الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 قصة شهيد: أبو ياسر الأنصاري آثر المهاجرين على ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
قصة شهيد:

أبو ياسر الأنصاري

آثر المهاجرين على نفسه.. فسابقهم إلى رحمة الله
نسطّر سيرة فحل من فحول أمة الإسلام، قصّة من سطّر سيرته بنفسه قبل أقلامنا، بدمائه الزكية التي سالت على أرض الرافدين وهو يجاهد الصليبيين، هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأمير أبو ياسر الأنصاري.

وُلد أبو ياسر (ميثاق كيطان رشيد الجبوري) في مدينة بعقوبة قلب ولاية دَيَالى، صبيحة يوم 22 من شهر الله المحرّم لِعام 1395 هـ، وسط أسرةٍ ملتزمةٍ بشرائع الدّين الحنيف، تربّى فيها (ميثاق) على العقيدة الصّافية الناصعة يوم كان العراق تسوده مبادئ حزب البعث الملحد.

• التوحيد قبل الجهاد

درس وتعلم وتفقّه على كتب الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله، فكان يجتمع هو ورفاق المنهج في أحد مساجد بعقوبة يتذاكرون كتب ورسائل الشيخ رحمه الله، يحفظونها ويتدارسونها على يد أحد الدعاة المربين وكان عددهم ستة.

ولم تقتصر علاقة هؤلاء الشباب في مسجدهم على العلم الشرعي، بل تطور بهم الأمر إلى اتخاذه مكانا للإعداد البدني، حبا في الجهاد، ورغبة في عبادة الإعداد، بعد أن يوصدوا على أنفسهم أبواب المسجد الذي كانوا قائمين على إدارته، فجواسيس البعث كانوا لا يزالون عاملاً ينهشُ في المسلمين ويصدّ عن دين ربّ العالمين، وعاقبة من يفعل هذه الأمور في ذلك الوقت السجن الطويل أو الإعدام بحسب قوانين البعث الوضعية العفنة.

وبقوا على حالهم هذه، يستخفون بإيمانهم، ويعدُّون أنفسهم لجهاد طاغوت البعث وجنوده، حتى قدَّر الله -تعالى- أن ينهزم جيش صدام، ويزول ملكه على يد إخوانه في الكفر من الصليبيين، فطويت صفحة البعث المنهزم، وفتحت صفحةٌ سوداء يلتقي فيها حاملو لواء الصليب مع حاملي لواء الرفض معلنين ضد المسلمين حربهم العقائدية، التي امتدت لجميع أحياء ومناطق أهل السنة في العراق.

• أهل التوحيد في طليعة المجاهدين

شكل أولئك الستة إحدى أبرز المجاميع المباركة التي بعثت الجهاد في بعقوبة ومحيطها، وبدؤوا منذ الأيام الأولى من الغزو بنشر دعوة التوحيد، بطبع آلاف النسخ من رسائل أئمة الدعوة النجدية، فلاقت استجابة منقطعة النظير، وحرّضوا المؤمنين على قتال الصليبيين، وجمّعوا مختلف أنواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي السابق في المخازن والمشاجب.

فتاريخ الأمة الحديث إنما جرى بقدر من الله على أيدي أفذاذ خطّوا بدمائهم وشيدوا بمواقفهم أمجاد أمتهم المكلومة وقد بدت صناعة التاريخ الإسلامي جليّة بأرض العراق يوم ارتفعت معاقل الإسلام الجديد، بالجماجم لا بالحجارة والقرميد.

فتزايدت أعداد الموحدين من فورهم فغدوا بالألوف بل مئات الألوف، والحمد لله الذي يُعين على نشر الدعوة الصحيحة من لدن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

• فارس في كل الساحات

عمل أبو ياسر في كل أصناف الجهاد، فهو من أوائل من صَنَّع العبوات الناسفة وفَجَّرها على جيش الغزو الصليبي، ورمى بالقاذفات على دروعهم، وقصف بالهاونات مقرّاتهم، واصطاد عناصرهم بالقناصات، واشتبك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوصل أعداداً غفيرة من الاستشهاديين لأهدافهم المنشودة.

نقل عنه من قاتل معه قصصاً للشجاعة والبطولةِ قلّما يُوجد نظيرها!

جاب أرض ولاية ديالى طولا وعرضا بحثا عن المجاهدين، وتنقيبا عن الخبراء في ما يحتاجه الجهاد، فعلى يديه دخل العشرات إلى هذا الدرب المبارك، وجاهد بدوره في أغلب مناطق الولاية، من أقصى شرق السعدية وخانه قين، إلى أقصى غرب العظيم والخالص، ومن ذرى جبال حمرين شمالاً، لأطراف بساتين الخان والبزايز جنوباً، مرورا بمصنع الرجال الأبطال، قاطع الوقف بأحيائه (المخيسة، وأبو كرمة، وزاغنية)، ودرّب السرايا والمفارز في معسكرات الجهاد الخاصّة في الحديد والهاشميات وبهرز.

مدرسةٌ جهاديةٌ علميةٌ متنقّلة، يحفظ الكثير من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً من كتب أهل السنة والجماعة، مهتمٌّ بالحديث الشريف، وبتمييز الصحيح منه عن الضعيف.

عُرفَ عنه حبّه ومواظبته على صلاة الجماعة في مساجد بعقوبة.

طلبه الصليبيون فحث الخطى في طلبهم
أُذيع اسمه على الفضائيات العراقية العميلة، وعُدّ مطلوباً أمنياً للجيش الأمريكي، مما اضطره للمغادرة إلى ولاية بغداد، فالتقى بفوارسها الأفذاذ، وقاتل فيها لأشهُر، واشتبك مع الجيش الصليبي بقلب رصافتها، أصيب جرّاءها بجراحات، حملها معه قافلاً إلى بعقوبة من جديد فلم يقر له قرارٌ فيها، كل يومٍ هو في حي، ويشدو بملء فيه:

أوانا في بيوت البدو رحلي
وآونة على قتد البعير

روى عنه أحد الإخوة أنه عندما قيلَ له: اذهبْ إلى الطبيب كي يستخرج الشظايا التي في خاصرتك. قالَ رحمه الله: لا؛ سوفَ ألقى الله تعالى بهنَّ.
• فدى إخوانه بنفسه تقبله الله

كان مقرّباً جداً من إخوانه المهاجرين، فالتقى بخيار هم، وكان مسؤولاً عن أمنهم وحمايتهم، وقد شنّ الجيش الأمريكي حملة دهم واعتقال في منطقة (الكاطون)، فنقل المهاجرين لمنطقة الهاشميات وعندها وصلوا إلى نهر يقطع عليهم الطّريق، مكثوا غير بعيدين عنه، فأراد أن يستكشف المكان فيما لو كان ثمة كمين، قال لهم: "سأعبر النهر بقوة الله، وأجسُّ لكم المكان"، فشرع بعبور النهر حتى إذا انتصفه، لاقته دورية صليبية كامنة في الضفة الأخرى، فرموه بوابلٍ من الرصاص، استقرت واحدة في صدره وأخرى في الكتف، فانقلب إلى كرامة الله وعفوه، وأفضى به الأمر إلى الأجل المنتظر، لستٍّ وعشرين ليلةٍ خلت من شهر صفر 1426 هـ، نحسبه والله حسيبه، وحين علم المهاجرون بالأمر عادوا وقلوبهم منفطرةٌ، وأكبادهم متمزّقة بعدما رأوا أميرهم وحاديهم مجندلاً على صفيح الماء تحيطه هالةٌ من دمه الزاكي.
 
• نعمت الحياة حياة المجاهدين

هنيئا لك أبا ياسر ما كدحت وركبت من أجله المخاطر والصعاب، ولم تُدخل سيفك في غمده حتى نلته، ولم تُرِحْ جسدك لحظة واحدة، وأنت تخطط وتربي وتدرب وتنفذ، وأنت مطارد من قبل جيوش الصليبيين والمنافقين والمرتدين.

رحل عنا بعمر الثلاثين وحياة المجاهد لا تُحسب بالأيام، بل إنها تُحسب بالأعمال، فمقام المجاهد في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة.

إنها حياة الجهاد والدعوة والعطاء، حياة البذل والفداء، حياة الرجال، الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، لقد آثرَ تقبله الله حياة الجهاد على كل ملذات الدنيا التي فتحت ذراعيها إليه مقبلة غير مدبرة، فآثرَ مرضاة الله عز وجل، ونصرة دينه، والإثخان في عدوه.
 

المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من قصص أبطال أمة الإسلام
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 قصة شهيد: أبو ياسر الأنصاري آثر المهاجرين على ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
قصة شهيد:

أبو ياسر الأنصاري

آثر المهاجرين على نفسه.. فسابقهم إلى رحمة الله
نسطّر سيرة فحل من فحول أمة الإسلام، قصّة من سطّر سيرته بنفسه قبل أقلامنا، بدمائه الزكية التي سالت على أرض الرافدين وهو يجاهد الصليبيين، هو الفارس المجلّى والسيف اليماني المحلى الأمير أبو ياسر الأنصاري.

وُلد أبو ياسر (ميثاق كيطان رشيد الجبوري) في مدينة بعقوبة قلب ولاية دَيَالى، صبيحة يوم 22 من شهر الله المحرّم لِعام 1395 هـ، وسط أسرةٍ ملتزمةٍ بشرائع الدّين الحنيف، تربّى فيها (ميثاق) على العقيدة الصّافية الناصعة يوم كان العراق تسوده مبادئ حزب البعث الملحد.

• التوحيد قبل الجهاد

درس وتعلم وتفقّه على كتب الإمام المجدّد محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله، فكان يجتمع هو ورفاق المنهج في أحد مساجد بعقوبة يتذاكرون كتب ورسائل الشيخ رحمه الله، يحفظونها ويتدارسونها على يد أحد الدعاة المربين وكان عددهم ستة.

ولم تقتصر علاقة هؤلاء الشباب في مسجدهم على العلم الشرعي، بل تطور بهم الأمر إلى اتخاذه مكانا للإعداد البدني، حبا في الجهاد، ورغبة في عبادة الإعداد، بعد أن يوصدوا على أنفسهم أبواب المسجد الذي كانوا قائمين على إدارته، فجواسيس البعث كانوا لا يزالون عاملاً ينهشُ في المسلمين ويصدّ عن دين ربّ العالمين، وعاقبة من يفعل هذه الأمور في ذلك الوقت السجن الطويل أو الإعدام بحسب قوانين البعث الوضعية العفنة.

وبقوا على حالهم هذه، يستخفون بإيمانهم، ويعدُّون أنفسهم لجهاد طاغوت البعث وجنوده، حتى قدَّر الله -تعالى- أن ينهزم جيش صدام، ويزول ملكه على يد إخوانه في الكفر من الصليبيين، فطويت صفحة البعث المنهزم، وفتحت صفحةٌ سوداء يلتقي فيها حاملو لواء الصليب مع حاملي لواء الرفض معلنين ضد المسلمين حربهم العقائدية، التي امتدت لجميع أحياء ومناطق أهل السنة في العراق.

• أهل التوحيد في طليعة المجاهدين

شكل أولئك الستة إحدى أبرز المجاميع المباركة التي بعثت الجهاد في بعقوبة ومحيطها، وبدؤوا منذ الأيام الأولى من الغزو بنشر دعوة التوحيد، بطبع آلاف النسخ من رسائل أئمة الدعوة النجدية، فلاقت استجابة منقطعة النظير، وحرّضوا المؤمنين على قتال الصليبيين، وجمّعوا مختلف أنواع الأسلحة التي تركها الجيش العراقي السابق في المخازن والمشاجب.

فتاريخ الأمة الحديث إنما جرى بقدر من الله على أيدي أفذاذ خطّوا بدمائهم وشيدوا بمواقفهم أمجاد أمتهم المكلومة وقد بدت صناعة التاريخ الإسلامي جليّة بأرض العراق يوم ارتفعت معاقل الإسلام الجديد، بالجماجم لا بالحجارة والقرميد.

فتزايدت أعداد الموحدين من فورهم فغدوا بالألوف بل مئات الألوف، والحمد لله الذي يُعين على نشر الدعوة الصحيحة من لدن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

• فارس في كل الساحات

عمل أبو ياسر في كل أصناف الجهاد، فهو من أوائل من صَنَّع العبوات الناسفة وفَجَّرها على جيش الغزو الصليبي، ورمى بالقاذفات على دروعهم، وقصف بالهاونات مقرّاتهم، واصطاد عناصرهم بالقناصات، واشتبك معهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأوصل أعداداً غفيرة من الاستشهاديين لأهدافهم المنشودة.

نقل عنه من قاتل معه قصصاً للشجاعة والبطولةِ قلّما يُوجد نظيرها!

جاب أرض ولاية ديالى طولا وعرضا بحثا عن المجاهدين، وتنقيبا عن الخبراء في ما يحتاجه الجهاد، فعلى يديه دخل العشرات إلى هذا الدرب المبارك، وجاهد بدوره في أغلب مناطق الولاية، من أقصى شرق السعدية وخانه قين، إلى أقصى غرب العظيم والخالص، ومن ذرى جبال حمرين شمالاً، لأطراف بساتين الخان والبزايز جنوباً، مرورا بمصنع الرجال الأبطال، قاطع الوقف بأحيائه (المخيسة، وأبو كرمة، وزاغنية)، ودرّب السرايا والمفارز في معسكرات الجهاد الخاصّة في الحديد والهاشميات وبهرز.

مدرسةٌ جهاديةٌ علميةٌ متنقّلة، يحفظ الكثير من القرآن الكريم، وقرأ كثيراً من كتب أهل السنة والجماعة، مهتمٌّ بالحديث الشريف، وبتمييز الصحيح منه عن الضعيف.

عُرفَ عنه حبّه ومواظبته على صلاة الجماعة في مساجد بعقوبة.

طلبه الصليبيون فحث الخطى في طلبهم
أُذيع اسمه على الفضائيات العراقية العميلة، وعُدّ مطلوباً أمنياً للجيش الأمريكي، مما اضطره للمغادرة إلى ولاية بغداد، فالتقى بفوارسها الأفذاذ، وقاتل فيها لأشهُر، واشتبك مع الجيش الصليبي بقلب رصافتها، أصيب جرّاءها بجراحات، حملها معه قافلاً إلى بعقوبة من جديد فلم يقر له قرارٌ فيها، كل يومٍ هو في حي، ويشدو بملء فيه:

أوانا في بيوت البدو رحلي
وآونة على قتد البعير

روى عنه أحد الإخوة أنه عندما قيلَ له: اذهبْ إلى الطبيب كي يستخرج الشظايا التي في خاصرتك. قالَ رحمه الله: لا؛ سوفَ ألقى الله تعالى بهنَّ.
• فدى إخوانه بنفسه تقبله الله

كان مقرّباً جداً من إخوانه المهاجرين، فالتقى بخيار هم، وكان مسؤولاً عن أمنهم وحمايتهم، وقد شنّ الجيش الأمريكي حملة دهم واعتقال في منطقة (الكاطون)، فنقل المهاجرين لمنطقة الهاشميات وعندها وصلوا إلى نهر يقطع عليهم الطّريق، مكثوا غير بعيدين عنه، فأراد أن يستكشف المكان فيما لو كان ثمة كمين، قال لهم: "سأعبر النهر بقوة الله، وأجسُّ لكم المكان"، فشرع بعبور النهر حتى إذا انتصفه، لاقته دورية صليبية كامنة في الضفة الأخرى، فرموه بوابلٍ من الرصاص، استقرت واحدة في صدره وأخرى في الكتف، فانقلب إلى كرامة الله وعفوه، وأفضى به الأمر إلى الأجل المنتظر، لستٍّ وعشرين ليلةٍ خلت من شهر صفر 1426 هـ، نحسبه والله حسيبه، وحين علم المهاجرون بالأمر عادوا وقلوبهم منفطرةٌ، وأكبادهم متمزّقة بعدما رأوا أميرهم وحاديهم مجندلاً على صفيح الماء تحيطه هالةٌ من دمه الزاكي.
 
• نعمت الحياة حياة المجاهدين

هنيئا لك أبا ياسر ما كدحت وركبت من أجله المخاطر والصعاب، ولم تُدخل سيفك في غمده حتى نلته، ولم تُرِحْ جسدك لحظة واحدة، وأنت تخطط وتربي وتدرب وتنفذ، وأنت مطارد من قبل جيوش الصليبيين والمنافقين والمرتدين.

رحل عنا بعمر الثلاثين وحياة المجاهد لا تُحسب بالأيام، بل إنها تُحسب بالأعمال، فمقام المجاهد في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة.

إنها حياة الجهاد والدعوة والعطاء، حياة البذل والفداء، حياة الرجال، الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، لقد آثرَ تقبله الله حياة الجهاد على كل ملذات الدنيا التي فتحت ذراعيها إليه مقبلة غير مدبرة، فآثرَ مرضاة الله عز وجل، ونصرة دينه، والإثخان في عدوه.
 

المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من قصص أبطال أمة الإسلام
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 2/2 • إنما يتقبل الله من المتقين.. وتحدث أبو عبد الله ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

2/2
• إنما يتقبل الله من المتقين..

وتحدث أبو عبد الله القصيمي عن قضية منع أجهزة الاستقبال الفضائي (الستلايت) في أراضي الدولة الإسلامية، مؤكدا أنها نعمة من النعم، فالناس في البلاد الأخرى يقضون النهار يشاهدون منكرات التلفاز، ويتابعون المسلسلات والبرامج التي تستهزئ بالإسلام جهارا، ويستمتعون بمشاهدة المرتدين وهم يستهزؤون بدين الإسلام، ثم إذا انتهى رمضان تجد أحدهم يسارع إلى تقديم صدقة الفطر طالبا أن يتقبل الله منه صيامه.

وعن أغرب الظواهر التي يمكن مشاهدتها في جزيرة العرب خلال شهر رمضان، قال الأخ القصيمي: "من المظاهر الغريبة في حال الصائمين في جزيرة العرب، أن تجد داخل سجون الطواغيت كلا من السجين وسجَّانه ينتظرون الإفطار، السجين موحد يرجو رحمة الله، ويصبر على البلاء في سبيل الله، والسجان جندي للطاغوت مرتد عن دين الله، ينهك بدنه بالصيام والقيام، وليس له إلا نار جهنم إن لم يتب من كفره وردته".

وقال ساخرا: "ولا تستغرب إن علمت أن من طياري آل سعود الذين يقصفون المسلمين الآن من يكون صائما، وهم يحسبون موالاتهم للصليبيين وحربهم على الموحدين قربة يتقربون بها إلى الله في هذا الشهر الكريم، كما يصور لهم علماء السوء المرتدون".

• في الموصل.. رمضان الصبر والرباط

ذكر أبو عائشة العراقي حال بعض مناطق مدينة الموصل التي كانت في رمضان الماضي تحت حكم الإسلام، وقد أصبح جزء منها اليوم تحت حكم المشركين، وقال: "كانت المساجد عامرة بالمصلين في الصلوات كلها، وخاصة في الليل، حيث يصلي الناس التراويح، ويتهجدون، وفي النهار كانت حلقات القرآن ودروس العلم تعج بالأشبال والرجال الذين يتعلمون دينهم، وكانت الأسواق خالية من المنكرات بفضل الله".

وذكر بأن أول ما عمله المرتدون في الأحياء التي سيطروا عليها أن نشروا المنكرات والفواحش، وحاربوا كل مظهر من مظاهر الإسلام، ولا زالوا يضيقون على الناس الذين تحت أيديهم أكثر فأكثر.

وقال موجها خطابه للمرتدين الذين أظهروا فرحهم بدخول الروافض إليهم: "لقد ضاقت صدوركم بالإسلام، فجهرتم ببغض شعائره التي تقولون إن الدولة الإسلامية تفرضها عليكم، وزعمتم أن ذلك سبَّب لكم ضيقا في حياتكم، فها قد استولى عليكم الروافض وصاروا يحصون عليكم حتى أنفاسكم، ولا يكاد الواحد منكم يأمن على نفسه أو عرضه حتى داخل بيته، فهو يخاف أن يقتحم عليه الروافض غرفة نومه ليقتلوه أو يأسروه ويعتدوا على أهله، فلا أسفا على القوم الظالمين".

ووجه أبو عائشة رسالته إلى إخوانه المرابطين الثابتين في مدينة الموصل، قائلا: "نشهد الله أنكم أنجزتم ما وعدتم، ووفيتم بما عاهدتم، فصبرتم عند اللقاء، وثبتُّم في وجوه المرتدين، وخضتم معركة هي من أعظم معارك الإسلام، ولقَّنتم الروافض دروسا لن ينسوها أبدا، وها قد أظلكم شهر الرباط والجهاد، والبذل والاستشهاد، فاحرصوا أن تبلوا فيه من البلاء أحسن من غيره، فتضاعف أعمالكم، وتعظم أجوركم عند الله، واصبروا حتى يفتح الله بينكم وبين القوم الكافرين".


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 2/2 • إنما يتقبل الله من المتقين.. وتحدث أبو عبد الله ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

2/2
• إنما يتقبل الله من المتقين..

وتحدث أبو عبد الله القصيمي عن قضية منع أجهزة الاستقبال الفضائي (الستلايت) في أراضي الدولة الإسلامية، مؤكدا أنها نعمة من النعم، فالناس في البلاد الأخرى يقضون النهار يشاهدون منكرات التلفاز، ويتابعون المسلسلات والبرامج التي تستهزئ بالإسلام جهارا، ويستمتعون بمشاهدة المرتدين وهم يستهزؤون بدين الإسلام، ثم إذا انتهى رمضان تجد أحدهم يسارع إلى تقديم صدقة الفطر طالبا أن يتقبل الله منه صيامه.

وعن أغرب الظواهر التي يمكن مشاهدتها في جزيرة العرب خلال شهر رمضان، قال الأخ القصيمي: "من المظاهر الغريبة في حال الصائمين في جزيرة العرب، أن تجد داخل سجون الطواغيت كلا من السجين وسجَّانه ينتظرون الإفطار، السجين موحد يرجو رحمة الله، ويصبر على البلاء في سبيل الله، والسجان جندي للطاغوت مرتد عن دين الله، ينهك بدنه بالصيام والقيام، وليس له إلا نار جهنم إن لم يتب من كفره وردته".

وقال ساخرا: "ولا تستغرب إن علمت أن من طياري آل سعود الذين يقصفون المسلمين الآن من يكون صائما، وهم يحسبون موالاتهم للصليبيين وحربهم على الموحدين قربة يتقربون بها إلى الله في هذا الشهر الكريم، كما يصور لهم علماء السوء المرتدون".

• في الموصل.. رمضان الصبر والرباط

ذكر أبو عائشة العراقي حال بعض مناطق مدينة الموصل التي كانت في رمضان الماضي تحت حكم الإسلام، وقد أصبح جزء منها اليوم تحت حكم المشركين، وقال: "كانت المساجد عامرة بالمصلين في الصلوات كلها، وخاصة في الليل، حيث يصلي الناس التراويح، ويتهجدون، وفي النهار كانت حلقات القرآن ودروس العلم تعج بالأشبال والرجال الذين يتعلمون دينهم، وكانت الأسواق خالية من المنكرات بفضل الله".

وذكر بأن أول ما عمله المرتدون في الأحياء التي سيطروا عليها أن نشروا المنكرات والفواحش، وحاربوا كل مظهر من مظاهر الإسلام، ولا زالوا يضيقون على الناس الذين تحت أيديهم أكثر فأكثر.

وقال موجها خطابه للمرتدين الذين أظهروا فرحهم بدخول الروافض إليهم: "لقد ضاقت صدوركم بالإسلام، فجهرتم ببغض شعائره التي تقولون إن الدولة الإسلامية تفرضها عليكم، وزعمتم أن ذلك سبَّب لكم ضيقا في حياتكم، فها قد استولى عليكم الروافض وصاروا يحصون عليكم حتى أنفاسكم، ولا يكاد الواحد منكم يأمن على نفسه أو عرضه حتى داخل بيته، فهو يخاف أن يقتحم عليه الروافض غرفة نومه ليقتلوه أو يأسروه ويعتدوا على أهله، فلا أسفا على القوم الظالمين".

ووجه أبو عائشة رسالته إلى إخوانه المرابطين الثابتين في مدينة الموصل، قائلا: "نشهد الله أنكم أنجزتم ما وعدتم، ووفيتم بما عاهدتم، فصبرتم عند اللقاء، وثبتُّم في وجوه المرتدين، وخضتم معركة هي من أعظم معارك الإسلام، ولقَّنتم الروافض دروسا لن ينسوها أبدا، وها قد أظلكم شهر الرباط والجهاد، والبذل والاستشهاد، فاحرصوا أن تبلوا فيه من البلاء أحسن من غيره، فتضاعف أعمالكم، وتعظم أجوركم عند الله، واصبروا حتى يفتح الله بينكم وبين القوم الكافرين".


المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 1/2 إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

1/2
إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر على تحكيم الشريعة فيهم، وإقامة الحدود على المعتدين منهم هنا، وحكم شريعة الطاغوت في الناس هناك، ولكن الأمر يتعدى إلى كل جوانب العبادة، بل وكل مجالات الحياة.

مهاجرون وأنصار من الذين منَّ الله عليهم بالحياة تحت ظل الشريعة، بعد أن جربوا العيش في ديار الكفر، يتحدثون عن شهر رمضان في الدارين، وعن حال الصائمين تحت حكم الطواغيت.

يقول أحدهم: "كل ما أستطيع قوله عن حياة المسلم في دول الكفر، أنه لا يستطيع أن يؤدي فرائض الإسلام بشكل كامل أو صحيح، إلا من رحم ربي، كأن يكون منعزلا عن المجتمع بشكل كامل".

التقت (النبأ) بعدد منهم، ليرووا لها بعضا من تفاصيل حياة الناس خلال شهر رمضان في ديار الكفر، ويبينوا جانبا من الفروق بين حال الناس في أرض الدولة الإسلامية، وحالهم هناك تحت حكم الطواغيت.

• تعلموا التوحيد قبل أن تنهكوا أبدانكم بالصيام

أبو محمد التركي أشار إلى أن أسوأ ما في ديار الكفر هو انتشار الشرك بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فهم يصلّون ويصومون ولا يعلمون أنهم لا ينتفعون من عبادتهم هذه بشيء، وأضاف: "والأسوأ من ذلك أن بعضهم يخصص شهر رمضان الكريم بأنواع معينة من الشرك قد لا يفعلها في غيره، كزيارة قبور من يرونهم صالحين بنية دعائهم وطلب الحاجات منهم، وتقديم الذبائح والقربات للأوثان التي تعبد من دون الله".

وأوصى أبو محمد الصائمين في بلاد تركيا أن يحرصوا على تصحيح عقائدهم، وأن يتوب المشرك منهم من شركه قبل أن يباشر الصيام، ويحرم نفسه من الطعام والشراب، لأن الصيام عبادة لا يقبلها الله من مشرك.

وزاد أبو أحمد الإسلامبولي أن المجتمع التركي فريد من نوعه خلال شهر رمضان.

فترى مثلا عبارة "نعتذر عن الإغلاق سنفتح بعد الإفطار" مكتوبة على باب إحدى الخمارات، وكأن الخمر في الليل مباح، ومنهم من كتب على باب إحدى المقاهي، "يمنع الطعام والشراب ولا بأس بالتدخين"، ويقصد في نهار رمضان، حيث يجتمع الرجال على لعب الورق وتعاطي السجائر وهم صائمون.

وقال إن الحال في أرض الدولة الإسلامية مختلف والحمد لله، فالناس هنا تعلموا التوحيد، وشعائرُ الإسلام -ومنها الصيام- معظمةٌ مصونةٌ من عبث العابثين، واستهزاء المستهزئين، ولا تجد أي معصية ظاهرة لا في نهار رمضان ولا في ليله، ولا في غيره من الشهور، وهذا كله من بركة الحكم بما أنزل الله تعالى.

• طواغيت الحكم وعبادة الصيام

أبو إيمان الأنصاري صوّر حال الصائمين في شهر رمضان تحت حكم الطاغوت النصيري، بأنه كان فتنة حقيقية، فالطاغوت لم يكن يمنع الناس من ترك الطعام والشراب في الأحوال العادية، ولكن لتصوم حقا يجب أن تغلق عليك بابك، ولا تخرج إلى الشارع، فالمنكرات في كل مكان، من نساء كاسيات عاريات، إلى خمور تباع في الأسواق، وأهل الفسق والفجور يجاهرون بمعاصيهم وفطرهم في نهار رمضان، دون أن يجرؤ أحد أن ينكر على شيء من ذلك.

وأضاف: "كان النصيرية والنصارى وغيرهم يتعمدون إظهار فطرهم في رمضان، فيمشي أحدهم في الشارع وهو يدخن، أو يحمل زجاجة عصير، كنوع من إظهار تميّزهم عن المسلمين، واستهانتهم بما يعظمونه من شعائر".

وبيَّن الأنصاري أن أحد أبواب استهزاء الطواغيت بشعائر الإسلام، أن القانون الكفري الذي يحكم به النظام النصيري ينص على معاقبة من يجاهر بالفطر في رمضان بالحبس، ككثير من قوانين الحكومات الطاغوتية، وقال: "ما ذلك إلا للتلبيس على الناس، وإظهار الاحترام لدين الإسلام الذي ليس هناك انتهاك له أكبر من هذه القوانين الوضعية التي تحكم بها محاكمهم الكفرية".



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر 1/2 إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر ...

رمضان بين دار الإسلام ودار الكفر

1/2
إن الفرق في حال الناس بين دار الإسلام ودار الكفر لا يقتصر على تحكيم الشريعة فيهم، وإقامة الحدود على المعتدين منهم هنا، وحكم شريعة الطاغوت في الناس هناك، ولكن الأمر يتعدى إلى كل جوانب العبادة، بل وكل مجالات الحياة.

مهاجرون وأنصار من الذين منَّ الله عليهم بالحياة تحت ظل الشريعة، بعد أن جربوا العيش في ديار الكفر، يتحدثون عن شهر رمضان في الدارين، وعن حال الصائمين تحت حكم الطواغيت.

يقول أحدهم: "كل ما أستطيع قوله عن حياة المسلم في دول الكفر، أنه لا يستطيع أن يؤدي فرائض الإسلام بشكل كامل أو صحيح، إلا من رحم ربي، كأن يكون منعزلا عن المجتمع بشكل كامل".

التقت (النبأ) بعدد منهم، ليرووا لها بعضا من تفاصيل حياة الناس خلال شهر رمضان في ديار الكفر، ويبينوا جانبا من الفروق بين حال الناس في أرض الدولة الإسلامية، وحالهم هناك تحت حكم الطواغيت.

• تعلموا التوحيد قبل أن تنهكوا أبدانكم بالصيام

أبو محمد التركي أشار إلى أن أسوأ ما في ديار الكفر هو انتشار الشرك بين كثير من المنتسبين إلى الإسلام، فهم يصلّون ويصومون ولا يعلمون أنهم لا ينتفعون من عبادتهم هذه بشيء، وأضاف: "والأسوأ من ذلك أن بعضهم يخصص شهر رمضان الكريم بأنواع معينة من الشرك قد لا يفعلها في غيره، كزيارة قبور من يرونهم صالحين بنية دعائهم وطلب الحاجات منهم، وتقديم الذبائح والقربات للأوثان التي تعبد من دون الله".

وأوصى أبو محمد الصائمين في بلاد تركيا أن يحرصوا على تصحيح عقائدهم، وأن يتوب المشرك منهم من شركه قبل أن يباشر الصيام، ويحرم نفسه من الطعام والشراب، لأن الصيام عبادة لا يقبلها الله من مشرك.

وزاد أبو أحمد الإسلامبولي أن المجتمع التركي فريد من نوعه خلال شهر رمضان.

فترى مثلا عبارة "نعتذر عن الإغلاق سنفتح بعد الإفطار" مكتوبة على باب إحدى الخمارات، وكأن الخمر في الليل مباح، ومنهم من كتب على باب إحدى المقاهي، "يمنع الطعام والشراب ولا بأس بالتدخين"، ويقصد في نهار رمضان، حيث يجتمع الرجال على لعب الورق وتعاطي السجائر وهم صائمون.

وقال إن الحال في أرض الدولة الإسلامية مختلف والحمد لله، فالناس هنا تعلموا التوحيد، وشعائرُ الإسلام -ومنها الصيام- معظمةٌ مصونةٌ من عبث العابثين، واستهزاء المستهزئين، ولا تجد أي معصية ظاهرة لا في نهار رمضان ولا في ليله، ولا في غيره من الشهور، وهذا كله من بركة الحكم بما أنزل الله تعالى.

• طواغيت الحكم وعبادة الصيام

أبو إيمان الأنصاري صوّر حال الصائمين في شهر رمضان تحت حكم الطاغوت النصيري، بأنه كان فتنة حقيقية، فالطاغوت لم يكن يمنع الناس من ترك الطعام والشراب في الأحوال العادية، ولكن لتصوم حقا يجب أن تغلق عليك بابك، ولا تخرج إلى الشارع، فالمنكرات في كل مكان، من نساء كاسيات عاريات، إلى خمور تباع في الأسواق، وأهل الفسق والفجور يجاهرون بمعاصيهم وفطرهم في نهار رمضان، دون أن يجرؤ أحد أن ينكر على شيء من ذلك.

وأضاف: "كان النصيرية والنصارى وغيرهم يتعمدون إظهار فطرهم في رمضان، فيمشي أحدهم في الشارع وهو يدخن، أو يحمل زجاجة عصير، كنوع من إظهار تميّزهم عن المسلمين، واستهانتهم بما يعظمونه من شعائر".

وبيَّن الأنصاري أن أحد أبواب استهزاء الطواغيت بشعائر الإسلام، أن القانون الكفري الذي يحكم به النظام النصيري ينص على معاقبة من يجاهر بالفطر في رمضان بالحبس، ككثير من قوانين الحكومات الطاغوتية، وقال: "ما ذلك إلا للتلبيس على الناس، وإظهار الاحترام لدين الإسلام الذي ليس هناك انتهاك له أكبر من هذه القوانين الوضعية التي تحكم بها محاكمهم الكفرية".



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. لقراءة المقال كاملاً
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

غزوة مانشستر المباركة درس جديد لطواغيت الدول الصليبية أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد ...

غزوة مانشستر المباركة
درس جديد لطواغيت الدول الصليبية


أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد جنود الخلافة لدولة الكفر والمكر بريطانيا الجدل مجددا في الدول الصليبية، حول جدوى حربهم التي يخوضونها منذ سنوات ضد الدولة الإسلامية، وبات أعداء الله يعترفون بكل وضوح أن هذه الحرب لم توقف هجمات الموحدين عليهم في عقر ديارهم، بل ويصرحون علنا أنها الوقود الذي يزيد النيران المشتعلة في ديارهم لهيبا.

لقد ظن طواغيت بريطانيا أنهم آمنون من ضربات المجاهدين، وغزوات الموحدين، يحميهم البحر الذي طالما اتكلوا عليه في عزل أنفسهم عن كل ما ينوب الدول الأوروبية من كوارث، وأن خروجهم من الاتحاد الأوروبي سيقيهم مصائر إخوانهم في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، حتى استفاقوا من أحلامهم في حالك ليلهم، وقد بثَّ جندي فذ من جنود الدولة الإسلامية الرعب على امتداد بلادهم، فهرعوا ينشرون الجيش في المدن، ويحشدون الشرط وعناصر الأمن في الشوارع، خوفا من هجوم جديد هو آتٍ حتما بإذن الله تعالى، لتبقى حالة الاستنفار المنهكة المكلفة مستمرة في مدن بريطانيا وقراها، كما هي في أرض جارتها فرنسا.

إن طواغيت أوروبا كلهم يتناسون حقائق واضحة صارخة، منها حقيقة تاريخ العلاقة بين أهل الإسلام وبينهم، وأنها صبغت بالحرب والعداوة المستمرة، منذ أن رفض عظيمهم هرقل أن يجيب داعي الله، فيؤتيه أجره مرتين، وفضّل أن يرفض دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالإسلام، فكان عليه إثم الأريسيين، وأننا وإياهم تداولنا القوة والقهر، فنلنا منهم قرونا، ونالوا منا قرونا، كما قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن الحقائق التي يتناساها أيضا طواغيت الصليبيين في أوروبا، أن أمريكا التي تقودهم اليوم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، ستنكفئ قريبا -بإذن الله- وراء حدودها، لتتركهم في مواجهة أعدائهم الكثيرين، وعلى رأسهم -وبلا شك- الدولة الإسلامية، التي لا تدخر جهدا في قتالهم، وتحرض الموحدين على الإثخان فيهم، ما داموا كفارا حربيين، ليس لهم عند المسلمين عهد ولا ذمة.

وهذا التناسي للحقائق، والتغافل عن مجريات الأحداث، بالإضافة إلى الكبر الذي سيطر على نفوسهم، فأعمى أبصارهم، وطمس على قلوبهم، هو الذي سيؤدي بهم إلى المصير الذي نرجوه بإذن الله، فيذوقوا من الكأس التي طالما سقوا منها المسلمين.

وإننا نعلم يقينا أن الحكومات البريطانية مهما تغيرت أسماء الأحزاب التي ينتمي إليها رؤساؤها، لا تطيق الخروج عن طوع أمريكا، ولا أن تحبس جيشها عن مشاركة الجيش الأمريكي في أي حرب صليبية يخوضها ضد المسلمين، حتى وهي موقنة أن استمرارها في هذا الطريق لن يؤدي بها إلى غير الهلاك، بل هي عاجزة عن اتخاذ أي إجراء قد ينقذ حياة رعاياها ما لم تستأمر واشنطن، وتأخذ الإذن من البيت الأبيض، وما قصة تخليهم عن (جون كانتلي) عنا ببعيد، ولا قضية استمرارهم في الحرب على الدولة الإسلامية رغم ما أصاب رعاياهم في تونس وغيرها من أذى بفريدة من فرائد تاريخهم.

وما دام حكام بريطانيا وأخواتها مستمرين في طريقتهم، وبقوا على كفرهم وعدوانهم، فإننا مستمرون في ضربهم والنكاية فيهم ما استطعنا، إلى أن يحكم الله بيننا، فليتربصوا بنا ما شاؤوا، فإنا بهم أبدا متربصون، قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِہِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد والحقائق
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

غزوة مانشستر المباركة درس جديد لطواغيت الدول الصليبية أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد ...

غزوة مانشستر المباركة
درس جديد لطواغيت الدول الصليبية


أثارت الضربة المباركة التي وجهها أحد جنود الخلافة لدولة الكفر والمكر بريطانيا الجدل مجددا في الدول الصليبية، حول جدوى حربهم التي يخوضونها منذ سنوات ضد الدولة الإسلامية، وبات أعداء الله يعترفون بكل وضوح أن هذه الحرب لم توقف هجمات الموحدين عليهم في عقر ديارهم، بل ويصرحون علنا أنها الوقود الذي يزيد النيران المشتعلة في ديارهم لهيبا.

لقد ظن طواغيت بريطانيا أنهم آمنون من ضربات المجاهدين، وغزوات الموحدين، يحميهم البحر الذي طالما اتكلوا عليه في عزل أنفسهم عن كل ما ينوب الدول الأوروبية من كوارث، وأن خروجهم من الاتحاد الأوروبي سيقيهم مصائر إخوانهم في فرنسا وبلجيكا وألمانيا وغيرها من الدول الصليبية، حتى استفاقوا من أحلامهم في حالك ليلهم، وقد بثَّ جندي فذ من جنود الدولة الإسلامية الرعب على امتداد بلادهم، فهرعوا ينشرون الجيش في المدن، ويحشدون الشرط وعناصر الأمن في الشوارع، خوفا من هجوم جديد هو آتٍ حتما بإذن الله تعالى، لتبقى حالة الاستنفار المنهكة المكلفة مستمرة في مدن بريطانيا وقراها، كما هي في أرض جارتها فرنسا.

إن طواغيت أوروبا كلهم يتناسون حقائق واضحة صارخة، منها حقيقة تاريخ العلاقة بين أهل الإسلام وبينهم، وأنها صبغت بالحرب والعداوة المستمرة، منذ أن رفض عظيمهم هرقل أن يجيب داعي الله، فيؤتيه أجره مرتين، وفضّل أن يرفض دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له بالإسلام، فكان عليه إثم الأريسيين، وأننا وإياهم تداولنا القوة والقهر، فنلنا منهم قرونا، ونالوا منا قرونا، كما قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران: 140].

ومن الحقائق التي يتناساها أيضا طواغيت الصليبيين في أوروبا، أن أمريكا التي تقودهم اليوم في حربهم ضد الدولة الإسلامية، ستنكفئ قريبا -بإذن الله- وراء حدودها، لتتركهم في مواجهة أعدائهم الكثيرين، وعلى رأسهم -وبلا شك- الدولة الإسلامية، التي لا تدخر جهدا في قتالهم، وتحرض الموحدين على الإثخان فيهم، ما داموا كفارا حربيين، ليس لهم عند المسلمين عهد ولا ذمة.

وهذا التناسي للحقائق، والتغافل عن مجريات الأحداث، بالإضافة إلى الكبر الذي سيطر على نفوسهم، فأعمى أبصارهم، وطمس على قلوبهم، هو الذي سيؤدي بهم إلى المصير الذي نرجوه بإذن الله، فيذوقوا من الكأس التي طالما سقوا منها المسلمين.

وإننا نعلم يقينا أن الحكومات البريطانية مهما تغيرت أسماء الأحزاب التي ينتمي إليها رؤساؤها، لا تطيق الخروج عن طوع أمريكا، ولا أن تحبس جيشها عن مشاركة الجيش الأمريكي في أي حرب صليبية يخوضها ضد المسلمين، حتى وهي موقنة أن استمرارها في هذا الطريق لن يؤدي بها إلى غير الهلاك، بل هي عاجزة عن اتخاذ أي إجراء قد ينقذ حياة رعاياها ما لم تستأمر واشنطن، وتأخذ الإذن من البيت الأبيض، وما قصة تخليهم عن (جون كانتلي) عنا ببعيد، ولا قضية استمرارهم في الحرب على الدولة الإسلامية رغم ما أصاب رعاياهم في تونس وغيرها من أذى بفريدة من فرائد تاريخهم.

وما دام حكام بريطانيا وأخواتها مستمرين في طريقتهم، وبقوا على كفرهم وعدوانهم، فإننا مستمرون في ضربهم والنكاية فيهم ما استطعنا، إلى أن يحكم الله بيننا، فليتربصوا بنا ما شاؤوا، فإنا بهم أبدا متربصون، قال تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِہِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].



المصدر:
الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 83
الخميس 6 رمضان 1438 ه‍ـ

أخي المسلم.. للمزيد من المواد والحقائق
تواصل معنا تيليجرام:
@WMC11AR
...المزيد

✍عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ( لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ...

✍عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال:
( لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ)
🌻الراوي: عبدالله بن عباس
🌻المحدث: البخاري
🌻المصدر: صحيح البخاري
🌻الصفحة أو الرقم: 5885
════════❁══════
📙 خدمة فوائد علمية 📙
════════❁══════
📌 للاشتراك في الخدمة: أرسل (اشتراك) إلى الرقم
249100802323
📎 انشر تؤجر بإذن الله 📎
...المزيد

أَنْوَاعُ الأدبِ * و‌‌الأدب ثلاثة أنواع: • أدب مع الله سبحانه • وأدب مع رسوله -صلى الله عليه ...

أَنْوَاعُ الأدبِ

* و‌‌الأدب ثلاثة أنواع:

• أدب مع الله سبحانه
• وأدب مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وشرعه
• وأدب مع خلقه


▪ فالأدب مع الله ثلاثة أنواع

أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.

الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.

الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة، متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.


▪ وأما الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

فالقرآن مملوء به، فرأس الأدب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره.

وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يحمله معارضة خيال باطل، يسميه معقولا.

أو يحمله شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال، وزبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم، والانقياد والإذعان، كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل، والإنابة والتوكل.


▪ وأما الأدب مع الخلق

فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم، بما يليق بهم، فلكل مرتبة أدب، والمراتب فيها أدب خاص.

فمع الوالدين: أدب خاص، وللأب منهما: أدب هو أخص به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السلطان: أدب يليق به، وله مع الأقران أدب يليق بهم. ومع الأجانب: أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه، ومع الضيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.


وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.

[مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
...المزيد

أَنْوَاعُ الأدبِ * و‌‌الأدب ثلاثة أنواع: • أدب مع الله سبحانه • وأدب مع رسوله -صلى الله عليه ...

أَنْوَاعُ الأدبِ

* و‌‌الأدب ثلاثة أنواع:

• أدب مع الله سبحانه
• وأدب مع رسوله -صلى الله عليه وسلم- وشرعه
• وأدب مع خلقه


▪ فالأدب مع الله ثلاثة أنواع

أحدها: صيانة معاملته أن يشوبها بنقيصة.

الثاني: صيانة قلبه أن يلتفت إلى غيره.

الثالث: صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه.

ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة، متهيئة لقبول الحق علما وعملا وحالا.


▪ وأما الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-

فالقرآن مملوء به، فرأس الأدب معه: كمال التسليم له، والانقياد لأمره.

وتلقي خبره بالقبول والتصديق، دون أن يحمله معارضة خيال باطل، يسميه معقولا.

أو يحمله شبهة أو شكا، أو يقدم عليه آراء الرجال، وزبالات أذهانهم، فيوحده بالتحكيم والتسليم، والانقياد والإذعان، كما وحد المرسل سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع والذل، والإنابة والتوكل.


▪ وأما الأدب مع الخلق

فهو معاملتهم على اختلاف مراتبهم، بما يليق بهم، فلكل مرتبة أدب، والمراتب فيها أدب خاص.

فمع الوالدين: أدب خاص، وللأب منهما: أدب هو أخص به، ومع العالم: أدب آخر، ومع السلطان: أدب يليق به، وله مع الأقران أدب يليق بهم. ومع الأجانب: أدب غير أدبه مع أصحابه وذوي أنسه، ومع الضيف: أدب غير أدبه مع أهل بيته.


وأدب المرء عنوان سعادته وفلاحه، وقلة أدبه عنوان شقاوته وبواره، فما استجلب خير الدنيا والآخرة بمثل الأدب، ولا استجلب حرمانهما بمثل قلة الأدب.

[مدارج السالكين] لابن القيم -رحمه الله-
...المزيد

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494 الافتتاحية: فزت وربّ الكعبة 2/2 موقف آخر من مواقف ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 494
الافتتاحية:

فزت وربّ الكعبة
2/2

موقف آخر من مواقف الفوز تجلّى يوم حادثة "بئر معونة" عندما غُدر بقرّاء الصحابة وقُتل سبعون منهم، ويروي الإمام البخاري عن أنس ابن مالك -رضي الله عنه- ما حدث مع أحدهم فقال: "لما طُعِن حرام بن ملحان وكان خاله، يوم بئر معونة، قال بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربّ الكعبة!". أهـ. لقد قتل وتخضب بدمه وكان أول ما تبادر إلى ذهنه قبل خروج روحه أنه حقق الفوز بل أقسم على ذلك، لأنه كان على يقين بأن التضحية والقتل في هذا الطريق فوز.

هكذا كانت حسابات المسلمين في القرون المفضّلة، على عكس حال أهل زماننا، فإن الغالب عليهم هو اليقين بالماديات واللهث وراء الملذات والانكباب على الشهوات، لأن الفوز بالنسبة إليهم هو بقدر ما يحصّلونه من هذه الحطام الفانية، هكذا هي حساباتهم وفقا للميزان المادي الذي يؤمنون به ويزنون به الأشياء، ولذلك تراهم يحكمون على المجاهدين بالخسارة لهجرتهم بلادهم وأهليهم وأموالهم ومفارقتهم للدعة والراحة، ونفيرهم نحو ميادين الجهاد وساحات الجلاد؛ يقاسون فيها الغربة، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، يَقتلون ويُقتلون، ولسان حال هؤلاء القاعدين الطاعنين في المجاهدين: لو أنهم رضوا بالعيش والقعود كحال بقية الناس لكان خيرا لهم! ولقد سطّر القرآن الكريم هذا الموقف الذي يتكرر قديما وحديثا فقال سبحانه عن حال هؤلاء: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، يقول الإمام ابن كثير: "أي لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود وعدم الخروج، ما قُتلوا مع من قُتل، قال الله تعالى: {قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}، أي: إن كان القعود يَسْلم به الشخص من القتل والموت، فينبغي أنكم لا تموتون، والموت لا بد آت إليكم ولو كنتم في بروج مشيدة، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين، قال مجاهد عن جابر بن عبد الله: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول وأصحابه" أهـ. وهي في كل من شابه حالهم إلى يوم القيامة.

وفي المقابل، فإنّه برغم كل ما يصيب المجاهدين من القتل والأسر والجراح والطعان، إلا أنهم موقنون بأنّ طريقهم الذي سلكوه اقتداء بنبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، هو طريق الفلاح في هذه الدنيا ويوم يقوم الحساب، سواء عاش المجاهد ثابتا صابرا أو قُتل مؤمنا محتسبا، فقد يُقتل المجاهد قبل بلوغه نهاية الطريق؛ وقد يبقيه الله تعالى ليشهد فصولا أخرى من فصول الجهاد وعلو الإسلام، وذلك قدر الله تعالى وفضله يؤتيه من يشاء، وإنما العبرة بالخواتيم.

وإنّ خير عون للمجاهد في طريقه، هو إدامة اللجوء إلى مولاه سبحانه والركون إليه وحده، فإنّه من لجأ وركن إليه؛ فقد آوى إلى ركن شديد، فالله تعالى خير ناصر وخير معين، وتحقيق ذلك أدعى لثبات المجاهد ومضائه على هذا الدرب، مهما اشتدّ الخذلان وكثر المناوئون المخالفون أسوة بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبشارته الخالدة: (لا تَزالُ طائفةٌ من أُمَّتي قائمةً بأمرِ اللهِ، لا يَضُرُّهم مَن خذلهم، ولا مَن خالفهم، حتى يأتيَ أمرُ اللهِ) [رواه مسلم]، فهنيئا لمن كان منهم وبقي صابرا على لأواء هذا الطريق ينتظر قدَره فائزا في قوافل الشهداء أو في طلائع الفاتحين، ففي كلٍّ فوز مبين، والعاقبة للمتقين ولو بعد حين.


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 494
السنة السادسة عشرة - الخميس 10 ذو القعدة 1446 هـ

لقراءة الافتتاحية كاملة.. تواصل معنا تيليجرام:
@wmc11ar
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
13 ذو القعدة 1446
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً