واحد فحيزوا إلى حظائر وبني عليهم جدران وقبور [ وفنوا ] وتمزقوا وتفرقوا فلما كان بعد دهر مر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له : حزقيل فسأل الله أن يحييهم على يديه فأجابه إلى ذلك وأمره أن يقول : أيتها العظام البالية إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمع عظام كل جسد بعضها إلى بعض ، ثم أمره فنادى : أيتها العظام إن الله يأمرك بأن تكتسي لحما وعصبا وجلدا . فكان ذلك ، وهو يشاهده ثم أمره فنادى : أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن ترجع كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره . فقاموا أحياء ينظرون قد أحياهم الله بعد رقدتهم الطويلة ، وهم يقولون : سبحانك [ اللهم ربنا وبحمدك ] لا إله إلا أنت .
وكان في إحيائهم عبرة ودليل قاطع على وقوع المعاد الجسماني يوم القيامة ولهذا قال : ( إن الله لذو فضل على الناس ) أي : فيما يريهم من الآيات الباهرة والحجج القاطعة والدلالات الدامغة ، ( ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) أي : لا يقومون بشكر ما أنعم الله به عليهم في دينهم ودنياهم .
وفي هذه القصة عبرة ودليل على أنه لن يغني حذر من قدر وأنه لا ملجأ من الله إلا إليه ، فإن هؤلاء فروا من الوباء طلبا لطول الحياة فعوملوا بنقيض قصدهم وجاءهم الموت سريعا في آن واحد .
ومن هذا القبيل الحديث الصحيح الذي رواه الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى أخبرنا مالك وعبد الرزاق أخبرنا معمر كلاهما عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد [ بن أسلم ] بن الخطاب عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن عبد الله بن عباس : أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام فذكر الحديث فجاءه عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا لبعض حاجته فقال : إن عندي من هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا كان بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منه ، وإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه " فحمد الله عمر ثم انصرف .
وأخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري به .
طريق أخرى لبعضه : قال أحمد : حدثنا حجاج ويزيد العمي قالا : أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة : أن عبد الرحمن بن عوف أخبر عمر ، وهو في الشام عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أن هذا السقم عذب به الأمم قبلكم ، فإذا سمعتم به في أرض فلا تدخلوها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا فرارا منه " قال : فرجع عمر من الشام .
وأخرجاه في الصحيحين من حديث مالك عن الزهري بنحوه .
...المزيد

ما الذي يمنعك؟ أنت ولله الحمد مسلم، ولهذا الدين عليك حقوق عظيمة، لكنك في الناحية العملية ضعيف ...

ما الذي يمنعك؟

أنت ولله الحمد مسلم، ولهذا الدين عليك حقوق عظيمة، لكنك في الناحية العملية ضعيف الانتاج قليل الهمة، دعنا نناقش ما يتعذر به البعض من الأوهام:

1 - الكسل والفتور:
وهذا لا نراه إلا في هذا الجانب الدعوي، أما في الجوانب الأخرى فأنت صاحب همة ونشاط .. رحلة صيد، لعب كرة .. الذهاب إلى الاستراحة لديك همة وعزيمة، إذا لديك همة وعزيمة، لكنك لم تصرفها لصالح هذا الدين ولذا أصابك الكسل والفتور.

2 - تلبيس إبليس:
يلبس إبليس على الكثير بأمور كثيرة؛ منها الخوف من أهل الدنيا

وهذا مردود عليك لأمور منها.

أولا: انضبط في أمر الدعوة ولا مدخل لأحد عليك، ورأينا من أفنوا أعمارهم في الدعوة ولم يصبهم ولله الحمد أذى.

ثانيا: تجنب المواقف الحساسة فإن المؤمن كيس فطن يبحث عن المصلحة ويتجه إليها، ويدرأ المفسدة بمصلحة أخرى.

ثالثا: عليك بالتوكل على الله عز وجل فإن الله يحفظ عبده
قال تعالى {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}

ولو قال لك مسئول كبير مثلا من أهل الدنيا. اذهب وادع وإذا جرى لك شيء فأنا المسئول وسوف أحميك .. ألست تنطلق بلا تردد وتتحدث بلا تهيب؟ الله عز وجل أعظم وأجل، وعلى الله فليتوكل المتوكلون {فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.

رابعا: الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل بأن يقيك الشرور، وأن لا يكلك إلى نفسك طرفة عين، فأنت ضعيف بذاتك، وقوي بجوار الله عز وجل وحفظه وتسديده.

خامسا: إن أصابك أمر في جانب الدعوة إلى الله عز وجل فقد أصاب قبلك من الأنبياء والمرسلين الشيء الكثير فاصبر واحتسب وأبشر {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين} إنه قسم من الله عظيم لمن دعا إليه وجاهد في سبيله باللسان والقلم والمال، بأنه يهديه سبيل النجاة .. وهي عصمة من الانحرافات ونجاة من الفتن وتثبيت على الطريق.

وتأمل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرفه ذلك عن دينه" [الفتح: 7/ 202].
...المزيد

الباقي مع مفتاح ط........... ............... وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ ...

الباقي مع مفتاح ط...........
...............
وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ
إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ
أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ (بس)
فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ
تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ
إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
...المزيد

قال احد الناس لاخر...لا احسدك......فقال ولم تحسدني هل انت جار او قريب ...لذالك العروض للبعيد يضع ...

قال احد الناس لاخر...لا احسدك......فقال ولم تحسدني هل انت جار او قريب ...لذالك العروض للبعيد
يضع بين ايدينا قطعة من ميناء وسفارة(فندق)...والسبيل والطريق ....ينطلق ويستلم 100000 برميل شهريا(عقد تجريبي ل4 اشهر)..المرشح مصر...
يخرج مع كل 1 نسبة 30 بالمئة منه.....للارض
*
صفقه___متوفر (ما قيمته 20 مليار دينار ج)__ المستلم(حماس)__الطرف مجهول يلزم تعريفه لس___ليس شرطا الكمية كلها ___بسعر 45 ويبقى ايضا شانه مع الارض...خارج صلاحيتنا.......
*
هل جاهزة ايليا او حتى يحضر......
معدات النت...مشروع العملة......وغيره ......للمقايضة نفطا وللتخزين....
يلتحق بي رئيس الحركة شاتا ......

...المزيد

. . . . . . . دخول الجنة لا يحصل لهم إذا لم يبذلوا مهجهم وأرواحهم في سبيل الله، فإذا ظنوا ...

.
.
.
.
.
.
.
دخول الجنة لا يحصل لهم إذا لم يبذلوا مهجهم وأرواحهم في سبيل الله، فإذا ظنوا غير ذلك فقد أخطئوا.
والمعنى: بل أحسبتم أن تدخلوا الجنة، وتنالوا كرامة ربكم، وشرف المنازل عنده مع أنكم لم تجاهدوا في سبيل الله جهاد الصابرين على شدائده ومتاعبه ومطالبه، إن كنتم تحسبون هذا الحسبان فهو ظن باطل يحب عليكم الإقلاع عنه.
ويحتمل أن تكون أَمْ هنا للمعادلة بمعنى أنها متصلة لا منقطعة «ويكون المعنى عليه:
أعلمتم أن الله- تعالى- سننا في النصر والهزيمة، وأن الأيام دول. وأن الوصول إلى السنة يحتاج إلى إيمان وجهاد وصبر، أم حسبتم وظننتم أنكم تدخلون الجنة من غير مجاهدة واستشهاد؟.
وقوله وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ معناه: ولم تجاهدوا جهاد الصابرين فيعلم الله ذلك منكم.
قال صاحب الكشاف: وقوله وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ بمعنى ولما تجاهدوا. لأن العلم متعلق بالمعلوم، فنزل نفى العلم منزلة نفى متعلقه، لأنه منتف بانتفائه. يقول الرجل:
ما علم الله من فلان خيرا، يريد ما فيه خير حتى يعلمه، و «لما» بمعنى ولم إلا أن فيها ضربا من التوقع، فدل على نفى الجهاد فيما مضى، وعلى توقعه فيما يستقبل. وتقول: وعدني أن يفعل كذا ولما يفعل، تريد: وأنا أتوقع فعله» «1» .
وجملة وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ حالية من ضمير تَدْخُلُوا مؤكدة للإنكار، فإن رجاء الأجر من غير علم مستبعد عند ذوى العقول السليمة، ولذا قال بعضهم:
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجرى على اليبس
وقال بعض الحكماء «طلب الجنة من غير عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور. وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة» .
وقوله وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ أى ويتميز الصابرون في جهادهم عن غيرهم فالآية الكريمة تشير إلى أن الشدائد من شأنها أن تميز المجاهدين الصادقين في جهادهم، الثابتين في البأساء والضراء من غيرهم، وأن تميز الصابرين الذين يتحملون مشاق القتال وتبعاته بقلب راسخ، ونفس مطمئنة من الذين يجاهدون ولكنهم تطيش أحلامهم عند الشدائد والأهوال.
فالجهاد في سبيل الله يستلزم الصبر، لأن الصبر هو عدة المجاهد وأساس نجاحه، ولقد سئل بعضهم عن الشجاعة فقال: الشجاعة صبر ساعة.
__________
(1) تفسير الكشاف ج 1 ص 420.
.
https://top4top.io/downloadf-2133jn23f1-doc.html
...المزيد

ما أجمل الجماعة والائتلاف والإنصاف، وما أقبح التعصب والفرقة والاختلاف بسم الله، والحمد لله، ...

ما أجمل الجماعة والائتلاف والإنصاف،
وما أقبح التعصب والفرقة والاختلاف



بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.



ما أجمل الجماعة والائتلاف والإنصاف، وما أقبح التعصب والفرقة والاختلاف، فقد قال الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159].



قال أهل التفسير: « في هذه الآية دليلٌ على أنَّ الدِّينَ يَأْمُرُ بالاجْتِماعِ والائْتِلافِ، ويَنْهى عن التَّفَرُّقِ والاختلافِ في أصول الدِّينِ وفروعه » [تفسير السعدي (ص282) بتصرف يسير].



« وقد ذكر الله تعالى التفرُّقَ في سِياقِ الذَّمِّ، فيُؤْذِنُ ذلك بأنَّ اللهَ تعالى يُحَذِّرُ المُسلمينَ مِنه » [تفسير ابن عاشور (8 /193)].



والجماعة إخوتي الكرام إنما تتحقق بالتمسك بالدين وبما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، « وما أحسن ما قال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: لن يصلح آخرَ هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ». [ "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم" لابن تيمية (2 /243)].



وقال ابن عباس رضي الله عنه عن قول الله تعالى: ﴿ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾ [البقرة: 213]، قال - رضي الله عنه -: « كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا ﴿ فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴾ ». [رواه الحاكم (2 /596) وصححه الألباني].



إخوتي الكرام: لقد امتن الله - عزَّ وجلَّ - على الأمة ورحمها بالإسلام الذي ألف بين القلوب والأفئدة، بعد أن كانت العداوات تملأ الصدور والأرواح، وهذه نعمة من أعظم النعم، قال عنها ربنا - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].



قال المفسرون: « أي: كنتُم - أيُّها المؤمنون- قبلَ اجتماع قلوبِكم على الإسلام، على وَشْكِ الوقوع في النَّار، إذ لم يَبقَ بينكم وبينها إلَّا أنْ تموتوا على كُفْركم، فأَنقَذَكم اللهُ تعالى منها بهِدايتِكم إلى الإسلام ». [الدرر السنية، ويُنظر: تفسير ابن جرير (5/ 657-658)، وتفسير السعدي (ص142)، وتفسير ابن عثيمين - سورة آل عمران (1 /598)].



ولذا، ينبغي التنبه إلى أن تحقق الجماعة المسلمة لا يكون إلا على منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام، وأن الإخلال بالتوحيد والدين يؤدي إلى الفرقة المذمومة المحذر منها. [ "موقف الصحابة من الفرقة والفرق" لأسماء السويلم، (ص156-158)].



« وقد أثبت الشرع والواقع أنه لا يمكن حصول الوحدة الحقيقية على غير دين الله عز وجل الذي ارتضاه لعباده، وأن الشعارات الجاهلية كالوطنية والعلمانية أقل وأذل وأرذل من أن تؤلف بين القلوب التي ابتعدت عن هدي خالقها ودينه القويم، وما يجري بين أصحاب تلك الشعارات الباطلة من بطش بعضهم ببعض عند قيام الفتن، أقوى شاهد على فشل الالتفاف حولها، وأنها دعاوى عنصرية لا تلين لها القلوب، ولا تدمع لها العيون. ومن الجدير بالذكر أن الوطنية والعلمانية ما كان لها، وهي دعاوى جاهلية، أن تؤلف بين قلوب الأوروبيين، فقامت الحروب الشرسة بينهم، وسُفكت دماء لا يعلم عددها إلا الله تعالى في الحربين العالميتين الأولى والثانية ». [ "المذاهب الفكرية المعاصرة" لغالب عواجي (2 /978) بتصرف].



والحاصل إخوتي الكرام:

أن الله - عزَّ وجلَّ - بيده وحده تأليف القلوب، كما قال سبحانه مخاطبًا نبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63]، فالألفة والجماعة نعمة من الله - عزَّ وجلَّ - تتحقق للأمة بتوفيق الله - عزَّ وجلَّ - عندما يأخذ المسلمون دينهم بقوة، كما أن العداوة والفرقة عذاب سببه الأساسي تراخي قبضة المسلمين على دينهم.



وما أعظم قول عمر رضي الله عنه: « إنا كنا أذلَّ قومٍ فأعزَّنا اللهُ بالإسلامِ، فمهما نطلبُ العزَّ بغيرِ ما أعزَّنا اللهُ به أذلَّنا اللهُ » [رواه الحاكم (1 /130)، وصححه الألباني].



فاللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وانصر عبادك المجاهدين، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا، وَأَبْصَارِنَا، وَقُلُوبِنَا، وَأَزْوَاجِنَا، وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعَمِكَ مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْكَ، قَابِلِينَ لَهَا، وَأَتِمِمْهَا عَلَيْنَا.



والله تعالى أعلم.
...المزيد

الكتاب المسموع الكتاب ...

الكتاب المسموع
الكتاب المسموع
https://ar.islamway.net/scholar/1254/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%85%D9%88%D8%B9

عن السلف ‏:‏ نَهَينا أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلَ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ‏.‏ . عَنْ ...

عن السلف ‏:‏ نَهَينا أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلَ مِنَ الْمَجْلِسِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ‏.‏
.
عَنْ أَنَسٍ‏:‏ خَدَمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْ خِدْمَتِهِ قُلْتُ‏:‏ يَقِيلُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ، فَإِذَا غِلْمَةٌ يَلْعَبُونَ، فَقُمْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ إِلَى لَعِبِهِمْ، فَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَانْتَهَى إِلَيْهِمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ دَعَانِي فَبَعَثَنِي إِلَى حَاجَةٍ، فَكَانَ فِي فَيْءٍ حَتَّى أَتَيْتُهُ‏.‏ وَأَبْطَأْتُ عَلَى أُمِّي، فَقَالَتْ‏:‏ مَا حَبَسَكَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حَاجَةٍ، قَالَتْ‏:‏ مَا هِيَ‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ إِنَّهُ سِرٌّ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتِ‏:‏ احْفَظْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِرَّهُ، فَمَا حَدَّثْتُ بِتِلْكَ الْحَاجَةِ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ، فَلَوْ كُنْتُ مُحَدِّثًا حَدَّثْتُكَ بِهَا‏.‏ ...المزيد

يوجد لدينا قناة يوتيوب بها محاضرات وسلاسل فقهية ...

يوجد لدينا قناة يوتيوب بها محاضرات وسلاسل فقهية
https://www.youtube.com/channel/UC_T74cVs3D0h3YqfiTzUyBQ?disable_polymer=true

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم جميعا

اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم جميعا
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
4 محرم 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً