فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ عمل الصليبيون الروس منذ ...

فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ

عمل الصليبيون الروس منذ احتلالهم لبلدان المسلمين على تنصير أهلها، فإن لم يتمكنوا من ذلك أجبروهم على الانتقال منها إلى مناطق أخرى يضيعون فيها وسط الكثرة الغالبة من النصارى، أو يتعرضون للفناء بسبب البرد والجوع، وبالمثل يقومون بنقل أعداد كبيرة من النصارى إلى مناطق المسلمين، كي يجعلوا لهم سندا في هذه الأرض، وذريعة دائمة للتدخل فيها.

ولم يتغير هذا الحال في عهد البلاشفة الشيوعيين، فالنزعة القومية السلافية لقادة الاتحاد السوفيتي، وحقدهم الأعمى على الإسلام وأهله، خاصة مع المقاومة الشديدة التي تعرضوا لها في مناطقهم على مدى تاريخ احتلالهم لها، دفعتهم إلى تعزيز السياسة الصليبية القديمة، القاضية بالعمل على إضعاف الوجود الإسلامي في هذه المناطق، من خلال إبعاد أهلها عنها، أو دفعهم إلى تغيير دينهم نحو الإلحاد أو النصرانية، وكذلك عبر تكثيف هجرة النصارى والملاحدة إليها من مناطق أخرى.

ولقد كان هؤلاء النصارى المستوطنون في بلدان المسلمين كمناطق القوقاز وجزيرة القرم ودول آسيا الوسطى وغيرها، من أهم الأوتاد التي غرسها الروس في هذه المناطق لتثبيت هيمنتهم عليها، وهم اليوم من أقرب أعوان الطواغيت الحاكمين لتلك البلدان، ولذلك فإن أي جهد يبذله المسلمون لانتزاع هذه الأرض من القبضة الروسية، وإخراجها من تحت حكم الطواغيت يصطدم غالبا بالوجود الصليبي المستوطن لها، قبل اصطدامه بالحشود العسكرية التي سيوجهها الكرملين من مناطق الأورال وحوض الفولغا، وسيبقى هؤلاء المستوطنون أوفياء لإخوانهم في موسكو، يوالونهم على المسلمين، فيتجسسون عليهم، وينشرون الفساد بين أبنائهم، ويكونون على أهبة الاستعداد دائما لحمل السلاح إلى جانبهم، دفاعا عن مصالح أمتهم القومية، ودينهم النصراني.

ولكن من ناحية أخرى، فهؤلاء النصارى المحاربون من أجبن الناس، وأحرصهم على الدنيا، وأشدهم كراهية للموت، ولا يزال المعايشون لهم يعرفون مدى الرعب الذي يعض قلوبهم، كلما سمعوا كلمة التوحيد من فم مسلم، أو تكبيرة للصلاة من مئذنة مسجد، خوفا من أن يكون ذلك إيذانا بانطلاق الجهاد الذي يستأصل شأفتهم من هذه الأرض، ويمحو شركهم عنها، ويكتم كل فم ينطق بالتثليث والكذب على الله بزعم الزوجة والولد له، سبحانه عما يصفون، أسوة بباقي إخوانهم من المشركين والمرتدين.

وهكذا كان الهجوم الذي نفَّذه المجاهد الفذ (خليل الداغستاني) صبيحة يوم الأحد، أمام أحد كنائسهم في القوقاز، والذي مكَّنه الله فيه من قتل عدد من الصليبيين النصارى، وجرح بعض إخوانهم من المرتدين، فهو -بإذن الله- شارة انطلاق سلسلة من الهجمات الدامية التي ستنال النصارى المحاربين في كل المناطق التي تحتلها روسيا من بلاد المسلمين، والتي ستُمَكِّن من قتل عدد كبير منهم جزاء لهم على كفرهم بالله العظيم، بينما ستزرع الهلع والرعب في قلوب مئات الألوف من إخوانهم، ليولوا على أدبارهم هاربين، لاحقين بإخوانهم، عائدين من حيث جاء آباؤهم وأجدادهم.

وهذا الأمر سيدفع الطواغيت الحاكمين لتسخير كل إمكانياتهم الضعيفة أصلا في حماية هؤلاء النصارى إرضاءً لساداتهم في موسكو، وهو ما سيستنزف تلك الإمكانات ويجعلهم مكشوفين أكثر، هم وجنودهم، أمام ضربات المجاهدين، كما سيدفع حكام موسكو إلى توجيه دعم كبير مالي وعسكري لهم، لتعزيز قدراتهم على حماية الوجود الروسي في مناطق حكمهم، وكذلك لحماية تلك الحكومات الشكلية التي يدير الروس من خلالها هذه المناطق، وبالتالي استنزاف الخزانة الروسية التي بدأت مواردها تشحُّ شيئا فشيئا بفعل المشكلات المتصاعدة مع الصليبيين الغربيين، وتعريض دولة روسيا لمزيد من الإضعاف -بإذن الله- على المدى البعيد.

إن الأمر الذي ندعو إليه لا يتطلب جماعات كبيرة العدد من المقاتلين المدرَّبين، ولا أسلحة شديدة الفتك والتدمير، ولكنه -في هذه المرحلة- يحتاج مجاهدا يحمل في قلبه إيمانا راسخا بالله عز وجل، وحبا للشهادة في سبيله، ومستوى عاليا من البراء من المشركين يدفعه إلى التقرب إلى الله بدمائهم، يستعمل ما أمكنه الحصول عليه من سلاح في الإثخان بأعداء الله، والتنكيل بهم.

وليعلم كل مسلم، أن دماء أولئك النصارى المحاربين، وأموالهم مباحة، وكذلك أسر من تيسر منهم، وافتداؤهم بالمال أو بفكاك أسارى المسلمين، فلا يبخس أحد من المعروف شيئا، قال تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

العفو يقربك إلى الله أخي المجاهد اعلم أن من أسمى الأخلاق التي حث الإسلام على الاتصاف والتحلي ...

العفو يقربك إلى الله


أخي المجاهد اعلم أن من أسمى الأخلاق التي حث الإسلام على الاتصاف والتحلي بها هي خلق العفو عمن أساء وظلم، وهو الخلق الذي يُقرب العبد من ربه، ويجعله ممن يأمل عفوه يوم لا ينفع مال ولا بنون.

قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا} [النساء: 149].
قال ابن كثير في تفسير الآية: "إن تُظهروا أيها الناس خيرا، أو تُخفوه، أو تعفوا عمن أساء إليكم، فإن ذلك مما يقربكم من الله ويُجزل ثوابكم لديه، فإن من صفاته -تعالى- أن يعفو عن عباده مع قدرته على عقابهم".

وقال تعالى: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [الشورى: 40].

وقال لنبيه: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف: 199].

قال ابن جرير الطبري في تفسيره: "خذ العفو من أخلاق الناس، واترك الغلظة عليهم، وقد أُمر بذلك نبي الله في المشركين" [جامع البيان في تأويل القرآن].

وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما أحد أصبر على أذى سمعه من الله، يدَّعون له الولد، ثم يعافيهم ويرزقهم) [رواه البخاري].

وعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا رسول الله كم نعفو عن الخادم؟"، فصمت، ثم أعاد عليه الكلام فصمت، فلما كان في الثالثة قال: (اعفوا عنه في كل يوم سبعين مرة) [رواه أبو داود].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله) [رواه مسلم].

وقال الحسن البصري: "أفضل أخلاق المؤمن العفو".

وقال الأحنف بن قيس: "إياكم ورأي الأوغاد"، قالوا وما رأي الأوغاد؟ قال: "الذين يرون الصفح والعفو عاراً".

وأما صور عفو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عمّن أساء إليه فهي كثيرة، منها أنه عفا عن الأعرابي الذي أتاه وهو نائم تحت الشجرة فأخذ سيفه وقال له: من يمنعك مني يا محمد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: الله، فسقط السيف من يد الأعرابي، وتمكن منه رسول الله ثم عفا عنه.

وعفا كذلك عن الأعرابي الذي جذبه من ردائه وحمَّر رقبته وطلب منه المال، فالتفت إليه -صلى الله عليه وسلم- ولم يعنفه وأمر له بعطاء، وعفا عن ثمامة بن أُثال بعدما أسره بَعْثُ رسول الله قِبَلَ نجد، وكان العفو سببا في إسلامه، وعفا عن المرأة اليهودية التي سممته، وعفا عن أهل مكة بعد فتحها، وعفا عن أبي سفيان يوم فتح مكة، وخصَّه بما هو أكثر من العفو عندما أعلن أن من دخل دار أبي سفيان فهو آمِن، وعفا عن أهل ثقيف بقوله لملك الجبال: (أرجو أن يُخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئًا).

إذن فالتاريخ يثبت أن المسلم يحقق بالعفو ما لا يحقق بضده، وفوق ذلك أن من اتصف به فهو متأس بالنبي صلى الله عليه وسلم وسائر على نهجه وراج من الله عزوجل عفوه ورضاه، فكما تدين تدان.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 120
الخميس 6 جمادى الآخرة 1439 ه‍ـ
...المزيد

✍️ قالَ رَسولُ ﷺ : ((إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنشئُ السَّحابَ فينطقُ أحسنَ النُّطقِ ويضحكُ أحسنَ ...

✍️ قالَ رَسولُ ﷺ :
((إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُنشئُ السَّحابَ فينطقُ أحسنَ النُّطقِ ويضحكُ أحسنَ الضَّحِكِ))
((السلسلة الصحيحة)) (4/229)
للانضمام لقناة فوائد علمية واتساب اضغط على الرابط التالي 👇
https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
...المزيد

سلسلة سؤال وجواب (2) ما هي أقسام التوحيد؟ وما تعريف كل قسم منها؟ 1 - توحيد ...

سلسلة سؤال وجواب (2)

ما هي أقسام التوحيد؟
وما تعريف كل قسم منها؟

1 - توحيد الربوبية.
تعريفه: إفراد الله في أفعاله، مثل: الخلق والرزق وإنزال المطر... إلخ.


2 - توحيد الألوهية.
تعريفه: إفراد الله بأفعال العباد التي شرعها لهم، مثل: الدعاء، والذبح، والسجود.


3 - توحيد الأسماء والصفات.
تعريفه: هو إفراد الله سبحانه بما يختص به من أسماءٍ وصفاتٍ.
...المزيد

رسالة لحكام الخليج فحكام الخليج يعلمون أنَّ زعماء إيران وأتباعهم في المنطقة سيتبعون معهم سنتهم ...

رسالة لحكام الخليج


فحكام الخليج يعلمون أنَّ زعماء إيران وأتباعهم في المنطقة سيتبعون معهم سنتهم التي اتبعوها مع صدام، أي سيضحون بهم في يوم العيد على مرأى ومسمع من العالم أجمع، وحجتهم في ذلك أنهم كانوا حلفاءه في حرب الخليج الأولى نيابة عن أمريكا ضد إيران، ألم يقدِّم حكام الرياض دليلًا يدينهم أمام طهران عندما اعترفوا بدعم صدام بخمسة وعشرين مليار دولار في تلك الحرب؟

فهذا الاعتراف مسطر ومحفوظ في إيران وسوف يستخدمونه في الوقت المناسب بالطريقة التي يرونها.


مقتبس من:
مسودة كلمة لم تنشر عن (إيران وأمريكا)
لشيخ المجاهدين أسامة بن محمد بن لادن -تقبله الله تعالى-

توقيتها بعد 1427هـ
...المزيد

زين له الشيطان أما من اختطّ له طريقا غير التوحيد وسلك سُبلا أخرى غير سبيل الجهاد، زاعما ...

زين له الشيطان


أما من اختطّ له طريقا غير التوحيد وسلك سُبلا أخرى غير سبيل الجهاد، زاعما بسلوكها نصرة المستضعفين ومجابهة الظلم والظالمين، فقد ضل الطريق وتاه عن السبيل وزين له الشيطان سوء عمله فرآه حسنا، قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا}، فلقد جعل الله تعالى القتال سبيل نصرة الإسلام والمسلمين، ولو سلك الناس كل سبيل لرفع الاستضعاف عن أمة الإسلام؛ فلن يجدوا غير الجهاد سبيلا، شريطة أن يكون جهادا في سبيل الله على منهاج النبوة، وليس قتالا جاهليا في سبيل الطاغوت كالذي يملأ نتنه الآفاق اليوم.



• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

تكاليف هذا الطريق لقد احتمل مجاهدو دولة الإسلام تكاليف هذا الطريق وأعباءه ومشاقه ودفعوا ضريبته ...

تكاليف هذا الطريق

لقد احتمل مجاهدو دولة الإسلام تكاليف هذا الطريق وأعباءه ومشاقه ودفعوا ضريبته طوعا، من نفير وهجرة وقرح وجرح وقتل وأسر وفقدان للأحباب ومفارقة للأصحاب وإيثار السكنى في الأودية والشعاب، وافتراش الأرض والتحاف السماء في العراء وسط الرمضاء، لقد عاينوا كل ألوان المحنة والشدة واللأواء؛ جريا منهم على نهج وسيرة خاتم الرسل والأنبياء وصحابته السادة النجباء الذين ذاقوا من البأساء في سبيل إقامة الدين ألوانا وتجرعوا من العلقم كيزانا، في ترجمة واقعية لسنة الله في حمل أمانته ونصرة دينه وشريعته يسلّيهم قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}؛ قال ابن كثير: "أي: أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد.. أي: لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تُبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء".


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

بالغلبة والقهر ويقينًا فإن الغلبة والتمكين لهذا الدين، وإن النصر والعاقبة لأولياء الله المتقين؛ ...

بالغلبة والقهر

ويقينًا فإن الغلبة والتمكين لهذا الدين، وإن النصر والعاقبة لأولياء الله المتقين؛ تصديقا وثقة بوعد الله القائل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} قال ابن عباس: "بِالْغَلَبَةِ وَالْقَهْرِ"، والتصديق بذلك الوعد إيمان والتكذيب به كفر.

وإن كانت المؤشرات والموازين المادية تَغرُّ من لا دين له ولا إيمان فلا عجب، فقد اغتر من كان قبلهم حتى جاء أمر الله وعذابه من حيث لم يحتسبوا، فلم تغن عنهم قوة ولا كثرة، ولم تكن تلك الانتفاشة والغطرسة سوى استدراج من الله لهم، ليستوجبوا من العذاب أشده وأوفاه.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [504]
"فأما الزبد فيذهب جُفاءً"
...المزيد

وبشراهم وإن ما يسطره جنود الدولة الإسلامية -ثبّتهم الله- من ملاحم عظيمة ومعارك شرسة في ظروف غير ...

وبشراهم

وإن ما يسطره جنود الدولة الإسلامية -ثبّتهم الله- من ملاحم عظيمة ومعارك شرسة في ظروف غير متكافئة بكل المقاييس، تراق فيها الدماء وتمزق الأشلاء وتتساقط فيها جماجم الشهداء، متصدّين فيها لحملات الصليبيين وأوليائهم المرتدين في سائر الولايات والميادين؛ شاهد وبرهان على أن وقود التوحيد باهظ وطريقه شائك، ليس عنه محيد، وخوضه طاعة لله واحتمال ما فيه، هو أمارة صدق وبشرى للسائرين عليه الباذلين فيه أغلى ما يملكون وبشراهم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ}.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٢٦🌃 وقال تَعَالَى: "فَوَيْلٌ لِلْمُصلين * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتهم ...

🌃رسائل الفجر١٤٤٧/٢/٢٦🌃
وقال تَعَالَى: "فَوَيْلٌ لِلْمُصلين * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتهم سَاهونَ"ويدخل في هذا الوعيد تركُها بالكلية وتفويت وقتها، والإخلال بشيء ممايجب فيها، وأمّا السهو فيها فلم يذمّه الله، ولهذا وقع من النبيِّ ﷺوسجد له سجدتين في آخر الصلاة، وأمر أمته بذلك عند وجودِ سببه.
🔻 🔻 🔻
كثير من الذين تركوا الصلاة بالكلية أو خفت غيرتهم على الصلاة فصاروا كثيري السهو عنها؛ واعتادوا تأخيرها أو جمعها من غير حجة شرعية ولا رخصة؛ إنما وصلوا لهذا الحال بسبب أنهم كانوا يصلونها كما أرادوا هم لا كما أمر الله؛ فاعتادوا تقديم أعمالهم الدنيوية عليها
🔻 🔻 🔻
تبدأ نهارك بالصلاة، وتبدأ ليلك بالصلاة، أول ما يؤمر به الصغير من الدين الصلاة، وأول ما تُسأل عنه يوم القيامة الصلاة، تجدب الأرض فنُصلِّي، وتُكسَف الشمس فنُصلِّي، نستخير في الأمر بالصلاة، ونستقبل العيد بالصلاة، نصلي في الحَضَر والسَّفَر، والخوف والمطر، نودِّع موتانا بالصلاة، وننثر شكوانا في الصلاة،فكيف يعيش مَنْ لا يُصلِّي؟
https://t.me/azzadden
...المزيد

البذلُ والعطاءُ أساسُ نصرةِ الدين إن ضريبة تحكيم شريعة الله في أرضه ونقلها من حيز التنظير إلى ...

البذلُ والعطاءُ أساسُ نصرةِ الدين

إن ضريبة تحكيم شريعة الله في أرضه ونقلها من حيز التنظير إلى أرض الواقع تحتاج منكم -معاشر المجاهدين- إلى كثير من التضحيات، وهذا هو قدره الغالب وحكمته البالغة وسنته الماضية في خلقه لم تحاب أحدا قبلكم بمن فيهم الأنبياء والرسل {مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا}، مع أنه سبحانه قادر على نصرة دينه وإهلاك أعدائه بدون قتال ولا جهاد، ولكنه سبحانه فرض ذلك على عباده امتحانا لإيمانهم واختبارا لصبرهم وتمحيصا لصفوفهم ورفعا لدرجاتهم، كما قال في كتابه: {ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ}.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [505]
"وقود التوحيد"
...المزيد

طاعة الغفَّار بكتمان الأسرار الحمد لله الذي نوَّع لعباده الابتلاءات ليرى امتثالهم لأوامره في ...

طاعة الغفَّار بكتمان الأسرار


الحمد لله الذي نوَّع لعباده الابتلاءات ليرى امتثالهم لأوامره في جميع الأحوال، والصلاة والسلام على رسوله الذي آتاه الحكمة، فكان يتصرف وفقها في الجهر والإسرار، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد...

فإن مما ابتلى الله به عباده وخاصة المجاهدين أمر حفظ الأسرار والتثبت من الأخبار، وهناك أمور شرعية ومصالح عامة وخاصة يحب الله فعلها علناً وجهراً، ومنها ما يُستحب كتمانه ومنها ما يجب إخفاؤه، قال تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [البقرة: 271].


• صلاح الأحوال بكتمان الأسرار

من المعلوم لدى العقلاء أن هناك أموراً لا يصلح أن تكون معلنة، ولذلك يستأمن الناس بعضهم بعضاً على إسرارها، فأمور السياسة والحرب لا يمكن أن تكون كلأً مباحاً لكل الناس، يتكلم عن تفاصيلها الجميع أهل الشأن وغيرهم ممن لا مصلحة له في معرفة الأسرار، بل المفسدة متحققة بنشر الإنسان كل ما يصله من أخبار وإفشائه للأسرار، فلدولة الإسلام أعداء كثر متربصون يبحثون عن كل ثغرة لاستغلالها، ولذلك يستخدمون جواسيسَ ظاهرهم الإسلام ليصلوا إلى الأسرار والمخفيات، وقد صار للجاسوسية عالم كبير من الأجهزة والوسائل والأشخاص، ومن المؤسف أن يقوم مسلمون بل ومجاهدون بخدمة الأعداء دون قصد بأن لا يقيموا وزناً للمعلومات والأخبار التي يجب أن تبقى سرية، فيسارع الواحد إلى التفكه والتسلية في المجالس بحكاية الأخبار، وربما يحاول أن يبرز نفسه بأنه يعرف ما لا يعرفه غيره، ويصل إلى ما لا يصل إليه غيره، ويدعي مكانة ليست حقيقية، وهذا داءٌ خطير يقدح في إخلاص المسلم ويفسد قلبه وعمله، بل يتعدى فساده إلى المصلحة العامة للجماعة والدولة.


• الحفاظ على معنويات المجاهدين بكتمان ما يضرهم سماعه

في غزوة الأحزاب، لما بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- لقاء حيي بن أخطب ببني قريظة، أرسل الزبير بن العوام يستطلع الأمر، فرجع فقال: يا رسول الله رأيتهم يصلحون حصونهم ويدربون طرقهم وقد جمعوا ماشيتهم، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدداً من الصحابة فيهم سيد الأوس سعد بن معاذ وسيد الخزرج سعد بن عبادة، وقال لهم: (انطلقوا حتى تنظروا أحقٌ ما بلغنا عن هؤلاء القوم أم لا؟ فإن كان حقاً فالحنوا لي لحناً أعرفه ولا تفتُّوا في أعضاد الناس، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس).

فلما ذهبوا إليهم جاهروهم بالعداوة وقالوا: مَن رسول الله؟ لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد، وتشاتموا مع الوفد، فرجع الوفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: عضل والقارة، أي: كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع، فكبَّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: أبشروا يا معشر المسلمين بنصر الله وعونه.

راعى النبي -صلى الله عليه وسلم- في حال المعركة نفوس الناس، وحرص على ألا يسمع المجاهدون إلا ما يقوي قلوبهم ويشجعهم على القتال، ومثل هذا الخبر وهو غدر بني قريظة سيعلم به المسلمون، وأول ما سمعوا من النبي القائد -صلى الله عليه وسلم- أنه كبَّر وبشَّر المسلمين بالنصر والعون من الله، فبهذا التصرف الحكيم من النبي -صلى الله عليه وسلم- ترتفع معنويات المؤمنين ويزداد يقينهم وإيمانهم وتعلق قلوبهم بالله، فلا يضرهم بعد ذلك أن يصلهم خبر نقض بني قريظة للعهد، فبدلاً من أن يتأثر الصحابة سلباً بالخبر يتأثرون إيجاباً، لأنهم يرون سنة الله في نصره للرسل وأتباعهم وهي تجري عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]، وهذا ما جعل المسلمين يستبشرون بنصر الله فيقولون لما رأوا الأحزاب: {هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، وما زادهم تحشد الكفار وتحزبهم عليهم إلا إيماناً بوعد الله لهم بالنصر وتسليماً لأمر الله الحكيم العليم.


• خطورة الأسرار العسكرية

(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع) [رواه مسلم].

هذا منهج وضعه لنا الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الأخبار، في حالَي السلم والحرب، والأمر حال الحرب أعظم خطراً، فلا يصح أن نقبل أو ننقل كل خبر دون تثبت ودون نظر في المصلحة الشرعية لجماعة المسلمين، بل نتثبت ونبحث عن مصدر الخبر، وننظر هل يصح نشر الخبر أم لا، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) [متفق عليه].

وهناك أمور عامة كخطط المعارك ومواعيدها وأخبار الانتصارات أو المصائب فهذه مما يختص أولياء الأمور بالنظر والبت فيها، لا يصح للأفراد من الجنود والرعية التساهل في قبولها أو نقلها أو تحليلها، قال تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83]، عاب الله -تعالى- في هذه الآية على هؤلاء المتساهلين في إذاعة الأخبار ونشرها والحال أنها تمس المصلحة العامة لجماعة المسلمين، وأمر بردِّ هذه الأخبار إلى أهل الاختصاص من أولي الأمر والخبرة ليحللوها ويروا ما يصح نشره مما لا يصح، وبيَّن -تعالى- أن رد الأمور إلى أهلها هو شأن المهتدين المنتفعين بفضل الله ورحمته، وأن من لا يتبعون هذا المنهج الرباني يخسرون فضل الله ورحمته وهم بأمس الحاجة إليهما، ويتسلط عليهم الشيطان فيضلهم ويرديهم.


• الصِدِّيق يحفظ سر رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

عن عبد الله بن عمر أن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فتوفي بالمدينة، فقال عمر بن الخطاب: أتيت عثمان بن عفان، فعرضت عليه حفصة، فقال: سأنظر في أمري، فلبثت ليالي ثم لقيني، فقال: قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا، قال عمر: فلقيت أبا بكر الصديق، فقلت: إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر، فصمت أبو بكر، فلم يرجع إلي شيئا، وكنت أوجد عليه مني على عثمان، فلبثت ليالي، ثم خطبها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأنكحتها إياه، فلقيني أبو بكر، فقال: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟ قال عمر: قلت: نعم، قال أبو بكر: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت علي إلا أني كنت علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ذكرها، فلم أكن لأفشي سر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولو تركها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبِلتُها [رواه البخاري].


• حفظ الأسرار خلق فاضل وإفشاؤها من الرذائل

ومن الحِكَم: سرك دمك. وقالوا: "مِن وَهْي الأمر -أي ضعفه- إعلانه قبل إحكامه" وقال بعض الشعراء:

قد أركب الهول مسدولاً عساكره
وأكتم السرّ فيه ضربة العنق

نسأل الله أن يوفقنا لخدمة دينه والحفاظ على دولة الإسلام وأسرارها، وأن يثبتنا فيها حتى نلقاه وهو راض عنا، والحمد لله رب العالمين.


صحيفة النبأ - العدد 112
الخميس 10 ربيع الثاني 1439 ه‍ـ
...المزيد
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
28 صفر 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً