قلت: وكلام أحمد في ذمه التقليد وإنكار تأليف كتب الرأي كثير مشهور. قوله: "عرفوا الإسناد" أي: ...

قلت: وكلام أحمد في ذمه التقليد وإنكار تأليف كتب الرأي كثير مشهور.

قوله: "عرفوا الإسناد" أي: إسناد الحديث، و"صحته" أي: صحة الإسناد، وصحته دليل على صحة الحديث.

قوله: "ويذهبون إلى رأي سفيان"، أي: الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه، وكان له أصحاب ومذهب مشهور، فانقطع.

ومراد أحمد الإنكار على من يعرف إسناد الحديث وصحته، ثم بعد ذلك يقلِّد سفيان أو غيره، ويعتذر بالأعذار الباطلة، إما بأن الأخذ بالحديث اجتهاد، والاجتهاد انقطع منذ زمان! وإما بأن هذا الإمام الذي قلدته أعلم مني، فهو لا يقول إلا بعلم، ولا يترك هذا الحديث مثلا إلا عن علم! وإما بأن ذلك اجتهاد، ويشترط في المجتهد أن يكون عالما بكتاب الله، عالما بسنة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وناسخ ذلك ومنسوخه، وصحيح السنة وسقيمها، عالما بوجوه الدلالات عالما بالعربية والنحو والأصول، ونحو ذلك من الشروط التي لعلها لا توجد تامة في أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- كما قاله المصنف.

فيقال له: هذا إن صح، فمرادهم بذلك المجتهد المطلق، أما أن يكون ذلك شرطا في جواز العمل بالكتاب والسنة، فكذب على الله وعلى رسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلى أئمة العلماء، بل الفرض والحتم على المؤمن إذا بلغه كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وعلم معنى ذلك في أي شيء كان، أن يعمل به ولو خالفه من خالفه، فبذلك أمرنا ربنا، تبارك وتعالى، ونبينا، صلى الله عليه وسلم، وأجمع على ذلك العلماء قاطبة، إلا جهَّال المقلدين وجفاتهم ومثل هؤلاء ليسوا من أهل العلم، كما حكى الإجماع على أنهم ليسوا من أهل العلم، منهم أبو عمر بن عبد البر وغيره.
قال الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3].
وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [النور: 54].

فشهد -تعالى- لمن أطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالهداية، وعند جفاة المقلدين أن من أطاعه -صلى الله عليه وسلم- ليس بمهتدٍ إنما المهتدي من عصاه وعدل عن أقواله، ورغب عن سنته إلى مذهب أو شيخ ونحو ذلك.

وقد وقع في هذا التقليد المحرَّم خلق كثير ممن يدعي العلم والمعرفة بالعلوم، ويصنف التصانيف في الحديث والسنن، ثم بعد ذلك تجده جامدا على أحد هذه المذاهب يرى الخروج عنها من العظائم.

وفي كلام أحمد إشارة إلى أن التقليد قبل بلوغ الحجة لا يُذم إنما المذموم المنكر الحرام: الإقامة على ذلك بعد بلوغ الحجة، نعم ويُنكِر الاعراضَ عن كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والإقبالَ على تعلم الكتب المصنفة في الفقه استغناءً بها عن الكتاب والسنة، بل إن قرؤوا شيئا من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، فإنما يقرؤون تبركا لا تعلما وتفقُّها، أو لكون بعض المُوقِفين وقف على من قرأ البخاري مثلا، فيقرؤونه لتحصيل الوظيفة لا لتحصيل الشريعة، فهؤلاء من أحق الناس بدخولهم في قول الله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا * مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا * خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا} [طه: 99 – 101].
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] إلى قوله: {وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى} [طه: 127].

فإن قلت فماذا يجوز للإنسان من قراءة هذه الكتب المصنفة في المذاهب؟

قيل يجوز من ذلك قراءتها على سبيل الاستعانة بها على فهم الكتاب والسنة، وتصوير المسائل، فتكون من نوع الكتب الآلية، أما أن تكون هي المقدَّمة على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- الحاكمة بين الناس فيما اختلفوا فيه، المدعو إلى التحاكم إليها دون التحاكم إلى الله والرسول، صلى الله عليه وسلم، فلا ريب أن ذلك منافٍ للإيمان مضادٌ له، كما قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65] فإذا كان التحاكم عند المشاجرة إليها دون الله ورسوله، ثم اذا قضى الله ورسوله أمرا وجدت الحرج في نفسك، وإن قضى أهل الكتاب بأمر لم تجد فيها حرجا، ثم إذا قضى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأمر لم تسلِّم له وإن قضوا بأمر سلمت له، فقد أقسم الله تعالى سبحانه -وهو أصدق القائلين- بأجلِّ مقسم به وهو نفسه -تبارك وتعالى- أنك لست بمؤمن والحالة هذه، وبعد ذلك فقد قال الله تعالى: {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَہُ} [القيامة: 14 - 16].


* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 73

للمزيد من المقالات النافعة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

ويل لكم يا يهود • فبالجهاد تُسترجع حقوق المسلمين، وبالجهاد ينصر هذا الدين، وبالجهاد فتح عمر - ...

ويل لكم يا يهود

• فبالجهاد تُسترجع حقوق المسلمين، وبالجهاد ينصر هذا الدين، وبالجهاد فتح عمر - رضي الله عنه - مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصبح البيت العتيق تحت ظلال الدولة الإسلامية.

وما ترك المسلمون الجهاد في زمن من الأزمنة إلا وأصابهم ما توعدهم الله.

الشيخ أسامة بن لادن (رحمه الله)
من محاضرة: حال الجهاد
...المزيد

فتنة قادة حماس الأوباش • ومن سوء جريرتهم فتنوا الناس في دينهم أحياء وأمواتا، فكانت حياتهم فتنة ...

فتنة قادة حماس الأوباش

• ومن سوء جريرتهم فتنوا الناس في دينهم أحياء وأمواتا، فكانت حياتهم فتنة وموتهم فتنة، قعودهم فتنة وقتالهم فتنة، إنه شؤم مسلكهم الذي سلكوه ومسارهم الذي اتبعوه، وكيف يفلح من ارتمى في أحضان الرافضة مدافعا عنهم مفارقا هدي النبوة والصحابة لأجلهم، كيف يفلح من عدّ بشار وأوباشه "جند الشام!" وحزب الشيطان "الشطر الأهم من جند الشام!"، ولا نعرف أحدا من غلاة الفرق الضالة سبق إلى هذا وتجرأ عليه كما فعل هؤلاء، فما أجرأهم على الشريعة وما أصبرهم على النار!

افتتاحية النبأ "الرجل يقاتل شجاعة" العدد 466
...المزيد

طريق الوصول • لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول - ﷺ - وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل ...

طريق الوصول

• لقد علم جنود الخلافة أن طريق الرسول - ﷺ - وصحبه هي طريق الوصول، وفيها القتل والجراح والبأساء والضراء كما أخبر ربنا سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا..}، ولكن بدونها لا نصر ولا ظفر، ولا مكة ولا قدس، ولا شريعة ولا سيادة، فهي الطريق الوحيدة للنصر والتمكين، ورغم ما أصابهم فيها لم يتولوا أو يتراجعوا، ولم يولّوا وجوههم قبَل الشرق أو الغرب، ولم يركنوا إلى الذين ظلموا، فلم يتقربوا لطاغوت أو يتزلفوا لمرتد، وحاشاهم، ولم يسمحوا لأنفسهم تحت ضغط الواقع والشدة أن يبدّلوا أو يغيّروا، كما لم يسمحوا لأنفسهم في الرخاء أن يفرّطوا أو يتهاونوا، فلازموا التوحيد في الشدة والرخاء ومضوا على الجهاد في العسر واليسر، فثبتوا بذلك على الطريقة المحمدية توحيدا وجهادا، صبرا ومصابرة ومرابطة.

افتتاحية النبأ يريدون وجهه 467
...المزيد

تحت عين الله تعالى وسمعه وبصره سبحانه • بعيدا عن أعين "الكاميرات" وبريق الشاشات، لكن تحت عين ...

تحت عين الله تعالى وسمعه وبصره سبحانه

• بعيدا عن أعين "الكاميرات" وبريق الشاشات، لكن تحت عين الله تعالى وسمعه وبصره سبحانه، تجري معارك مستمرة بين ثلة من كماة الإسلام، مقابل جيوش من القوات الأمريكية والرافضية يقاتلون كتفا بكتف ضد أحفاد الصحابة وبقيّة السلف، معارك لا تستهوي الغثاء ولا تضج بها وسومهم، مع أنها تحوز أوسمة السماء من الله القائل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}.

مقتطف من افتتاحية النبأ "يريدون وجهه" 467
...المزيد

#خطب_مكتوبة *أمتنا.إلى.أين…قصة.التآمر.على.التاريخ.الهجري.cc* *🎤خـطبة جمعـة 5 ...

#خطب_مكتوبة

*أمتنا.إلى.أين…قصة.التآمر.على.التاريخ.الهجري.cc*
*🎤خـطبة جمعـة 5 محرم/1442هـ:*
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌
للاستماع للخطبة اضغط واشترك بقناة الشيخ يوتيوب👇
https://youtu.be/s0Vpw9b2GQg

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُسلِمونَ﴾، ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾، ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقولوا قَولًا سَديدًا يُصلِح لَكُم أَعمالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ فَقَد فازَ فَوزًا عَظيمًا﴾.

أمــــــا بــــعـــــد عـــبــاد الــــلـــه:
أمتي هل بين الأمم.... منبر للسيف أو للقلم…
أتلقاك وطرفي مطرق….خجلا من أمسك المنصرم….
ما بال أمتنا -أيها الإخوة- ضاعت، وتشرذمت، وامتسخت، وانسلخت…
ما بال أمتنا هانت على الله…
ما بال أمتنا يتملكها غيرها…
ما بال أمتنا أصبحت في الحضيض…
ما بال أمتنا أصبحت مستوردة لكل شيء ما… ما بال أمتنا أصبحت منتظرة لغيرها…
ما بال أمتنا تقاعست وتناومت…
ما بال أمتنا أصبحت لا شيء…
ما بال أمتنا أصبح العدو الذي حكمته يحكمها ما بال امتنا أصبح السفيه، والكافر، والحقير، والظالم، والمجرم، والكافر، والفاجر، والمعتدي، يحكمها، ويتصرف فيها، ويعبث بمقدراتها، ويرد لها الفتات، باسم معونات…
ما بال أمتنا ضاعت ضياع الملح في الماء…
إلى أين، إلى متى، كم سنبقى هكذا…
هُنّا على الله لما هان ديننا علينا…
هُنّا على الله يوم أن أصبح الدين الذي ارتضاه الله لنا: {وَرَضِيتُ لَكُم اَلْأسْلَام دِينًا}…أصبح في أواخر اهتماماتنا أن جعلناه ضمن اهتماماتنا، وفي جدول أعمالنا اليومية، أو الأسبوعية كالجمعة، أو السنوية كرمضان….
هُنّا على الله يوم أن هانت المقدسات في أعيننا…
هُنّا على الله يوم أن تخلينا عن ربنا فتخلّى الله ﷻ عنا…
يوم أن ابتعدنا عن منهج الله ابتعد الله عنا… فأصبحنا كما ترون في خبر كان...
واليوم نتساءل عن أمتنا وأنا جزء من الأمة… وأنت أيضاً جزء من الأمة فإلى أين، ومتى، وكم… سنبقى في أنين… وحنين…
هل تحكّمنا في ذواتنا ومن أولنا إلى آخرنا…؛ لتنتصر أمتنا، إلى أين نتجه، ومتى سنحكم زمام الأمور من عند أنفسنا أولا، ونأخذ أنا، وأنت وهي، وهو زمام المبادرة: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، بكل بساطة نحتاج لمراجعة، ونقد الذات، وبمصداقية بالغة…
أين أمتنا اليوم وأنا وأنت وفلان وفلانة من الأمة لا ريب فأين هؤلاء وما صنعوا، أو كفوا أيديهم من أن تؤتى أمتهم من قبلهم…
لماذا أصبحنا نلاحق النور وهو بأيدينا، ونتلقى الظلام من عند غيرنا، لماذا نلاحق مبادئ هي معنا، واتجهنا لضلال وظلام دامس عند غيرنا…
ألم يقل الله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا﴾، ومن تولاه الله فمن ذا يجرؤ عليه، ألم يقل الله: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَالَّذينَ كَفَروا أَولِياؤُهُمُ الطّاغوتُ يُخرِجونَهُم مِنَ النّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ﴾، فلماذا نخرج أنفسنا من النور الذي وهبناه الله إلى ظلمات نتقحمها بأنفسنا… أو لم نعلم أن الجزاء من جنس العمل: ﴿قالَ كَذلِكَ أَتَتكَ آياتُنا فَنَسيتَها وَكَذلِكَ اليَومَ تُنسى وَكَذلِكَ نَجزي مَن أَسرَفَ وَلَم يُؤمِن بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبقى﴾، كما نسيت تنسى: ﴿فَذوقوا بِما نَسيتُم لِقاءَ يَومِكُم هذا إِنّا نَسيناكُم وَذوقوا عَذابَ الخُلدِ بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾، أين هذا الالتزام من ذواتنا لتصلح امتنا…

*مأساتنا*

أيها الإخوة إن من المآسي التي تخلت عنها الأمة، ونتذكرها في بداية كل عام هجري، مأساة التاريخ الهجري الذي رأسه محمد صلى الله عليه وسلم، رسول الله ﷺ في أعلى قائمته، ما أعظم أن نقول في اليوم الفلاني من السنة الهجرية أي يوم أن هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، رائع أن نربط أعمالنا، ووظائفنا، ومؤسساتنا، وأمورنا الشخصية، والعامة، والخاصة… الكل نقرنها برسولنا صلى الله عليه وسلم، أي بركة وعظمة… ولكن تخلينا عن تاريخنا الهجري واستبدلنا به التاريخ النصراني الكاذب، وفي كل البلاد الإسلامية، وفي مقدمتها العربية، فلم يصبح التاريخ الرسمي لأي دولة حتى هذا اللحظة هو الهجري، لا يوجد انتهى، أريد له أن ينتهي، بالرغم أن الله اختاره لنا في عباداتنا، في طاعاتنا، في شعائرنا، في أركان إسلامنا من صلواتنا صيامنا حجنا… في كل شيء منا، لكن تخلينا عنه في واقعنا، وأصبحنا نتعامل بتاريخ غير تاريخنا، تاريخ العدو القديم، والحاضر، والمتجدد، تاريخ هو دين لهم، وهل تتخيل أنهم في يوم من الخيام سيأتون بتاريخنا إليهم، ويتركون تاريخنا، لا والله لا يمكن ذلك: ﴿وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى حَتّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم﴾، ﴿وَدّوا لَو تَكفُرونَ كَما كَفَروا فَتَكونونَ سَواءً﴾، لا يمكن أن يرضوا عنا يتنازل أبدا حتى نترك النور الذي بأيدينا كالتاريخ الهجري، ونلجأ للظلام الذي بأيديهم، والتيه الذي دخلوا فيه…

كيف تخلينا نحن عن التاريخ الهجري بالرغم أن الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين اختاروه لنا، وارتضاه الفاروق رضي اللّه عنه لنا تاريخـًا بعد أن كانت العرب لا تورخ بسنتها، وانما تؤرخ بأحداثها كعام الفيل، وعام إن وقع كذا وكذا لكن جاء التاريخ الهجري فضبط المسألة، في اليوم الفلاني، من الشهر الفلاني، من السنة الفلانية، انتهى الأمر، وضُبطت المسألة، لا بالروماني، ولا بالعبراني، ولا بغيره، بل بتاريخ هو إسلامي بحت، ولكن أصبح الناس قد تخلوا عنه في لحظة من اللحظات، وبالتالي يكون الضياع، ونلاحقه في بداية رمضان، ويكون الخلاف، والتفرق، والخصام؛ والسبب لا نتذكر تاريخ عباداتنا وطاعاتنا إلا في رمضان بالرغم ربنا اختاره لنا: ﴿يَسأَلونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُل هِيَ مَواقيتُ لِلنّاسِ﴾، ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ مِنها أَربَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾وانظر لكلمة:﴿ذلِكَ الدّينُ القَيِّمُ فَلا تَظلِموا فيهِنَّ أَنفُسَكُم﴾
لكن نسوه؛ فأمورهم العملية، اليومية بالتاريخ الميلادي النصراني الذي هو في الحقيقة كذب على عيسى عليه السلام؛ فلم يؤرخ الا بعد مئات السنين من ميلاده عليه السلام فهو أكذوبة من هذه الناحية، بل أشد من هذا على أنهم جعلوه باسم ميلاد عيسى عليه السلام بالرغم لم يلد في ذلك التاريخ الذي أرخوه باسمه؛ فهم جعلوه في فصل الشتاء، وعيسى ولد في فصل الصيف، ودليله من كتاب الله على أن الله أمر مريم عليها السلام أن تهز جذع النخلة لتساقط عليها رطبا جنيا والرطب قطعا لا تأتي إلا في فصل الصيف وهم أرخوا على الشتاء كذبا وزورا ومع هذا أصبح المسلمون يتبعونهم، بعد قرون من تعامل بحت في عموم البلدان الإسلامية بالتاريخ الهجري ولا يعرفون سواه ولقرون طويلة، ثم تراجعت أمتنا للأسف الشديد، أقول قولي هذا وأستغفر الله.

الخــطبة الثانـــية: ↶
ـ الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾، أما بعد:

*قصة تخلينا عن التاريخ الهجري*
فما قصة تخلينا عن تاريخنا، عن ماضينا، عن الماضي الذي لن نصنع الحاضر إلا به؛ فالبشرية تتفق على أن لا حاضر لأمة ما لم يكن لها ماض، ونحن تركنا ماضيا تليدا لعظمائنا لأمجادنا لمعاركنا لقدسياتنا لأنها كانت مؤرخة بالهجري يوم بدر يوم أحد الأحزاب القادسية بلاط الشهداء يوم وصلنا إلى أوروبا… ويوم فلان في كذا والمعركة الفلانية… وفلان مات في يوم كذا… والحدث الفلاني في يوم كذا كله بالتاريخ الهجري لكنهم ارادوا ان ينسونا تواريخنا، أن ينسونا أحداثنا، أن ينسونا معاركنا الخالدة التالدة ضدهم، أن نصبح لا نعرف متى وقعت المعركة الفلانية، والغزوة الفلانية، والحدث الفلاني، ارتبطنا بالتاريخ الميلادي فأصبحنا في فوضى عارمة، لا نعرف الأحداث، ولا نعرف الزمن، ولا نعرف الماضي، ولا نعرف العظماء، ولا نعرف تاريخا تليدا مضى على أمتنا كانت في أوج قوتها وعظمتها، وكانت إمبراطورية عظمى، تتحداهم فتحدونا بان ينسونا ذلك الماضي ونصبح نعيش حاضرا مظلما معتما

فمتى بدأت حكاية مؤامرة نسيان تاريخنا
ليس ببعيد بل هو قريب في أواخر القرن الثاني عشر الهجري أواخر القرن الثامن عشر الميلادي عندهم لما طلبت الدولة العثمانية انذاك بعض الأسلحة من الغرب فشرطوا عليها اول شرط تتخلى عنه ان لا تؤرخ بالتاريخ الهجري، وأن لا تجعل التاريخ الهجري في مؤسساتها، ولا في رسمياتها، كاول شرط على الدولة العثمانية، وفعلا رضخت وتنازلت وقبلت به، ثم لما كان الوالي المصري يحفر قناة السويس تقريبا اسماعيل خديوي لما كان في تلك الفترة يحفر قناة السويس طلب من فرنسا حاضرة النصرانية بل إمامة النصرانية والمرجع الأكبر للنصرانية طلب منها تمويلا لعمله ذلك الكبير والعظيم فاستجابت لكن طلبت منه طلبا كشرط اول: أن يتنازل عن التاريخ الهجري، وفعلا تنازل عن التاريخ الهجري، وتنازلت الأمة بعد ذلك عن التاريخ الهجري دولة دولة، وبعد سنوات صرنا لا نعرف غير الميلادي النصراني الصليبي، حتى اصبح التاريخ الهجري أمرا من الماضي، واسأل شباب المسلمين اليوم عن التاريخ الفلاني عشرة او عشرين او ثلاثين في شهر كذا من التاريخ الميلادي يعرف لكن لو قلت له شهر ذي الحجة أو ذي القعدة او محرم او صفر او أي شهر من هذه الأشهر الهجرية العربية الإسلامية الدينية لا يفهمها، يقول قل لي كم بالميلادي ترجم، تخلينا عن تاريخنا بفعل عدونا وبتوجيهه، فمتى سنصحوا من سباتنا، ونتمسك بمبادئنا، ونأخذ بميراث نبينا، ونفخر بإسلامنا…

صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه لقوله ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾.
اللهم ردنا إليك جميلًا، اللهم ردنا إليك جميلًا، اللهم ردنا إليك جميلًا، عباد الله إن الله يأمر بثلاث فأدوها وينهى عن ثلاث فاجتنبوها: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾…
والحمد لله رب العالمين.
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ • قال الشيخ سليمان بن ...

اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

• قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب في كتابه (تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد) في باب (ومن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله وتحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله):

لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة، فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رسله عليهم السلام، وأنه لا يطاع أحد من الخلق إلا حيث كانت طاعته مندرجة تحت طاعة الله، وإلا فلا تجب طاعة أحد من الخلق استقلالاـ
والمقصود هنا الطاعة الخاصة في تحريم الحلال أو تحليل الحرام، فمن أطاع مخلوقا في ذلك غير الرسول، صلى الله عليه وسلم، فإنه لا ينطق عن الهوى، فهو مشرك، كما بيَّنه الله -تعالى- في قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ} أي: علماءهم، {وَرُهْبَانَهُمْ} أي: عبادهم {أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]، وفسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بطاعتهم في تحريم الحلال، وتحليل الحرام كما سيأتي في حديث عَدي.
فإن قيل قد قال الله تعالى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] قيل: هم العلماء، وقيل هم الأمراء، وهما روايتان عن أحمد، قال ابن القيم: "والتحقيق أن الآية تعم الطائفتين"، قيل إنما تجب طاعتهم اذا أمروا بطاعة الله وطاعة رسوله، فكان العلماء مُبلِّغين لأمر الله وأمر رسوله، والأمراء منفِّذين له، فحينئذ تجب طاعتهم تَبعا لطاعة الله ورسوله، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف) [ رواه البخاري ومسلم]، وقال: (على المرء السمع والطاعة ما لم يُؤمر بالمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) حديثان صحيحان، فليس في هذه الآية ما يخالف آية براءة.

وقال ابن عباس: "يوشك أن تَنزل عليكم حجارةٌ من السماء، أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر؟".
قوله: "يوشك" بضم أوله وكسر الشين المعجمة، قال أبو السعادات: "أي يقرب ويدنو ويسرع".

وهذا الكلام قاله ابن عباس لمن ناظره في مُتعة الحج، وكان ابن عباس يأمر بها، فاحتج عليه المناظِر بنهي أبي بكر وعمر عنها، أي: وهما أعلم منك وأحق بالاتباع، فقال هذا الكلام الصادر عن محض الإيمان وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وإن خالفه من خالفه، كائنا من كان، كما قال الشافعي: "أجمع العلماء على أنَّ من استبانت له سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد" [مدارج السالكين].

فإذا كان هذا كلام ابن عباس لمن عارضه بأبي بكر وعمر وهما هما، فماذا تظنه يقول لمن يعارض سنن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب إليه؟! ويجعلُ قوله عيارا على الكتاب والسنة، فما وافقه قبِله وما خالفه ردَّه أو تأوَّله، فالله المستعان.

وما أحسن ما قال بعض المتأخرين:
فإن جاءهم فيه الدليل موافقا
لما كان للآبا إليه ذهاب
رضوه وإلا قيل هذا مؤول
ويركب للتأويل فيه صعاب

ولا ريب أن هذا داخل في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} الآية [التوبة: 31].

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: "وقال أحمد بن حنبل: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته يذهبون الى رأي سفيان، والله -تعالى- يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} [النور: 63]، أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك". هذا الكلام من أحمد رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب.

قال الفضل عن أحمد: "نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعا، ثم جعل يتلو: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ} الآية [النور: 63]، وجعل يكررها ويقول: وما الفتنة إلا الشرك، لعلَّه إذا أراد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبُه، فيُهلِكه وجعل يتلو هذه الآية: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُم} [النساء: 65]".

قال أبو طالب عن أحمد -وقيل له: إن قوما يدَعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان- فقال: "أعجب لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره، قال الله: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَة أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63] وتدري ما الفتنة؟ الكفر، قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217] فيدعون الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي" ذكر ذلك شيخ الإسلام.
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 73 الافتتاحية: ربيع الخلافة.. وخريف الثورات الجاهلية ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 73
الافتتاحية:

ربيع الخلافة.. وخريف الثورات الجاهلية

لا يكتفي أهل الباطل بالاقتصار على ما يقترفون، وإنما يسعون -غالبا- إلى تصوير باطلهم حقا، لينجوا من العقوبة والملامة، بل إنهم في كثير من الأحيان يُجهدون أنفسهم ليُسبغوا على هذا الباطل من الأوصاف الشرعية ما يجعله في أذهانهم من فضائل الأعمال.

ولما كان الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومبعث فخر للمسلمين، فإنه قد انتسب إليه كثير من الأدعياء، وجرَّأهم على ذلك علماء السوء الأشقياء، مستندين في ذلك على المتشابهات، نابذين وراء ظهورهم القاطعات المحكمات، وخاصة في السنوات الأخيرة التي هاجت فيها الدنيا وماجت، في ظِل ما يحلو للبعض تسميته بـ "ثورات الربيع العربي".

فلا خلاف في أن الخروج على الحاكم الكافر وقتالَه بالسيف من أعظم القربات، وأفضل الأعمال، وأبرك الجهاد، بل ولا شك في أن أمرَ الحاكم المسلم بالمعروف إن تركه، ونهيَه باللسان عن المنكر إن ركبه، هو من الأعمال الصالحات، ولكن أن يَنسب كلُّ خارجٍ على حاكمٍ فِعْلَه للجهاد في سبيل الله، مهما كانت صفة هذا الحاكم، ومهما كانت غاية الخروج وصفته، فإن هذا من أعظم الكذب على الله سبحانه.

فالخروج على الحاكم الكافر يكون جهادا في سبيل الله إذا كانت الغاية من قتاله أن تكون كلمة الله هي العليا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) [متفق عليه]، أما إن كان الخروج لاستبدال كفر بكفر، فهو كفر، ولا يختلف حكم فاعله عن حكم الطاغوت الذي خرج عليه وقاتَلَه، إذ كلاهما يرفع راية كفرية، قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76].

وهكذا كان حال الكثيرين ممَّن خرجوا على الطواغيت الحاكمين لبلاد المسلمين، إذ لم يلبثوا أن أظهروا الموافقة على الكفر، بل ومطالبتهم به، من خلال رفعهم شعارات الديموقراطية التي لا تعني إلا منازعة الله في حكمه، ومطالبتهم بالدولة المدنية التي تُنحى فيها الشريعة، وتعلوها القوانين الوضعية الطاغوتية، ويستوي فيها المؤمنون والكافرون، والموحدون والمشركون، وذلك استرضاء للمشركين في الدول الصليبية، ومداهنة لهم، وخوفا من إغضابهم.

وبالتالي فإن الغايات الظاهرة المعلنة لكثير ممن خرج على الطواغيت كانت استبدال حكمهم الاستبدادي العسكري، بحكم لا يقل عنه كفرا، بل يزيد عليه ضررا بالتباس أمره على الناس، وعِظم فتنتِه عليهم، وهو الحكم الديموقراطي المدني، فوقع هؤلاء "الثوار" المطالبون بالديموقراطية في الكفر والشرك، رغم زعمهم في بداية الأمر أنهم ما خرجوا في المظاهرات، وعرَّضوا أنفسهم للقتل والأسر والتعذيب، ولا حملوا السلاح وقاتلوا جنود الطواغيت إلا ليقيموا بعد إسقاط الحكام الكافرين حكما إسلاميا على منهاج النبوة.

ولم تدَّخر الدولة الإسلامية جهدا منذ الأيام الأولى للمظاهرات التي خرجت ضد الطواغيت في دعوة الناس إلى أن يكون خروجهم في سبيل الله، صافي الراية، واضح الغاية، لإقامة دين الله في الأرض، لا منافسةً على ملك، أو نصرةً لعصبية، فضلا عن أن يكون لإقامة طاغوت مكان طاغوت، وإحلال شرك مكان شرك، وحذَّرتهم من أن يضيعوا جهودهم ويستنزفوا طاقاتهم في سلوك مناهج بدعية ضالة، أو ركوب مشاريع حمقاء مهلكة، كالسلميّة، واستجداء العون من المشركين.

وأتبعت القول بالعمل، فأظهرت للعالم كله -بفضل الله- كيف تُنكَّس راية الكفار، وتُسحق جيوش الطواغيت، ويقام دين رب العالمين، دون مداهنة للمشركين، أو استجداء للصليبيين، بل بتجريد التوحيد، وإبطال الشرك والتنديد، وموالاة المؤمنين، وفلق رؤوس الظالمين، فرزقها الله من بعد الوابل الصيّب ربيعا أزهر بإعادة الخلافة، وتحكيم الشريعة، وتوحيد الجماعة.

وعلى منهاجها فليسر كل باغ للوصول، وبجماعتها فليعتصم كلُّ حريص على السلامة، وبهدي النبوة الذي عملت به فليعمل كل من يروم ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة.

وأما من خالف الحق الذي سارت عليه واتبع سبيل الضالين المضلين، فلم يجن من ثوراته الجاهلية إلا غضب الرحمن، وتسلط أهل الأوثان، فلا هو نال دنيا يرومها، ولا هو أبقى دينا ينجو به في آخرته، ثم لن تكون عاقبتهم إلا أن يلعنوا ثوراتهم التي قدَّسوها، ويعودوا ليركنوا من جديد إلى الطواغيت، والله لا يهدي القوم الظالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ العدد 73

للمزيد من المقالات النافعة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد

#خطب_مكتوبة #أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك 🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ: 👤للشيخ/عبدالله ...

#خطب_مكتوبة

#أهم_سؤال_يجب_أن_تسأل_به_نفسك
🎤 #خـطبة_جمعـة 28 ذو الحجة/1442هـ:
👤للشيخ/عبدالله رفيق السـوطي.
عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
🕌🕌🕌🕌🕌🕌🕌

الخــطبة الأولــى: ↶

ـ أما بعد عباد الله سؤال عظيم جليل كبير، عنوان لحياتنا، يجب أن نخلده في أذهاننا، وأن نسائل به أنفسنا، وأن نعيه جيدا، وأن يبقى متداولا على السنتنا، وعلى واقعنا العملي الفعلي أيضا.

- سؤال ليس في نهاية كل عام، بل في نهاية كل يوم، لابد ان نسائل أنفسنا به لننطلق للحياة بجد وعزم، ولنعرف هل حياتنا تستحق البقاء هل دفعنا الثمن، هل سددنا الفواتير، ما الذي قدمناه؟.

- هذا هو السؤال: ما الذي قدمناه لديننا، لأمتنا، لوطننا (أقصد وطننا الضيق، وطننا الواسع الأمة)، لمجتمعاتنا، لأسرنا، لأنفسنا أقل شيء…!

ما الذي قدمناه؟
هل زدنا شيئًا أم نقصنا، أم الاستقرار الدائم بلا شيء، كما يسميه السويدان السيد عادي الذي لا يزد شيئا إن لم ينقص، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلنا في يومنا، في أسبوعنا، في شهرنا، في سنتنا، في عمرنا السابق، ما الذي قدمناه، ما الجديد، ليدون الإنسان هذا جيدا، كمشروع حياة إذا اراد النجاح، ما الذي قدم في حياته، ما الذي يمكن أن يقابل الله به يوم القيامة، أكثر من ثلاث مئة وخمسين يوما مرت، سنة كاملة وها نحن الآن قادمون على سنة هجرية جديدة، مودعون لها، والطلاب أيضاً أنتم كطلاب جامعات قادمون على سنة دراسية جديدة، ما الذي فعلنا، ما الذي صنعناه، ما الذي قدمناه من أكبر إلى أقل من أمة إلى نفس هل زدنا شيئًا أم كما يقال انت زائد على الدنيا او كما سماه الله زبدا، والنبي ﷺ غثاء: ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذهَبُ جُفاءً﴾[الرعد: ١٧]، لا فائدة منه، لا خير فيه: ﴿ وَأَمّا ما يَنفَعُ النّاسَ فَيَمكُثُ فِي الأَرضِ ﴾[الرعد: ١٧].

- هل تستحق المكث في الأرض بافعالك بما قدمته لأمتك، ما الذي صنعت، ما هو الشيء الذي يمكن أن تقول لربك الآن قبل يوم القيامة بهذا الهي أقابلك، بهذا الأمر الفلاني أنا ارجو جنة ربي، به أستحق أن أدخل الجنة بعد رحمة الله، كما قال النبي صلّى الله عليه وسلم لبلال: (أني سمعت خشخشة نعليك يعني وقع نعليك فوقي في الجنة)، يعني فوق النبي ﷺ، والنبي ﷺ تحت النبي ﷺ وتمامه قال النبي ﷺ لبلال عند صلاة الفجر: (يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة)؟ قال: ما عملت عملا أرجى عندي أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي) متفق عليه، رواية مسلم " خشف "، وعند أحمد والترمذي وغيرهما " خشخشة "، أي حركة يسيرة قبلي فما تصنع قال لا شيء إلا أني…

- وأين ذلك الشيء الذي أني، أين هو وأعني كل واحد منا، أما بلال رضي اللّه عنه فواضح لكن أين ذلك الشيء مني ومنك وفلان وفلان، من الذي يمكن أن يقول هذا الذي أرجو به جنة ربي، هذا الذي يمكن أن يباعدني من النار، ويدخلني جنة الأبرار، ما هو ذلك الأمر… اجب عن نفسك، ودون ذلك فهو خير، فإن وجدت امورا جيدة فالحمد لله زد منها، وزد من أمثال أمثالها، وطور، وحسّن، وحدّث للأفضل، وإن وجدت أن لا شيء، أو ضعيفة بسيطة دنيئة لا تستحق الذكر تستحي أن تذكرها فابدأ الآن، ابدأ انفع امتك، انفع وطنك، انفع اسرتك مجتمعك نفسك من حولك، لا تبق صامتا، لا تبق ساكتا، لا تبقىة نائما لا تبقى بلا شيء لم تفعل جديدا ...

- لتكن هذه الحياة التي اودعنا الله جل جلاله هي ثمن لبقائنا: ﴿وَهُم يَصطَرِخونَ فيها رَبَّنا أَخرِجنا نَعمَل صالِحًا غَيرَ الَّذي كُنّا نَعمَلُ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، قال الله لهم:﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، اجابة كافية شافية لمن كان له عقل وكلهم لهم عقول في ذلك اليوم؛ إذ انهم قالوا: ﴿وَقالوا لَو كُنّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ ما كُنّا في أَصحابِ السَّعيرِ﴾[الملك: ١٠]، قالوا في الدنيا كنا مجانين، يعني انهم عقلوا صحوا قاموا من الخدرة إلى الصحوة، قاموا منها: ﴿ أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ فَذوقوا فَما لِلظّالِمينَ مِن نَصيرٍ﴾[فاطر: ٣٧]، والنذير على قول الجمهور ليس المراد به النبي وفقط بل النذير هو الشيب، النذير هو كل شيء انذرك عن الله، وذكرك به ولقائه، فاليوم الذي أتى الآن هذا نذير، والجمعة مرت هذا نذير، أو جاءت هذا نذير، الوقت نذير، بقاؤنا في الحياة الدنيا هذا نذير وحده، فهل نستحق البقاء الله اعطانا منحة منّة أن تبقى فهل نستحق، لنسائل انفسنا هذا، وليبق هذا السؤال خالدا في اذهاننا، وللعلم فهذا السؤال يشغلني لسنوات طويلة، ما الذي قدمناه، ما الذي فعلناه، ما الذي انتجناه، ما الذي صنعناه يمكن أن يبيض وجوهنا أمام ربنا، ولو قلنا فرضا دعك من الخلق، دعك من الأسرة، دعك من هذا وذاك، إذا ابيّض وجهك أمام الله فكل شيء هين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخـطبــة الثانــية:

ـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنوا بِرَسولِهِ يُؤتِكُم كِفلَينِ مِن رَحمَتِهِ وَيَجعَل لَكُم نورًا تَمشونَ بِهِ وَيَغفِر لَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾[الحديد: ٢٨].

- إذا كان أعداء الأمة يسائلون أنفسهم وبجد، وينفقون أموالا طائلة، ويصرفون أوقاتا كبيرة، وجليلة لأجل هدم الدين، والمسلمين، ولأجل أن لا تبقى، ولأجل إضعاف دينك، وعقيدتك، وهويتك، ومقدساتك، ويشتغلون الليل والنهار لأجل ذلك بكامل قوتهم، وإمكانياتهم فما الذي قدمناه نحن وما الذي عملناه: ﴿وَالَّذينَ كَفَروا بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ إِلّا تَفعَلوهُ تَكُن فِتنَةٌ فِي الأَرضِ وَفَسادٌ كَبيرٌ﴾[الأنفال: ٧٣]، ومع هذا ليس لهم إلا الحسرة غير أن واجبنا الأخذ بالأسباب: ﴿إِنَّ الَّذينَ كَفَروا يُنفِقونَ أَموالَهُم لِيَصُدّوا عَن سَبيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقونَها ثُمَّ تَكونُ عَلَيهِم حَسرَةً ثُمَّ يُغلَبونَ وَالَّذينَ كَفَروا إِلى جَهَنَّمَ يُحشَرونَ﴾[الأنفال: ٣٦].

- وهنا أذكر نموذجا فقد قرأت مرة لأحد الكتاب أنه كان في فندق في دولة من الدول الأجنبية وذكر أن في الفنادق هناك في تلك الدولة سماها يوجد في كل باب في الفندق أشبه بكاميرا تكشف من باب الباب فقال دقت علي امرأة وانا داخل الغرفة الذي انا مستأجرها فتكلمني تتحدث افتح فقال انا خفت على نفسي فأنا في بلد غريب، يمكن أن تدخل وتنحرني او من هذا القبيل، او تدينني بأعمال، او يدنوني بأمر لاعلاقة لي به، هذا في امر دنيوي، قال ويمكن أمر ديني ايضا ان تدخل فتريد به الفاحشة فقرر تجاهلها لا داعي لهذه المرأة، قال فبعد مدة من بقائها تطرق علي، الباب اقتربت من الباب فسمعتها بلغتها تتحدث ويفهمها قالت انا امرأة من الديانة الفلانية، ادعوك للدخول في ديني، وهي من من جماعة لا إله ولا كتاب، ولا أصل، ولا نبي لها، ولا نعرفها، وليست لهذه الديانة الا سنوات منذ نشأت، ومع هذا اصبح لهذا الباطل دعاة، وهمة جبارة لهذا الباطل، وامرأة، وتدعو غريبا عنها، وحتى في الفنادق، وتلح، وتكرر، وتصر… ثم في الأخير يقول وضعت لي كتبا، ومطويات واشياء من اوراق تعرفني عن دينها عند الباب وانصرفت، هذه امرأة تدعو لباطل بهذه الهمة، وكم من رجال في امتنا بل ملايين ربما غثاء كغثاء السيل، ما الذي فعلوه، ما الذي صنعوه لدينهم، هذه المرأة دينها دين باطل، ولا صحة له، ولا أصل له، وديننا دين حق وخير ورشد ورحمة للأمة بل للعالمين الإنس والجن ما الذي قد تمناه؟ وما الذي صنعناه؟ وما الذي فعلناه من اجله، وأي تـضحية؟.

الأعداء يشتغلون ونحن نائمون، ونريد النصر، والعزة، والتقدم، وهذا يتأوه من الوضع، وذاك يشكو لكن لم يفعل شيئا كالعجائز، إنها سنن الله، والله لا يحابي احدا ابدا؛ فهذا آدم نبيه عليه السلام لما اذنب ذنبا واحدا اخرجه من الجنة، ونحن إن فعلنا شيئًا اخرجنا، واصبح ديننا لا شيء، فلنتق الله، ولنسائل انفسنا السؤال الذي بدأت به خطبتي، صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾[الأحزاب: ٥٦].
┈┉┅━━ ❀ ❃ ✾ ❈ ❀━━ ┅┉┈
❁- روابط لمتابعة الشيخ على منصات التواصل الاجتماعي:
❈- الصفحة العامة فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty2
❈- الحساب الخاص فيسبوك:
https://www.facebook.com/Alsoty1
❈- حساب تويتر:
https://mobile.twitter.com/Alsoty1
❈- المدونة الشخصية:
https://Alsoty1.blogspot.com/
❈- حساب انستقرام:
https://www.instagram.com/alsoty1
❈- حساب سناب شات:
https://www.snapchat.com/add/alsoty1
❈- إيميل:
[email protected]
❈- قناة الفتاوى تليجرام:
http://t.me/ALSoty1438AbdullahRafik
❈- رقم الشيخ وتساب:
https://wa.me/967714256199
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
24 شوال 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً