عزة المسلمين في القادسية على أعتاب معركة القادسية بين جيش المسلمين وجيوش فارس، أرسل رستم قائد ...

عزة المسلمين في القادسية


على أعتاب معركة القادسية بين جيش المسلمين وجيوش فارس، أرسل رستم قائد جيش الأعداء يطلب مقابلة المسلمين، ليستوضح عن حالهم، وما جاء بهم.

فأرسل إليه سعد بن أبي وقاص ربعي بن عامر، رضي الله عنهما، الذي أدى إليه بكلام بليغ رسالة هذا الدين، وأوضح له سبب جهاد المسلمين.

قال ابن كثير في البداية والنهاية: "قالوا: ثم بعث إليه سعد رسولا آخر بطلبه وهو ربعي بن عامر، فدخل عليه وقد زيَّنوا مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي الحرير، وأظهر اليواقيت واللآلئ الثمينة، والزينة العظيمة، وعليه تاجه وغير ذلك من الأمتعة الثمينة، وقد جلس على سرير من ذهب، ودخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصيرة، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد، وأقبل وعليه سلاحه ودرعه وبيضته على رأسه، فقالوا له: ضع سلاحك، فقال: إني لم آتكم، وإنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا وإلا رجعت".

ويكمل ابن كثير وصف المشهد ويذكر ذلك الحوار العظيم الذي لخَّص الهدف وأبان السبب فيقول: "فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله، قالوا: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي"، فلم يكن الهدف تحرير أرض من احتلال أو طرد معتد غاصب، أو الطلب منه أن يسمح بنشر الدعوة تحت سلطان الكفار، بل أن تعلو أحكام الشريعة وتسوس الناس.

قال ابن كثير: "فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال: نعم! كم أحب إليكم؟ يوما أو يومين؟ قال: لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا، فقال: ما سنَّ لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نؤخر الأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فانظر في أمرك وأمرهم واختر واحدة من ثلاث بعد الأجل، فقال: أسيدهم أنت؟ قال: لا: ولكنِ المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم على أعلاهم".

هذا هو خطاب العزة الذي وجَّهه الصحابي الجليل ربعي، رضي الله عنه، فما أحوجنا إلى مثل هذا الخطاب ونحن نقارع الأمم، نعم إن الله ابتعثنا، وسينجز لنا ما وعدنا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

الدولة الإسلامية / خذوا حذركم (3) العمل من خلال خطة العدو في حملات التوعية من الأمراض نجد ...

الدولة الإسلامية / خذوا حذركم (3)
العمل من خلال خطة العدو


في حملات التوعية من الأمراض نجد أن إجراءات الوقاية التي تنصح الجهات الصحيَّة باتباعها لتجنب العدوى من مرض ما لا بد وأن يكون فيها اختلاف عن تلك التي تنصح باتباعها لتجنب العدوى بمرض آخر، وذلك اعتمادا على معرفة علماء الأحياء بنمط حياة كل فيروس داخل الجسم الذي يتمكَّن منه، وطريقة انتقاله إلى الأجسام السليمة الأخرى، وتعرفهم بذلك على الإجراءات التي قد تقلل من فرص وصوله إلى الجسم عبر المنافذ التي يمكنه اختراقها.

وعلى هذا الأساس أيضا يبني علماء الأمن الإلكتروني الخطط الأمنية لتأمين الحواسيب والشبكات من الفيروسات الإلكترونية التي قد تغزوها، أو المخترقين الذين قد يحاولون الولوج إليها بنية التجسس أو التخريب، وذلك بناء على دراسة أساليب عمل المخترقين، وآلية عمل الفيروسات، وبالتالي اعتماد خطط مضادة لها، تقوم على تحصين نقاط الضعف، وسد الثغرات، ووضع آليات للتنبيه عند حدوث هجمات، لتبدأ الإجراءات الدفاعية من قبل المختصين في أمن المعلومات للشركة أو المنظمة.

وبالمثل نجد أن أجهزة المخابرات الخبيرة تبذل كل ما تستطيع من إمكانيات لفهم خطط أعدائها الهجومية من المجاهدين مثلا، وطرقهم في تحصيل الموارد اللازمة، وتأمين الاتصالات، وتمويل العمليات، وأساليبهم في تنفيذ الهجمات، عبر التجسس عليهم، واستنطاق المعتقلين منهم، وذلك كله من أجل وضع تصور شامل لآلية عملهم، ومعرفة الثغرات التي قد ينفذون من خلالها، ونقاط الضعف التي قد يعتمدون عليها، وبالتالي وضع خطط معاكسة، تقوم على إجراءات مضادة تتضمن تحصين الثغرات، وتقوية نقاط الضعف، ووضع مؤشرات لاحتمالات شروع المجاهدين في الهجوم أو تحضيرهم له، ومن خلال هذه الإجراءات الوقائية ترتفع احتمالات إحباط أي هجوم معادٍ، ولذلك فإن أكبر العمليات الجهادية نجاحا تأتي من أساليب جديدة لم تتوقعها أجهزة الأمن، وبالتالي لم تتخذ الإجراءات الوقائية المضادة لها.


• اعرف عدوَّك...

وهذا هو جوهر عملية التأمين، التي هدفها الأساسي هو تحقيق الأمن من خطر ما أو من جميع الأخطار المتوقعة، وبالتالي يجب لتحقيق الأمن من كل نوع من الأخطار أن نتمكن أولا من معرفة هذا الخطر، وجهته، وآليته في الإضرار بنا أو بمصالحنا، ومدى الضرر الذي يمكن أن يحدثه.

ومن خلال معرفة هذا الخطر وتحديده نتمكن من تقييمه بشكل واقعي، يمنعنا من التهاون فيه، أو الإفراط في التحسب له، ومن خلال تحديد جهته يمكننا دراسة قدرة هذه الجهة على إحداث الخطر، أو الاستفادة من حدوثه في تهديد ما، وكذلك يمكننا معرفة الإجراءات الكفيلة بمنع هذه الجهة من التفكير في إحداث الخطر، أو الاستفادة منه، وذلك بناء على خصائص هذه الجهة، وآلية عملها في إحداث الخطر.

وبناء على معرفة آلية الخطر في الإضرار بنا، ومدى الضرر المتوقع منه، يمكننا تحديد نوع وحجم الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع حدوث الضرر، أو امتداده إلى مستويات لا تنفع معها إجراءات الدفاع والإصلاح التي يمكن اتخاذها.

وهكذا يجري وضع خطة الوقاية من الخطر، أو خطة التأمين، بناء على المعرفة الدقيقة لخطة هجوم العدو، على اختلاف أنواع الأعداء، ومدى قوتهم، وأهدافهم، وطرائقهم في التخطيط للأعمال المعادية وتنفيذها.

وبمقدار الجهل بهذه الخطة، سواء كان جهلا بسيطا بانعدام أي تصور لهذه الخطة، أو جهلا مركبا بوجود تصور خاطئ لها، فإن إجراءاتنا الأمنية تفقد جدواها، بل وقد تتحول إلى جزء من خطة الهجوم التي يعدُّها هو بناء على اكتشافه للثغرات في إجراءاتنا الأمنية، ونقاط الضعف فيها، واستفادته من ذلك في تحقيق أهدافه.

ومن أخطر الأمور على المجاهد أن يستنسخ الخطط الأمنية لنفسه أو لعمله دون مراعاة لتغير نوع العدو، أو الظروف التي يعمل بها، أو مدى معرفة أعدائه بالإجراءات التي يريد اتخاذها لتحقيق الأمن، أو قدرتهم على إحباط تلك الإجراءات واختراقها، بل ووضع خططهم الهجومية بناء عليها.

• تجديد الخطة الوقائية

ويمكننا أن نضرب مثالا ببعض ما حلَّ بالمجاهدين من كوارث نتيجة لهذا الخطأ، فمنذ بدأت عمليات استهداف المجاهدين بالطائرات المسيرة، أصبح من المشتهر بين الناس أن المخابرات الأمريكية تتعقب المجاهدين بالاعتماد على أجهزة تحديد المواقع التي تحملها هواتفهم الجوالة، أو عبر تتبع الذبذبات الصادرة من أجهزتهم للاتصال بشبكات الـ WiFi أو الـ GSM، وكان الإجراء الأول الذي اتخذه المجاهدون، هو قطع بث أبراج شبكات الهاتف الجوال GSM، والتعميم بمنع وضع نواشر شبكات WiFi وأجهزة الاتصال الفضائي في المنازل أو المقرات السرية.
...المزيد

الصحوات والمخابرات قصة مكرَّرة مع بدايات الجهاد في الشام، بدأ سباق مخابرات الطواغيت على الساحة ...

الصحوات والمخابرات قصة مكرَّرة

مع بدايات الجهاد في الشام، بدأ سباق مخابرات الطواغيت على الساحة عن طريق استدعاء كلٍّ منها لمن تستطيع من قادة الفصائل لإغرائهم بالأموال والدعم والإشهار في وسائل الإعلام، لقاء قبولهم جعل قرارات فصائلهم تابعة لأهواء الداعمين، وقد وجدوا منهم أكثر مما يحتاجون لتنفيذ مخططاتهم عددا، وأقل مما كانوا مستعدين لدفعه لقاء الحصول على خدماتهم ثمنا.

حينها كان ردُّ كثير من أولئك المرتدين لتبرير ارتباطهم بمخابرات الطواغيت الزعم أنهم يخادعون تلك الأجهزة للحصول منهم على الدعم والتمويل، نافين رغبتهم في تحقيق أي من مطالب الطواغيت، والحلف بأغلظ الأيمان أنهم مجاهدون صادقون في سعيهم لتكون غاية جهادهم إقامة الدين وتحكيم الشريعة.

ولم يطل بهم زمان حتى بدأوا يفعلون كل ما حذرهم منه المجاهدون، فبدأت التصريحات تخرج من قادة الفصائل تتراً يعلنون فيها رغبتهم في إقامة "الدولة المدنية" وإرساء الديموقراطية، ثم تكشفت أسرار اللقاءات في أنطاكيا وإسطنبول عن اتفاقات وقَّع فيها قادة الفصائل على قتال الدولة الإسلامية لقاء حصولهم على الدعم، ومع ذلك استمروا في كذبهم زاعمين أن هذا جزء من خطة خداعهم للطواغيت والصليبيين، منكرين عزمهم على تنفيذ ما تعهدوا لأوليائهم بتنفيذه.

ولا شك أن قادة تلك الفصائل ارتدوا عن دينهم بمجرد نطقهم بالكفر أو توقيعهم عليه، ولو زعموا أنهم لم يؤمنوا بما قالوه أو وقَّعوا عليه، وتبعهم في كفرهم أتباعهم لمَّا ثبتت لديهم أفعال قادتهم ثم بقوا موالين لهم، منتمين إلى طوائفهم المرتدة.

ولكن على الجانب السياسي من الموضوع، يستغرب المرء كيف زيَّن الشيطان لهؤلاء سوء أعمالهم، وتخيلوا لحين من الزمن أنهم أذكى من أجهزة المخابرات الكافرة، بحيث يتمكنون من خداعهم فيأخذون منهم الأموال والسلاح دون أن يحققوا لهم ما أرادوه منهم، متناسين أن هذه الأجهزة تعمل منذ عشرات السنين في هذا الميدان، الذي كانوا ولا زالوا فيه أغرارا، وأن أولئك الطواغيت لن يقدِّموا لهم طلقة واحدة حتى يتأكدوا أنها لن توجه إلا إلى الجهة التي يريدون، وأن كل فصيل كان يخضع لجهاز مخابرات ما فإنه كان يخترق فورا بعدد كبير من الجواسيس الذين ينقلون أدق المعلومات عن الفصيل إلى الممولين، خاصة في ظل الصراعات على السلطة داخل كل فصيل، وسعي كل متنفذ فيه إلى السيطرة على خط الدعم عن طريق إرضاء الممولين.

ولم يطل الزمان بتلك الفصائل حتى وقعت تماما تحت سيطرة أجهزة المخابرات، وتحوَّلت إلى مجرد أوراق تفاوض في أيدي الطواغيت، وكان أي فصيل يحاول أن يبدي أي نوع من التمرُّد يستدعى قادته فورا للقاء أسيادهم فإن لم يعودوا للطاعة المطلقة يجري إبلاغهم بصعوبة الاستمرار في تمويلهم، ما يعني قطع الدعم عنهم وحجب الرواتب عن أتباعهم، مع ما يعنيه ذلك من احتمال تحولهم إلى فصائل أخرى لا زال تمويلها مستمرا، وبالتالي سيفكر ألف مرة قبل أن يقرر معصية أي أمر يأتيه من أولياء نعمته.

وهكذا رأينا تفرغ تلك الفصائل المرتدة لقتال الدولة الإسلامية لسنوات لم يفتحوا فيها معركة واحدة ضد النظام النصيري، لأن التمويل كان مخصصا لقتال الموحدين دون المشركين، كما حدث في ريف حلب الشمالي، وهكذا أيضا رأيناهم يسلمون المدن وينسحبون من المناطق دون قتال لأن داعميهم اتفقوا مع الروس والأمريكيين على ذلك، كما حدث في مدينة حلب ومنطقة الساحل وريف حلب الجنوبي، وهكذا رأينا جبهات كاملة يمنع فيها فتح أي معركة ضد الجيش النصيري ليتمكن من نقل قواته منها إلى جبهات أخرى مشتعلة، ثم يعود إليها بعد سنوات ليستلم المناطق من الصحوات، بعد أن يهجِّرهم وأهاليهم ومن وثق بهم إلى مناطق أخرى بعد أن يتحصلوا على الإذن بذلك من الداعمين، كما يحدث اليوم في الغوطة، ويتوقع له الحدوث أيضا في حوران وريف حمص الشمالي.
إن أكثر ما جرى في الشام من نكبات سببه مقاتلو الصحوات المرتدون الذين سلموا الساحة لأجهزة المخابرات لتحرف فوهات البنادق فيها إلى صدور الموحدين بعد أن كانت مسلطة على رؤوس النصيرية، ثم تقرر إسكات تلك البنادق بالكلية بعد أن أدت الغرض من توظيفها، وتسليمها إلى الجيش النصيري ليستعين بها على قهر المسلمين.

إن قصة الصحوات والمخابرات في الشام ليست وحيدة ولا فريدة، فما من ساحة جهاد إلا وعبثت فيها أجهزة المخابرات الكافرة، بعد أن وجدت من يرتزق بدينه، ومن يتاجر بمن يتبعه، والسعيد من اتعظ بغيره، والله لا يهدي القوم الكافرين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

ومن أراد الدليل الشرعي على نقض ذلك، فحسبه فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي أقام الدولة النبوية ...

ومن أراد الدليل الشرعي على نقض ذلك، فحسبه فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي أقام الدولة النبوية في يثرب وهي محاطة بالأعداء الأقوياء، الذي يكفي للدلالة على تناسب القوة بينهم وبين أهل المدينة ما حصل عندما تألبت الأحزاب عليهم يوم الخندق، حتى إن أحدهم لم يكن يجرؤ على قضاء حاجته من شدة الخوف والوجل، ومن خلف أولئك الأعداء من مشركي العرب كان هناك أقوى الدول في الأرض آنذاك وهم فارس والروم، اللتان كان سلطانهما إلى أطراف جزيرة العرب، ومع هذا لم يجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحطيم قوة قريش والأعراب، ومن بعدهما فارس والروم، أو انتظار أن يُفني أحدهما الآخر، شرطاً لإقامة الدين في المدينة، بل الوقائع تثبت أنه -عليه الصلاة والسلام- لم تطأ قدمه المدينة، إلا وقد أعلنها دولة هو إمامها، الحكم فيها لله، وما على أهلها إلا الخضوع لهذه الأحكام، ومن ناصبها العداء فله الحرب.

ولو قدَّر الله فتمكن الأحزاب من كسر دفاعات المسلمين يوم الخندق، ثم السيطرة على المدينة، وإزالة حكم الإسلام منها، بعد قتل الرجال، وسبي الذرية والنساء، أو قدَّر الله أن يتمكَّن الأعراب المرتدون من إزالة حكم الإسلام من المدينة بعد أن أزالوه من كل الجزيرة العربية، أو قدَّر الله أن يرسل كسرى أو قيصر لاقتحام المدينة، ففي أي من الحالات، هل كان أحد يدَّعي الإسلام يجرؤ على القول إن دولة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تكن دولة شرعيَّة، لأنها قامت قبل تمكُّنه -عليه الصلاة والسلام- من تأمين المدينة من خطر اليهود، وقريش، والأعراب، وفارس والروم؟

وبالمثل هل يجرؤ أحد أدعياء السلفية أن ينقض شرعية دولة أئمة الدعوة النجدية، ويؤثم الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب لإقامتهما الدولة الإسلامية في الدرعية وما حولها، ثم سعيهم ومن جاء بعدهم إلى مد سلطان الشريعة إلى البحرين والحجاز وبادية الشام، وهم يعلمون يقيناً أن دولة الأتراك الكافرة، ومن يتبعها يتربصون بهم، ولن يرضيهم قيام دولة لا تخضع لقوانينهم، ولا تعظم أوثانهم، وأن من حولهم من الأعراب منافقون لن يتأخروا عن نصرة المشركين عليهم؟

إن قياس حال دولة الإسلام اليوم على حالها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- من الناحية السياسية، هو قياس صحيح، وما قدَّمناه على ما هو أولى منه من الأدلَّة إلا لسهولة الإيضاح من خلاله، وإلا فإن أدلة الكتاب والسنة التي لا تبيح فحسب إقامة دولة الإسلام لمن مكَّنه الله في الأرض، بل وتوجبه عليه، وتحكم بكفره إن هو امتنع عن إقامة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في قادم الكلام.

• المبتدعة يقدِّمون سلامة النفس على الدين:

إن سبب شبهة تنظيم القاعدة التي ذكرنا جانباً منها هو حرصهم على بقاء تنظيمهم، وتقديمهم سلامة التنظيم على سلامة الدين، لكون الدين عندهم هو التنظيم، فبقاؤه من بقائه وزواله من زواله، لذلك ابتدعوا مثل هذه الشروط ليهربوا من إقامة الدين، بزعم عدم تحقق ما ابتدعوه من شروط لذلك، ويسكتوا أتباعهم الذين استنكر بعضهم على زعمائهم امتناعهم عن تحكيم الشريعة في المناطق التي تمكنوا منها، فالتمكين في دينهم مبيح لأخذ المكوس من الناس، ولكنه لا يبيح تحكيم الشريعة، وهو مبيح لمحاكمة الموحدين وسفك دمائهم المحرمة على أنهم خوارج، ولكنه لا يبيح لهم إقامة حكم الله في المرتدين، وهو يوجب عليهم تولِّي الحكومات الكافرة، وحراسة حدودها، ولكنه لا يأمرهم بالاعتصام بحبل الله بمبايعة خليفة المسلمين ولا يبيح لهم أن يطيعوا أياً من أوامر الله التي يُغضب المشركين القيام بها.

ومن قدَّم سلامة نفسه وتنظيمه على سلامة الدين، فلن يبقى له دين ولن تسلم له نفسه، ومن قدَّم رضا رب العالمين، وقدَّم إزهاق نفسه في سبيل سلامة دينه، فإنه إن لم تسلم له نفسه، فهو مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقاً.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

ومن أراد الدليل الشرعي على نقض ذلك، فحسبه فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي أقام الدولة النبوية ...

ومن أراد الدليل الشرعي على نقض ذلك، فحسبه فعل النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي أقام الدولة النبوية في يثرب وهي محاطة بالأعداء الأقوياء، الذي يكفي للدلالة على تناسب القوة بينهم وبين أهل المدينة ما حصل عندما تألبت الأحزاب عليهم يوم الخندق، حتى إن أحدهم لم يكن يجرؤ على قضاء حاجته من شدة الخوف والوجل، ومن خلف أولئك الأعداء من مشركي العرب كان هناك أقوى الدول في الأرض آنذاك وهم فارس والروم، اللتان كان سلطانهما إلى أطراف جزيرة العرب، ومع هذا لم يجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحطيم قوة قريش والأعراب، ومن بعدهما فارس والروم، أو انتظار أن يُفني أحدهما الآخر، شرطاً لإقامة الدين في المدينة، بل الوقائع تثبت أنه -عليه الصلاة والسلام- لم تطأ قدمه المدينة، إلا وقد أعلنها دولة هو إمامها، الحكم فيها لله، وما على أهلها إلا الخضوع لهذه الأحكام، ومن ناصبها العداء فله الحرب.

ولو قدَّر الله فتمكن الأحزاب من كسر دفاعات المسلمين يوم الخندق، ثم السيطرة على المدينة، وإزالة حكم الإسلام منها، بعد قتل الرجال، وسبي الذرية والنساء، أو قدَّر الله أن يتمكَّن الأعراب المرتدون من إزالة حكم الإسلام من المدينة بعد أن أزالوه من كل الجزيرة العربية، أو قدَّر الله أن يرسل كسرى أو قيصر لاقتحام المدينة، ففي أي من الحالات، هل كان أحد يدَّعي الإسلام يجرؤ على القول إن دولة النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تكن دولة شرعيَّة، لأنها قامت قبل تمكُّنه -عليه الصلاة والسلام- من تأمين المدينة من خطر اليهود، وقريش، والأعراب، وفارس والروم؟

وبالمثل هل يجرؤ أحد أدعياء السلفية أن ينقض شرعية دولة أئمة الدعوة النجدية، ويؤثم الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب لإقامتهما الدولة الإسلامية في الدرعية وما حولها، ثم سعيهم ومن جاء بعدهم إلى مد سلطان الشريعة إلى البحرين والحجاز وبادية الشام، وهم يعلمون يقيناً أن دولة الأتراك الكافرة، ومن يتبعها يتربصون بهم، ولن يرضيهم قيام دولة لا تخضع لقوانينهم، ولا تعظم أوثانهم، وأن من حولهم من الأعراب منافقون لن يتأخروا عن نصرة المشركين عليهم؟

إن قياس حال دولة الإسلام اليوم على حالها في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- من الناحية السياسية، هو قياس صحيح، وما قدَّمناه على ما هو أولى منه من الأدلَّة إلا لسهولة الإيضاح من خلاله، وإلا فإن أدلة الكتاب والسنة التي لا تبيح فحسب إقامة دولة الإسلام لمن مكَّنه الله في الأرض، بل وتوجبه عليه، وتحكم بكفره إن هو امتنع عن إقامة الدين، وتحكيم شريعة رب العالمين، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في قادم الكلام.

• المبتدعة يقدِّمون سلامة النفس على الدين:

إن سبب شبهة تنظيم القاعدة التي ذكرنا جانباً منها هو حرصهم على بقاء تنظيمهم، وتقديمهم سلامة التنظيم على سلامة الدين، لكون الدين عندهم هو التنظيم، فبقاؤه من بقائه وزواله من زواله، لذلك ابتدعوا مثل هذه الشروط ليهربوا من إقامة الدين، بزعم عدم تحقق ما ابتدعوه من شروط لذلك، ويسكتوا أتباعهم الذين استنكر بعضهم على زعمائهم امتناعهم عن تحكيم الشريعة في المناطق التي تمكنوا منها، فالتمكين في دينهم مبيح لأخذ المكوس من الناس، ولكنه لا يبيح تحكيم الشريعة، وهو مبيح لمحاكمة الموحدين وسفك دمائهم المحرمة على أنهم خوارج، ولكنه لا يبيح لهم إقامة حكم الله في المرتدين، وهو يوجب عليهم تولِّي الحكومات الكافرة، وحراسة حدودها، ولكنه لا يأمرهم بالاعتصام بحبل الله بمبايعة خليفة المسلمين ولا يبيح لهم أن يطيعوا أياً من أوامر الله التي يُغضب المشركين القيام بها.

ومن قدَّم سلامة نفسه وتنظيمه على سلامة الدين، فلن يبقى له دين ولن تسلم له نفسه، ومن قدَّم رضا رب العالمين، وقدَّم إزهاق نفسه في سبيل سلامة دينه، فإنه إن لم تسلم له نفسه، فهو مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقاً.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

الذين إن مكنَّاهم فـي الأرض (1) إن قضية الشعارات في كثير من الأحزاب والتنظيمات لا تتعدى كونها ...

الذين إن مكنَّاهم فـي الأرض (1)

إن قضية الشعارات في كثير من الأحزاب والتنظيمات لا تتعدى كونها -غالباً- وسيلة لحشد الأتباع، وتحسين صورة الجماعة، وعلى هذه السنَّة تمضي بعض الجماعات المنتسبة إلى الإسلام، الزاعمة للجهاد في سبيل الله.

فعلى مدى قرن من الزمان، تابع المسلمون في كل مكان ولادة كثير من التنظيمات التي تتبنى أكثرها شعارات متقاربة، ثم تدَّعي أن لكل منها وسيلة مختلفة في تحقيق تلك الشعارات، التي كان ولا يزال شعار "إقامة الدولة الإسلامية" هو أشهرها وأكثرها انتشاراً، فنجد أن التنظيمات المقاتلة، والأحزاب المنغمسة في شرك الديموقراطية، وغيرها من التجمعات ذات التوجهات الدعوية أو العلمية أكثرها يزعم أن هدفه الحقيقي من كل نشاطاته هو أن تؤدي إلى "إقامة الدولة الإسلامية، وتحكيم الشريعة"، ويجادل أتباع كل منها بأن وسيلته هي المثلى، وأن وسيلة غيره لن تؤدي إلى غير تضييع الأعمار والأموال والخبرات فيما لا طائل منه.

ولقد كان تحقيق حلم الخلافة من قبل الثلة المجاهدة من الموحدين في العراق والشام، ومن انضم إلى جماعتهم من المجاهدين في شرق الأرض وغربها، زلزالاً عنيفاً هزَّ تلك التنظيمات، وعاصفة هوجاء اقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم، وذلك لما وجد أتباعها أن ما كان يمنيهم به زعماؤهم من خلال الطرق البدعية، حققه الموحدون باتباع طريق السنة القويم، بجهاد المشركين حتى إزالة الشرك من الأرض، وإقامة دين الإسلام مكانه، وتحويل الأرض بذلك إلى دار إسلام، تحكمها جماعة المسلمين بشرع رب العالمين.


• شروطٌ بدعيَّة لإقامة الدين:

ولما تبين للناس أن قضية "إقامة الدولة الإسلامية" لم تكن مجرد شعار دعائي عند جنود الدولة الإسلامية، بل كان عهداً عزم المجاهدون أن يحققوه، وصدقوا الله في ذلك -نحسبهم- فصدقهم -سبحانه- بأن مكن لهم في الأرض، خرج أفراد تلك التنظيمات يطالبون زعماءهم بتصحيح سعيهم، وتوضيح رايتهم، وإقامة الدين فيما مكًّنهم الله فيه من الأرض، بل ودعوهم إلى الانضمام إلى جماعة المسلمين، ومبايعة إمامها على السمع والطاعة، الأمر الذي هدد بنقض تلك التنظيمات التي فرقت المسلمين، وما زادتهم إلا خبالاً، فوجد أرباب تلك التنظيمات أنفسهم محاصرين بالأدلة الشرعية، التي تلزمهم بالخضوع لحكم الله في هذه القضايا، فما وجدوا عنها محيداً إلا أن يبتدعوا في دين الله، ويخترعوا فيه أحكاماً جديدة، يحسبون أنهم بخداعهم لأتباعهم من خلالها ينجون من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

وهكذا وجدنا سفيه القاعدة في اليمن المدعو (قاسم الريمي) يخرج محاضراً في أتباعه شارحاً "مفاهيم" منهج القاعدة، ساعياً من خلال ذلك إلى نقض شرعية الدولة الإسلامية، بل وتأثيم مجاهديها، لأنهم قاموا -بحسب جهله المُركّب- بفعل غير شرعي، وهو تحكيم شريعة رب العالمين على أرضه، مستدلاً على ذلك بعدم تحقيقهم لما ابتدعه من شروط ما أنزل الله بها من سلطان.

والشرط الذي يكتمل لإقامة الدولة الإسلامية -بحسب قوله- هو عدم تحقق التمكين في الأرض للمجاهدين اليوم، طالما بقيت أمريكا وغيرها من الدول المتجبرة قادرة على نقض هذه الدولة، كما حدث مراراً مع من أعلنوا دولا وإمارات سمَّوها إسلامية، خلال العقود الماضية.

وبالتالي فإن وصف التمكين -بحسب هذا الاستدلال البدعي- يتحقق إذا ضمن من يقيمها أن لا يتمكَّن عدوُّہ من إزالتها أبداً، وأما إذا تحقق التمكين وفي الأرض من الدول القوية التي يمكنها الهجوم عليها وإزالتها فإن إقامة الدين وتحكيم الشريعة فيها -الذي ليست الدولة الإسلامية إلا صورة واقعية له- محرَّم في شريعتهم، لأن التمكين شرط صحة لها، وقد انتقض -حسب مذهبهم- بتهديد بقائه، واحتمال زواله.


• هل حققت الدولة النبوية شرط المبتدعة؟

ولو طردنا هذا الأصل الفاسد، لما حلَّ لمسلم في أي زمان ومكان أن يقيم الدين إن مكَّنه الله في الأرض، بل الواجب عليه -في دينهم- أن يهرب من هذه الأرض، هروب الصحيح من أرض الطاعون والجذام، لأن قيامه فيها بما يرضي الله سيجلب عليه غضب الجبابرة الكافرين، أو أن يحكم تلك الأرض بما يرضي أولئك الطواغيت، ليحفظ فيها تمكينه، وفي الوقت نفسه يخادع الناس من حوله بأن ما يفعله من امتناع عن إقامة الدين هو من إقامة الدين، وما يجريه على تلك الأرض من أحكام الجاهلية، هو حكم بالشريعة، كما نراه واضحاً الآن من فعل فصائل الصحوات في الشام.
...المزيد

إن الله يأمر بالعدل والإحسان "الإحسان ضد الإساءة، وهو كل مرغوب فيه، وكل ما يَسرُّ النفس من ...

إن الله يأمر بالعدل والإحسان

"الإحسان ضد الإساءة، وهو كل مرغوب فيه، وكل ما يَسرُّ النفس من نعمة تنال الإنسان في بدنه ونفسه وأحواله" [معجم مقاييس اللغة، لابن فارس].

وتعريف الإحسان في الشرع هو قوله، صلى الله عليه وسلم: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [رواه مسلم].

وقد أمر الله -تعالى- به فقال: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى } [النحل: 90]، وقال عز وجل: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } [يونس:26]، وقال -صلى الله عليه وسلم- في تفسير هذه الآية: (الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله عز وجل) [رواه ابن أبي حاتم والطبري].

وأمر به رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليحدَّ أحدكم شفرته، فليُرِح ذبيحته) [رواه مسلم].

والإحسان نوعان: الأول متعلق بعبادة الله، والثاني متعلق بالبشر والمخلوقات الأخرى.

فالأول: وهو أعلى مراتب الدين، حيثُ يَرتقي المسلم ويَرتفع إلى درجة أعلى من الإيمان، لأنه لن يصل إلى مرتبة الإحسان إلا ببلوغه الإسلام والإيمان، فيعبد الله وهو يستشعر مراقبته، وكأنه ينظر إليه، فيُحسن العمل ويُجيد العبادة، ويكون مبتغاه من كل عمله رضا الله، ويصبح ظاهره كباطنه، لا يضره الذم ولا يغره المدح.

والثاني: هو الإحسان إلى البشر وسائر المخلوقات وشُعَبه كثيرة كالإحسان إلى الوالدين، وإحسان الأزواج بعضهم إلى بعض، والإحسان إلى الأهل والأقارب، والأرامل والمساكين واليتامى والفقراء، والإحسان إلى عامة الناس، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

قال الحسن البصري، رحمه الله: "لأن أقضي حاجة أخٍ أحب إليَّ من أن أعتكف سنة" [عيون الأخبار لابن قتيبة].

أخي المجاهد: ويدخل في الإحسان إعانة الناس على جميع الفضائل التي أمر الإسلام بها كقضاء الحوائج، والإعانة بالمال، وتفريج الكربات، ومواساة المرضى، والمعاملة بالأخلاق الحسنة معهم، مراعين في ذلك كله مراقبة الله -تعالى- لنا وطلب رضاه.

ومن أعظم أبواب الإحسان إلى الآخرين، الإحسان بالنصيحة، وتعليم العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليس أعظم من نصيحة أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ينتفع بها الناس في دينهم ودنياهم.

وأول المستفيدين من الإحسان هم المحسنون أنفسهم، يرون ثمرته في نفوسهم، فيجدون الانشراح والسكينة.

قال ابن القيم -رحمه الله-: "ومن رفق بعباده رفق به، ومن رحم خلقه رحمه، ومن أحسن إليهم أحسن إليه، ومن جاد عليهم جاد عليه، ومن نفعهم نفعه، ومن سترهم ستره، ومن صفح عنهم صفح عنه، ومن تتبع عورتهم تتبع عورته، ومن هتكهم هتكه وفضحه، ومن منعهم خيره منعه خيره، ومن شاق شاقَّ الله -تعالى- به، ومن مكر مكر به، ومن خادع خادعه، ومن عامل خلقه بصفة عامله الله -تعالى- بتلك الصفة بعينها في الدنيا والآخرة " [الوابل الصيب من الكلم الطيب].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 126
الخميس 19 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

✍ قال ابنُ تيميَّةَ: ((المشرِكون الذين وصَفَهم اللهُ ورسولُه بالشِّركِ، أصلُهم صِنفانِ: قومُ ...

✍ قال ابنُ تيميَّةَ:
((المشرِكون الذين وصَفَهم اللهُ ورسولُه بالشِّركِ، أصلُهم صِنفانِ: قومُ نوحٍ، وقومُ إبراهيمَ. فقومُ نوحٍ كان أصلُ شِرْكِهم العكوفَ على قبورِ الصَّالحين، ثمَّ صَوَّروا تماثيلَهم، ثمَّ عَبَدوهم. وقومُ إبراهيمَ كان أصلُ شِرْكِهم عبادةَ الكواكِبِ والشَّمسِ والقَمَرِ، وكُلٌّ من هؤلاء وهؤلاء يعبدونَ الجِنَّ))
((قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة))(ص:22)
🔗 اضغط هنا للمتابعة: https://whatsapp.com/channel/0029VbAZ4HH8F2pGv35lJE25
📌 رقم القناة: 249100802323
...المزيد

وازداد جاذبية جزيرة مقطوعة من شقراوات وجواري الف ميل وميل بعد تلاحم حكايات وعوالم وكان من ...

وازداد جاذبية جزيرة مقطوعة من شقراوات وجواري الف ميل وميل
بعد تلاحم حكايات وعوالم
وكان من قطعها ساحر مجهولا لحد الان عضيم سحر من اسود والاحمر

فكتب كتاب كثير حاولوا ورقة ويضعونها ف قارورة ويرسلونها ف البحر منهم من احترق اهله4 ومنهم من احترق قراصنة يملكون بحر ومنهم من احترق سكان جزيرة لم تصل قارورة ...المزيد

ما الامر عياله9 احرقت جماله وتفاصيله مد بصره وما لا تخيلاته ثم سحر احمر لدى جن ازداد توهجها ...

ما الامر عياله9 احرقت جماله وتفاصيله مد بصره وما لا تخيلاته

ثم سحر احمر لدى جن ازداد توهجها
فانشئ حلقة سحر22 وقال كان6 من انشاها وقال العقيدة سبقت بريدة

https://th.bing.com/th/id/OIP.n6o_DUwHLJT7d_lQ2swcsgHaHa?w=174&h=180&c=7&r=0&o=7&pid=1.7&rm=3

https://th.bing.com/th/id/OIP.n6o_DUwHLJT7d_lQ2swcsgHaHa?w=174&h=180&c=7&r=0&o=7&pid=1.7&rm=3
يتم الآن تحديث اوقات الصلاة ...
00:00:00 يتبقى على
20 ربيع الأول 1447
الفجر 00:00 الظهر 00:00 العصر 00:00 المغرب 00:00 العشاء 00:00

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً