هذه نبذة من العديد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وقد ...

هذه نبذة من العديد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه «كان ينهى عن صيام رجب كله لكيلا يتخذ عيدا»، ومثل هذا ما روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يضرب أيدي الرجال في رجب إذا رفعوها عن الطعام حتى يضعوها فيه، ويقول: «إنما هو شهر كان أهل الجاهلية يعظمونه»، فهذا النهي منصرف إلى من يصومه معظما لأمر الجاهلية.

أما إن صامه لقصد الصوم في الجملة، كمن يصوم صوم داود -عليه السلام- أو لا يدع صيام الاثنين والخميس عموما -من غير أن يخص من رجب أياما معينة يواظب على صومها، ظانا أن ذلك سنة، أو يعتقد أن الصيام في رجب أفضل من الصيام في غيره- فهذا لا بأس به.

وروي عن أزهر بن سعيد، عن أمه، أنها دخلت على عائشة، رضي الله عنها، فذكرت لها أنها تصوم رجب، فقالت عائشة، رضي الله عنها: «صومي شعبان، فإن فيه الفضل»، والله أعلم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
شهر رجب.. بين السنة والبدعة
...المزيد

رموز .. أم أوثان (2) وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، ...

رموز .. أم أوثان (2)

وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، فإن قادته تنتابهم عقدة النقص إزاء الفصائل الأخرى التي تمتلك «رموزاً» مشهورين يقبل عليهم الناس ويتعلقون بالتنظيم بسببهم لذلك يسعون جهدهم إلى استقطاب «الرموز» إلى حزبهم، أو تصنيع «الرموز» عن طريق اختيار بعض الأفراد الموثوق بولائهم للفصيل، ثم إشهارهم إعلاميا، والنفخ في صفاتهم، وتكبير أسمائهم، وتحويلهم إلى «رموز»، لتتعلق بهم قلوب الأنصار، ويكونوا بمثابة الأوتاد الذين يثبت كل منهم جانبا من جوانب الحزب عن طريق شد قسم من الأنصار إليه في حين يقوم «الزعيم الأوحد» للفصيل مقام العمود الذي ينتصب به قوام التنظيم، الذي يتم ترفيعه أيضا ورفع سوية الغلو فيه عند أعضاء الحزب في سبيل النهوض أكثر بالتنظيم الذي يقوم بكامله على الأشخاص و«الرموز»، أما منهج التنظيم وعقيدته، فتكون غالبا منهج وعقيدة «الرموز» لا أكثر.

إن الحزب أو التنظيم الذي يزعم الانتساب إلى الإسلام، بوصوله إلى هذه الحالة من التبعية «للرموز» فإنه فضلا عن الضلال المبين الذي وقع فيه، وساق إليه الناس بتشريعه الغلو في الرجال ورفعهم فوق مقام البشر، والدفع نحو تعبيد الناس لهم بالطاعة في المعروف والمنكر، فإن هذا الفصيل إنما يحفر قبره بيديه، وذلك بأن يصبح التنظيم ككل بعقيدته ومنهجه وسياسته وأفراده كله مرتبطا بهؤلاء «الرموز»، بعد أن بذل جهدا كبيرا لربط الناس بهم.

وتأتي خطورة «الرموز» على التنظيم وأفراده من حرفهم عن المنهج الإسلامي في التلقي والحكم والاتباع، وإبعادهم عن الكتاب والسنة، بأن يتحول الحق كلّه إلى جانب «الرموز» فيخسر الأفراد دينهم ويتحول التنظيم بذلك إلى ما يشبه زوايا الصوفية التي قوام الدين فيها تقديس مشايخها، وسلوك طريقتهم المبتدعة في الوصول إلى الله.

ومن جانب آخر فإن عقيدة التنظيم ومنهجه تصبح كلها رهينة لأهواء «الرموز» وآرائهم، وخاصة «الرموز» الكبار الموتى، حيث يلجأ التنظيم إلى تبرير كل أقوالهم وأفعالهم خوفا من إسقاطهم وبالتالي سقوط التنظيم بكامله من أعين الناس، بعدما بنوا كل بنيانهم على هذا الجرف الهار الذي يسمونه «رموز».

أما «الرموز» الأحياء فإن خطرهم على هذه التنظيمات الضالة أشد وأكبر، من حيث خوف قيادتها ووجلهم الدائم من إغضاب هؤلاء «الرموز» خشية تركهم للحزب، وبالتالي سيتبعهم في ذلك الآلاف من المناصرين الذين ارتبطوا بهذا «الرمز» أو ذاك، لذا يتحول هؤلاء إلى مراكز قوى داخل الفصيل، وتضعف قدرة قيادة الحزب على اتخاذ أي قرار مصيري دون أخذ إذنهم، والتاريخ شاهد على أن أحد أهم الأسباب في تفكك التجمعات البشرية هو «الرموز» وانشقاقاتهم التي تمزّق الجماعات وتدمّر الأحزاب والتنظيمات.

وكذلك فإن الطواغيت وأعداء الإسلام بمعرفتهم لهذه الحقائق يسهل عليهم حرف الأحزاب والتنظيمات بالسيطرة على هؤلاء «الرموز» عن طريق الترغيب أو الترهيب أو التضليل، وما قصص التراجعات في السجون بعيدة عنا، حيث تمكنت أجهزة المخابرات من القضاء على بعض التنظيمات بسهولة من خلال السيطرة على «رموزها» المعتقلين لديها، الذين أصدروا «المراجعات» التي يتبرؤون فيها من قتالهم للطواغيت، ويضعون لأتباعهم مناهج جديدة في العمل تخدم الطواغيت وترضيهم، وفي المحصلة ينحرف التنظيم أو الحزب بكامله عن منهجه الأصلي بسبب رغبة «رموزه» في جلب منفعة أو دفع مفسدة عن أنفسهم أو عن غيرهم.

إن جماعة المسلمين تقوم على المنهج الرباني، الذي أساسه أن لا طاعة مطلقة إلا لله عز وجل، وأن الاتباع المطلق لا يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن انتصارها يكون بصحة منهجها وصدق أفرادها وقادتها في جهادهم، وأن ذلك الانتصار لا يقف وراءه عدة ولا عتاد ولا «رموز» بل هو محض فضل الله عليهم، وبربط الجماعة أفرادها بهذه الحقائق تحفظ لهم دينهم، وتبنى الجماعة على أساس متين، بحيث لا يضرها من ضل من أفرادها مهما بلغ من القدر أو العلم أو القدم في صفوفها، ولا يكون فعل أو قول أو رأي أي من أفرادها حجة عليها، بل تقوم بمحاسبتهم بناء على الأساس الشرعي الذي قامت عليه.

فإن ثبتت الجماعة المسلمة على هذا السبيل، فإنها ستضمن لنفسها البقاء بإذن الله، ولن يتمكن أحد من أفرادها من التسلق إلى المجد على أكتاف الصادقين، كما لن يكون فيها مكان للمنظرين الخاملين الذين يعتقد كل منهم أن مجرد انتسابه إليها منّة يمن بها على الجماعة، وأن الجماعة وأفرادها يجب أن يكونوا تبعا له ولهواه، كيفما دار يدوران معه، ومتى ما ركنت الجماعة إلى ما في صفوفها من «رموز» جعل الله عذابها على أيديهم، وهزيمتها بسببهم، والله لا يهدي القوم الضالين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
رموز .. أم أوثان (2)
...المزيد

رموز .. أم أوثان (2) لا يمكن إحصاء الدعوات التي خرجت خلال القرن الأخير من عمر الأمة تطالب بنبذ ...

رموز .. أم أوثان (2)

لا يمكن إحصاء الدعوات التي خرجت خلال القرن الأخير من عمر الأمة تطالب بنبذ التقليد، وحصر الاتّباع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهاجمت التعصب الأعمى للمذاهب الفقهية وسعت إلى هدم التقديس الشركي لشيوخ الطرق الصوفية، ودعت المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وقد حققت هذه الدعوات على اختلاف غاياتها نتائج كبيرة في هذا المجال ولكن ما اتضح من تعقب مآلات هذه الدعوات أنها فشلت في تحقيق الاستمرارية في نتائجها وذلك بسبب عودة الناس إلى اتخاذ متبوعين جدد استبدلوهم مكان المتبوعين السابقين الذين خرجت الدعوات السالفة لنقض اتباعهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أتباع غالبية تلك الدعوات بعد فترة قصيرة من انطلاقها صاروا يتخذون لأنفسهم متبوعين يقلدونهم ويقدسونهم ويغالون فيهم محبةً وطاعة، بل وتعدى بهم الأمر أن يقوموا بدعوة الناس لاتباع من قدسوه وغلوا فيه بعد أن دعوهم لعقود إلى ترك من اتبعوهم من العلماء والرؤساء.

ولو تتبعنا الأمر أكثر لوجدنا أن تفسيره كامن في طبائع النفس البشرية فالعصبية للجماعة التي ينسب الإنسان نفسه إليها، والمفاخرة بهذه الجماعة ومن ينتمي إليها أو يقودها والتنافس في ذلك مع المنتسبين للجماعات الأخرى هي أمور موجودة في طبيعة الإنسان من الصعب عليه الانفكاك عنها، إلا على من رحم الله، وكذلك فإن إخلاص التوحيد لله وإحكام تنقية القلب من الأنداد هو من أشق الأمور على النفس، لذلك قال الله تعالى: {ومَا يُؤمِن أَكثرُهُم بِاللَّه إِلَّا وهُم مُّشرِكون}.

فهذه الأحزاب أو الفصائل أو التنظيمات تقع بالضرورة في منافسة مع غيرها سواء من الحلفاء أو الأعداء وتحاول أن تستقوي عليهم بأي وسيلة ممكنة في يدها، حتى ما يخالف الشرع منها، أو يخالف أصول دعوتها فإنها تتحايل على نفسها وأتباعها لتستفيد منها في تدعيم صفها الداخلي، أو تقوية موقفها الخارجي ومن تلك الوسائل الشائعة في لعبة المنافسة هذه اتخاذ «الرموز»، ومبارزة المنافسين بها فخرا وتعظيما.

وتزداد أهمية هذه الوسيلة عند الجماعات الضالة عندما تتهم من قبل منافسيها بالافتقار إلى نوع معين من الأفراد فيها، سواء كانوا من العلماء أو القادة الدهاة الحكماء، أو المقاتلين الخبراء الأقوياء، أو حتى من أهل الحرف والصناعات، وأرباب الاختصاصات العلمية والشهادات فترتفع قيمة هؤلاء في أوساط تنظيماتهم بأن يظهروا للناس صدق دعوتهم، أو صواب خطتهم، أو قوة جماعتهم بعدد وحجم «الرموز» المنضمين إليها أو المادحين لها ولسيرتها، وبحسب أهداف الجماعة أو التنظيم ترتفع أسهم «الرموز» الذين يجذبون المستهدفين من دعوته، المطلوب انضمامهم إلى صفوفها أو على الأقل ضمان تأييدهم لها.

وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، فإن قادته تنتابهم عقدة النقص إزاء الفصائل الأخرى التي تمتلك «رموزاً» مشهورين يقبل عليهم الناس ويتعلقون بالتنظيم بسببهم لذلك يسعون جهدهم إلى استقطاب «الرموز» إلى حزبهم، أو تصنيع «الرموز» عن طريق اختيار بعض الأفراد الموثوق بولائهم للفصيل، ثم إشهارهم إعلاميا، والنفخ في صفاتهم، وتكبير أسمائهم، وتحويلهم إلى «رموز»، لتتعلق بهم قلوب الأنصار، ويكونوا بمثابة الأوتاد الذين يثبت كل منهم جانبا من جوانب الحزب عن طريق شد قسم من الأنصار إليه في حين يقوم «الزعيم الأوحد» للفصيل مقام العمود الذي ينتصب به قوام التنظيم، الذي يتم ترفيعه أيضا ورفع سوية الغلو فيه عند أعضاء الحزب في سبيل النهوض أكثر بالتنظيم الذي يقوم بكامله على الأشخاص و«الرموز»، أما منهج التنظيم وعقيدته، فتكون غالبا منهج وعقيدة «الرموز» لا أكثر.

إن الحزب أو التنظيم الذي يزعم الانتساب إلى الإسلام، بوصوله إلى هذه الحالة من التبعية «للرموز» فإنه فضلا عن الضلال المبين الذي وقع فيه، وساق إليه الناس بتشريعه الغلو في الرجال ورفعهم فوق مقام البشر، والدفع نحو تعبيد الناس لهم بالطاعة في المعروف والمنكر، فإن هذا الفصيل إنما يحفر قبره بيديه، وذلك بأن يصبح التنظيم ككل بعقيدته ومنهجه وسياسته وأفراده كله مرتبطا بهؤلاء «الرموز»، بعد أن بذل جهدا كبيرا لربط الناس بهم.

وتأتي خطورة «الرموز» على التنظيم وأفراده من حرفهم عن المنهج الإسلامي في التلقي والحكم والاتباع، وإبعادهم عن الكتاب والسنة، بأن يتحول الحق كلّه إلى جانب «الرموز» فيخسر الأفراد دينهم ويتحول التنظيم بذلك إلى ما يشبه زوايا الصوفية التي قوام الدين فيها تقديس مشايخها، وسلوك طريقتهم المبتدعة في الوصول إلى الله.

ومن جانب آخر فإن عقيدة التنظيم ومنهجه تصبح كلها رهينة لأهواء «الرموز» وآرائهم، وخاصة «الرموز» الكبار الموتى، حيث يلجأ التنظيم إلى تبرير كل أقوالهم وأفعالهم خوفا من إسقاطهم وبالتالي سقوط التنظيم بكامله من أعين الناس، بعدما بنوا كل بنيانهم على هذا الجرف الهار الذي يسمونه «رموز».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
رموز .. أم أوثان (2)
...المزيد

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].

وقال ابن قتيبة: «غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته عليه، وادعاؤهم له شركة النبي -صلى الله عليه وسلم- في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة» [الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة].

قال الطحاوي: «ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان» [العقيدة الطحاوية].

قال الإمام البربهاري: «واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعو إلى السيف، وأردؤها وأكفرها الرافضة» [شرح السنة للبربهاري].

قال القاضي أبو بكر بن العربي: «ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى ما رضيت الروافض في أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل» [العواصم من القواصم].

قال الشوكاني: «إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته! ... وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرا بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة» [نثر الجوهر للشوكاني].

قال عبد القاهر البغدادي: «وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة ... فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم» [الفرق بين الفرق للبغدادي].

قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بعد نقله لأقوال ابن تيمية في تكفير الرافضة: «فهذا حكم الرافضة في الأصل وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء الصالحين من أهل البيت وغيرهم واعتقدوا فيهم النفع والضر في الشدة والرخاء ويرون أن ذلك قربة تقربهم إلى الله ودين يدينون به فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فليراجع دينه قبل حلول رمسه».

وقال أيضا: «وأما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم يخاف على مرتكبه من موت قلبه وانتكاسه، وفي الأثر أن من الذنوب ذنوبا عقوبتها موت القلوب وزوال الإيمان» [الدرر السنية].

قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي: «فلقد قرأنا التاريخ واستقرأناه فلم نجد في ماضيه وحاضره ولا حتى إرهاصات مستقبله كمثل سيرة بل سوءة أصحاب الرفض، رفضهم الله كما لفظوا دينه ومنهاجه القويم واستبدلوه بالذي هو أدنى من خليط حقد وخزعبلات الفرس وتضاليل اليهود وضلال النصارى ليتناسب مع جميع أصحاب الديانات المُعادين لأهل الإسلام، فخرجوا بدين ممسوخ... وفي تكفيرهم ووجوب قتالهم أدلة من الكتاب والسنة».

وقال أيضا: «إن دين الرفض لم يقم أساسا ومنذ بداية ظهوره، وعلى مر الأزمان وحتى أيامنا هذه، إلا لغرض هدم الإسلام وبث الفتنة والفرقة بين المسلمين وتقويض دولة الإسلام، من خلال محاربة أهل السنة والجماعة، أعني بهم الجماعة الأولى التي استثناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الثلاث والسبعين فرقة بالنجاة من النار ومن سار على نهجهم وليس هذا كلاما مبالغا أو متوهما ولا هو منكرًا من القول وزورا بل هذا ما قرره علماء السلف والخلف، فهو مخطط دبر بليل لم يقم من الأساس إلا لغرض هدم الدين» [هل أتاك حديث الرافضة للزرقاوي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الشيعة الروافض طائفة شرك وردة وحرابة، ممتنعة بشوكة، صائلة على الإسلام والمسلمين، لذا وجب على كل مسلم تكفيرهم وجهادهم، لا فرق في الحكم بين آحادهم وجماعاتهم، رؤوسهم وأتباعهم، كلهم في الحكم سواء.

وقد تضافرت الأدلة النقلية من أقوال أهل العلم في تقرير ذلك الأصل، وفيما يلي أقوال في حكم الروافض المرتدين:

قال الإمام مالك: «الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم -أو قال نصيب- في الإسلام» [السنة، للخلال].

وقال القرطبي في تفسيره: «لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين».

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما أراه على الإسلام، وقال أيضا: وليست الرافضة من الإسلام في شيء» [السنة للخلال].

وقال الإمام أحمد بن يونس الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلا: «اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام»، قال: «لو أن يهوديا ذبح شاة، وذَبَح رافضيٌ، لأكلتُ ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنه مرتد عن الإسلام» [الصارم المسلول لابن تيمية].

وقال الإمام البخاري عن الرافضة: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» [خلق أفعال العباد للبخاري].

وقال ابن حزم عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضة للرد عليه: «وأما قولهم -يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر» [الفصل في الملل والنحل لابن حزم].

قال الإمام الأوزاعي: «من شتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد ارتد عن دينه وأباح دمه» [الشرح والإبانة لابن بطة].

قال الحافظ أبو زرعة الرازي: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة» [الكفاية في علم الرواية].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وأما من... زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الأمة التي هي: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام» [الصارم المسلول].

وقال ابن رجب الحنبلي: «ولهذا تشبهت الرافضة باليهود في نحو سبعين خصلة» [الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب].

قال ابن القيم: «وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم» [إغاثة اللهفان].

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد

خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم • تتواتر الأنباء اليوم عن عزم زعيم المشركين في هذا العصر باراك ...

خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم

• تتواتر الأنباء اليوم عن عزم زعيم المشركين في هذا العصر باراك أوباما الدفع بالآلاف من الجنود الأمريكيين إلى ساحة المعركة ضد الدولة الإسلامية، ليختم فترته الرئاسية الثانية بنقض المشروع الأساسي الذي دخل به إلى البيت الأبيض وهو إنهاء الحرب في العراق، وإجلاء الجنود الأمريكيين منه بعد أن ورطهم سلفه بوش في الحرب التي أهلكت عشرات الآلاف منهم ووضعت الاقتصاد الأمريكي على حافة الهاوية.

ويأتي هذا القرار بعد أن أعلن أوباما وأركان إدارته أنهم تفاجؤوا بقوة الدولة الإسلامية وتمكنها من هزيمة كل أعدائها المرتدين في العراق والشام خلال فترة وجيزة، محمّلين المخابرات الأمريكية مسؤولية هذا الفشل في توقع مآلات الأحداث بتقديمها توقعات مضللة حولها إلى البيت الأبيض.

كما يأتي بعدما يقارب السنتين من انطلاق الحملة الصليبية الجديدة على الدولة الإسلامية، التي وعد أوباما في بدايتها أنه لن يرافقها إعادة نشر لقوات أمريكية على أرض المنطقة، وأنه سيعتمد بشكل كامل في إدارة المعركة على المرتدين من العلمانيين الكرد، والميليشيات الرافضية، ومقاتلي الصحوات، الذين آزرتهم طائرات التحالف الدولي بـ 11500 غارة جوية عدا عن مليارات الدولارات التي أنفقت على دعمهم وتسليحهم خلال 22 شهرا من القتال المتواصل على كل الجبهات، لتكون نهاية جهدهم الجهيد أن يعلقوا كل آمالهم في القزم الفاشل حيدر العبادي، ليحفظ لهم ما تبقى من ماء وجوههم الذي أراقه المجاهدون في شرق الأرض وغربها.

إن هذه الأمور تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأحمق المطاع أوباما لا يقل فشلا عن أخيه بوش، وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تكذب في كل مرة تزعم أن لديها خطة ما لهزيمة الدولة الإسلامية، ويبرهن المسلمون اليوم أنهم أصحاب مشروع حقيقي في إقامة الدين، وإزالة الشرك من الأرض، وأنهم وإن تأخروا في المضي في خطوات مشروعهم لبعض الوقت بسبب شدة ممانعة المشركين ودفاعهم المستميت عن جاهليتهم، فإنهم لا زالوا -بفضل الله- ثابتين على طريقهم الذي حُدِّدت معالمه بحدود الكتاب والسنة، ينتهزون كل فرصة تلوح لهم للدفع بمشروعهم خطوات إلى الأمام حتى تحقيق هدفه النهائي بإزالة الشرك من الأرض، وكلما فني جيل من المجاهدين، حمل الراية من بعدهم جيل تربى على أيدي سابقيه، فمضى على الطريق ذاته في سبيل الوصول إلى الغاية ذاتها.

إن التصريحات الأخيرة لكل من الأحمقين باراك أوباما ودونالد ترامب، تعكس الاستجابة لحاجة أمريكا اليوم إلى الانكفاء على ذاتها، وتخفيف الحمل عن نفسها بتحميل الحلفاء والعملاء جزءا كبيرا من تكاليف الحرب، رغم محاولات المتمسكين بفكرة الهيمنة الأمريكية مقاومة هذه الأفكار الانعزالية، خوفا على مكانة أمريكا في العالم، إلا أنهم يعرفون واقعهم جيدا، ويعلمون أن أمريكا اليوم ليست أمريكا ذاتها التي قادت عاصفة الصحراء، ولا حتى أمريكا التي تمكنت من الدخول في حربين كبريين في العراق وأفغانستان، وسيرضخون في النهاية للأفكار الانعزالية وإلا كان مصيرهم كمصير الاتحاد السوفيتي.

في هذا الوقت تمضي الدولة الإسلامية في مشروعها العالمي المبارك، بعد أن وضعت له الأساس السليم شرعيا وواقعيا، بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكمها شريعة الله تعالى، وإعادة العمل بنظام الخلافة الذي تم تعطيله حتى أُزيل نهائيا من حيز الوجود لقرون.

هذا المشروع العالمي بانت ثمراته -بفضل الله- في فترة قصيرة نسبيا، بتوحيد جماعات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها بطريقة شرعية، وهي البيعة لأمير المؤمنين والسمع والطاعة له في المعروف، وإعادة توجيه حربهم الوجهة الصحيحة ليكون قتالهم في سبيل الله، ولتكون كلمة الله هي العليا، لا في سبيل الأرض والمال والسلطة، وإلغاء نظام (سايكس - بيكو) الطاغوتي بإعلان الولايات الإسلامية العابرة للحدود المصطنعة، ومن ثم نقل المعركة إلى عقر دار الصليبيين بتنفيذ عدة غزوات ناجحة في قلب أوروبا، ولله الحمد.

إن الدولة الإسلامية تمتلك بفضل الله أهم المقومات للنجاح في مشروعها العالمي، وهما صحة المنهج القائم على توحيد الله وجهاد أعدائه، وثبات جنودها وقادتها على هذا المنهج غير عابئين بتكاليفه الباهظة، بخلاف أعدائها من المشركين والمرتدين، الذين جمعوا إلى جانب ضلال مناهجهم، وسوء تخطيطهم، تخبطا كبيرا في إدارة المعركة ضد الدولة الإسلامية، ما يعني أن نتيجة المعركة -مهما طالت وكثرت تكاليفها- محسومة لصالح المسلمين، ونهايتها -بإذن الله- النصر والتمكين لعباده الموحدين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، والعاقبة للمتقين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم
...المزيد

ويل لكم يا يهود • فبالجهاد تُسترجع حقوق المسلمين، وبالجهاد ينصر هذا الدين، وبالجهاد فتح عمر - ...

ويل لكم يا يهود

• فبالجهاد تُسترجع حقوق المسلمين، وبالجهاد ينصر هذا الدين، وبالجهاد فتح عمر - رضي الله عنه - مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصبح البيت العتيق تحت ظلال الدولة الإسلامية.

وما ترك المسلمون الجهاد في زمن من الأزمنة إلا وأصابهم ما توعدهم الله.

الشيخ أسامة بن لادن (رحمه الله)
من محاضرة: حال الجهاد
...المزيد

شهر رجب.. بين السنة والبدعة لقد جعل الله للعبادات مواسم يزداد فيها الأجر لمن عمل بها، بل من ...

شهر رجب.. بين السنة والبدعة

لقد جعل الله للعبادات مواسم يزداد فيها الأجر لمن عمل بها، بل من العبادات ما لا يصح أداؤه إلا في أوقات معينة كالصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصيام رمضان، وحج البيت الحرام، وقد وردت فضائل هذه المواسم في أدلة من الكتاب والسنة، ما يغني عن الأخذ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، التي جاء فيها أخبار عن زيادة الأجر في أيام وليال معينة أو شهور محددة من السنة، وتحديد لنوع العبادات المخصصة لكل منها، بل وابتداع عبادات لا أصل لها وربطها بهذه المواسم، ومنها شهر رجب الذي كثرت الأخبار الواردة في فضائله مما لا يصح.

فترى الناس قد اعتادوا على عادات وأعمال يؤدونها في شهر رجب ظنا منهم أنها من الدين، فتراهم ابتدعوا صلاة وسموها «صلاة الرغائب»، يصلونها في أول ليلة جمعة من شهر رجب، وتراهم يخصصون أياما معينة للصيام فيه، وتراهم يذبحون في رجب الذبائح، ومنهم من لا يخرج زكاته إلا في شهر رجب... إلخ.

ولندع الحافظ ابن حجر العسقلاني يتحدث لنا عن ذلك، حيث قال في «تبيين العجب بما ورد في شهر رجب» ما ملخصه:

«تكرر سؤال جماعة من الإخوان: هل صح شيء في فضائل شهر رجب؟ فسطرت هذه الأوراق فيما وصلت إليه بحسب العجلة، فأقول: لم يرد في فضل شهر رجب، ولا في صيامه، ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام أبو إسماعيل الهروي الحافظ، رويناه عنه بإسناد صحيح، وليحذر المرء من دخوله تحت قوله، صلى الله عليه وسلم: (من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين) فكيف بمن عمل به!»

أما الأحاديث الواردة في فضل رجب، فهي إما ضعيفة أو موضوعة، ومنها:

- حديث: «إن في الجنة نهرا يقال له: رجب، ماؤه الرحيق، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أعده الله لصوام رجب».

- حديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».

- حديث: «رجب لا يقارنه من الأشهر أحد، ولذلك يقال له: شهر الله الأصم، وإن رجبا شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي. فمن صام من رجب يوما إيمانا واحتسابا استوجب رضوان الله الأكبر، وأسكنه الفردوس الأعلى، ومن صام من رجب يومين فله من الأجر ضعفان، ومن صام من رجب ثلاثة أيام جعل الله بينه وبين النار خندقا، ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من البلاء، ومن الجذام، والجنون والبرص، ومن فتنة المسيح الدجال، ومن صام من رجب خمسة أيام وقي عذاب القبر».

- حديث: «كان أهل الجاهلية إذا دخل رجب يعطلون أسلحتهم ويضعونها، فكان الناس يأمنون وتأمن السبل ولا يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي».

- حديث: «من فرج عن مؤمن كربة في رجب أعطاه الله تعالى في الفردوس قصرا مد بصره، أكرموا رجبا يكرمكم الله بألف كرامة».

- حديث: «رجب من أشهر الحرم، وأيامه مكتوبة على أبواب السماء السادسة، فإذا صام الرجل منه يوما، وجود صومه بتقوى الله، نطق الباب ونطق اليوم، فقالا: يا رب اغفر له، وإذا لم يتم صومه بتقوى الله لم يستغفرا له».

- حديث: «من صام يوما من رجب، وصلى فيه أربع ركعات، يقرأ في أول ركعة مائة مرة آية الكرسي، وفي الركعة الثانية قل هو الله أحد مائة مرة، لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة، أو يرى له».

- حديث: «رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر أمتي».

- حديث: «من صلى ليلة النصف من رجب، أربع عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وقل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، وقل أعوذ برب الناس ثلاث مرات فإذا فرغ من صلاته صلى علي عشر مرات، ثم يسبح الله ويحمده، ويكبره ويهلله ثلاثين مرة، بعث الله إليه ألف ملك، يكتبون له الحسنات، ويغرسون له الأشجار في الفردوس».

- حديث: «أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر رجب، شهر الله، الأصم، تضاعف فيه الحسنات، وتستجاب فيه الدعوات، ويفرج عن الكربات، لا يرد فيه للمؤمنين دعوة، فمن اكتسب فيه خيرا ضوعف له فيه أضعافا مضاعفة، والله يضاعف لمن يشاء. فعليكم بقيام ليله، وصيام نهاره، فمن صلى في يوم فيه خمسين صلاة يقرأ في كل ركعة ما تيسر من القرآن، أعطاه الله من الحسنات بعد الشفع والوتر، وبعد الشعر والوبر، ومن صام يوما منه كتب له به صيام سنة».

- حديث: «في رجب ليلة يكتب للعامل فيها حسنات مائة سنة، وذلك لثلاث بقين من رجب، فمن صلى فيها اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورة من القرآن، يتشهد في كل ركعتين، ويسلم في آخرهن، ثم يقول: سبحان الله ولا إله إلا الله، والله أكبر، مائة مرة، ويستغفر مائة مرة، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- مائة مرة ويدعو لنفسه بما شاء من أمر دنياه وآخرته، ويصبح صائما، فإن الله يستجيب دعاءه كله، إلا أن يدعو في معصية».

- حديث: «من صام يوم سبع وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهرا، وهو اليوم الذي هبط فيه جبريل بالرسالة».

هذه نبذة من العديد من الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمكذوبة على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه «كان ينهى عن صيام رجب كله لكيلا يتخذ عيدا»، ومثل هذا ما روي أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يضرب أيدي الرجال في رجب إذا رفعوها عن الطعام حتى يضعوها فيه، ويقول: «إنما هو شهر كان أهل الجاهلية يعظمونه»، فهذا النهي منصرف إلى من يصومه معظما لأمر الجاهلية.

أما إن صامه لقصد الصوم في الجملة، كمن يصوم صوم داود -عليه السلام- أو لا يدع صيام الاثنين والخميس عموما -من غير أن يخص من رجب أياما معينة يواظب على صومها، ظانا أن ذلك سنة، أو يعتقد أن الصيام في رجب أفضل من الصيام في غيره- فهذا لا بأس به.

وروي عن أزهر بن سعيد، عن أمه، أنها دخلت على عائشة، رضي الله عنها، فذكرت لها أنها تصوم رجب، فقالت عائشة، رضي الله عنها: «صومي شعبان، فإن فيه الفضل»، والله أعلم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
شهر رجب.. بين السنة والبدعة
...المزيد

رموز .. أم أوثان (2) وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، ...

رموز .. أم أوثان (2)

وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، فإن قادته تنتابهم عقدة النقص إزاء الفصائل الأخرى التي تمتلك «رموزاً» مشهورين يقبل عليهم الناس ويتعلقون بالتنظيم بسببهم لذلك يسعون جهدهم إلى استقطاب «الرموز» إلى حزبهم، أو تصنيع «الرموز» عن طريق اختيار بعض الأفراد الموثوق بولائهم للفصيل، ثم إشهارهم إعلاميا، والنفخ في صفاتهم، وتكبير أسمائهم، وتحويلهم إلى «رموز»، لتتعلق بهم قلوب الأنصار، ويكونوا بمثابة الأوتاد الذين يثبت كل منهم جانبا من جوانب الحزب عن طريق شد قسم من الأنصار إليه في حين يقوم «الزعيم الأوحد» للفصيل مقام العمود الذي ينتصب به قوام التنظيم، الذي يتم ترفيعه أيضا ورفع سوية الغلو فيه عند أعضاء الحزب في سبيل النهوض أكثر بالتنظيم الذي يقوم بكامله على الأشخاص و«الرموز»، أما منهج التنظيم وعقيدته، فتكون غالبا منهج وعقيدة «الرموز» لا أكثر.

إن الحزب أو التنظيم الذي يزعم الانتساب إلى الإسلام، بوصوله إلى هذه الحالة من التبعية «للرموز» فإنه فضلا عن الضلال المبين الذي وقع فيه، وساق إليه الناس بتشريعه الغلو في الرجال ورفعهم فوق مقام البشر، والدفع نحو تعبيد الناس لهم بالطاعة في المعروف والمنكر، فإن هذا الفصيل إنما يحفر قبره بيديه، وذلك بأن يصبح التنظيم ككل بعقيدته ومنهجه وسياسته وأفراده كله مرتبطا بهؤلاء «الرموز»، بعد أن بذل جهدا كبيرا لربط الناس بهم.

وتأتي خطورة «الرموز» على التنظيم وأفراده من حرفهم عن المنهج الإسلامي في التلقي والحكم والاتباع، وإبعادهم عن الكتاب والسنة، بأن يتحول الحق كلّه إلى جانب «الرموز» فيخسر الأفراد دينهم ويتحول التنظيم بذلك إلى ما يشبه زوايا الصوفية التي قوام الدين فيها تقديس مشايخها، وسلوك طريقتهم المبتدعة في الوصول إلى الله.

ومن جانب آخر فإن عقيدة التنظيم ومنهجه تصبح كلها رهينة لأهواء «الرموز» وآرائهم، وخاصة «الرموز» الكبار الموتى، حيث يلجأ التنظيم إلى تبرير كل أقوالهم وأفعالهم خوفا من إسقاطهم وبالتالي سقوط التنظيم بكامله من أعين الناس، بعدما بنوا كل بنيانهم على هذا الجرف الهار الذي يسمونه «رموز».

أما «الرموز» الأحياء فإن خطرهم على هذه التنظيمات الضالة أشد وأكبر، من حيث خوف قيادتها ووجلهم الدائم من إغضاب هؤلاء «الرموز» خشية تركهم للحزب، وبالتالي سيتبعهم في ذلك الآلاف من المناصرين الذين ارتبطوا بهذا «الرمز» أو ذاك، لذا يتحول هؤلاء إلى مراكز قوى داخل الفصيل، وتضعف قدرة قيادة الحزب على اتخاذ أي قرار مصيري دون أخذ إذنهم، والتاريخ شاهد على أن أحد أهم الأسباب في تفكك التجمعات البشرية هو «الرموز» وانشقاقاتهم التي تمزّق الجماعات وتدمّر الأحزاب والتنظيمات.

وكذلك فإن الطواغيت وأعداء الإسلام بمعرفتهم لهذه الحقائق يسهل عليهم حرف الأحزاب والتنظيمات بالسيطرة على هؤلاء «الرموز» عن طريق الترغيب أو الترهيب أو التضليل، وما قصص التراجعات في السجون بعيدة عنا، حيث تمكنت أجهزة المخابرات من القضاء على بعض التنظيمات بسهولة من خلال السيطرة على «رموزها» المعتقلين لديها، الذين أصدروا «المراجعات» التي يتبرؤون فيها من قتالهم للطواغيت، ويضعون لأتباعهم مناهج جديدة في العمل تخدم الطواغيت وترضيهم، وفي المحصلة ينحرف التنظيم أو الحزب بكامله عن منهجه الأصلي بسبب رغبة «رموزه» في جلب منفعة أو دفع مفسدة عن أنفسهم أو عن غيرهم.

إن جماعة المسلمين تقوم على المنهج الرباني، الذي أساسه أن لا طاعة مطلقة إلا لله عز وجل، وأن الاتباع المطلق لا يكون إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن انتصارها يكون بصحة منهجها وصدق أفرادها وقادتها في جهادهم، وأن ذلك الانتصار لا يقف وراءه عدة ولا عتاد ولا «رموز» بل هو محض فضل الله عليهم، وبربط الجماعة أفرادها بهذه الحقائق تحفظ لهم دينهم، وتبنى الجماعة على أساس متين، بحيث لا يضرها من ضل من أفرادها مهما بلغ من القدر أو العلم أو القدم في صفوفها، ولا يكون فعل أو قول أو رأي أي من أفرادها حجة عليها، بل تقوم بمحاسبتهم بناء على الأساس الشرعي الذي قامت عليه.

فإن ثبتت الجماعة المسلمة على هذا السبيل، فإنها ستضمن لنفسها البقاء بإذن الله، ولن يتمكن أحد من أفرادها من التسلق إلى المجد على أكتاف الصادقين، كما لن يكون فيها مكان للمنظرين الخاملين الذين يعتقد كل منهم أن مجرد انتسابه إليها منّة يمن بها على الجماعة، وأن الجماعة وأفرادها يجب أن يكونوا تبعا له ولهواه، كيفما دار يدوران معه، ومتى ما ركنت الجماعة إلى ما في صفوفها من «رموز» جعل الله عذابها على أيديهم، وهزيمتها بسببهم، والله لا يهدي القوم الضالين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
رموز .. أم أوثان (2)
...المزيد

رموز .. أم أوثان (2) لا يمكن إحصاء الدعوات التي خرجت خلال القرن الأخير من عمر الأمة تطالب بنبذ ...

رموز .. أم أوثان (2)

لا يمكن إحصاء الدعوات التي خرجت خلال القرن الأخير من عمر الأمة تطالب بنبذ التقليد، وحصر الاتّباع برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهاجمت التعصب الأعمى للمذاهب الفقهية وسعت إلى هدم التقديس الشركي لشيوخ الطرق الصوفية، ودعت المسلمين إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة، وقد حققت هذه الدعوات على اختلاف غاياتها نتائج كبيرة في هذا المجال ولكن ما اتضح من تعقب مآلات هذه الدعوات أنها فشلت في تحقيق الاستمرارية في نتائجها وذلك بسبب عودة الناس إلى اتخاذ متبوعين جدد استبدلوهم مكان المتبوعين السابقين الذين خرجت الدعوات السالفة لنقض اتباعهم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أتباع غالبية تلك الدعوات بعد فترة قصيرة من انطلاقها صاروا يتخذون لأنفسهم متبوعين يقلدونهم ويقدسونهم ويغالون فيهم محبةً وطاعة، بل وتعدى بهم الأمر أن يقوموا بدعوة الناس لاتباع من قدسوه وغلوا فيه بعد أن دعوهم لعقود إلى ترك من اتبعوهم من العلماء والرؤساء.

ولو تتبعنا الأمر أكثر لوجدنا أن تفسيره كامن في طبائع النفس البشرية فالعصبية للجماعة التي ينسب الإنسان نفسه إليها، والمفاخرة بهذه الجماعة ومن ينتمي إليها أو يقودها والتنافس في ذلك مع المنتسبين للجماعات الأخرى هي أمور موجودة في طبيعة الإنسان من الصعب عليه الانفكاك عنها، إلا على من رحم الله، وكذلك فإن إخلاص التوحيد لله وإحكام تنقية القلب من الأنداد هو من أشق الأمور على النفس، لذلك قال الله تعالى: {ومَا يُؤمِن أَكثرُهُم بِاللَّه إِلَّا وهُم مُّشرِكون}.

فهذه الأحزاب أو الفصائل أو التنظيمات تقع بالضرورة في منافسة مع غيرها سواء من الحلفاء أو الأعداء وتحاول أن تستقوي عليهم بأي وسيلة ممكنة في يدها، حتى ما يخالف الشرع منها، أو يخالف أصول دعوتها فإنها تتحايل على نفسها وأتباعها لتستفيد منها في تدعيم صفها الداخلي، أو تقوية موقفها الخارجي ومن تلك الوسائل الشائعة في لعبة المنافسة هذه اتخاذ «الرموز»، ومبارزة المنافسين بها فخرا وتعظيما.

وتزداد أهمية هذه الوسيلة عند الجماعات الضالة عندما تتهم من قبل منافسيها بالافتقار إلى نوع معين من الأفراد فيها، سواء كانوا من العلماء أو القادة الدهاة الحكماء، أو المقاتلين الخبراء الأقوياء، أو حتى من أهل الحرف والصناعات، وأرباب الاختصاصات العلمية والشهادات فترتفع قيمة هؤلاء في أوساط تنظيماتهم بأن يظهروا للناس صدق دعوتهم، أو صواب خطتهم، أو قوة جماعتهم بعدد وحجم «الرموز» المنضمين إليها أو المادحين لها ولسيرتها، وبحسب أهداف الجماعة أو التنظيم ترتفع أسهم «الرموز» الذين يجذبون المستهدفين من دعوته، المطلوب انضمامهم إلى صفوفها أو على الأقل ضمان تأييدهم لها.

وفي حال افتقار الفصيل أو الحزب الضال إلى «رموز» يبني عليهم بنيانه المتهالك، فإن قادته تنتابهم عقدة النقص إزاء الفصائل الأخرى التي تمتلك «رموزاً» مشهورين يقبل عليهم الناس ويتعلقون بالتنظيم بسببهم لذلك يسعون جهدهم إلى استقطاب «الرموز» إلى حزبهم، أو تصنيع «الرموز» عن طريق اختيار بعض الأفراد الموثوق بولائهم للفصيل، ثم إشهارهم إعلاميا، والنفخ في صفاتهم، وتكبير أسمائهم، وتحويلهم إلى «رموز»، لتتعلق بهم قلوب الأنصار، ويكونوا بمثابة الأوتاد الذين يثبت كل منهم جانبا من جوانب الحزب عن طريق شد قسم من الأنصار إليه في حين يقوم «الزعيم الأوحد» للفصيل مقام العمود الذي ينتصب به قوام التنظيم، الذي يتم ترفيعه أيضا ورفع سوية الغلو فيه عند أعضاء الحزب في سبيل النهوض أكثر بالتنظيم الذي يقوم بكامله على الأشخاص و«الرموز»، أما منهج التنظيم وعقيدته، فتكون غالبا منهج وعقيدة «الرموز» لا أكثر.

إن الحزب أو التنظيم الذي يزعم الانتساب إلى الإسلام، بوصوله إلى هذه الحالة من التبعية «للرموز» فإنه فضلا عن الضلال المبين الذي وقع فيه، وساق إليه الناس بتشريعه الغلو في الرجال ورفعهم فوق مقام البشر، والدفع نحو تعبيد الناس لهم بالطاعة في المعروف والمنكر، فإن هذا الفصيل إنما يحفر قبره بيديه، وذلك بأن يصبح التنظيم ككل بعقيدته ومنهجه وسياسته وأفراده كله مرتبطا بهؤلاء «الرموز»، بعد أن بذل جهدا كبيرا لربط الناس بهم.

وتأتي خطورة «الرموز» على التنظيم وأفراده من حرفهم عن المنهج الإسلامي في التلقي والحكم والاتباع، وإبعادهم عن الكتاب والسنة، بأن يتحول الحق كلّه إلى جانب «الرموز» فيخسر الأفراد دينهم ويتحول التنظيم بذلك إلى ما يشبه زوايا الصوفية التي قوام الدين فيها تقديس مشايخها، وسلوك طريقتهم المبتدعة في الوصول إلى الله.

ومن جانب آخر فإن عقيدة التنظيم ومنهجه تصبح كلها رهينة لأهواء «الرموز» وآرائهم، وخاصة «الرموز» الكبار الموتى، حيث يلجأ التنظيم إلى تبرير كل أقوالهم وأفعالهم خوفا من إسقاطهم وبالتالي سقوط التنظيم بكامله من أعين الناس، بعدما بنوا كل بنيانهم على هذا الجرف الهار الذي يسمونه «رموز».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
رموز .. أم أوثان (2)
...المزيد

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].

وقال ابن قتيبة: «غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته عليه، وادعاؤهم له شركة النبي -صلى الله عليه وسلم- في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة» [الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة].

قال الطحاوي: «ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان» [العقيدة الطحاوية].

قال الإمام البربهاري: «واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعو إلى السيف، وأردؤها وأكفرها الرافضة» [شرح السنة للبربهاري].

قال القاضي أبو بكر بن العربي: «ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى ما رضيت الروافض في أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل» [العواصم من القواصم].

قال الشوكاني: «إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته! ... وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرا بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة» [نثر الجوهر للشوكاني].

قال عبد القاهر البغدادي: «وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة ... فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم» [الفرق بين الفرق للبغدادي].

قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بعد نقله لأقوال ابن تيمية في تكفير الرافضة: «فهذا حكم الرافضة في الأصل وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء الصالحين من أهل البيت وغيرهم واعتقدوا فيهم النفع والضر في الشدة والرخاء ويرون أن ذلك قربة تقربهم إلى الله ودين يدينون به فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فليراجع دينه قبل حلول رمسه».

وقال أيضا: «وأما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم يخاف على مرتكبه من موت قلبه وانتكاسه، وفي الأثر أن من الذنوب ذنوبا عقوبتها موت القلوب وزوال الإيمان» [الدرر السنية].

قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي: «فلقد قرأنا التاريخ واستقرأناه فلم نجد في ماضيه وحاضره ولا حتى إرهاصات مستقبله كمثل سيرة بل سوءة أصحاب الرفض، رفضهم الله كما لفظوا دينه ومنهاجه القويم واستبدلوه بالذي هو أدنى من خليط حقد وخزعبلات الفرس وتضاليل اليهود وضلال النصارى ليتناسب مع جميع أصحاب الديانات المُعادين لأهل الإسلام، فخرجوا بدين ممسوخ... وفي تكفيرهم ووجوب قتالهم أدلة من الكتاب والسنة».

وقال أيضا: «إن دين الرفض لم يقم أساسا ومنذ بداية ظهوره، وعلى مر الأزمان وحتى أيامنا هذه، إلا لغرض هدم الإسلام وبث الفتنة والفرقة بين المسلمين وتقويض دولة الإسلام، من خلال محاربة أهل السنة والجماعة، أعني بهم الجماعة الأولى التي استثناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الثلاث والسبعين فرقة بالنجاة من النار ومن سار على نهجهم وليس هذا كلاما مبالغا أو متوهما ولا هو منكرًا من القول وزورا بل هذا ما قرره علماء السلف والخلف، فهو مخطط دبر بليل لم يقم من الأساس إلا لغرض هدم الدين» [هل أتاك حديث الرافضة للزرقاوي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الشيعة الروافض طائفة شرك وردة وحرابة، ممتنعة بشوكة، صائلة على الإسلام والمسلمين، لذا وجب على كل مسلم تكفيرهم وجهادهم، لا فرق في الحكم بين آحادهم وجماعاتهم، رؤوسهم وأتباعهم، كلهم في الحكم سواء.

وقد تضافرت الأدلة النقلية من أقوال أهل العلم في تقرير ذلك الأصل، وفيما يلي أقوال في حكم الروافض المرتدين:

قال الإمام مالك: «الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم -أو قال نصيب- في الإسلام» [السنة، للخلال].

وقال القرطبي في تفسيره: «لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين».

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما أراه على الإسلام، وقال أيضا: وليست الرافضة من الإسلام في شيء» [السنة للخلال].

وقال الإمام أحمد بن يونس الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلا: «اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام»، قال: «لو أن يهوديا ذبح شاة، وذَبَح رافضيٌ، لأكلتُ ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنه مرتد عن الإسلام» [الصارم المسلول لابن تيمية].

وقال الإمام البخاري عن الرافضة: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» [خلق أفعال العباد للبخاري].

وقال ابن حزم عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضة للرد عليه: «وأما قولهم -يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر» [الفصل في الملل والنحل لابن حزم].

قال الإمام الأوزاعي: «من شتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد ارتد عن دينه وأباح دمه» [الشرح والإبانة لابن بطة].

قال الحافظ أبو زرعة الرازي: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة» [الكفاية في علم الرواية].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وأما من... زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الأمة التي هي: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام» [الصارم المسلول].

وقال ابن رجب الحنبلي: «ولهذا تشبهت الرافضة باليهود في نحو سبعين خصلة» [الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب].

قال ابن القيم: «وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم» [إغاثة اللهفان].

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
23 جمادى الآخرة 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً